الباحث القرآني

﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ یُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُ وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلًا ۝٤٩﴾ - نزول الآية

١٨٥٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إنّ اليهود قالوا: إنّ أبناءنا قد تُوفُّوا، وهم لنا قربةٌ عند الله، وسيشفعون لنا، ويُزَكُّوننا. فقال الله لمحمد ﷺ: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٧. الإسناد ضعيفة، لكنها صحيفة صالحة ما لم يكن فيها مخالفة أو نكارة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/٤٧٥)

١٨٥٥٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كانت اليهود يُقَدِّمون صبيانهم يُصَلُّون بهم، ويُقَرِّبون قربانهم، ويزعمون أنّهم لا خطايا لهم ولا ذنوب، وكذبوا، قال الله: إنِّي لا أُطَهِّر ذا ذنبٍ بآخر لا ذنب له. ثم أنزل الله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٢ (٥٤٣٠) من طريق محمد بن المصفى، ثنا محمد بن حمير، عن ابن لهيعة، عن بشير بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة.]]. (٤/٤٧٥)

١٨٥٥٤- وعن الضحاك بن مزاحم، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٢.]]. (ز)

١٨٥٥٥- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق علي بن الحكم- أمّا قوله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾ فإنّ اليهود قالوا: ليس لنا ذنوبٌ، كما أنّه ليس لآبائنا ذنوب. فأنزل الله تعالى ذلك فيهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٢.]]. (ز)

١٨٥٥٦- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي مَكِين- قال: كان أهل الكتاب يُقَدِّمون الغِلمان الذين لم يبلغوا الحِنثَ يُصَلُّون بهم، يقولون: ليس لهم ذنوب. فأنزل الله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٦.]]. (٤/٤٧٦)

١٨٥٥٧- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيِّ -من طريق حُصين- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾، قال: نزلت في اليهود، كانوا يُقَدِّمون صبيانهم، يقولون: ليست لهم ذنوب[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٦.]]. (٤/٤٧٦)

١٨٥٥٨- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾، قال: نزلت في اليهود، قالوا: إنّا نُعَلِّم أبناءَنا التوراة صغارًا، فلا يكون لهم ذنوب، وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا، ما عملنا بالنهار كُفِّر عنّا بالليل[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٥.]]. (٤/٤٧٦)

١٨٥٥٩- عن محمد بن السائب الكلبي، قال: نزلت في رجالٍ من اليهود أتَوْا رسول الله ﷺ بأطفالهم، وقالوا: يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب؟ قال: «لا». فقالوا: والذي نحلِف به، ما نحن إلا كهيئتهم، ما من ذنب نعمله بالنهار إلا كُفِّر عنّا بالليل، وما من ذنب نعمله بالليل إلا كُفِّر عنّا بالنهار، فهذا الذي زَكَّوْا به أنفسَهم[[أسباب النزول للواحدي ص٢٩٢.]]١٧٢٤. (ز)

١٧٢٤ قال ابنُ عطية (٢/٥٧٨) فيمن أريد بهذه الآية: «هذا لفظ عامٌّ في ظاهره، ولم يختلف أحدٌ مِن المتأولين في أنّ المراد: اليهود».

١٨٥٦٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾، يعني: اليهود، منهم بحري بن عمرو، ومرحب بن زيد، دخلوا بأولادهم إلى النبي ﷺ، فقالوا: هل لهؤلاء ذنوب؟ فقال النبي ﷺ: «لا». فقالوا: والذي تحلِف به، ما نحن إلا كهيئتهم، نحن أبناء الله وأحباؤه، وما من ذنب نعمله بالنهار إلا غُفِر لنا بالليل، وما من ذنب نعمله بالليل إلا غُفِر لنا بالنهار. فزَكَّوْا أنفسَهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٨.]]. (ز)

﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ یُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُ وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلًا ۝٤٩﴾ - تفسير الآية

١٨٥٦١- قال عبد الله بن مسعود: هو تزكية بعضهم لبعض[[تفسير الثعلبي ٣/٣٢٦، وتفسير البغوي ٢/٢٣٤.]]. (ز)

١٨٥٦٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾، قال: يعني: يهود، كانوا يُقَدِّمون صبيانهم أمامهم في الصلاة، فيَؤُمُّونهم، يزعمون أنّهم لا ذنوب لهم. قال: فتلك التزكية[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٥-١٢٦، وابن المنذر (١٨٥٩). وذكره عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص٩٩.]]١٧٢٥. (٤/٤٧٥)

١٧٢٥ انتَقَدَ ابنُ جرير (٧/١٢٨) قولَ مجاهد ومَن وافقه؛ لعدم الدليل على صحته، قائلًا: «وأمّا الذين قالوا: معنى ذلك: تقديمهم أطفالهم للصلاة. فتأويلٌ لا تُدْرَكُ صِحَّتُه إلا بخبرٍ حُجَّةٍ يُوجِب العِلْمَ». وانتَقَدَ ابنُ عطية (٢/٥٧٨) هذا القول بقوله: «وهذا يبعد من مقصد الآية».

١٨٥٦٣- عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾، قال: هم اليهود والنصارى، قالوا: ﴿نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ [المائدة:١٨]. وقالوا: ﴿لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى﴾ [البقرة:١١١][[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٤، وابن جرير ٧/١٢٤، وابن أبي حاتم ٣/٩٧٢.]]. (٤/٤٧٦)

١٨٥٦٤- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا﴾، قال: وهم أعداء الله اليهود، زَكَّوْا أنفسَهم بأمر لم يبلغوه، فقالوا: ﴿نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ [المائدة:١٨]. وقالوا: لا ذنوب لنا[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٤. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٣٧٩- مختصرًا.]]. (ز)

١٨٥٦٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألم تر﴾ يعني: ألم تنظر ﴿إلى﴾ يعني: فِعْل ﴿الذين يزكون أنفسهم﴾، يعني: اليهود[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٨.]]. (ز)

١٨٥٦٦- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾، قال: هم اليهود، والنصارى[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣٤.]]. (ز)

١٨٥٦٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾، قال: قال أهل الكتاب: ﴿لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى﴾ [البقرة:١١١]. وقالوا: ﴿نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ [المائدة:١٨]. وقالوا: نحن على الذي يُحِبُّ اللهَ. فقال الله: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾ حين زعموا أنهم يدخلون الجنة، وأنهم أبناء الله وأحباؤه وأهل طاعته[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٥.]]١٧٢٦. (ز)

١٧٢٦ اختلف السلف في كيفية تزكية اليهود أنفسهم على أقوال: الأول: هو قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، ولا ذنوب لنا. والثاني: هو تقديمهم أبناءَهم لإمامتهم في الصلاة. والثالث: هو زعمهم أنّ أبناءهم سيشفعون لهم، ويُزَكُّونهم عند الله يوم القيامة. والرابع: هو تزكية بعضهم لبعض. وقد رَجَّح ابنُ جرير (٧/١٢٨) مستندًا إلى دلالة القرآن، وظاهر اللفظ القولَ الأول، وقال: «لأنّ ذلك هو أظهر معانيه؛ لإخبار الله عنهم أنّهم إنما كانوا يزكون أنفسهم دون غيرها». وبنحوه قال ابنُ عطية (٢/٥٧٩) مستندًا إلى السياق، حيث قال: «وقوله تعالى: ﴿انظر كيف يفترون﴾ الآية، يُبَيِّن أنّ تزكيتهم أنفسَهم كانت بالباطل والكذب، ويُقَوِّي أنّ التزكية كانت بقولهم: ﴿نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ [المائدة:١٨] إذ الافتراء في هذه المقالة أمكن».

﴿بَلِ ٱللَّهُ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُ﴾ - تفسير

١٨٥٦٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿بل الله يزكي من يشاء﴾، قال الله تعالى: إنِّي لا أُطَهِّر ذا ذنبٍ بآخرَ لا ذَنبَ له[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٢.]]. (ز)

١٨٥٦٩- قال مقاتل بن سليمان: يقول الله ﷿: ﴿بل الله يزكي من يشاء﴾، يعني: يُصْلِح مَن يشاء مِن عباده[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٨.]]. (ز)

﴿وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلًا ۝٤٩﴾ - تفسير

١٨٥٧٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: الفَتِيلُ: الذي في الشِّقِّ الذي في بطن النَّواة[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣١، وابن أبي حاتم ٣/٩٧٣.]]. (٤/٤٧٧)

١٨٥٧١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: النَّقِير: النَّقْرَةُ تكون في النواة، التي تنبت منها النخلة. والفتيل: الذي يكون على شِقِّ النواة. والقطمير: القِشْرُ الذي يكون على النَّواة[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٥٠ - تفسير)، وابن المنذر ٢/٧٤١. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٤٧٦)

١٨٥٧٢- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله ﷿: ﴿ولا يظلمون فتيلا﴾. قال: لا يُنقَصُون مِن الخير والشَّرِّ مثلَ الفتيل، هو الذي يكون في شِقِّ النواة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول: يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ثم لا يَرْزَأُ الأعادي فتيلا وقال الأول أيضًا: أعاذِلُ بعض لومك لا تُلِحِّي فإنّ اللَّوْم لا يُغنِي فتيلا[[أخرجه الطستي -كما في الإتقان ٢/٩١-. وعزاه السيوطي لابن الأنباري في الوقف والابتداء.]]. (٤/٤٧٧)

١٨٥٧٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: الفتيلُ: هو أن تَدْلك بين أصبعيك، فما خرج منهما فهو ذلك[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣٠، وابن المنذر (١٨٦٦). وذكره عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص١٠٠.]]. (٤/٤٧٦)

١٨٥٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿ولا يظلمون فتيلا﴾، قال: الفتيل: ما خرج مِن بين الأصبعين[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣١، وابن أبي حاتم ٣/٩٧٢. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٤٧٦)

١٨٥٧٥- وعن سعيد بن جبير، نحو ذلك[[علَّقه ابن المنذر ٢/٧٩٦، وابن أبي حاتم ٣/٩٧٢.]]. (ز)

١٨٥٧٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق عمر بن عبد الرحمن، عن ليث- في قول الله ﷿: ﴿ولا تظلمون فتيلا﴾، قال: هو الوَسَخ، يدلك الرجل يدَه بالأخرى، فيخرج الوسخ[[أخرجه ابن المنذر ٢/٧٩٦.]]. (ز)

١٨٥٧٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق جرير، عن ليث- قال: النَّقير: الذي يكون في وسط النواة في ظهرها. والفتيل: الذي يكون في جوف النواة، ويقولون: ما تدلك فيخرج من وسخها. والقطمير: لفافة النواة، أو سَحاة[[سَحاة كل شيء: قشره. اللسان (سحا).]] البيضة، أو سَحاة القَصَبَة[[أخرجه ابن المنذر ٢/٧٤١.]]. (٤/٤٧٧)

١٨٥٧٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: إنّ الفتيل الذي في شِقِّ النواة[[تفسير مجاهد ص٢٨٣.]]. (ز)

١٨٥٧٩- عن مجاهد بن جبر= (ز)

١٨٥٨٠- وعكرمة مولى ابن عباس= (ز)

١٨٥٨١- وعطاء: الفتيل: ما بين الإصبعين[[ذكره عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص١٠٠.]]. (ز)

١٨٥٨٢- عن عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك بن مُزاحِم يقول: الفتيل: شق النواة[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣٢.]]. (ز)

١٨٥٨٣- عن أبي مالك غزوان الغفاري -من طريق حُصَيْن- في قوله: ﴿ولا يظلمون فتيلا﴾، قال: الفتيل: الوَسَخُ الذي يخرج مِن بين الكفين[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٢.]]. (ز)

١٨٥٨٤- عن عطية بن سعد العوفي -من طريق قُرَّة- قال: الفتيل: الذي في بطن النواة[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣٣.]]. (ز)

١٨٥٨٥- عن عطية الجدلي [العوفي]، قال: هي ثلاث في النواة؛ القطمير: وهي قِشرة النواة. والنَّقير: الذي رأيت في وسطها. والفتيل: الذي رأيت في وسطها[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٤٧٧)

١٨٥٨٦- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق طلحة بن عمرو- قال: الفتيل: الذي في بطن النواة[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣١، وابن أبي حاتم ٣/٩٧٣.]]. (ز)

١٨٥٨٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ولا يظلمون فتيلا﴾، قال: الفتيل: الذي في شِقِّ النواة[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٤، وابن جرير ٧/١٣٢. وذكره عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص١٠٠.]]. (ز)

١٨٥٨٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: الفتيل: ما فَتَلْتَ به يديك فخرج وسَخٌ[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٢.]]. (ز)

١٨٥٨٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا يظلمون﴾ يعني: ولا يُنقَصُون من أعمالهم ﴿فتيلا﴾، يعني: الأبيض الذي يكون في شِقِّ النواة من الفتيل[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٨.]]. (ز)

١٨٥٩٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: الفتيل: الذي في بطن النواة[[أخرجه ابن جرير ٧/١٣٢.]]. (ز)

١٨٥٩١- عن علي بن الحكم: الفتيل: الشِّقُّ الذي في بطن النواة[[تفسير الثعلبي ٣/٣٤٦. ولم يتبين لنا المفسر، هل هو علي بن الحكم البنانى (ت: ١٣١) من صغار التابعين، أم علي بن الحكم بن ظبيان الأنصارى (ت:٢٢٠) من صغار أتباع التابعين؟]]١٧٢٧. (ز)

١٧٢٧ أفادت الآثار اختلاف السلف في معنى الفتيل على قولين: الأول: أنّه الوَسَخ الذي يخرج من بين أصبعي الإنسان إذا دلَكَهما. الثاني: أنّه الفتيل الذي يكون في بطن النواة. وقد رَجَّح ابنُ جرير (٧/١٣٣) العمومَ في معنى الفتيل، وأنّه يشمل القولين، مستندًا إلى اللغة، فقال: «وأصل الفتيل: المفتول، صُرِف من مفعول إلى فعيل، كما قيل: صريع، ودهين، من: مصروع، ومدهون. وإذ كان ذلك كذلك، وكان الله -جل ثناؤه- إنّما قصد بقوله: ﴿ولا يظلمون فتيلا﴾ الخبرَ عن أنّه لا يظلم عباده أقلَّ الأشياء التي لا خطر لها، فكيف بما له خطر؟!، وكان الوسخ الذي يخرج من بين أصبعي الرجل أو من بين كفيه إذا فتل إحداهما على الأخرى كالذي هو في شق النواة وبطنها، وما أشبه ذلك من الأشياء التي هي مفتولة مما لا خطر له ولا قيمة؛ فواجبٌ أن يكون كلُّ ذلك داخلًا في معنى الفتيل، إلا أن يُخْرِجَ شيئًا من ذلك ما يجب التسليم له مِمّا دَلَّ عليه ظاهر التنزيل». وذكر ابنُ عطية (٢/٥٧٩) القولين، ثُمَّ علّق عليهما قائلًا: «وهذا كله يرجع إلى الكناية عن تحقير الشيء وتصغيره، وأنّ الله لا يظلمه، ولا شيء دونه في الصغر، فكيف بما فوقه؟!». وعَلَّق ابنُ كثير (٤/١١٥) عليهما بقوله: «وكلا القولين متقارب».

﴿وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلًا ۝٤٩﴾ - آثار متعلقة بالآية

١٨٥٩٢- عن عبد الله بن مسعود -من طريق طارق بن شهاب- قال: إنّ الرجل ليغدو بدينه، ثُمَّ يرجع وما معه منه شيء، يلقى الرجلَ ليس يملك له نفعًا ولا ضَرًّا، فيقول: واللهِ، إنّك لذَيْت وذَيْت[[ذَيْتَ وذيْتَ: مثل كَيْت وكَيْتَ وهو من ألفاظ الكِنايات. النهاية (ذيت).]]. ولعله أن يرجع ولم يَحْلَ من حاجته بشيء[[أي: لم يظفر منها بشيء. اللسان (حلا).]]، وقد أسخط الله عليه. ثم قرأ: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾ الآية[[أخرجه هناد في الزهد (٩٠٣)، وابن المبارك في الزهد (١٢٩).]]. (٤/٤٧٧)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب