الباحث القرآني
﴿إِذۡ یُغَشِّیكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةࣰ مِّنۡهُ وَیُنَزِّلُ عَلَیۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ لِّیُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَیُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ وَلِیَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَیُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ ١١﴾ - قراءات
٣٠٢٧٨- عن داود بن أبي هند، قال: قرأ رجل عند سعيد بن المسيب: ﴿ويُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ﴾. فقال سعيد: إنما هي: (وُينْزِلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّماءِ مَآءً لِّيُطْهِرَكُم بِهِ)[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٨. و(لِّيُطْهِرَكُم) بإسكان الطاء مخففة قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص٥٤.]]. (ز)
﴿إِذۡ یُغَشِّیكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةࣰ مِّنۡهُ وَیُنَزِّلُ عَلَیۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ لِّیُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَیُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ وَلِیَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَیُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ ١١﴾ - نزول الآية
٣٠٢٧٩- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق يونس- في قوله: ‹إذْ يَغْشاكُمُ النُّعاسُ أمَنَةً مِّنْهُ›، قال: بلَغَنا: أن هذه الآية أُنزلت في المؤمنين يومَ بدر فيما أغْشاهم اللهُ من النعاس أمنةً منه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٤.]]. (٧/٥٦)
٣٠٢٨٠- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿إذ يغشيكم النعاس أمنة منه﴾ إلى قوله: ﴿سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب﴾، بلغنا: أن المشركين سبقوا رسول الله إلى ماء بدر، فقدم رسول الله، فنزل حيالهم، بينه وبينهم الوادي، ونزل على غير ماء، فقذف الشيطان في قلوب المؤمنين أمرًا عظيمًا، فقال: زعمتم أنكم عباد الله، وعلى دين الله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلُّون مُحْدِثين مُجْنِبِين، فأحب الله أن يُذْهِب من قلوبهم رجز الشيطان، فغَشّى المؤمنين نعاسًا أمنةً منه، وأنزل من السماء ماء ليطهرهم به من الأحداث والجنابة، ويذهب عنهم رجز الشيطان؛ ما كان قذفه في قلوبهم، وليربط على قلوبهم، ويثبت به الأقدام، وكان بطن الوادي فيه رملة تغيب فيها الأقدام، فلما مطر الوادي اشتدت الرملة فمشى عليها الرجال، واتخذ رسول الله حِياضًا على الوادي، فشرب المسلمون منها، واستقوا، ثم صفوا، وأوحى ربك إلى الملائكة: ﴿أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/١٦٧-.]]. (ز)
٣٠٢٨١- قال مقاتل بن سليمان: وقوله: ﴿إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ﴾ وذلك أن كفار مكة سبقوا النبي ﷺ إلى ماء بدر، فخَلَّفوا الماء وراء ظهورهم، ونزل المسلمون حيالهم على غير ماء٢٧٥٣، وبينهم وبين عدوهم بطن واد فيه رَمْل، فمكث المسلمون يومًا وليلة يصلون مُحْدِثين مُجْنِبِين، فأتاهم إبليس -لعنه الله- فقال لهم: أليس قد زعمتم أنكم أولياء الله على دينه، وقد غُلبتم على الماء، تُصلُّون على غير طهور، وما يمنع القوم من قتالكم إلا ما أنتم فيه من العطش والبلاء، حتى إذا انقطعت رقابكم من العطش قاموا إليكم فلا يبصر بعضكم بعضًا، فيقرنونكم بالحبال، فيقتلون منكم من شاءوا، ثم ينطلقون بكم إلى مكة. فحزِن المسلمون، وخافوا، وامتنع منهم النوم، فعلم الله ما في قلوب المؤمنين من الحزن، فألقى الله عليهم النعاس أمنةً من الله ليذهب همهم، وأرسل السماء عليهم ليلًا؛ فأمطرت مطرًا جوادًا حتى سالت الأودية، وملؤوا الأسقية، وسقوا الإبل، واتخذوا الحياض، واشتدت الرملة، وكانت تأخذ إلى كعبي الرجال، وكانت [جماعة][[ذكر محققه أنه أدرج هذه الكلمة ليستقيم النص.]] المؤمنين رجال لم يكن معهم إلا فارسان: المقداد بن الأسود، وأبو مرثد الغنوي، وكان معهم ستة أدْرُع، فأنزل الله: ﴿إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أمَنَةً مِنهُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٠٣-١٠٤.]]. (ز)
﴿إِذۡ یُغَشِّیكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةࣰ مِّنۡهُ﴾ - تفسير
٣٠٢٨٢- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي رَزِينٍ- قال: النعاس في القتال أمَنَةٌ من الله ﷿، وفي الصلاة من الشيطان[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٥٦، وابن جرير ١١/٥٩، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٤.]]٢٧٥٤. (ز)
٣٠٢٨٣- قال أبو طلحة [زيد بن سهل الأنصاري] -من طريق أنس-: كنت فيمن أنزل عليه النعاس يوم أحد، حتى سقط سيفي من يدي مِرارًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٤.]]. (ز)
٣٠٢٨٤- عن علي بن أبي طالب -من طريق حارثة بن مُضَرِّبٍ- قال: ما كان فينا فارسٌ يوم بدر غير المِقْداد، ولقد رأيتُنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله ﷺ يصلِّي تحتَ الشجرة حتى أصبَح[[أخرجه أبو يعلى (٢٨٠، ٣٠٥)، والبيهقي في الدلائل ٣/٣٨، ٣٩. والحديث عند أحمد ٢/٢٩٩، ٣٦٢، ٣٦٣ (١٠٢٣، ١١٦١). قال محققو المسند: «إسناده صحيح».]]. (٧/٥٦)
٣٠٢٨٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿أمنة منه﴾، قال: أمْنًا من الله[[تفسير مجاهد (ص٣٥٢)، وأخرجه ابن جرير ١١/٦٠، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٧/٥٦)
٣٠٢٨٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿أمنة منه﴾، قال: رحمة منه، أمنةً من العدو[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥.]]. (٧/٥٦)
٣٠٢٨٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد بن بشير- قال: النعاس في الرأس، والنوم في القلب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٤.]]. (٧/٥٧)
٣٠٢٨٨- عن قتادة بن دعامة، قال: كان النعاس أمنةً من الله، وكان النعاسُ نعاسين؛ نعاس يوم بدر، ونعاس يوم أحد[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٧/٥٧)
٣٠٢٨٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ‹إذ يَغْشاكم النُّعاسُ أمَنَةً منه›، أي: أنزلت عليكم الأمنة؛ حتى نمتم لا تخافون[[أخرجه ابن جرير ١١/٧٦.]]. (ز)
٣٠٢٩٠- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿إذ يغشيكم النعاس أمنة منه﴾، قال: أنزل الله ﷿ النعاس أمنة من الخوف الذي أصابهم يوم أحد. فقرأ: ﴿ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا﴾ [آل عمران:١٥٤][[أخرجه ابن جرير ١١/٦٠.]]. (ز)
﴿وَیُنَزِّلُ عَلَیۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ لِّیُطَهِّرَكُم بِهِۦ﴾ - تفسير
٣٠٢٩١- عن علي بن أبي طالب -من طريق حارثة-، قال: أصابنا مِن الليل طَشٌّ[[الطش: الضعيف القليل من المطر. النهاية (طشش).]] من المطر، يعني: الليلة التي كانت في صبيحتها وقعة بدر، فانطلقنا تحت الشجر والحَجَفِ[[الحَجَفُ -محركة-: التُّرُوسُ من جلودٍ بلا خشب ولا عَقَبٍ، واحدتها حَجَفَةٌ. القاموس واللسان (حجف).]]، نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله ﷺ يدعو ربه: «اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض». فلما أن طلع الفجر نادى: «الصلاة عباد الله». فجاء الناس من تحت الشجر والحَجَفِ، فصلى بنا رسول الله ﷺ، وحرّض على القتال[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٢.]]. (ز)
٣٠٢٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيج-: أن المشركين غلَبوا المسلمين في أول أمرهم على الماء، فظَمِئ المسلمون، وصلَّوا مُجْنِبين مُحْدِثين، فكانت بينهم رمال، فألقى الشيطان في قلوبهم الحزن، وقال: أتزعمون أن فيكم نبيًّا وأنكم أولياء الله، وتُصلُّون مُجْنِبين مُحدِثين؟! فأنزَل الله من السماء ماء، فسال عليهم الوادي ماء، فشرب المسلمون وتطهروا، وثَبَتَتْ أقدامُهم، وذهبَتْ وسوستُه[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ. كما أخرج ابن جرير ١١/٦٤، ٦٥ نحوه من طريق علي والعوفي.]]. (٧/٥٨)
٣٠٢٩٣- عن سعيد بن المسيب -من طريق داود بن أبي هند-: في قوله: ﴿وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به﴾، قال: طَشٌّ كان يوم بدر[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٣٥٩، وابن جرير ١١/٦٣، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٥٧)
٣٠٢٩٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح-: في قوله: ﴿وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به﴾، قال: المطر أنزله عليهم قبل النعاس، فأَطْفَأ بالمطر الغبار، والتَبَدَتْ[[تَلَبَّدَتِ الأرضُ بالمطر: أصبحت قوية لا تسوخ فيها الأرجل. اللسان (لبد).]] به الأرض، وطابتْ به أنفسُهم، وثَبَتَتْ به أقدامُهم[[تفسير مجاهد ص٣٥٢، وأخرجه ابن جرير ١١/٦٦، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٧/٥٧)
٣٠٢٩٥- عن الضحاك بن مزاحم، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥.]]. (ز)
٣٠٢٩٦- عن عامر الشعبي -من طريق داود- في هذه الآية: ﴿ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان﴾، قال: طَشٌّ كان يوم بدر، فثَبَّت الله به الأقدام[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٢٠/٣٠٦ (٣٧٨٢٦)، وابن جرير ١١/٦٣، ٦٨. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥.]]. (ز)
٣٠٢٩٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ‹إذْ يَغْشاكُمُ النُّعاسُ أمَنَةً مِنهُ› الآية، ذكر لنا: أنهم مُطِرُوا يومئذ حتى سال الوادي ماء، واقتتلوا على كثيب أعْفَرَ، فَلَبَّدَهُ الله بالماء، وشرب المسلمون وتوضئوا وسقوا، وأذهب الله عنهم وسواس الشيطان[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٣.]]. (ز)
٣٠٢٩٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- في قوله: ﴿وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به﴾: وذلك أن المشركين سبقوا رسول الله ﷺ إلى الماء، فقدم رسول الله ﷺ، فنزل بحيالهم، وبينه وبينهم الوادي، فقذف الشيطان في قلوب أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: أنتم تزعمون أنكم عباد الله، وعلى دين الله، وأنتم تصلون محدثين مجنبين، وقد سبقكم المشركون إلى الماء؟! فمُطِرُوا، فطهرهم الله من الأحداث والجنابة، وأمر رسول الله ﷺ بحِياض؛ فشربوا وسقوا، فقال: ﴿ليطهركم به﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥-١٦٦٦ (٨٨٦٤) مرسلًا.]]. (ز)
٣٠٢٩٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-، قال: بينا رسول الله ﷺ والمسلمون، فسبقهم المشركون إلى ماء بدر، فنزلوا عليه، انصرف أبو سفيان وأصحابه تِلْقاء البحر، فانطلقوا. قال: فنزلوا على أعلى الوادي، ونزل محمد ﷺ في أسفله، فكان الرجل من أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام يُجْنِب فلا يقدر على الماء، فيصلي جُنُبًا، فألقى الشيطان في قلوبهم، فقال: كيف ترجون أن تظهروا عليهم وأحدكم يقوم إلى الصلاة جنبًا على غير وضوء؟! قال: فأرسل الله عليهم المطر، فاغتسلوا وتوضئوا وشربوا، واشتدت لهم الأرض، وكانت بَطْحاءَ تدخل فيها أرجلهم، فاشتدت لهم من المطر، واشتدوا عليها[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٥ مرسلًا.]]. (ز)
٣٠٣٠٠- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق معمر- في قوله: ﴿ليطهركم به﴾، قال: كانت بينهم وبين القوم رحلة يوم بدر، وكانت أصابتهم جنابة وليس عندهم ماء، فألقى الشيطان في قلوبهم من ذلك شيئًا، فأنزل الله عليهم من السماء ماء، وطهرهم به، وأذهب عنهم ما ألقى الشيطان، وثَبَّت به أقدامهم حين أصاب الرَّمْلَةَ الغيثُ، فكان أشَدَّ لها، فذلك قوله: ﴿ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام﴾[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٢٥٥.]]. (ز)
٣٠٣٠١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ مِن الأحداث، والجنابة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٠٤.]]. (ز)
٣٠٣٠٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ونَزَّل عليكم من السماء المطرَ الذي أصابهم تلك الليلة، فحبس المشركون أن يسبقوا إلى الماء، وخُلِّي سبيل المؤمنين إليه[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧.]]. (ز)
٣٠٣٠٣- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به﴾، قال: هذا يوم بدر أنزل عليهم القطر[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٦. وعلَّق ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥ نحوَه.]]. (ز)
﴿وَیُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ﴾ - تفسير
٣٠٣٠٤- قال سعيد بن المسيب: ﴿ويذهب عنكم رجز الشيطان﴾، أي: وسوسة الشيطان[[تفسير الثعلبي ٤/٣٣٣.]]. (ز)
٣٠٣٠٥- عن عروة بن الزبير -من طريق محمد بن جعفر- ﴿ويذهب عنكم رجز الشيطان﴾، أي: ليذهب عنكم شكَّ الشيطان؛ لتخويفه إياهم عدوهم، واستجلاد الأرض لهم حتى انتهوا إلى منزلهم الذي سبقوا إليه عدوهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٦.]]. (ز)
٣٠٣٠٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿رجز الشيطان﴾، قال: وسْوَسَته[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٦، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٥٨)
٣٠٣٠٧- عن عكرمة مولى ابن عباس، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٦.]]. (ز)
٣٠٣٠٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- قوله: ﴿ويذهب عنكم رجز الشيطان﴾: ما أوقع الشيطان في قلوبهم من الصلاة بغير طهور[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٦.]]. (ز)
٣٠٣٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ﴾، يعني: الوسوسة التي ألقاها في قلوبكم والحزن[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٠٤.]]. (ز)
٣٠٣١٠- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ليذهب عنهم شك الشيطان بتخويفه إياهم عدوهم[[أخرجه ابن جرير ١١/٧٦.]]. (ز)
٣٠٣١١- عن سفيان الثوري، ﴿ويذهب عنكم رجز الشيطان﴾، قال: الوسوسة[[تفسير سفيان الثوري ص١١٦.]]. (ز)
٣٠٣١٢- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ويذهب عنكم رجز الشيطان﴾: الذي ألقى في قلوبكم، ليس لكم بهؤلاء طاقة، ﴿وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام﴾[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٦، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٦ من طريق أصبغ بن الفرج.]]. (ز)
﴿وَلِیَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ﴾ - تفسير
٣٠٣١٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- في قوله: ﴿وليربط على قلوبكم﴾، قال: بالصَّبْر[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٦.]]. (٧/٥٨)
٣٠٣١٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ﴾ بالإيمان مِن تخويف الشيطان[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٠٤.]]. (ز)
﴿وَیُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ ١١﴾ - تفسير
٣٠٣١٥- عن علي بن أبي طالب -من طريق حارثة- قال: كان رسولُ الله ﷺ يُصَلِّي تلك الليلة؛ ليلة بدر، ويقول: «اللهمَّ إن تَهلِكْ هذه العصابة لا تُعْبَدْ». وأصابهم تلك الليلة مطر شديد، فذلك قوله: ﴿ويثبت به الأقدام﴾[[أخرجه أحمد ٢/٢٥٩-٢٦٠ (٩٤٨)، وابن جرير ١١/٦٢-٦٣ بنحوه، من طريق إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي به. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه. إسناده صحيح.]]. (٧/٥٩)
٣٠٣١٦- عن عروة بن الزبير -من طريق يزيد بن رُومانَ- قال: بعَث الله السماء، وكان الوادي دَهْسًا[[الدَّهْس: ما سهل ولان من الأرض، ولم يبلغ أن يكون رملًا. النهاية (دهس).]]، وأصاب رسول الله ﷺ وأصحابَه منها ما لَبَّدَ الأرضَ ولم يمنعْهم المسيرَ، وأصاب قريشًا ما لم يَقْدِروا على أن يرتحِلوا معه[[أخرجه ابن إسحاق (١/٦١٩، ٦٢٠ - سيرة ابن هشام)، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٥.]]. (٧/٥٧)
٣٠٣١٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- يقول في قوله: ‹إذْ يَغْشاكُمُ النُّعاسُ أمَنَةً مِّنْهُ› إلى قوله: ﴿ويثبت به الأقدام﴾: إنّ المشركين نزلوا بالماء يوم بدر، وغلبوا المسلمين عليه، فأصاب المسلمين الظَّمَأ، وصَلَّوْا مُحْدِثين مُجْنِبين، فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن، ووسوس فيها: إنكم تزعمون أنكم أولياء الله، وأن محمدًا نبي الله، وقد غُلِبْتُم على الماء، وأنتم تصلون مُحْدِثِين مُجْنِبِين، فأمطر الله السماء حتى سال كلُّ وادٍ، فشرب المسلمون، وملئوا أسقيتهم، وسقوا دوابهم، واغتسلوا من الجنابة، وثَبَّت الله به الأقدام، وذلك أنهم كان بينهم وبين عدوهم رملة لا تَجُوزُها الدواب، ولا يمشي فيها الماشي إلا بجهد، فضربها الله بالمطر حتى اشْتَدَّت، وثَبَتَتْ فيها الأقدام[[أخرجه ابن جرير ١١/٧٦.]]. (ز)
٣٠٣١٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد بن بشير- في قوله: ﴿ويثبت به الأقدام﴾، قال: كان ببطن الوادي دَهاسٌ، فلما مُطِروا اشتدَّتِ الرملة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٦٧.]]. (٧/٥٨)
٣٠٣١٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿ويثبت به الأقدام﴾، قال: حتى يشتدَّ على الرمل، وهو وجه الأرض[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٨، وابن أبي حاتم ٥/١٦٦٧. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٨)
٣٠٣٢٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويُثَبِّتَ بِهِ﴾ يعني: بالمطر ﴿الأَقْدامَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٠٣، ١٠٤.]]٢٧٥٥. (ز)
٣٠٣٢١- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام﴾: ليذهب عنهم شك الشيطان بتخويفه إياهم عدوَّهم، واسْتِجْلادِ[[استجلاد الأرض: من الجَلَد -بفتحتين-: وهي الأرض الصلبة، يعني أنها صارت أرضًا صلبة غليظة، بعد أن كانت رملة ميثاء لينة. و«استجلدت الأرض»، مما لم تذكره معاجم اللغة، وهو عريق فصيح. انتهى من كلام العلامة شاكر على هامش تفسير الطبري ١٣/٤٢٧.]] الأرض لهم، حتى انتهوا إلى منزلهم الذي سبقوا إليه عدوهم[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.