الباحث القرآني
مقدمة السورة
٧٤٧١١- عن عبد الله بن عباس -من طرق- قال: نَزَلَتْ سورة الواقعة بمكة[[أخرجه النحاس ص٧٤٩ من طريق أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد، والبيهقي في دلائل النبوة ٧/١٤٢-١٤٤ من طريق خُصَيف عن مجاهد. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٧٣)
٧٤٧١٢- عن عبد الله بن الزبير، مثله[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٧٣)
٧٤٧١٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخُراسانيّ-: مكّيّة، ونَزَلَتْ بعد سورة طه[[أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن ١/٣٣-٣٥.]]. (ز)
٧٤٧١٤- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٧٤٧١٥- والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي-: مكّيّة[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧/١٤٢-١٤٣.]]. (ز)
٧٤٧١٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق همام-: مكّيّة[[أخرجه الحارث المحاسبي في فهم القرآن ص٣٩٥-٣٩٦ من طريق سعيد، وأبو بكر ابن الأنباري -كما في الإتقان في علوم القرآن ١/٥٧- من طريق همام.]]. (ز)
٧٤٧١٧- عن محمد بن شهاب الزُّهريّ: مكّيّة، ونَزَلَت بعد سورة طه[[تنزيل القرآن ص٣٧-٤٢.]]. (ز)
٧٤٧١٨- عن علي بن أبي طلحة: مكّيّة[[أخرجه أبو عبيد في فضائله (ت: الخياطي) ٢/٢٠٠.]]. (ز)
٧٤٧١٩- قال مقاتل بن سليمان: سورة الواقعة مكّيّة، عددها ست وتسعون آية كوفي[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢١٢.]]٦٤١٠. (ز)
٧٤٧٢٠- عن عبد الله بن مسعود، سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَن قرأ سورة الواقعة كلَّ ليلة لم تُصِبْه فاقةٌ أبدًا»[[أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢/٧٢٦ (١٢٤٧)، وابن السني في عمل اليوم والليلة ص٦٢٩-٦٣٠ (٦٨٠)، والثعلبي ٩/١٩٩. قال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ٣/٤١٣-٤١٤ (١٢٩٥): «فقد تبيّن ضعف هذا الحديث من وجوه: أحدها: الانقطاع. كما ذكره الدارقطني، وابن أبي حاتم في علله نقلًا عن أبيه. والثاني: نكارة متنه. كما قال أحمد. والثالث: ضعف رواته. كما ذكره ابن الجوزي. والرابع: الاضطراب ... وقد اجتمع على ضعفه الإمام أحمد، وأبو حاتم، وابنه، والدارقطني، والبيهقي، وابن الجوزي، تلويحًا وتصريحًا». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٤٠٧: «وللحارث بن أبي أسامة من حديث ابن مسعود بسند ضعيف». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ٢/٤٣٧: «الحديث منكر». وقال الألباني في الضعيفة ١/٤٥٧ (٢٨٩): «ضعيف».]]٦٤١١. (١٤/١٧٣)
٧٤٧٢١- عن عبد الله بن عباس، قال: قال أبو بكر ﵁: يا رسول الله، قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتني هود، والواقعة، والمرسلات، و﴿عم يتساءلون﴾، و﴿إذا الشمس كُوِّرت﴾»[[أخرجه الترمذي ٥/٤٠٢ (٣٢٩٧)، والحاكم ٢/٣٧٤ (٣٣١٤). قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه. وروى علي بن صالح هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة نحو هذا. ورُوي عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة شيء من هذا مرسلًا. وروى أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن النبي ﷺ نحو حديث شيبان، عن أبي إسحاق، ولم يذكر فيه عن ابن عباس». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط البخاري، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي.]]. (١٤/١٧٤)
٧٤٧٢٢- عن مَسروق بن الأجْدع الهَمداني -من طريق هلال- قال: مَن أراد أن يعلم نبأ الأوّلين والآخرين، ونبأ أهل الدنيا وأهل الآخرة، ونبأ الجنة والنار؛ فليقرأ: ﴿إذا وقَعَتِ الواقِعَةُ﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٤٠٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/١٧٥، ٢٤٦)
٧٤٧٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيّ، عن أبي مالك، وأبي صالح- في قوله: ﴿إذا وقَعَتِ الواقِعَةُ﴾ قال: الساعة، ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ﴾ يقول: مَن كَذّب بها في الدنيا فإنه لا يُكذّب بها في الآخرة إذا وقَعتْ، ﴿خافِضَةٌ رافِعَةٌ﴾ قال: القيامة خافضة. يقول: خَفَضَتْ فأسمَعَت الأدنى، ورَفَعتْ فأسمَعَت الأقصى، كان القريب والبعيد فيها سواء. قال: وخَفَضَتْ أقوامًا قد كانوا في الدنيا مرتفعين، ورَفَعتْ أقوامًا حتى جَعلتْهم في أعلى عِلّيّين، ﴿إذا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا﴾ قال: هي الزّلْزلة، ﴿وبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا﴾ قال الحكم: قال السُّدِّيّ: قال علي: هذا الهَرَج، هَرَج الدّواب الذي يُحرّك الغبار، ﴿وكُنْتُمْ أزْواجًا ثَلاثَةً﴾ قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل، ﴿فَأَصْحابُ المَيْمَنَةِ ما أصْحابُ المَيْمَنَةِ﴾ هم الجمهور جماعة أهل الجنة، ﴿وأَصْحابُ المَشْأَمَةِ ما أصْحابُ المَشْأَمَةِ﴾ هم أصحاب الشمال، يقول: ما لهم وما أعدّ لهم، ﴿والسّابِقُونَ السّابِقُونَ﴾ هم مثل النّبيّين، والصِّدِّيقين، والشهداء بالأعمال من الأوّلين والآخرين، ﴿أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ﴾ قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن مِن بُطْنان الجنة، وبُطْنانها: وسطها، ﴿فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾، ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾ قال: المَوْضُونة: المَرْمُولة بالذّهب، المُكلّلة بالجوهر والياقوت، ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ﴾ قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه، يقول: حِلقًا حِلقًا، ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ قال: خَلَقهم الله في الجنة كما خَلَق الحُور العين، لا يموتون، لا يَشيبون، ولا يَهْرمون، ﴿بِأَكْوابٍ وأَبارِيقَ﴾ والأكواب: التي ليس لها آذان مثل الصّواع، والأباريق: التي لها الخراطيم والأعناق، ﴿وكَأْسٍ مِن مَعِينٍ﴾ قال: الكأس من الخمر بعينها، ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر، فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء، والمَعين يقول: مِن خمرٍ جاري، ﴿لا يُصَدَّعُونَ عَنْها﴾ عن الخمر، ﴿ولا يُنْزِفُونَ﴾ لا تَذهب بعقولهم، ﴿وفاكِهَةٍ مِمّا يَتَخَيَّرُونَ﴾ يقول: مما يشتهون، ﴿ولَحْمِ طَيْرٍ مِمّا يَشْتَهُونَ﴾ يقول: يجيئهم الطير حتى يقع، فيَبسط جناحه، فيأكلون منه ما اشتَهوا نضيجًا لم تُنضجه النار، حتى إذا شَبعوا منه طار، فذَهب كما كان، ﴿وحُورٌ عِينٌ﴾ قال: الحُور: البِيض، والعِين: العظام الأعين، حِسان، ﴿كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ﴾ قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسّهن الأيدي ولا الدّهر، ﴿المَكْنُونِ﴾ الذي في الأصداف، ﴿جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْوًا﴾ قال: اللغو: الحَلف: لا واللهِ، وبلى واللهِ، ﴿ولا تَأْثِيمًا﴾ قال: لا يَأْثمون، ﴿إلّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا﴾ يقول: التسليم منهم وعليهم، بعضهم على بعض، قال: هؤلاء المُقرّبون. ثم قال: ﴿وأَصْحابُ اليَمِينِ ما أصْحابُ اليَمِينِ﴾ وما أعدّ لهم! ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ والمخضود: المُوقَر الذي لا شوك فيه، ﴿وطَلْحٍ مَنضُودٍ وظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ يقول: ظِلّ الجنة لا ينقطع، ممدود عليهم أبدًا، ﴿وماءٍ مَسْكُوبٍ﴾ يقول: مصبوب، ﴿وفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ﴾ قال: لا تَنقطع حينًا وتجيء حينًا مثل فاكهة الدنيا، ﴿ولا مَمْنُوعَةٍ﴾ كما تُمنع في الدنيا إلا بثمن، ﴿وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ يقول: بعضها فوق بعض. ثم قال: ﴿إنّا أنْشَأْناهُنَّ إنْشاءً﴾ قال: هؤلاء نساء أهل الجنة، وهؤلاء العُجُزُ الرُّمْصُ[[الرُّمْص: جمع رَمْصاء، والرَّمَصُ في العين كالغَمَص، وهو قَذًى تلفظ به. لسان العرب والقاموس (رمص).]]، يقول: خَلقَهم خَلْقًا، ﴿فَجَعَلْناهُنَّ أبْكارًا﴾ يقول: عذارى، ﴿عُرُبًا﴾ والعُرُب: المُتحبّبات إلى أزواجهنّ، ﴿أتْرابًا﴾ المُصطحبات اللاتي لا تَغَرْن، ﴿لِأَصْحابِ اليَمِينِ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ﴾ يقول: طائفة من الأوّلين، وطائفة من الآخرين، ﴿وأَصْحابُ الشِّمالِ ما أصْحابُ الشِّمالِ﴾ ما لهم وما أعدّ لهم، ﴿فِي سَمُومٍ﴾ قال: فَيح نار جهنم، ﴿وحَمِيمٍ﴾ الماء الحارّ الذي قد انتهى حرّه، فليس فوقه حرّ، ﴿وظِلٍّ مِن يَحْمُومٍ﴾ قال: من دُخان جهنم، ﴿لا بارِدٍ ولا كَرِيمٍ إنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ قال: مشركين جبّارين، ﴿وكانُوا يُصِرُّونَ﴾ يُقيمون، ﴿عَلى الحِنْثِ العَظِيمِ﴾ قال: على الإثم العظيم. قال: هو الشّرك، ﴿وكانُوا يَقُولُونَ أئِذا مِتْنا وكُنّا تُرابًا وعِظامًا﴾ إلى قوله: ﴿أوَآباؤُنا الأَوَّلُونَ﴾ قال: ﴿قُلْ﴾ يا محمد: ﴿إنَّ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ قال: يوم القيامة، ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ أيُّها الضّالُّونَ المُكَذِّبُونَ﴾ قال: المشركون المُكذّبون ﴿لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِن زَقُّومٍ﴾ قال: والزَّقوم إذا أكَلوا منه غَصُّوا، والزَّقوم شجرة، ﴿فَمالِئُونَ مِنها البُطُونَ﴾ قال: يَملؤون من الزَّقوم بطونهم، ﴿فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحَمِيمِ﴾ يقول: على الزَّقوم الحميم، ﴿فَشارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ﴾ هي الرّمال لو مَطرتْ عليها السماء أبدًا لم يُر فيها مستنقع، ﴿هَذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ﴾ كرامة يوم الحساب، ﴿نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ﴾ يقول: أفلا تُصدِّقون، ﴿أفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ﴾ يقول: هذا ماء الرجل، ﴿أأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أمْ نَحْنُ الخالِقُونَ نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ المَوْتَ﴾ في المتعجّل والمتأخّر، ﴿وما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ يقول: ﴿عَلى أنْ نُبَدِّلَ أمْثالَكُمْ﴾ فيقول: نَذهب بكم ونَجيء بغيركم، ﴿ونُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ﴾ يقول: نخلُقكم فيما لا تعلمون؛ إن نشأ خلقناكم قِردة، وإن نشأ خلقناكم خنازير، ﴿ولَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ﴾ يقول: فهلّا تذكرون. ثم قال: ﴿أفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ﴾ يقول: ما تزرعون، ﴿أأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ﴾ يقول: أليس نحن الذي نُنبتُه أم أنتم المُنبتُون؟! ﴿لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ يقول: تَنَدَّمون، ﴿إنّا لَمُغْرَمُونَ﴾ يقول: إنّا لَمُوّارٌ[[مارَ يَمُور مَوْرًا: يذهبُ ويجيءُ ويتردّد. لسان العرب (مور).]] به، ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ ﴿أأَنْتُمْ أنْزَلْتُمُوهُ مِن المُزْنِ﴾ يقول: من السحاب، ﴿أمْ نَحْنُ المُنْزِلُونَ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجًا﴾ يقول: مُرًّا، ﴿فَلَوْلا تَشْكُرُونَ﴾ يقول: فهلّا تشكرون، ﴿أفَرَأَيْتُمُ النّارَ الَّتِي تُورُونَ﴾ يقول: تَقْدحون، ﴿أأَنْتُمْ أنْشَأْتُمْ﴾ يقول: خلقتم ﴿شَجَرَتَها أمْ نَحْنُ المُنْشِئُونَ﴾ قال: وهي مِن كل شجرة إلا في العُنّاب[[العناب: شجر شائك من الفصيلة السِّدْرية، يبلغ ارتفاعه ستة أمتار، ويطلق العناب على ثمره أيضًا، وهو أحمر حلو لذيذ الطعم على شكل ثمرة النبق. المعجم الوسيط (عنب).]]، وتكون في الحجارة، ﴿نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً﴾ يقول: يُتذكّر بها نار الآخرة العليا، ﴿ومَتاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ قال: والمُقوي: هو الذي لا يجد نارًا، فيُخرِج زِنده، فيَسْتَنوِر ناره، فهي متاع له، ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ﴾ يقول: فَصَلِّ لربّك العظيم، ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ يقول: أُقسم ﴿بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ قال: أتى ابنَ عباس عُلَيَّةُ بن الأسود أو نافعُ بن الحكم، فقال له: يا ابن عباس، إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دَخلني منها شيء. قال ابن عباس: ولِم ذلك؟ قال: لأني أسمع الله يقول: ﴿إنّا أنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ [القدر:١]، ويقول: ﴿إنّا أنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إنّا كُنّا مُنْذِرِينَ﴾ [الدخان:٣]، ويقول في آية أخرى: ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ﴾ [البقرة:١٨٥]، وقد نزل في الشهور كلّها؛ شوال وغيره. قال ابن عباس: ويلك! إنّ جُملة القرآن أُنزِل من السماء في ليلة القَدْر إلى بدء موقع النجوم. يقول: إلى سماء الدنيا، فنَزَل به جبريلُ في ليلة منه، وهي ليلة القَدْر المباركة، وهي في رمضان، ثم نزل به على محمد ﷺ في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ يقول: أُقسم ﴿بِمَواقِعِ النُّجُومِ وإنَّهُ لَقَسَمٌ﴾ والقَسم قَسمٌ، إلى قوله: ﴿لا يَمَسُّهُ إلّا المُطَهَّرُونَ﴾ وهم السَّفرة، والسَّفرة: هم الكتبة. ثم قال: ﴿تَنْزِيلٌ مِن رَبِّ العالَمِينَ أفَبِهَذا الحَدِيثِ أنْتُمْ مُدْهِنُون﴾ يقول: تَوَلَّوْن أهل الشّرك، ﴿وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ قال ابن عباس: سافر النبيُّ ﷺ في حرٍّ، فعطش الناس عطشًا شديدًا حتى كادت أعناقهم أن تنقطع مِن العطش، فذُكِر ذلك له، قالوا: يا رسول الله، لو دعوتَ الله، فسَقانا. قال: «لعلّي لو دعوتُ الله فسقاكم لقلتم: هذا بنَوء كذا وكذا». قالوا: يا رسول الله، ما هذا بحين الأنواء. فدعا بماءٍ في مَطهرة، فتوضأ، ثم ركع ركعتين، ثم دعا الله، فهبّت رياحٌ، وهاج سحابٌ، ثم أرسَلتْ، فمُطروا حتى سال الوادي، فشَربوا، وسَقَوا دوابّهم، ثم مرَّ النبيُّ ﷺ برجل وهو يغترف بقَعْبٍ معه مِن الوادي، وهو يقول: نَوء كذا وكذا سقطت الغداة. قال: ونزلت هذه الآية: ﴿وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]، ﴿فَلَوْلا إذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ﴾ يقول: النّفس، ﴿وأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ونَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِنكُمْ﴾ يقول: الملائكة، ﴿ولَكِنْ لا تُبْصِرُونَ﴾ يقول: لا تبصرون الملائكة، ﴿فَلَوْلا﴾ يقول: هلا ﴿إنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ غير مُحاسبين، ﴿تَرْجِعُونَها﴾ يقول: أن تُرجِعوا النّفس ﴿إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَأَمّا إنْ كانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ﴾ مثل النّبيّين والصِّدِّيقين والشهداء بالأعمال، ﴿فَرَوْحٌ﴾ الفَرَج، مثل قوله: ﴿ولا تَيْأَسُوا مِن رَوْحِ اللَّهِ﴾ [يوسف:٨٧]، ﴿ورَيْحانٌ﴾ الرّزق. قال ابن عباس: لا تَخرج رُوح المؤمن من بدنه حتى يأكل مِن ثمار الجنة قبل موته، ﴿وجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾ يقول: حُقِّقتْ له الجنة والآخرة، ﴿وإمّا إنْ كانَ مِن أصْحابِ اليَمِينِ﴾ يقول: جمهور أهل الجنة، ﴿فَسَلامٌ لَكَ مِن أصْحابِ اليَمِينِ وأَمّا إنْ كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ﴾ وهم المشركون، ﴿فَنُزُلٌ مِن حَمِيمٍ﴾ قال ابن عباس: لا يَخرج الكافرُ مِن بيته في الدنيا حتى يُسقى كأسًا من حميم، ﴿وتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ يقول: في الآخرة، ﴿إنَّ هَذا لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ﴾ يقول: هذا القول الذي قَصَصنا عليك لهو حقّ اليقين، يقول: القرآن الصادق[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٢٤٧-٢٥٤)
﴿إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ ١﴾ - تفسير
٧٤٧٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿إذا وقَعَتِ الواقِعَةُ﴾، قال: يوم القيامة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٣٧٢، وابن جرير ٢٢/٢٧٩ مختصرًا، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٤٨٨-. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١٧٥)
٧٤٧٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿الواقِعَةُ﴾ و﴿الطّامَّةُ﴾ [النازعات:٣٤] و﴿الصّاخَّةُ﴾ [عبس:٣٣]، ونحو هذا: من أسماء القيامة، عظّمه الله، وحذّر عباده[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٧٩.]]٦٤١٢. (ز)
٧٤٧٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيّ، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله: ﴿إذا وقَعَتِ الواقِعَةُ﴾، قال: الساعة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٢٤٨)
٧٤٧٢٧- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿إذا وقَعَتِ الواقِعَةُ﴾: يعني: الصَّيْحة[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٧٩.]]٦٤١٣. (ز)
٧٤٧٢٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿إذا وقَعَتِ الواقِعَةُ﴾، قال: نَزَلَتْ[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٦٩.]]. (ز)
٧٤٧٢٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إذا وقَعَتِ الواقِعَةُ﴾ يعني: إذا وقعت الصيحة، وهي النّفخة الأولى[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢١٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.