الباحث القرآني
﴿وَكَذَ ٰلِكَ﴾ - تفسير
٢٥٣١٤- قال مقاتل بن سليمان، في قوله: ﴿وكذلك﴾: يعني: هكذا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٧٠.]]٢٣٢١. (ز)
﴿نُرِیۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ - تفسير
٢٥٣١٥- عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا رأى إبراهيمُ ملكوتَ السماوات والأرض أشرَف على رجل على معصية من معاصي الله، فدَعا عليه، فهلَك، ثم أشرَف على آخر على معصية من معاصي الله، فدعا عليه، فهلك، ثم أشرف على آخر فذهب يدعُو عليه، فأوحى الله إليه: أن يا إبراهيم، إنّك رجل مستجاب الدعوة، فلا تَدْعُ على عبادي؛ فإنهم مني على ثلاث: إمّا أن يتوب فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخْرِج من صُلْبِه نسَمَةً تملأُ الأرض بالتسبيح، وإما أن أقبِضَهُ إلَيَّ؛ فإن شئتُ عفَوتُ، وإن شئتُ عاقَبْتُ»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٣/٢٩٠-. قال ابن كثير: «وقد روى ابن مردويه في ذلك حديثين مرفوعين، عن معاذ، وعلي بن أبي طالب، ولكن لا يصح إسنادهما». وقال المتقي الهندي في كنز العمال ٤/٢٦٩ (١٠٤٤٩): «فيه سوار بن مصعب، متروك».]]. (٦/١٠٦)
٢٥٣١٦- عن معاذ بن جبل -من طريق شَهْر بن حَوْشَب-، عن النبي ﷺ، قال: «لَمّا رأى إبراهيمُ ملكوت السماوات والأرض أبصَر عبدًا على خطيئة، فدعا عليه، ثم أبصَر عبدًا على خطيئة، فدعا عليه، فأوحى الله إليه: يا إبراهيم، إنّك عبد مستجاب الدعوة، فلا تدْعُ على أحد، فإنِّي من عبدي على ثلاث: إما أن أُخْرِجَ مِن صُلْبِه ذُرِّيَّة يعبدوني، وإمّا أن يتوبَ في آخر عمُرِه فأتوبَ عليه، وإمّا أن يتولّى فإنّ جهنم من ورائِه»[[أخرجه البيهقي في الشعب ٩/٦٩ (٦٢٧٤)، وابن عساكر في تاريخه ٦/٢٢٦ (١٥١٢)، من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل به. وفي سنده ليث بن أبي سليم، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (٥٦٨٥): «صدوق، اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه؛ فتُرِك».]]. (٦/١٠٧)
٢٥٣١٧- عن سلمان الفارسي -من طريق أبي عثمان- قال: لَمّا رأى إبراهيمُ ملكوت السماوات والأرض رأى رجلًا على فاحشةٍ، فدعا عليه، فهلَك، ثم رأى آخر على فاحشة، فدعا عليه فهلك، ثم رأى آخر على فاحشة، فدعا عليه، فأوحى الله إليه أن: يا إبراهيم، مهلًا، فإنّك رجل مستجاب لك، وإنِّي من عبدي على ثلاث خصال: إمّا أن يتوبَ قبلَ الموت فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخرِجَ من صُلبِه ذرية يذكُروني، وإما أن يتولّى فجهنمُ من ورائِه[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٨٠، وابن جرير ٩/٣٥٠، وسعيد بن منصور (٨٨٤ - تفسير) من طريق شهر بن حوشب. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٠٧)
٢٥٣١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: الشمس، والقمر، والنجوم[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٥٢، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٦، والبيهقي في الأسماء والصفات (٦١٢). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/١٠٣)
٢٥٣١٩- عن مجاهد بن جبر، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٣٢٦.]]. (ز)
٢٥٣٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن أبي ليلى- ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: كُشِف ما بين السموات والأرض حتى نظَر إليهن على صخرة، والصخرة على حُوت، وهو الحوت الذي منه طعام الناس، والحوت في سلسلة، والسلسلة في خاتم العزَّة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٢٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٠٣)
٢٥٣٢١- عن عبد الله بن عباس: ﴿ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: مُلك السماوات والأرض، وهي بالنَّبَطِيَّةِ: ملَكُوثا[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٠٣)
٢٥٣٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: يعني: خلْقَ السماوات والأرض[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٤٨، ٣٥٣، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٦، ١٣٢٧.]]. (٦/١٠٨)
٢٥٣٢٣- عن سعيد بن جبير -من طريق سالم- ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض﴾، قال: كُشِف له عن أديم السموات والأرض حتى نظر إليهنَّ على صخرة، والصخرة على حوت، والحوت على خاتم رب العزة، لا إله إلا الله[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٥٠.]]. (ز)
٢٥٣٢٤- عن سعيد بن جبير= (ز)
٢٥٣٢٥- ومجاهد بن جبر: يعني: آيات السماوات والأرض، وذلك أنّه أُقِيم على صخرة، وكُشِفَت له عن السماوات والأرض حتى العرش وأسفل الأرض، ونظر إلى مكانه في الجنة[[تفسير الثعلبي ٤/١٦١.]]٢٣٢٢. (ز)
٢٥٣٢٦- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: سلطانهما[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٦/١٠٤)
٢٥٣٢٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: آيات، فُرِجَت له السماوات السبع، فنظر إلى ما فِيهِنَّ حتى انتهى بصرُه إلى العرش، وفُرِجَت له الأرضُون السبع، فنظر إلى ما فيهن[[تفسير مجاهد ص٣٢٤، وأخرجه ابن جرير ٩/٣٤٨-٣٤٩، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٦-١٣٢٧، والبيهقي في الأسماء والصفات (٦١٣) مختصرًا جِدًّا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٠٤)
٢٥٣٢٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض﴾، قال: الشمس، والقمر[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٥١.]]. (ز)
٢٥٣٢٩- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض﴾، قال: الشمس، والقمر، والنجوم[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٥١.]]٢٣٢٣. (ز)
٢٥٣٣٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن أبي زائدة- في قوله: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: إنّما هو مُلك السماوات والأرض، ولكنه بكلام النَّبَطِيَّةِ: ملَكُوثا[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٤٨، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٦/١٠٤)
٢٥٣٣١- عن شهر بن حوشب -من طريق عبد الجليل بن عطية- في قوله: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: رُفِع إبراهيم إلى السماء، فنظر أسفلَ منه، فرأى رجلًا على فاحشة، فدعا، فخُسِف به، حتى دعا على سبعة، كلُّهم يُخسَفُ به، فنودِي: يا إبراهيم، رفِّهْ عن عبادي -ثلاثَ مِرار-، إنِّي من عبدي بينَ ثلاث: إمّا أن يتوبَ فأتوبَ عليه، وإمّا أن أستخرِجَ من صُلْبِه ذرية مؤمنة، وإما أن يكفُر فحسبُه جهنم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٢٥-١٣٢٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.]]. (٦/١٠٧)
٢٥٣٣٢- عن عطاء بن أبي رباح، قال: لَمّا رُفِع إبراهيم إلى ملكوت السماوات أشرف على عبدٍ يزني، فدعا عليه، فأُهلِك، ثم رُفِع أيضًا فأشرَف على عبد يزني، فدعا عليه، فأُهْلِك، ثم رُفِع أيضًا، فأشرَف على عبد يزني، فأراد أن يدعوَ عليه، فقال له ربُّه: على رِسْلِكَ، يا إبراهيم، فإنّك عبدٌ مستجاب لك، وإني من عبدي على إحدى ثلاثِ خلال: إما أن يتوب إلَيَّ فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخرِجَ منه ذريةً طيبة، وإما أن يتَمادى فيما هو فيه فأنا مِن ورائه[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٥٠-٣٥١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٠٦)
٢٥٣٣٣- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق طلحة بن عمرو- قال: لَمّا رُفِع إبراهيم في ملكوت السماوات رأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، ثم رُفِع، فرأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، ثم رُفِع، فرأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، ثم رأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، فقيل: على رِسْلِك، يا إبراهيم، إنّك عبدٌ يُستجابُ لك، وإنِّي من عبدي على ثلاث: إمّا أن يتوبَ إلَيَّ فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخرِجَ منه ذرية طيبة تعبُدُني، وإمّا أن يتمادى فيما هو فيه فإنّ جهنم من ورائه[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٦٦٩٩).]]. (٦/١٠٨)
٢٥٣٣٤- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق إبراهيم بن كيسان الصنعاني- قال: لَمّا أُرِيَ إبراهيم ملكوت السماوات والأرض سأل ربه، أي: يريه جنَّتَي سبأ، وغوطة دمشق[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٢٧.]]. (ز)
٢٥٣٣٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض﴾ أي: خلق السموات والأرض، ﴿وليكون من الموقنين﴾[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٤٨.]]. (ز)
٢٥٣٣٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في الآية، قال: ذُكِر لنا: أنّ إبراهيم ﵇ فُرَّ به من جبّار مُترَفٍ، فجُعِل في سَرَب، وجُعِل رزقُه في أطرافه، فجعَل لا يَمُصُّ إصبَعًا من أصابِعِه إلا جَعَل الله له فيها رزقًا، فلمّا خرَج من ذلك السَّرَب أراه الله ملكوتَ السماوات، وأَراه شمسًا وقمرًا ونجومًا وسَحابًا وخلْقًا عظيمًا، وأَراه ملكوتَ الأرض؛ فرَأى جبالًا وبحورًا وأنهارًا وشجرًا ومِن كلِّ الدوابِّ وخلْقًا عظيمًا[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٥٢، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٧، ١٣٢٩، ١٣٣٠. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٧٩-٨٠-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٠٩)
٢٥٣٣٧- عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل- ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، قال: الحق[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٢٧.]]. (ز)
٢٥٣٣٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين﴾، قال: أُقيم على صخرة، وفُتِحت له السموات، فنظر إلى ملك الله فيها حتى نظر إلى مكانه في الجنة، وفتحت له الأرضون حتى نظر إلى أسفل الأرض، فذلك قوله: ﴿وآتيناه أجره في الدنيا﴾ [العنكبوت:٢٧]. يقول: آتيناه مكانه في الجنة. ويُقال: أجره: الثناء الحسن[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٤٩، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٦، كما أخرجه سعيد بن منصور (٨٣٣ - تفسير) من طريق الحكم بن ظُهير. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/١٠٤)
٢٥٣٣٩- عن قَسامة بن زهير المازني -من طريق ابن أبي جميلة-: أنّ إبراهيم خليل الرحمن حَدَّث نفسه أنّه أرحم الخلق، وأنّ الله رفعه حتى أشرف على أهل الأرض، فأبصر أعمالهم، فلمّا رآهم يعملون بالمعاصي قال: اللَّهُمَّ، دمِّر عليهم. فقال له ربه: أنا أرحم بعبادي منك، اهبط، فلعلهم أن يتوبوا إلَيَّ ويُراجعوا[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٥١.]]. (ز)
٢٥٣٤٠- قال مقاتل بن سليمان، في قوله: ﴿نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾، يعني: خلق السماوات والأرض وما بينهما من الآيات[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٧٠.]]٢٣٢٤. (ز)
﴿وَلِیَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِینَ ٧٥﴾ - تفسير
٢٥٣٤١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿وليكون من الموقنين﴾، فإنّه جَلّى له الأمر سرهَّ وعلانيته، فلم يَخْفَ عليه شيء من أعمال الخلائق، فلمّا جعل يلعنُ أصحاب الذنوب قال الله: إنّك لا تستطيع هذا. فردَّه الله كما كان قبلَ ذلك[[أخرجه ابن جرير ٩/٣٤٨، ٣٥٣، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٦-١٣٢٧.]]٢٣٢٥. (٦/١٠٨)
٢٥٣٤٢- قال مقاتل بن سليمان، في قوله: ﴿وليكون من الموقنين﴾: وليكون إبراهيم من الموقنين بالربِّ أنّه واحد لا شريك له، وذلك أنّ إبراهيم سأل ربه أن يريه ملكوت السموات والأرض، فأمر الله جبريل ﵇، فرفعه إلى الملكوت ينظر إلى أعمال العباد، فرأى رجلًا على معصية، فقال: يا ربِّ، ما أقْبَحَ ما يأتي هذا العبدُ، اللَّهُمَّ، اخسِف به. ورأى آخرَ، فأعاد الكلام. قال: فأمر الله جبريل ﵇ أن يرُدَّه إلى الأرض، فأوحى الله إليه: مهلًا يا إبراهيم، فلا تدعُ على عبادي، فإنِّي من عبادي على إحدى خصلتين: إمّا أن يتوب إلَيَّ قبل موته فأتوب عليه، وإمّا أن يموت فيدع خَلَفًا صالحا فيستغفر لأبيه فأغفر لهما بدعائه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٧٠-٥٧١.]]. (ز)
﴿وَلِیَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِینَ ٧٥﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٥٣٤٣- عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «رأيتُ ربي في أحسن صورة، فقال: فيمَ يَختصِمُ الملأُ الأعلى، يا محمد؟ قال: قلتُ: أنتَ أعلمُ، أي ربِّ. قال: فوضَع يده بين كَتِفيَّ، فوجدتُ بردَها بين ثَدْيَيَّ. قال: فعلِمتُ ما في السماوات والأرض. ثم تلا هذه الآية: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين﴾. ثم قال: يا محمد، فيمَ يختصِمُ الملأُ الأعلى؟ قلتُ: في الكفّارات، والدرجات. قال: وما الكفارات؟ قلت: نقْلُ الأقدام إلى الجُمُعات، والمجالسُ في المساجد خلاف الصلوات، وإبلاغُ الوضوء أماكِنه في المكروه، فمَن يفعلْ ذلك يعِشْ بخير، ويمُتْ بخير، ويكُن مِن خطيئته كهيئته يومَ ولدتْهُ أمُّه، وأما الدَّرجات فبذلُ السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. قال: قل: اللهُمَّ، إنِّي أسألُك الطيبات، وتركَ المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لي وترحمني، وإذا أردتَ فتنة في قوم فتوفَّني غير مفتون». فقال رسول الله ﷺ: «تعلَّموهنَّ؛ فإنّهُنَّ حقٌّ»[[أخرجه أحمد ٢٧/١٧١-١٧٢ (١٦٦٢١)، ٣٨/٢٥٦-٢٥٧ (٢٣٢١٠)، من طريق زهير بن محمد، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن بعض أصحاب النبي ﷺ به. قال الهيثمي في المجمع ٧/١٧٦ (١١٧٣٨): «رجاله ثقات». وضعَّفه الدارقطني في علله (٦/٥٧).]]. (٦/١٠٥)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.