الباحث القرآني
﴿أَوَلَمَّاۤ أَصَـٰبَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَـٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ١٦٥﴾ - نزول الآية
١٥٣٢٩- عن عمر بن الخطاب -من طريق ابن عباس- قال: لَمّا كان يومُ أُحُدٍ من العام المقبل عُوقِبُوا بما صنعوا يومَ بدر مِن أخذهم الفداءَ، فقُتِل منهم سبعون، وفَرَّ أصحاب رسول الله ﷺ، وكُسِرت رَباعِيَتُهُ، وهُشِّمَتِ البَيْضَةُ على رأسه، وسال الدمُ على وجهه؛ فأنزل الله تعالى: ﴿أوَلَمّا أصابَتكُم مُصيبَةٌ﴾ إلى قوله: ﴿قُل هُوَ مِن عِندِ أنفُسِكُم﴾. قال: بأخذكم الفداء[[أخرجه أحمد ١/٣٣٤ (٢٠٨)، ١/٣٤٥ (٢٢١) مطولًا من طريق أبي نوح قراد، أنبأنا عكرمة بن عمار، ثنا سماك الحنفي أبو زميل، حدثني ابن عباس، حدثني عمر به. إسناده صحيح. وأصل الحديث في صحيح مسلم ٣/١٣٨٣ (١٧٦٣) مختصرًا دون ذكر قصة أحد.]]. (ز)
﴿أَوَلَمَّاۤ أَصَـٰبَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا﴾ - تفسير
١٥٣٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿أولما أصابتكم﴾ الآية، يقول: إنّكم قد أصبتم مِن المشركين يوم بدر مِثْلَيْ ما أصابوا منكم يومَ أحد[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٨، وابن أبي حاتم ٣/٨١٠.]]. (٤/١٠٤)
١٥٣٣١- عن جابر بن عبد الله= (ز)
١٥٣٣٢- والضحاك بن مُزاحم= (ز)
١٥٣٣٣- وقتادة بن دعامة= (ز)
١٥٣٣٤- و إسماعيل السُّدِّيّ= (ز)
١٥٣٣٥- والربيع بن أنس، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٨١٠.]]. (ز)
١٥٣٣٦- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾ الآية، يعني بذلك: أنّكم أصبتم مِن المشركين يوم بدر مِثْلَيْ ما أصابوا منكم يومَ أحد[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٨.]]. (ز)
١٥٣٣٧- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾، قال: أصاب أصحابُ النبيِّ ﷺ يومَ بدر من المشركين أن قتلوا سبعين، وأسروا سبعين، وأُصيب يوم أُحدٍ من المسلمين سبعون رجلًا[[أخرجه ابن المنذر ٢/٤٨٠.]]. (ز)
١٥٣٣٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمر بن عطاء- قال: قَتَل المسلمون من المشركين يوم بدر سبعين، وأسروا سبعين، وقتل المشركون يوم أحد من المسلمين سبعين، فذلك قوله: ﴿قد أصبتم مثليها﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٦-٢١٧.]]. (٤/١٠٤)
١٥٣٣٩- عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- في الآية، قال: لَمّا رأوا مَن قُتِل منهم يوم أحد قالوا: مِن أين هذا؟ ما كان للكفار أن يقتُلوا مِنّا. فلما رأى اللهُ ما قالوا من ذلك قال الله: هم بالأسرى الذين أخذتُم يوم بدر، فردَّهم الله بذلك، وعجَّل لهم عقوبةَ ذلك في الدنيا؛ لِيَسْلَمُوا منها في الآخرة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨١٠.]]. (٤/١٠٤)
١٥٣٤٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قال: أُصيب المسلمون يوم أحد مصيبة، فكانوا قد أصابوا مثلها يومَ بدر مِمَّن قتلوا وأسروا، فقال الله تعالى: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٣٨.]]. (ز)
١٥٣٤١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾، قال: أصيبوا يوم أحد؛ قُتِل منهم سبعون يومئذ، وأصابوا مثليها يوم بدر؛ قتلوا من المشركين سبعين، وأسروا سبعين[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٥-٢١٦، وابن المنذر ٢/٤٧٩ بعضه. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/١٠٥-١٠٦)
١٥٣٤٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- بنحوه، غير أنّه قال: ﴿قد أصبتم مثليها﴾، يقول: مِثْلَيْ ما أُصِيب منكم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٦.]]. (ز)
١٥٣٤٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ثُمَّ ذكر ما أصيب من المؤمنين، يعني: بأحد، وقتل منهم سبعون إنسانًا، ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾ كانوا يوم بدر أسروا سبعين رجلًا، وقتلوا سبعين[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٧.]]. (ز)
١٥٣٤٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أو لما أصابتكم مصيبة﴾، وذلك أنّ سبعين رجلًا من المسلمين قُتِلوا يوم أحد؛ يوم السبت في شوال، لإحدى عشرة ليلة خَلَتْ منه، وقُتِل من المشركين قبل ذلك بسنة -في سبع عشرة ليلة خَلَتْ مِن رمضان- ببدرٍ سبعين رجلًا، وأسروا سبعين رجلًا مِن المشركين، فذلك قوله سبحانه: ﴿قد أصبتم مثليها﴾ من المشركين يوم بدر[[تفسير مقاتل ١/٣١١.]]١٤٦٤. (ز)
﴿أَوَلَمَّاۤ أَصَـٰبَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٥٣٤٥- عن علي بن أبي طالب، قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمدُ، إنّ الله قد كَرِه ما صنع قومُك في أخذهم الأسارى، وقد أمرك أن تُخَيِّرَهم بين أمرين: إمّا أن يُقَدَّموا فتُضْرَب أعناقُهم، وبين أن يأخذوا الفِداء على أن يُقْتَل منهم عِدَّتُهم. فدعا رسولُ الله ﷺ الناسَ، فذكر ذلك لهم، فقالوا: يا رسول الله، عشائرنا وإخواننا، نأخذ فداءَهم نتقوّى به على قتال عدوِّنا، ويستشهد منا بعِدَّتهم، فليس في ذلك ما نكره. فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلًا عِدَّة أسارى أهل بدر[[أخرجه الترمذي ٣/٣٩٥ (١٦٥٧)، وابن جرير ٦/٢١٩-٢٢٠ واللفظ له. وأورده الثعلبي ٣/١٩٩. قال الترمذي: «حسن غريب من حديث الثوري». وقد اختلف في وصله وإرساله، كما سيأتي المرسل في الحديث الذي يلي هذا، قال الترمذي: «ورواه أبو أسامة عن هشام نحوه، وروى ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة بن عمرو مرسلًا». قال الدارقطني في العلل ٤/٣١: «والمرسل أشبه بالصواب». وقال ابن حجر في العجاب ٢/٧٨١ في ذكر الاختلاف في وصله وإرساله: «قلت: أخرجه الطبري عن الدورقي عن ابن علية عنه مرسلًا، ومن طريق أشعث بن سوار عن ابن سيرين كذلك، وقد وصل سُنَيد رواية ابن عون كما ترى، وزاد رواية جرير، وخالف في سياق المتن، وقد تكلموا فيه».]]. (٤/١٠٤)
١٥٣٤٦- عن عَبِيدَة السَّلْمانِيِّ -من طريق ابن سيرين- أنّه قال في أسارى بدر: قال رسول الله ﷺ: «إن شئتُم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتُموهم واسْتُشْهِد منكم بعِدَّتهم». قالوا: بل نأخذ الفداءَ فنستمتع به، ويستشهد منا بعِدَّتهم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٩. وأورده الثعلبي ٤/٣٧٣. ينظر الحديث السابق في ذكر الاختلاف بين وصل الحديث وإرساله.]]. (ز)
١٥٣٤٧- عن عَبِيدَة السَّلْمانِيِّ -من طريق ابن سيرين- قال: أسر المسلمون من المشركين سبعين، وقتلوا سبعين، فقال رسول الله ﷺ: «اختاروا أن تأخذوا منهم الفداء، فتقووا به على عدوِّكم، وإن قَبِلْتُموه قُتِل منكم سبعون، أو تقتلوهم». فقالوا: بل نأخذ الفديةَ منهم، ويقتل منّا سبعون. قال: فأخذوا الفدية منهم، وقتلوا منهم سبعين.= (ز)
١٥٣٤٨- قال عَبِيدَة: وطلبوا الخِيرَتَيْن كلتيهما[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٩، ١١/٢٧٩. ينظر الحديثين السابقين في ذكر الاختلاف بين وصل هذا الحديث وإرساله.]]. (ز)
١٥٣٤٩- قال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة عن أبي عمرو: أنّ قتلى بدر من المشركين كانوا سبعين رجلًا، والأسرى كذلك= (ز)
١٥٣٥٠- وهو قول عبد الله بن عباس= (ز)
١٥٣٥١- وسعيد بن المسيب[[سيرة ابن هشام ١/٦٢٨. وعقَّب عليه بقوله: وفي كتاب الله تبارك وتعالى: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾ يقوله لأصحاب أحد -وكان مَن استشهد منهم سبعين رجلًا- يقول: قد أصبتم يوم بدر مِثْليْ مَنِ استشهد منكم يوم أحد؛ سبعين قتيلًا، وسبعين أسيرًا.]]. (ز)
﴿قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَـٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ١٦٥﴾ - تفسير
١٥٣٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال: ﴿قلتم أنى هذا﴾ ونحن مسلمون نُقاتِل غضبًا لله وهؤلاء مشركون؟ فقال: ﴿قل هو من عند أنفسكم﴾ عقوبةً بمعصيتكم النبيَّ ﷺ حين قال: «لا تتبعوهم»[[أخرجه ابن المنذر ٢/٤٨٠.]]. (٤/١٠٥)
١٥٣٥٣- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿قلتم أنى هذا﴾ قال: بأيِّ ذنب هذا؟[[أخرجه ابن المنذر ٢/٤٨٠.]]. (ز)
١٥٣٥٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمر بن عطاء- قال: ﴿قلتم أنى هذا﴾ ونحن مسلمون نقاتل غضبًا لله وهؤلاء مشركون؟ ﴿قل هو من عند أنفسكم﴾ عقوبةً لكم بمعصيتكم النبيَّ ﷺ حين قال ما قال[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٦-٢١٧.]]. (٤/١٠٤)
١٥٣٥٥- عن الحسن البصري= (ز)
١٥٣٥٦- وعبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق مبارك- ﴿قل هو من عند أنفسكم﴾، قال: عقوبة لكم بمعصيتكم النبيَّ ﷺ حين قال: «لا تتبعوهم» يومَ أحد، فاتبعوهم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٧، وابن أبي حاتم ٣/٧٩٧- ٧٩٨ عن الحسن مطولًا بمعناه.]]. (٤/١٠٥)
١٥٣٥٧- عن الحسن البصري -من طريق مبارك- ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم﴾، قالوا: فإنّما أصابنا هذا لِأنّا قبِلْنا الفِداءَ يوم بدر مِن الأسارى، وعصينا النبيَّ ﷺ يوم أحد، فمَن قُتِل مِنّا كان شهيدًا، ومَن بَقِيَ مِنّا كان مُطَهَّرًا، رضينا بالله ربنا[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٧.]]. (ز)
١٥٣٥٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم﴾، ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ قال لأصحابه يوم أُحُدٍ حين قدم أبو سفيان والمشركون: «إنّا في جُنَّةٍ حَصِينة -يعني بذلك: المدينة- فدعوا القوم يدخلوا علينا نقاتلهم». فقال له ناسٌ مِن الأنصار: إنّا نكره أن نُقْتَل في طرق المدينة، وقد كنا نمتنع من الغزو في الجاهلية، فبالإسلام أحقُّ أن نمتنع فيه، فابرز بنا إلى القوم. فانطلق، فلبس لَأْمَتَه، فتلاوم القومُ، فقالوا: عرَّض نبيُّ الله ﷺ بأمرٍ وعرَّضتُم بغيره! اذهب يا حمزةُ، فقل له: أمرُنا لأمرك تَبَعٌ. فأتى حمزةُ فقال له، فقال: «إنّه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يناجز، وإنه ستكون فيكم مصيبة». قالوا: يا نبيَّ الله، خاصةٌ أو عامةٌّ؟ قال: «سترونها»[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٥-٢١٦ مرسلًا.]]. (٤/١٠٥-١٠٦)
١٥٣٥٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ﴿قلتم أنى هذا﴾ أي: مِن أين هذا؟ ﴿قل هو من عند أنفسكم﴾ أنّكم عصيتم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٧.]]. (ز)
١٥٣٦٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم﴾، يقول: بما عصيتم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٦.]]١٤٦٥. (ز)
١٥٣٦١- قال مقاتل بن سليمان: بمعصيتكم النبيَّ ﷺ، وترككم المركزَ، ﴿قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير﴾ مِن النصرة والهزيمة قدير[[تفسير مقاتل بن سليمان (ط: دار الكتب العلمية) ١/٢٠١.]]. (ز)
١٥٣٦٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: ثُمَّ ذكر المصيبةَ التي أصابتهم، فقال: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم﴾ أي: إن تكُ قد أصابتكم مصيبةٌ في إخوانكم فبذنوبكم، قد أصبتم مثلَيْها قتلًا مِن عدوكم في اليوم الذي كان قبله ببدر، قتلى وأسرى، ونسيتم معصيتَكم وخلافَكم ما أمَرَكُم به نبيُّكم ﷺ؛ أنّكم أحللتم ذلك بأنفسكم، ﴿إن الله على كل شيء قدير﴾ أي: أنّ الله على كُلِّ ما أراد بعباده مِن نقمة أو عفوه قدير[[أخرجه ابن جرير ٦/٢١٨، وابن أبي حاتم ٣/٨١٠ دون آخره، وكذا ابن المنذر ٢/٤٨١ من طريق إبراهيم بن سعد.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.