﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ قال أهل المعاني [[انظر: "الكشاف" 4/ 55، و"الجامع" للقرطبي 17/ 194، و"فتح القدير" 5/ 147.]]: اذكر إذا وقعت الواقعة، وقال "صاحب النظم": إذا هاهنا صفة وفضل ولغو، كما قال -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ [الانشقاق: 1] وتأويله: انشقت السماء، كما قال: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ [القمر: 1] و ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾ [النحل: 1]، ونظيره في الكلام: قد جاء الشتاء وجاء الصوم بمعنى اقترب ودنا، وإنما قلنا: إن (إذا) ملغاة، لأنه لم يجيء لها خبر ولا جواب، ومنه قول الهذلي [[هو عبد مناف بن ربع الهذلي، جاهلي، والبيت ورد في "ديوان الهذليين" 2/ 42، وروايته (فتائدة)، و"الأمالي" لابن الشجري 2/ 122، و"الإنصاف" ص 461، و"الخزانة" 7/ 39، 41. وانظر أيضًا: "اللسان" 3/ 16 (قتد)، 2/ 188 (سلك)، و"تهذيب اللغة" 10/ 63 (سلك) ونسبه لابن أحمر.
والقتائد: ثنية معروفة، وقيل: اسم عقبة، والشُّرد جمع شرود.]]:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدهم ... شلَّا كما يطرد الجمالة الشردا يريد حتى أسلكوهم واليت آخر القصيدة ولم يجيء لـ (إذا) جواب هذا كلامه [[انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 195.]]، والأول الوجه.
قال المبرد: (وَقَعَتِ) معناه: تقع؛ لأن إذا للاستقبال ومعنى الوقوع هاهنا ظهور بالحدوث كظهور الساقط يحضره الرأي [[انظر: "الكشاف" 4/ 55، و"روح المعاني" 27/ 129.]].
وقال أبو إسحاق: يقال لكل [[في (ك): (كل).]] آت كان يتوقع: قد وقع، تقول: قد وقع الأمر، كقولك: قد جاء الأمر [[انظر: "معاني القرآن" 5/ 107.]].
قال ابن عباس: إذا قامت القيامة [[انظر: "تنوير المقباس" 5/ 329، و"الوسيط" 4/ 231، و"زاد المسير" 8/ 130.]].
قال أبو عبيدة والأخفش: الواقعة: اسم للقيامة كالآزفة وغيرها [[انظر: "مجاز القرآن" 2/ 247.]]، وهذا هو الصحيح [[وبه قال ابن قتيبة واعتمده ابن كثير وغيره من المفسرين.
انظر: "تفسير غريب القرآن" ص 445، و"ابن كثير" 4/ 282، و"فتح القدير" 5/ 147.]]؛ لأن المعنى أنها ستقع، وأما ما قال مقاتل في تفسير الواقعة أنها الصيحة وهي النفخة الأخيرة [[انظر: "تفسير مقاتل" 137 أ، وفيه (.. النفخة الأولى) وبقول مقاتل قال الضحاك. انظر: "جامع البيان" 27/ 96، و"روح المعاني" 27/ 129.]] فبعيد، لأن الله تعالى وصفها بعد بقوله: ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ وهي من صفة القيامة لا من صفة الصيحة.
{"ayah":"إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ"}