الباحث القرآني

وَفي الآيَةِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: إنْ تَعْجَبْ مِن قَوْلِهِمْ " ﴿أئِذا كُنّا تُرابًا أئِنّا لَفي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ " فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ! كَيْفَ يُنْكِرُونَ هَذا، وقَدْ خُلِقُوا مِن تُرابٍ، ولَمْ يَكُونُوا شَيْئًا. والثّانِي: إنْ تَعْجَبْ مِن شِرْكِهِمْ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ، وعَدَمِ انْقِيادِهِمْ لِتَوْحِيدِهِ وعِبادَتِهِ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، فَإنْكارُهم لِلْبَعْثِ، وقَوْلُهم " ﴿أئِذا كُنّا تُرابًا أئِنّا لَفي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [الرعد: ٥] " أعْجَبُ. وَعَلى التَّقْدِيرَيْنِ: فَإنْكارُ المَعادِ عَجَبٌ مِنَ الإنْسانِ، وهو مَحْضُ إنْكارِ الرَّبِّ والكُفْرِ بِهِ، والجَحْدِ لِإلَهِيَّتِهِ وقُدْرَتِهِ، وحِكْمَتِهِ وعَدْلِهِ وسُلْطانِهِ. * (فائدة) التعجب كما يدل على محبة الله لفعل نحو "عجب ربك من شاب ليست له صبوة" " ويعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة" ونحو ذلك. وقد يدل على بعض الفعل نحو قوله: ﴿وَإنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾ وقوله: ﴿بَلْ عَجِبْتَ ويَسْخَرُونَ﴾: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ﴾ وقوله: ﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وأنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكم آياتُ اللَّهِ﴾ وقد يدل على امتناع الحكم وعدم حسنه نحو: ﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ﴾ وقد يدل على حسن المنع منه وأنه لا يليق به فعله نحو: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إيمانِهِمْ﴾ ...
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب