الباحث القرآني
﴿فَمَا لَكُمۡ فِی ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِئَتَیۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوۤا۟ۚ أَتُرِیدُونَ أَن تَهۡدُوا۟ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِیلࣰا ٨٨﴾ - نزول الآية
١٩٣٤٣- عن زيد بن ثابت: أنّ رسول الله ﷺ خرج إلى أحد، فرجع ناسٌ خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله ﷺ فيهم فرقتين: فرقة تقول: نقتلهم. وفرقة تقول: لا. فأنزل الله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾ الآية كلها. فقال رسول الله ﷺ: «إنّها طَيْبَة، وإنّها تنفي الخَبَث كما تنفي النارُ خَبَث الفِضَّة»[[أخرجه البخاري ٣/٢٢ (١٨٨٤)، ٥/٩٦ (٤٠٥٠)، ٦/٤٧ (٤٥٨٩)، ومسلم ٤/٢١٤٢ (٢٧٧٦)، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره (٢٤٢)، وابن جرير ٧/٢٨١-٢٨٢، وابن المنذر ٢/٨١٩ (٢٠٨١)، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٢-١٠٢٣ (٥٧٣٩). وأورده الثعلبي ٣/٣٥٥ واللفظ له.]]. (٤/٥٦٦)
١٩٣٤٤- عن زيد بن ثابت، قال: كان المنافقون وأصحاب النبي ﷺ في بيت، فقال طائفة: لوددنا أنهم برزوا لنا فقاتلناهم. وكرهت طائفة ذلك، حتى علت أصواتهم، فخرج رسول الله ﷺ، فقال لزيد: «اكتبها: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا﴾»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٥/١٢٠ (٤٨٠٥)، وأبو نعيم في صفة النفاق ص٨٩ (٥٨)، وابن جرير ٧/١٨١-١٨٢ من طرقٍ عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت به. إسناده صحيح.]]. (٤/٥٧٣)
١٩٣٤٥- عن عبد الرحمن بن عوف -من طريق ابنه أبي سلمة-: أنّ قومًا من العرب أتَوْا رسول الله ﷺ بالمدينة، فأسلموا، وأصابهم وباء المدينة -حُمّاها-، فأُرْكِسوا، خرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من الصحابة، فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة. فقالوا: ما لكم في رسول الله أسوة حسنة؟! فقال بعضهم: نافقوا. وقال بعضهم: لم ينافقوا، إنهم مسلمون. فأنزل الله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾ الآية[[أخرجه أحمد ٣/٢٠٣-٢٠٤ (١٦٦٧). قال الهيثمي في المجمع ٧/٧ (١٠٩٣٩): «رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه». وقال السيوطي في لباب النقول ص٦٤: «في إسناده تدليس وانقطاع».]]. (٤/٥٦٨)
١٩٣٤٦- عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن: أنّ نفرًا من طوائف العرب هاجروا إلى رسول الله ﷺ، فمكثوا معه ما شاء الله أن يمكثوا، ثم ارتكسوا، فرجعوا إلى قومهم، فلقوا سرية من أصحاب رسول الله ﷺ، فعرفوهم، فسألوهم: ما ردَّكم؟ فاعتلُّوا لهم، فقال بعض القوم لهم: نافقتم. فلم يزل بعض ذلك حتى فشا فيهم القول؛ فنزلت هذه الآية: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٢٤ من وجه آخر.]]. (٤/٥٦٨)
١٩٣٤٧- عن زيد بن أسلم، عن ابنٍ لسعد بن معاذ الأنصاري: أنّ هذه الآية أنزلت فينا: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا﴾، خطب رسول الله ﷺ الناس، فقال: «مَن لي بمن يؤذيني ويجمع لي في بيته مَن يؤذيني؟». فقام سعد بن معاذ، فقال: إن كان مِنّا يا رسول الله قتلناه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فأطعناك. فقام سعد بن عبادة، فقال: ما بك يا ابنَ معاذ طاعةُ رسول الله ﷺ، ولكن عرفت ما هو منك. فقام أسيد بن حضير: فقال: إنك يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين. فقام محمد بن مسلمة، فقال: اسكتوا، أيها الناس، فإنّ فينا رسول الله ﷺ، وهو يأمرنا فَنَنفُذُ لأمره. فأنزل الله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾ الآية[[أخرجه سعيد بن منصور في التفسير من سننه ٤/١٣١٣-١٣١٤ (٦٦٣)، وابن المنذر ٢/٨١٩ (٢٠٨٢) واللفظ له، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٣ (٥٧٤٠). قال ابن كثير في تفسيره ٢/٣٧١: «وهذا غريب». ومثله العيني في عمدة القاري ١٨/١٨٠.]]. (٤/٥٦٧)
١٩٣٤٨- عن زيد بن أسلم -من طريق ابنه عبد الرحمن- أنّ رسول الله ﷺ خطب الناس، فقال: «كيف ترون في رجل يجادل بين أصحاب رسول الله، ويسيء القول لأهل رسول الله وقد برَّأهم الله؟» ثم قرأ ما أنزل الله في براءة عائشة، فقال سعد بن معاذ: إن كان مِنّا قتلناه، وإن كان من غيرنا جاهدناه. فقال سعد بن عبادة: إنك -واللهِ- لا تقدر على ذلك، وما تستطيعه. فقال محمد بن مسلمة: أتتكلم دون منافقٍ، عدوَّ الله؟! فقال أسيد بن الحضير: فيما تكثرون، دعونا من هذا بيننا وبينه، إن يأمرنا به رسول الله لم ننظر هل تمنعه. فلم تبرح المقالة بهم حتى تَداعوا بالأوس والخزرج، فنزل عليه القرآن في ذلك: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله﴾. فلم يكن بعد هذه الآية ينصره أحد، ولا يتكلم فيه أحد، قال: فلقد كان رجل من بني ثعلبة يأتيه وهو جالس في المسجد، فيأخذ بلحيته، ويقول: اخرج؛ منافق، خبيث. فيقول: أما أحد ينصرني من أسيد بني ثعلبة هذا، فما يتكلم فيه أحد[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/١٥٠ (٣٥١)، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٥ مختصرًا. وإليه عزاه السيوطي، وفي آخره: فلم يكن بعد هذه الآية ينطق، ولا يتكلم فيه أحد.]]. (٤/٥٧١)
١٩٣٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إنّ قومًا كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام، وكانوا يُظاهِرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم، فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا فيهم بأس. وإنّ المؤمنين لَمّا أُخْبِروا أنهم قد خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الخبثاء، فاقتلوهم؛ فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم. وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله! أتقتلون قومًا قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به، من أجل أنهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم؟! فكانوا كذلك فئتين، والرسول عندهم لا ينهى واحد من الفريقين عن شيء؛ فنزلت: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾ إلى قوله: ﴿حتى يهاجروا في سبيل الله﴾. يقول: حتى يصنعوا كما صنعتم، ﴿فإن تولوا﴾ قال: عن الهجرة[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٣-٢٨٤، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٣ (٥٧٤١) من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/٥٦٧)
١٩٣٥٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾، قال: قوم خرجوا من مكة حتى جاؤوا المدينة، يزعمون أنهم مهاجرون، ثم ارتَدُّوا بعد ذلك، فاستأذنوا النبي ﷺ إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يَتَّجِرون فيها، فاختلف فيهم المؤمنون؛ فقائل يقول: هم منافقون. وقائل يقول: هم مؤمنون. فبيَّن الله نفاقهم، فأمر بقتلهم، فجاءوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي، وبينه وبين محمد ﵇ حلف، وهو الذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين أو يقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يؤمُّون هلالًا وبينه وبين النبي ﷺ عهد[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٢-٢٨٣، وابن المنذر (٢٠٨٣)، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٥٦٩)
١٩٣٥١- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في الآية، قال: هم ناس تخلَّفوا عن نبي الله ﷺ، وأقاموا بمكة، وأعلنوا الإيمان، ولم يُهاجِروا، فاختلف فيهم أصحابُ رسول الله ﷺ، فتولّاهم ناس من أصحاب رسول الله ﷺ، وتبَرَّأ من ولايتهم آخرون، وقالوا: تخلفوا عن رسول الله ﷺ، ولم يهاجروا. فسماهم الله منافقين، وبرأ المؤمنين من ولايتهم، وأمرهم أن لا يَتَوَلَّوهم حتى يهاجروا[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٨٤.]]. (٤/٥٦٩)
١٩٣٥٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمران بن حُدَيْر- في الآية، قال: أخذ ناس من المسلمين أموالًا من المشركين، فانطلقوا بها تُجّارًا إلى اليمامة، فاختلف المسلمون فيهم، فقالت طائفة: لو لقيناهم قتلناهم، وأخذنا ما في أيديهم. وقال بعض: لا يصلح لكم ذلك، إخوانكم انطلقوا تجارًا. فنزلت هذه الآية: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٥٧١)
١٩٣٥٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّهما كانا رجلين من قريش، كانا مع المشركين بمكة، وكانا قد تكلما بالإسلام، ولم يهاجرا إلى النبي ﷺ، فلقيهما ناس من أصحاب رسول الله ﷺ وهما مقبلان إلى مكة، فقال بعضهم: إنّ دماءهما وأموالهما حلال. وقال بعضهم: لا يحل ذلك لكم. فتشاجروا فيهما؛ فأنزل الله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾ حتى بلغ: ﴿ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٤، وابن المنذر (٢٠٨٤). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٥٦٩)
١٩٣٥٤- عن محمد بن كعب القرظي أنّه قال في هذه الآية: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا﴾: أتى رهْطٌ إلى رسول الله، فقالوا: يا رسول الله، إنّ المدينة قد ضاق علينا ترابها وسِباخُها[[السباخ: جمع سَبَخة، وهي الأرض ذات الملح. اللسان (سبخ).]]، فأْذَنْ لنا نخرج إلى هذه الحَرَّة، فنكون منك قريبًا، [...] إلى حَرَّتنا هذه، فقعد رَهْطٌ من أصحاب النبي فيهم محمد بن مسلمة الأنصاري [...] هم، فقال بعضهم: ما تقولون في هؤلاء الذين خرجوا إلى هذه الحرة؟ فقالوا: اسأل [...] وهم إخواننا، وقد أذن لهم نبينا. فقالت طائفة من القوم لعمر: والله، ما [...] خير حين تركوا مجالستنا ومسجدنا، وأن يحضروا معنا، وخرجوا إلى [...] الحَرَّة ليس بيننا وبينهم إلا دعوة، فأكثروا القول في ذلك، الطائفتان جميعًا [... ﴿فما لكم] في المنافقين فئتين﴾، وذلك: تريدون أن تقتتلوا فيهم فأنا أخبركم خبرهم، فإنّ الله ﴿أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ودوا﴾ للذين كفروا، ﴿ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/٧٧-٧٨ (١٤٩).]]. (ز)
١٩٣٥٥- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: كان ناس من المنافقين أرادوا أن يخرجوا من المدينة، فقالوا للمؤمنين: إنا قد أصابنا أوجاع في المدينة، واتَّخَمْناها[[اتخم القوم البلدة، أي: لم يُوافِق هواؤها أبدانَهُم. اللسان (وخم).]]، فلعلنا أن نخرج إلى الظَّهْر[[الظهر: يطلق على ما شرُف من الأرض وارتفع. النهاية (ظهر).]] حتى نتماثل، ثم نرجع، فإنّا كُنّا أصحاب بَرِّيَّة. فانطلقوا، واختلف فيهم أصحاب النبي ﷺ، فقالت طائفة: أعداء الله منافقون، وددنا أنّ رسول الله ﷺ أذن لنا فقاتلناهم. وقالت طائفة: لا، بل إخواننا، تَخَمَتْهُم المدينةُ فاتَّخَمُوها، فخرجوا إلى الظَّهْر يتنزهون، فإذا برئوا رجعوا. فأنزل الله في ذلك: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٦.]]. (٤/٥٧٠)
١٩٣٥٦- عن مَعْمَر بن راشد -من طريق أبي سفيان- قال: بلغني أنّ ناسًا من أهل مكة كتبوا إلى النبي ﷺ أنهم قد أسلموا، أو كان ذلك منهم كذبًا، فلقوهم، فاختلف فيهم المسلمون؛ فقالت طائفة: دماؤهم حلال. وقالت طائفة: دماؤهم حرام. فأنزل الله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٤.]]. (٤/٥٧٠)
١٩٣٥٧- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق معمر- أنّ ناسا من أهل مكة كتبوا إلى أصحاب النبي ﷺ أنهم قد أسلموا، وكان منهم كذبًا، فلقوهم، فاختلف فيهم المسلمون؛ فقالت طائفة: دماؤهم حلال. وقالت طائفة: دماؤهم حرام. فأنزل الله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٧.]]. (ز)
١٩٣٥٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فما لكم﴾ صرتم ﴿في المنافقين﴾، نزلت في تسعة نفر، منهم: مخرمة بن زيد القرشي، هاجروا من مكة إلى المدينة، فقدموا وأرادوا الرجعة، فقال بعضهم: نخرج كهيئة البداة، فإذا غُفل عنا مضينا إلى مكة. فجعلوا يتحولون مَنقَلةً مَنقَلةً [[المَنقَلَة: المرحلة من مراحل السفر. لسان العرب (نقل).]]، حتى تباعدوا من المدينة، ثم إنهم أدلجوا حتى أصبحوا قد قطعوا أرضًا بعيدة، فلحقوا بمكة، فكتبوا إلى النبي ﷺ: إنا على ما فرقناك عليه، ولكنا اشتقنا إلى بلادنا وإخوتنا بمكة. ثم إنهم خرجوا تجارًا إلى الشام، واستبضعهم أهل مكة بضائعهم، فقالوا لهم: أنتم على دين محمد ﷺ وأصحابه، فلا بأس عليكم، فساروا، وبلغ المسلمين أمرُهم، فقال بعضهم لبعض: اخرجوا إلى هؤلاء، فنقاتلهم، ونأخذ ما معهم، فإنهم تركوا دار الهجرة، وظاهروا عدوَّنا. وقال آخرون: ما حلَّت دماؤهم ولا أموالهم، ولكنهم فُتنوا، ولعلهم يرجعوا للتوبة. والنبي ﷺ ساكت؛ فأنزل الله ﷿ يخبر عن التسعة رهط، ويعظ المؤمنين ليكون أمرهم جميعًا عليهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٩٤-٣٩٥.]]١٧٩٣. (ز)
١٩٣٥٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾، قال: هذا في شأن ابن أُبَيٍّ حين تكلم في عائشة ما تكلم؛ فنزلت إلى قوله: ﴿فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله﴾. فقال سعد بن معاذ: فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله منه. يريد: عبد الله بن أبي بن سلول[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٦.]]. (٤/٥٧١)
﴿فَمَا لَكُمۡ فِی ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِئَتَیۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوۤا۟ۚ أَتُرِیدُونَ أَن تَهۡدُوا۟ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِیلࣰا ٨٨﴾ - تفسير الآية
١٩٣٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿والله أركسهم﴾، يقول: أوقعهم[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٨، وابن المنذر (٢٠٨٦)، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٥.]]. (٤/٥٧٢)
١٩٣٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني- ﴿أركسهم﴾، قال: ردَّهم[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٨، وابن المنذر ٢/٨٢١.]]. (٤/٥٧٢)
١٩٣٦٢- عن الضحاك بن مزاحم، كذلك[[علَّقه ابن المنذر ٢/٨٢١.]]. (ز)
١٩٣٦٣- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قول: ﴿أركسهم﴾. قال: حبسهم في جهنم بما عملوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أمية: أركسوا في جهنم أنهم كانوا عتاة يقولوا مَيْنًا[[المين: الكذب. النهاية (مين).]] وكذبًا وزورًا[[أخرجه الطستي في مسائله -كما في الإتقان ٢/٩١-.]]. (٤/٥٧٢)
١٩٣٦٤- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾، قال: فرقتين[[أخرجه ابن المنذر ٢/٨٢١.]]. (ز)
١٩٣٦٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿أركسهم بما كسبوا﴾، قال: أهلكهم بما عملوا[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٧ بلفظ: أهلكهم بما كسبوا، وابن جرير ٧/٢٨٨-٢٨٩، وابن المنذر (٢٠٨٩).]]. (٤/٥٧٣)
١٩٣٦٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿أركسهم﴾، قال: أضلَّهم[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٨٩، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٥.]]١٧٩٤. (٤/٥٧٣)
١٩٣٦٧- عن عطاء الخراساني -من طريق ابنه عثمان- قوله: ﴿أركسهم بما كسبوا﴾، فيقال: ردَّهم بما كسبوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٢٥.]]. (ز)
١٩٣٦٨- قال مقاتل بن سليمان: قال الله ﷿: ﴿فما لكم﴾ صرتم ﴿في المنافقين فئتين﴾ تختصمون، ﴿والله أركسهم﴾ يعني: أضلهم فردهم إلى الكفر ﴿بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله﴾ عن الهدى ﴿فلن تجد له سبيلا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٩٤-٣٩٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.