الباحث القرآني
﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنࣰا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینࣱ ٣٦﴾ - نزول الآية
٦٩٥٠٤- عن محمد بن عثمان المخزومي: أنّ قريشًا قالت: قيِّضوا لكلّ رجل مِن أصحاب محمد رجلًا يأخذه. فقيَّضوا لأبي بكر طلحة بن عبيد الله، فأتاه وهو في القوم، فقال أبو بكر: إلامَ تدعوني؟ قال: أدعوك إلى عبادة اللّات والعُزّى. قال أبو بكر: وما اللّات؟ قال: ربّنا. قال: وما العُزّى؟ قال: بنات الله. قال أبو بكر: فمَن أُمّهم؟ فسكت طلحة فلم يُجبه، فقال طلحة لأصحابه: أجِيبوا الرجل. فسكت القوم، فقال طلحة: قم، يا أبا بكر، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. فأنزل الله: ﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٣/٢٠٦)
﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ﴾ - قراءات
٦٩٥٠٥- قراءة يحيى بن سلّام: (يَعْشَ) بفتح الشين[[تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٨٤. وفي تفسير الثعلبي ٨/٣٣٤، وتفسير البغوي ٧/٢١٣: أن ابن عباس قرأ بها. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن قتادة. انظر: المحرر الوجيز ٥/٥٥، والبحر المحيط ٨/١٦.]]٥٨٦٢. (ز)
﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ﴾ - تفسير الآية
٦٩٥٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- ﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾، قال: يعْمى[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الفتح ٨/٥٦٦-. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر. وعند ابن جرير ٢٠/٥٩٦ عن ابن زيد. ثم أورد السيوطي قول ابن جرير: أن هذا المعنى على قراءة: (ومن يَعْشَ) بفتح الشين.]]. (١٣/٢٠٦)
٦٩٥٠٧- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ومَن يَعْشُ﴾ الآية، قال: مَن جانَب الحقَّ وأنكره وهو يعلم أنّ الحلال حلال، وأنّ الحرام حرام، فترَك العلم بالحلال والحقّ لهوى نفسه، وقضى حاجته، ثم أراد مِن الحرام قُيِّض له شيطان[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٣/٢٠٧)
٦٩٥٠٨- قال الضَّحّاك بن مُزاحِم: ﴿ومَن يَعْشُ﴾ يمضِ قدمًا[[تفسير الثعلبي ٨/٣٣٤.]]. (ز)
٦٩٥٠٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ومَن يَعْشُ﴾، قال: يُعرِض[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٥٩٦ بلفظ: إذا أعرض عن ذكر الرحمن. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٢٠٧)
٦٩٥١٠- قال محمد بن كعب القُرَظي: ﴿ومَن يَعْشُ﴾ يُوَلِّ ظهرَه عن ذِكر الرّحمن، وهو القرآن[[تفسير الثعلبي ٨/٣٣٤، وتفسير البغوي ٧/٢١٣.]]. (ز)
٦٩٥١١- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ﴾، قال: يُعرِض[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٥٩٦.]]. (ز)
٦٩٥١٢- عن عطاء الخُراساني -من طريق يونس بن يزيد- في قول الله ﷿: ﴿ومن يعش عن ذكر الرحمن﴾، قال: يعمى عن ذِكر الرحمن ﷿[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص٩٢.]]. (ز)
٦٩٥١٣- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ﴾ يقول: ومَن يعمَ بصرُه عن ذِكر ﴿الرَّحْمنِ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٩٥.]]. (ز)
٦٩٥١٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾، قال: مَن يعمَ عن ذِكر الرحمن[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٥٩٦.]]٥٨٦٣. (ز)
﴿نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنࣰا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینࣱ ٣٦﴾ - تفسير
٦٩٥١٥- عن سعيد الجُرَيرِيّ -من طريق معمر- في قوله: ﴿نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا﴾، قال: بلَغَنا: أنّ الكافر إذا بُعِث يوم القيامة مِن قبره سَفَعَ[[أي: أخذ بيده. النهاية (سفع).]] بيده شيطان، فلم يفارقه حتى يصيِّرهما الله إلى النار، فذلك حين يقول: ﴿يا لَيْتَ بَيْنِي وبَيْنَكَ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ﴾. قال: وأمّا المؤمن فيُوكّل به مَلك حتى يُقضى بين الناس، أو يصير إلى الجنة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٩٦ بنحوه، وابن جرير ٢٠/٥٩٩ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. كما أخرج أوله يحيى بن سلام من طريق أبي الأشهب -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٨٥-.]]. (١٣/٢٠٧)
٦٩٥١٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ في الدنيا، يقول: صاحب يزيّن لهم الغي[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٩٥.]]. (ز)
﴿نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنࣰا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینࣱ ٣٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٩٥١٧- عن عائشة: أنّ رسول الله ﷺ خرج مِن عندها ليلًا، قالت: فغِرتُ عليه، فجاء، فرأى ما أصنع، فقال: «ما لكِ، يا عائشةُ؟ أغِرتِ؟». فقلتُ: وما لي لا يغار مثلي على مثلك. فقال: «أقد جاء شيطانك؟». قلت: يا رسول الله، أوَمعي شيطان؟ قال: «نعم، ومع كل إنسان». قلتُ: ومعك؟ قال: «نعم، ولكنّ ربي أعانني عليه حتى أسْلَمَ»[[أخرجه مسلم ٤/٢١٦٨ (٢٨١٥).]]. (١٣/٢٠٨)
٦٩٥١٨- عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما منكم من أحد إلا وقد وكَّل الله به قرينه من الجن». قالوا: وإيّاك، يا رسول الله؟ قال: «وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير»[[أخرجه مسلم ٤/٢١٦٧ (٢٨١٤)، وعبد الرزاق ٢/٦٣ (٨٤٨)، وأورده الثعلبي ٤/١٨٢.]]. (١٣/٢٠٨)
٦٩٥١٩- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق إبراهيم بن حجاج- قال: ليس مِن الآدميين أحدٌ إلا ومعه شيطان موكّل به، أمّا الكافر فيأكل معه مِن طعامه، ويشرب معه مِن شرابه، وينام معه على فراشه، وأمّا المؤمن فهو مُجانِب له، ينتظره متى يصيب منه غفلة أو غِرّة فيثِب عليه، وأحبّ الآدميين إلى الشيطان الأكُول النَّؤوم[[عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.]]. (١٣/٢٠٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.