الباحث القرآني
﴿وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِیۤ ءَاتَیۡنَـٰهُ ءَایَـٰتِنَا﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٢٩٤٩٧- عن سعيد بن المسيب -من طريق الزهري- قال: قدِمَتِ الفارِعَةُ أختُ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ على رسول الله ﷺ بعد فتح مكة، فقال لها: «هل تحفظين من شِعر أخيكِ شيئًا؟». قالت: نعم. فقال النبيُّ ﷺ: «يا فارِعةُ، إنّ مَثَلَ أخيك كمَثَلِ الذي آتاه الله آياته فانسَلَخَ منها»[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٩/٢٨٢-٢٨٤ مُطَوَّلًا.]]. (٦/٦٧٥)
٢٩٤٩٨- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي- قال: قال أميةُ بن أبي الصَّلْت: ألا رسولٌ لنا مِنّا يُخَبِّرُنا ما بُعدُ غايتِنا من رأسِ مَجْرانا قال: ثم خرَج أُمَيَّةُ إلى البحرين، وتنبَّأ رسولُ الله ﷺ، فأقام أُمَيَّةُ بالبحرين ثماني سنين، ثم قَدِم، فلقِيَ رسولَ الله ﷺ في جماعةٍ من أصحابه، فدعاه النبي ﷺ إلى الإسلام، وقرأ عليه: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يس والقرآن الحكيم﴾، حتى إذا فرَغ منها وثَب أميةُ يجرُّ رِجْلَيه، فتَبِعته قريشٌ تقول: ما تقولُ، يا أُمَيَّة؟ قال: أشهدُ أنّه على الحقِّ. قالوا: فهل تتَّبعُه؟ قال: حتى أنظرَ في أمرِه. ثم خرَج أُمَيَّةُ إلى الشام، وقدِم بعد وقْعةِ بدر يريدُ أن يُسلِمَ، فلمّا أُخبِر بقتلى بدرٍ ترَك الإسلام، ورجَع إلى الطائف، فمات بها. قال: ففيه أنزَل الله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٩/٢٨٥-٢٨٧ مطولًا.]]. (٦/٦٧٥)
٢٩٤٩٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق- في قوله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: هو بَلْعَمُ. وقال: نزلت في أُمَيَّة[[أخرجه النسائي في سننه الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) ١٠/١٠٣ (١١١٢٩)، كما أخرجه من طريق نافع بن عاصم رقم (١١١٢٨) بلفظ: نزلت في أمية، وأخرجه الحاكم (ت: مصطفى عطا) ٢/٣٥٦ (٣٢٥٨/٣٧٥) عنه أنّه بلعم، وابن أبي حاتم ٥/١٦١٦.]]. (ز)
٢٩٥٠٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق- ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: هو رجلٌ من بني إسرائيل، يُقال له: بَلْعَمُ بن أبَر[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٤٣، والنسائي في الكبرى (١١١٩٣)، وابن جرير ١٠/٥٦٧-٥٦٨، وابن أبي حاتم ٥/١٦١٦، والطبراني (٩٠٦٤). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٦/٦٧٢)
٢٩٥٠١- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق يعقوب ونافع ابنَيْ عاصم- ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: هو أُمَيَّةُ بن أبي الصَّلْت الثقفي. وفي لفظ: نزَلَت في صاحبِكم أمية بن أبي الصَّلْت[[أخرجه النسائي في الكبرى (١١١٩٢)، وابن جرير ١٠/٥٧٠، وابن أبي حاتم ٥/١٦١٦، ١٦٢٠، والطبراني -كما في المجمع ٧/٢٥-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٦/٦٧٥)
٢٩٥٠٢- عن نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود، قال: إنِّي لفي حلْقةٍ فيها عبد الله بن عمرو بن العاص، فقرَأ رجلٌ من القوم الآيةَ التي في الأعراف: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾. فقال: أتدرون مَن هو؟ فقال بعضهم: هو صَيْفِيُّ بن الراهب. وقال بعضهم: هو بَلْعَمُ -رجلٌ من بني إسرائيل-. فقال: لا. فقالوا: مَن هو؟ قال: أميةُ بن أبي الصَّلْت[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٦، وابن مردويه -كما في البداية ٣/٢٧٥-، وابن عساكر ٩/٢٦٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٦٧٦)
٢٩٥٠٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمران بن الحارث، وغيره- قال: هو بَلْعَمُ بن باعوراء. وفي لفظ: بَلعامُ بن باعر الذي أُوتيَ الاسم، كان في بني إسرائيل[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٦٧ بلفظ: بلعم بن باعرا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٦/٦٧٣)
٢٩٥٠٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا﴾ الآية، قال: هو رجلٌ من مدينة الجبّارين، يُقال له: بَلْعَمُ. تعلَّم اسمَ الله الأكبر، فلمّا نزَل بهم موسى أتاه بنو عمِّه وقومُه، فقالوا: إنّ موسى رجلٌ حديد، ومعه جنود كثيرة، وإنه إن يظهَرْ علينا يُهلِكْنا، فادعُ اللهَ أن يردَّ عنا موسى ومَن معه. قال: إنِّي إن دعوتُ الله أن يردَّ موسى ومَن معه مضَت دنياي وآخرتي. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم، فسُلِخ[[كل شيء خرج من شيء فقد انسلخ منه. جمهرة اللغة (سلخ).]] مما كان فيه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٦٨، ٥٧٠، وابن أبي حاتم ٥/١٦١٦، ١٦١٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٦٧٣)
٢٩٥٠٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه﴾ الآية، قال: هو رجلٌ أُعطِيَ ثلاثَ دعواتٍ يُستجابُ له فيهن، وكانت له امرأةٌ له منها ولد، فقالت: اجعَلْ لي منها واحدة. قال: فلكِ واحدةٌ، فما الذي تُريدين؟ قالت: ادعُ الله أن يجعَلَني أجملَ امرأة في بني إسرائيل. فدعا الله، فجعَلها أجملَ امرأةٍ في بني إسرائيل، فلما علِمت أن ليس فيهم مثلُها رغِبَتْ عنه، وأرادت شيئًا آخر، فدعا اللهَ أن يجعلَها كلبةً، فصارت كلبة، فذهبت دعوتان، فجاء بنوها، فقالوا: ليس بنا على هذا قرارٌ، قد صارت أمُّنا كلبةً يُعيِّرُنا الناس بها، فادعُ الله أن يردَّها إلى الحال التي كانت عليه. فدعا اللهَ، فعادت كما كانت، فذهبت الدعوات الثلاث، وسُمِّيت: البَسُوس[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٧-١٦١٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٦٧٤)
٢٩٥٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قال: هو رجلٌ يُدعى: بَلْعَم، من أهل اليمن، آتاه الله آياتِه، فترَكَها[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٦٩، ٥٧٥، وابن أبي حاتم ٥/١٦١٨.]]. (٦/٦٧٥)
٢٩٥٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الشعبي- في هذه الآية: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: هو رجل من بني إسرائيل يُقال له: بَلْعَمُ بن باعُورا. وكانت الأنصار تقول: هو ابن الراهب الذي بُنِي له مسجد الشِّقاق. وكانت ثقيفٌ تقول: هو أُمَيَّةُ بن أبي الصَّلْت[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٧. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٦/٦٧٦)
٢٩٥٠٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة- قال: هو صَيْفِيُّ بن الراهب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٦.]]. (٦/٦٧٧)
٢٩٥٠٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد، وعكرمة- قال: كان في بني إسرائيل بَلعامُ بن باعرَ أوتي كتابًا[[تفسير مجاهد ص٣٤٦، وأخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٣.]]. (ز)
٢٩٥١٠- عن كعب الأحبار -من طريق قتادة- في قوله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا﴾: هو بَلْعَمُ بن [باعُورا]، وكان رجلًا من أهل البَلْقا[[ذكر في معجم البلدان ١/٤٨٩ أن البَلْقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، ومنها قرية الجبارين.]]، وكان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب، مع الجبابرة الذين كانوا ببيت المقدس[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٧.]]. (٦/٦٧٧)
٢٩٥١١- عن سعيد بن جبير، في قوله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: كان اسمُه: بَلْعَم، وكان يُحسِنُ اسمًا من أسماء الله، فغَزاهم موسى في سبعين ألفًا، فجاءَه قومُه، فقالوا: ادعُ الله عليهم. وكانوا إذا غَزاهم أحدٌ أتَوه، فدَعا عليهم، فهَلَكوا، وكان لا يَدْعو حتى يَنامَ فيَنظُرَ ما يُؤْمَرُ به في منامه، فنام، فقيل له: ادعُ الله لهم، ولا تدعُ عليهم. فاستَيقَظ، فأبى أن يَدعُوَ عليهم، فقال لهم: زَيِّنوا لهم النساء؛ فإنّهم إذا رَأَوهنَّ لم يَصْبِروا حتى يُصِيبوا من الذنوب، فتُدالُوا عليهم[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٦٨٠)
٢٩٥١٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿فانسلخ منها﴾، قال: بَلعامُ بن باعرَ، من بني إسرائيل[[تفسير مجاهد ص٣٤٦، وأخرجه ابن جرير ١٠/٥٦٨. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/١٥٣- باسم: بلعان بن بعران.]]. (ز)
٢٩٥١٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي سعد، عن رجل حدَّثه- في الآية، قال: هو نبيٌّ في بني إسرائيل -يعني: بَلْعَمَ- أُوتِي النبوة، فَرَشاه قومُه على أن يَسْكُتَ، ففعَل، وترَكهم على ما هم عليه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٣-٥٧٤.]]. (٦/٦٧٧)
٢٩٥١٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سماك- في قوله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: أُناسٌ من اليهود والنصارى والحنفاء، مِمَّن أعطاهم الله مِن آياته وكتابه، فانسَلَخ منها، فجعَله مِثْل الكلب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٦٧٨)
٢٩٥١٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق حصين- قال في الذي ﴿آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: هو بَلْعامُ[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٦٨.]]. (ز)
٢٩٥١٦- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عبد العزيز، عن رجل- قال: قالت امرأةٌ منهم: أرُوني موسى، فأنا أفْتِنُه. قال: فتَطَيَّبَتْ، فمَرَّت على رجل يشبه موسى، فواقعها، فأتى ابنُ هارون، فأُخْبِر، فأخذ سيفًا، فطعن به في إحْلِيلِه حتى أخرجه وأخرجه مِن قُبُلِها، ثم رفعهما حتى رآهما الناس، فعلم أنه ليس موسى، ففُضِّل آلُ هارون في القُرْبان على آل موسى بالكَتِف والعَضُدِ والفَخِذِ. قال: فهو ﴿الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، يعني: بَلْعَمَ[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٨٢.]]. (ز)
٢٩٥١٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: هذا مَثَلٌ ضرَبه الله لِمَن عُرِض عليه الهُدى، فأَبى أن يَقْبَلَه، وترَكه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٨٧، وابن أبي حاتم ٥/١٦١٧-١٦٢٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٦/٦٧٨)
٢٩٥١٨- قال قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر-: يشك فيه، يقول بعضهم: بَلْعَمُ. ويقول بعضهم: أمية بن أبي الصلت[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٤٣، وابن جرير ١٠/٥٧٢.]]. (ز)
٢٩٥١٩- عن قتادة بن دعامة: أنّه أمية بن أبي الصلت[[علَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٦.]]. (ز)
٢٩٥٢٠- عن مالك بن دينار -من طريق جعفر بن سلمة- قال: بعَث نبيُّ الله موسى بَلْعامَ بن باعُورا إلى مَلِك مَدْيَنَ يَدْعوهم إلى الله، وكان مُجابَ الدعوة، وكان من علماء بني إسرائيل، فكان موسى يُقَدِّمُه في الشدائد، فأقطَعَه وأعطاه، فترَك دينَ موسى، وتَبِع دينَه؛ فأنزَل الله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦١٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٦٧٧)
٢٩٥٢١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: إنّ الله لَمّا انقضت الأربعون سنة -يعني: التي قال الله فيها: ﴿إنها محرمة عليهم أربعين سنة﴾ [المائدة:٢٦]- بعث يُوشَع بن نُون نبيًّا، فدعا بني إسرائيل، فأخبرهم أنّه نبيٌّ، وأنّ الله قد أمره أن يُقاتِل الجبّارين، فبايعوه، وصدَّقوه. وانطلق رجل مِن بني إسرائيل يقال له: بَلْعَمُ، وكان عالِمًا يعلم الاسمَ الأعظمَ المكتوم، فكفر، وأتى الجبّارين، فقال: لا تَرْهَبُوا بني إسرائيل، فإنِّي إذا خرجتم تقاتلونهم أدْعُو عليهم دعوةً فيهلكون. وكان عندهم فيما شاء من الدنيا، غير أنّه كان لا يستطيع أن يأتي النساء مِن عِظَمِهِنَّ، فكان ينكح أتانًا له، وهو الذي يقول الله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾ أي: تَبَصَّر ﴿فانسلخ منها﴾ إلى قوله: ﴿ولكنه أخلد إلى الأرض﴾[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٢.]]٢٦٨١. (ز)
٢٩٥٢٢- عن المعتمِر، قال: سُئل سليمان التيمي عن هذه الآية: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾. فحَدَّث عن سَيار أنّه كان رجلًا يُقال له: بَلْعامُ، وكان قد أُوتي النبوة، وكان مُجابَ الدعوة[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٦-٥٧٨ مُطَوَّلًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٦٧٩)
٢٩٥٢٣- عن سالم أبي النضر -من طريق محمد بن إسحاق- ... في بَلْعَمَ بن باعورا أنزل الله على محمد ﷺ: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾ يعني: بَلْعَمَ، ﴿فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين﴾ إلى قوله: ﴿لعلهم يتفكرون﴾[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٩.]]. (ز)
٢٩٥٢٤- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- ﴿الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾، قال: هو أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٢٤٣، وابن جرير ١٠/٥٧٢. وأخرج عبد الرزاق ٢/٢٤٣ أيضًا عن معمر عن الكلبي قال: بينما أمية بن أبي الصلت راقد ومعه ابنتان له إذ فزعت إحداهما، فصاحتْ عليه، قال: ما شأنُكِ؟ قالت: رأيتُ نسرين كَشَطا سقف البيت، فنزل أحدهما إليك، فشَقَّ بطنُكَ، والآخر واقفٌ على ظهر البيت، فناداه، فقال: أوَعى؟ قال: وعى. قال: أزَكا؟ قال: أبى. قال أُمَيَّة: ذلك خيرٌ أريد بأبيكما فلم يقبله.]]. (ز)
٢٩٥٢٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واتل عليهم﴾ يعني: أهل مكة ﴿نبأ﴾ يعني: حديث ﴿الذي آتيناه آياتنا﴾ يعني: أعطيناه الاسم الأعظم، يعني: بَلْعامُ بن باعورا بن ماث ابن حراز بن آزر من أهل عَمّان، وهي البلقاء التي كان فيها الجبّارون بالشام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٧٤-٧٥.]]٢٦٨٢. (ز)
٢٩٥٢٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فانْسَلَخَ مِنها﴾، قال: كان لا يسألُ اللهَ شيئًا إلا أعطاه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٣.]]. (ز)
﴿وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِیۤ ءَاتَیۡنَـٰهُ ءَایَـٰتِنَا﴾ - قصة بَلْعَم
٢٩٥٢٧- عن سالم أبي النضر -من طريق محمد بن إسحاق- أنّه حدث: أنّ موسى لَمّا نزل في أرض بني كنعان من أرض الشام أتى قومُ بلعم إلى بلعم، فقالوا له: يا بلعم، إنّ هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا، ويقتلنا، ويُحِلُّها بني إسرائيل، ويسكنها، وإنّا قومُك، وليس لنا منزل، وأنت رجلٌ مُجابُ الدعوة، فاخرج وادعُ الله عليهم. فقال: ويلَكم، نبيُّ الله معه الملائكة والمؤمنون، كيف أذهب أدعو عليهم وأنا أعلم مِن الله ما أعلم؟! قالوا: ما لنا مِن منزل. فلم يزالوا به يُرَقِّقونه، ويتَضَرَّعون إليه حتى فتنوه، فافْتُتِن. فركب حمارةً له متوجهًا إلى الجبل الذي يُطْلِعه على عسكر بني إسرائيل، وهو جبل: حُسْبانَ، فلمّا سار عليها غيرَ كثير رَبَضَتْ[[من رَبَضَ في المكان يَرْبِضُ: إذا لَصِقَ به وأقام مُلازمًا له. النهاية (ربض).]] به، فنزل عنها، فضربها، حتى إذا أذْلَقها[[أي: أقلقها. النهاية (ذلق).]] قامتْ، فرَكِبَها، فلم تَسِرْ به كثيرًا حتى رَبَضَتْ به، ففعل بها مثل ذلك، فقامتْ، فركبها، فلم تَسِر به كثيرًا حتى رَبَضَتْ به، فضربها حتى إذا أذلقها أذِنَ الله لها، فكلَّمَتْهُ حُجَّةً عليه، قالت: ويحك، يا بلعمُ، أين تذهب؟! أما ترى الملائكة أمامي تَرُدُّني عن وجهي هذا؟! أتذهب إلى نبيِّ الله والمؤمنين تدعو عليهم؟! فلم ينزع عنها يضربها، فخلّى اللهُ سبيلًها حين فعل بها ذلك. قال: فانطلقت به، حتى إذا أشرفت على رأس جبل حُسْبانَ، على عسكر موسى وبني إسرائيل؛ جعل يدعو عليهم، فلا يدعو عليهم بشيء إلا صرف به لسانه إلى قومه، ولا يدعو لقومه بخير إلا صرف لسانه إلى بني إسرائيل. قال: فقال له قومه: أتدري -يا بلعم- ما تصنع؟ إنما تدعو لهم، وتدعو علينا، قال: فهذا ما لا أملك، هذا شيءٌ قد غلب الله عليه. قال: واندَلَعَ[[انْدَلَعَ: خرج من الفم واسترخى وسقط على العَنْفقة كلسان الكلب. لسان العرب (دلع).]] لسانُه، فوقع على صدره، فقال لهم: قد ذَهَبَتِ الآنَ مِنِّي الدنيا والآخرة، فلم يبق إلا المكر والحيلة، فسأمكر لكم وأحتال، جَمِّلُوا النساء، وأعطوهن السِّلَع، ثم أرسِلُوهُنَّ إلى العسكر يَبِعْنَها فيه، ومُرُوهُنَّ فلا تمنعُ امرأةٌ نفسها من رجل أرادها، فإنهم إن زنى منهم واحدٌ كُفِيتُموهم. ففعلوا، فلمّا دخل النساءُ العسكرَ مَرَّت امرأةٌ مِن الكنعانيين -اسمها: كسى ابنة صور رأس أُمَّتِه- برجل من عظماء بني إسرائيل، وهو زمرى بن شَلُومَ، رأسُ سِبْطِ شَمْعُون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فقام إليها، فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها، ثم أقبل بها، حتى وقف بها على موسى ﵇، فقال: إنِّي أظنُّك ستقول: هذه حرام عليك؟ فقال: أجل، هي حرام عليك، لا تقربها. قال: فواللهِ، لا نطيعك في هذا، فدخل بها قُبَّتَه، فوقع عليها. وأرسل اللهُ الطاعونَ في بني إسرائيل، وكان فِنْحاصُ بن العَيْزارِ بن هارون صاحبَ أمر موسى، وكان رجلًا قد أُعْطِي بَسْطَةً في الخلق، وقُوَّةً في البطش، وكان غائبًا حين صنع زمرى بن شَلُومَ ما صنع، فجاء والطاعون يَحُوسُ في بني إسرائيل، فأُخْبِر الخبر، فأخذ حربته، وكانت من حديدٍ كلها، ثم دخل عليه القُبَّة وهما متضاجعان، فانتظمهما بحربته، ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء، والحربة قد أخذها بذراعه، واعتمد بمرفقه على خاصرته، وأسند الحربة إلى لحييه، وكان بِكْرَ العَيْزارِ، وجعل يقول: اللَّهُمَّ، هكذا نفعل بمن يعصيك. ورُفِع الطاعون، فحُسِب مَن هَلَك مِن بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زمرى المرأة إلى أن قتله فِنْحاصُ، فوجدوا قد هلك منهم سبعون ألفًا، والمُقَلِّل يقول: عشرون ألفًا في ساعة من النهار. فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فِنْحاصَ بن العَيْزارِ بن هارون مِن كل ذبيحة ذبحوها القِبَةَ والذراعَ واللَّحْيَ؛ لاعتماده بالحربة على خاصرته، وأخذه إياها بذراعه، وإسناده إياها إلى لحيته، والبِكْرَ مِن كل أموالهم وأنفسهم؛ لأنه كان بِكرَ العَيْزارِ. ففي بَلْعَمَ بن باعورا أنزل الله على محمد ﷺ: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾ يعني: بَلْعَمَ، ﴿فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين﴾ إلى قوله: ﴿لعلهم يتفكرون﴾[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٩.]]. (ز)
٢٩٥٢٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: انطلق رجلٌ من بني إسرائيل يُقال له: بلعم، فأتى الجبّارين، فقال: لا تَرْهَبوا من بني إسرائيل؛ فإنِّي إذا خرجتم تقاتلونهم أدعو عليهم. فخرج يوشع يُقاتِل الجبّارين في الناس، وخرج بلعم مع الجبّارين على أتانِه وهو يريد أن يلعن بني إسرائيل، فكُلَّما أراد أن يدعو على بني إسرائيل دعا على الجبّارين، فقال الجبّارون: إنّك إنّما تدعو علينا. فيقول: إنّما أردتُ بني إسرائيل. فلمّا بلغ باب المدينة أخذ مَلَكٌ بذَنَب الأتان، فأمسكها، فجعل يُحَرِّكها فلا تتحرك، فلمّا أكثر ضربها تَكَلَّمَتْ، فقالت: أنت تنكحني بالليل وتركبني بالنهار! ويلي منك، ولو أنِّي أطقتُ الخروجَ لَخَرَجْتُ، ولكن هذا الملك يحبسني. وفي بلعم يقول الله: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٨١.]]. (ز)
٢٩٥٢٩- عن المعتمِر، قال: سُئِل سليمان التيميِّ عن هذه الآية: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها﴾. فحَدَّث عن سَيّار أنّه كان رجلًا يقال له: بَلعام. وكان قد أُوتِي النبوة، وكان مُجابَ الدعوة، ثم إنّ موسى أقبَل في بني إسرئيل يريدُ الأرض التي فيها بَلعام، فرُعِب الناسُ منه رُعبًا شديدًا، فأتَوا بَلعامَ، فقالوا: ادعُ الله على هذا الرجل. قال: حتى أُوامِرَ ربي. فوامَرَ في الدعاء عليهم، فقيل له: لا تَدْعُ عليهم؛ فإن فيهم عبادي، وفيهم نبيُّهم. فقال لقومه: قد وامرْتُ في الدعاء عليهم، وإني قد نُهِيت. قال: فأهدَوا إليه هديةً فقَبِلها، ثم راجَعوه، فقالوا: ادعُ الله عليهم. فقال: حتى أُوامِرَ. فوامَرَ فلم يُحَرْ[[لم يُحِرْ: أي لم يرجع ولم يرد. لسان العرب (حور).]] إليه شيء، فقال: قد وامَرْتُ فلم يُحَرْ إلَيَّ شيءٌ. فقالوا: لو كَرِه ربُّك أن تَدْعُوَ عليهم لنَهاك كما نَهاك المرة الأولى. فأخَذَ يَدْعو عليهم، فإذا دَعا جَرى على لسانه الدعاء على قومه، فإذا أرْسَلَ أن يُفْتَحَ على قومه جرى على لسانه أن يُفْتَحَ على موسى وجيشه، فقالوا: ما نَراك إلا تَدْعو علينا! قال: ما يَجْرِي على لساني إلا هكذا، ولو دَعوتُ عليهم ما استُجيب لي، ولكن سأدُلُّكم على أمرٍ عسى أن يكونَ فيه هلاكُهم؛ إنّ الله يُبْغِضُ الزِّنا، وإن هم وقَعوا بالزِّنا هلَكوا، فأخرِجوا النساءَ، فإنّهم قومٌ مسافرون، فعسى أن يَزْنُوا فيَهْلِكوا. فأخْرَجوا النساء لِيَسْتَقْبِلْنَهُم، فوَقَعوا في الزِّنا، فسَلَّط الله عليهم الطاعون، فمات منهم سبعون ألفًا[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٦-٥٧٨ مطولًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٦٧٩)
٢٩٥٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا﴾... يعني: بَلْعامُ بن باعورا بن ماث ابن حراز بن آزر، مِن أهل عمّان وهي البلقاء التي كان فيها الجبّارون بالشام، فإنما سُمِّيَت: البلقاء؛ مِن أجل أنّ مَلِكَها رجلٌ اسمه: بالق، وذلك أنّ الملك -واسمه بانوس ابن ستشروث- قال لبَلْعام: ادعُ على موسى. فقال بَلْعام: إنّه مِن أهل دين لا ينبغي أن يُدْعى عليه. فأمر الملِك أن تُنحَتَ خشبةً لِيَصْلِبَه عليها، فلمّا رأى ذلك خرج على أتًانٍ له ليدعو على موسى ﵇، فلما عاين عسكره قامت به الأتان، فضربها، فقالت الأتان: لِمَ تضرِبُنِي، وهذه نارٌ تَتَوَقَّدُ قد منعتني أن أمشي، فارْجِع. فرجع، فأخبرَ المَلِك، فقال له المَلِك: إمّا أن تدعو، وإمّا أن أصلبك. فدعا على موسى ﵇ باسم الله الأعظم: ألّا يدخل المدينة. فاستجاب الله له، فبلغ موسى ﵇، فدعا اللهَ أن ينزع ذلك الاسمَ منه، فنزع منه الاسمَ الأعظم، فذلك قوله: ﴿فانسلخ منها﴾ فنزعها الله منه، يعني: الآيات، ﴿فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين﴾ يعني: من الضالين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٧٤-٧٥.]]٢٦٨٣. (ز)
﴿فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ ١٧٥﴾ - تفسير
٢٩٥٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿فانسلخ منها﴾، قال: نُزِع منه العلم[[أخرجه ابن جرير ١٠/٥٧٦، وابن أبي حاتم ٥/١٦١٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٦٧٧)
٢٩٥٣٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فانسلخ منها﴾ فنزعها الله منه، يعني: الآيات، ﴿فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين﴾ يعني: من الضالين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٧٤-٧٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.