الباحث القرآني
﴿مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِیِّ مِنۡ حَرَجࣲ فِیمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِی ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرࣰا مَّقۡدُورًا ٣٨﴾ - نزول الآية
٦٢٣١٦- قال مقاتل بن سليمان: كان تزويج النبي ﷺ زينب كائنًا، فلما تزوجها النبي ﷺ قال الناس[[وقع في المصدر: قال أنس، والمثبت دلَّ عليه قوله بعدُ ٣/٤٩٨: وأنزل الله ﷿ في قول الناس: إن محمدًا تزوج امرأة ابنه: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾.]]: إنّ محمدًا تزوج امرأة ابنه، وهو ينهانا عن تزويجهن! فأنزل الله -تبارك وتعالى- في قولهم: ﴿ما كانَ عَلى النبي مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٦.]]. (ز)
﴿مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِیِّ مِنۡ حَرَجࣲ فِیمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ﴾ - تفسير الآية
٦٢٣١٧- قال الحسن البصري: ﴿ما كانَ عَلى النبي مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾، يعني: التي وهبت نفسها للنبي إذ زوَّجها الله إياه بغير صداق، ولكن النبي ﷺ قد تطوّع عليها، فأعطاها الصداق[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٣.]]. (ز)
٦٢٣١٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿ما كانَ عَلى النبي مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾: أي: فيما أحَلَّ له[[أخرجه عبد الرزاق ٣/٤١، وابن جرير ١٩/١١٥-١١٩ من طريق سعيد، والطبراني ٢٤/٤١-٤٢ (١١٣، ١١٤، ١١٥). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (ز)
٦٢٣١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾ فيما أحلّ الله له[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٦.]]. (ز)
٦٢٣٢٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿ما كانَ عَلى النبي مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾ فيما أحل الله له[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٢٣.]]. (ز)
﴿سُنَّةَ ٱللَّهِ فِی ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلُۚ﴾ - تفسير
٦٢٣٢١- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ﴾، يقول: كما هوي داودُ النبيُّ المرأةَ التي نظر إليها، فهويها، فتزوجها؛ كذلك قضى الله لمحمد تزوُّجَ زينب، كما كان سنة الله في داود في تزوُّجِه تلك المرأة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٥٦)
٦٢٣٢٢- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أسامة بن زيد- في قوله: ﴿ما كانَ عَلى النبي مِن حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ﴾، قال: يعني: يتزوج مِن النساء ما شاء هذا فريضة، وكان مَن كان مِن الأنبياء هذا سنتهم، قد كان لسليمان ألف امرأة، وكان لداود مائة امرأة[[أخرجه ابن سعد ٨/٢٠٢.]]. (١٢/٥٨)
٦٢٣٢٣- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ﴾ أراد داود حين جمع بينه وبين المرأة التي هويها، فكذلك جمع بين محمد ﷺ وبين زينب[[تفسير الثعلبي ٨/٤٩، تفسير البغوي ٦/٣٥٨.]]. (ز)
٦٢٣٢٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ﴾ هكذا كانت سنة الله في الذين خلوا من قبل محمد، يعني: داود النبي ﷺ حين هوي المرأة التي فُتن بها، وهي امرأة أوريا بن حنان، فجمع الله بين داود وبين المرأة التي هويها، وكذلك جمع الله ﷿ بين محمد ﷺ وبين زينب إذ هويها كما فعل بداود ﵇، فذلك قوله ﷿: ﴿وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٦.]]. (ز)
٦٢٣٢٥- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق محمد بن ثور- في قوله: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ﴾، قال: داود والمرأة التي نكح وزوجها، واسمها: اليسيه، فذلك سنة الله في محمد وزينب[[أخرجه الطبراني ٢٤/٤٣-٤٤ (١١٩، ١٢٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/٥٨)
٦٢٣٢٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ﴾، أي: أنه ليس على الأنبياء حرج فيما أحل الله لهم، وقد أحللتُ لداود مائة امرأة، ولسليمان ثلاثمائة امرأة وسبعمائة سريّة[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٢٣.]]. (ز)
﴿وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرࣰا مَّقۡدُورًا ٣٨﴾ - تفسير
٦٢٣٢٧- قال عبد الله بن عباس: ﴿وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾، وكان من قدَره أن تلد تلك المرأة التي ابتُلى بها داود ابنًا مثل سليمان، ويملك من بعده[[تفسير الثعلبي ٨/٤٩.]]. (ز)
٦٢٣٢٨- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورً﴾: في أمر زينب[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٥٦)
٦٢٣٢٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾، فقدّر الله ﷿ لداود ومحمد تزويجهما[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٦.]]. (ز)
٦٢٣٣٠- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق محمد بن ثور- في قوله: ﴿وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾: كذلك من سنته في داود والمرأة، والنبي ﷺ وزينب[[أخرجه الطبراني ٢٤/٤٣-٤٤ (١١٩، ١٢٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/٥٨)
٦٢٣٣١- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم – من طريق ابن وهب-، في قوله: ﴿وكانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾: إن الله كان عِلْمُه معه قبل أن يخلق الأشياء كلها، فائتمر في علمه أن يخلق خلْقًا، ويأمرهم وينهاهم، ويجعل ثوابًا لأهل طاعته، وعقابًا لأهل معصيته، فلما ائتمر ذلك الأمر قدَّره، فلما قدَّره كُتِب، وغاب عليه[[كذا في المصدر. ولعلها: عليهم.]]، فسمّاه الغيب وأم الكتاب، وخلق الخلْق على ذلك الكتاب؛ أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم، وما يصيبهم من الأشياء مِن الرخاء والشدة من الكتاب الذي كتبه أنه يصيبهم؛ وقرأ: ﴿أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ﴾ حتى إذا نفد ذلك ﴿جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ﴾ [الأعراف:٣٧]، وأمر الله الذي ائتمر قدره حين قدَّره مقدّرًا، فلا يكون إلا ما في ذلك، وما في ذلك الكتاب، وفي ذلك التقدير، ائتمر أمرًا ثم قدَّره، ثم خلق عليه، فقال: كان أمر الله الذي مضى وفرغ منه، وخلق عليه الخلق ﴿قَدَرًا مَقْدُورًا﴾ شاء أمرًا ليمضي به أمره وقدره، وشاء أمرًا يرضاه من عباده في طاعته؛ فلمّا أن كان الذي شاء من طاعته لعباده رضيه لهم، ولما أن كان الذي شاء أراد أن ينفذ فيه أمره وتدبيره وقدره، وقرأ: ﴿ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ والإنْسِ﴾ [الأعراف:١٧٩]، فشاء أن يكون هؤلاء من أهل النار، وشاء أن تكون أعمالهم أعمال أهل النار، فقال: ﴿كَذَلِكَ زَيَّنّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾ [الأنعام:١٠٨]. وقال: ﴿وكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ ولِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ﴾ هذه أعمال أهل النار ﴿ولَوْ شاءَ اللَّهُ ما فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام:١٣٧]. قال: ﴿وكَذَلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ﴾ إلى قوله: ﴿ولَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام:١١٢]. وقرأ: ﴿وأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أيْمانِهِمْ﴾ إلى ﴿كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إلّا أنْ يَشاءَ اللَّهُ﴾ [الأنعام:١٠٩-١١١] أن يؤمنوا بذلك. قال: فأخرجوه مِن اسمه الذي تسمّى به، قال: هو الفعال لما يريد، فزعموا أنه ما أراد[[أخرجه ابن جرير ١٩/١١٩-١٢٠.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.