ثم قال تعالى: وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ قال الكلبي: يعني: إن تعجب من تكذيب أهل مكة لك، وكفرهم بالله، فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ يقول: أعجب من ذلك قولهم. أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ وقال مقاتل: وَإِنْ تَعْجَبْ مما أوحينا إليك من القرآن، فعجب. قولهم:
أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ إكذاباً منهم بالبعث. قرأ الكسائي: أإذا بهمزتين على وجه الاستفهام. وقرأ عاصم وحمزة كليهما: بهمزتين. وقرأ أبو عمرو: آيِذَا بهمزة واحدة مع المد، وكذلك في قوله: أَيُّنَا بالمد. وقرأ ابن كثير: أَيِذَا بالياء، وكذلك أَيُّنَا، وقرأ ابن عامر إيذا كُنَّا بهمزة واحدة بغير استفهام، أَيُّنَا بالهمزة والمد. قال: لأنهم لم يشكوا في الموت، وإنما شكوا في البعث، فينبغي أن يكون الاستفهام في الثاني دون الأول.
ثم قال تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يعني: جحدوا بوحدانية الله تعالى وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ يعني: تغل أيمانهم على أعناقهم بالحديد في النار وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ أي: دائمون فيها، ولا يخرجون منها.
{"ayah":"۞ وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبࣱ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَ ٰبًا أَءِنَّا لَفِی خَلۡقࣲ جَدِیدٍۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلۡأَغۡلَـٰلُ فِیۤ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ"}