الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ الهمزة هنا تلاها حرف عطف، وقد مرَّ علينا كثيرًا أن الهمزة إذا وَلِيَها حرفُ عطف فلعلماء النحو في ذلك قولان:
أحدهما: أن العطف على شيء مقدر يناسب المقام.
والثاني: أن العطف على ما سبق، وعلى هذا الوجه تكون الهمزة مقدمة عن موضعها، وموضعها بعد حرف العطف. وقلنا: إن هذا أسهل على الْمُعرِب؛ لأنه لا يحتاج إلى تكلف المقدَّر، وأحيانًا قد يصعب على الإنسان أن يقدِّر شيئًا مناسبًا.
وقوله: ﴿لَمَّا﴾، (لما) هذه هنا شرطية، ودليل كونها شرطية أنها تحملت فعل الشرط وجوابه؛ فعل الشرط في قوله: ﴿أَصَابَتْكُمْ﴾، وجوابه: ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾.
و(لما) تأتي على عدة وجوه؛ تأتي بمعنى (إلا)، وتأتي بمعنى (حين)، وتأتي بمعنى (لم)، وتأتي شرطية، ففي قوله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ [الطارق٤] هذه بمعنى (إلا)، يعني ما كل نفس إلا عليها حافظ، وفي قوله تعالى: ﴿بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾ [ص ٨]، هذه (لما) بمعنى (لم)، وإن كان بينهما فروق لكن هي بمعنى (لم)؛ نافية، وفي قوله تعالى: ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ﴾ [يونس ٩٨]، فإن بعض العلماء قال: (لَمَّا) هنا بمعنى (حين)، فهذه وجوه أربعة لـ(لما) الواردةِ في كتاب الله عز وجل.
وقوله: ﴿أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾، ﴿أَصَابَتْكُمْ﴾، يعني: حلَّت بكم، ﴿مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾، أي: حلَّ بكم مثلاها، وما هذه المصيبة؟ هذه المصيبة ما حل بهم في أُحُد؛ فإنه قُتل منهم سبعون رجلًا، على رأسهم أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عمُّ النبي ﷺ.
وقوله: ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾ هذا يشير - سبحانه وتعالى- إلى ما حصل في يوم بدر؛ فإن يوم بدر قُتِل فيه من المشركين سبعون رجلًا، وأُسِرَ منهم سبعون رجلًا، فسبعون مع سبعين ضِعْفَا سبعين، ولهذا ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾.
فإن قال قائل: كيف قال: ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾ مع أن المقتول سبعون، والمأسورَ سبعون، والأسر ليس القتل؟
قلنا: إن الأسر يحصل به من الإذلال مثل ما يحصل به من القتل وربما يكون أكثر، ربما يكون أكثر؛ لأن المقتول يُقتل ويستريح، لكن المأسور يُستذل، ولهذا يخيَّر الإمام في المأسورين بين أمور: بين أن يقتلهم، وبين أن يسترِقَّهم، وبين أن يفديهم بمال أو أسير، وبين أن يطلقهم، أربعة أمور، يخير الإمام في الأسرى بين هذه الأمور الأربعة، ما هي؟
* الطلبة: الفداء بمال.
* الشيخ: الفداء بمال أو بمسلم بأسير مسلم.
* طالب: الرق.
* الشيخ: الرق.
* الطلبة: القتل.
* الشيخ: القتل.
* الطلبة: (...).
* الشيخ: الْمَنُّ بدون شيء، ﴿حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ﴾ يعني: الأَسْرَ، ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ [محمد٤]، فالحاصل أن الأسر فيه الإذلال كالقتل، إن لم يكن مثلَه فهو أشد منه لا يقصر عنه.
﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ﴾ هذا جواب (لما)، يعني إذا أصابتكم مصيبة ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾، يعنى كيف أُصبنا ونحن جنود الله ومع رسول الله ﷺ، كيف تأتينا الهزيمة؟ قال الله عز وجل: ﴿أَنَّى هَذَا﴾ هذه (أنَّى) استفهامية، وتأتي شرطية، ففي قولك: أنَّى تقمْ أقمْ، هذه شرطية؛ وفي مثل هذه الآية استفهامية، يعني: كيف يكون هذا؟ ﴿أَنَّى هَذَا﴾ وهذا الاستفهام للتعجب ولا أظن أن يكون للإنكار؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم لا يُنكرون من قدَر الله شيئًا، ولكنهم يتعجبون: كيف يصيبُنا هذا ونحن جند الله ومع رسول الله ﷺ؟!
قال الله تعالى: ﴿قُلْ﴾، يعني قل لهم يا محمد: ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ وهنا أمر الله نبيه أن يقول، ولم يقل عز وجل: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ هو من عند أنفسكم، بل أمر نبيه أن يبلغهم، وهذا الأمر للتبليغ الخاص، وقد قلنا: إن القرآن كله مأمور رسول الله ﷺ أن يقوله جميعًا للناس، هذه واحدة، ويوجد بعض الأشياء أو بعض الأحكام أو بعض الأخبار يؤمر بها النبي عليه الصلاة والسلام ليبلغها تبليغًا خاصًّا، فهنا قال: ﴿قُلْ﴾ يعني: قل لهؤلاء الذين يقولون ﴿أَنَّى هَذَا﴾: ﴿هُوَ﴾، أي ما أصابكم ﴿مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾، أي: منكم، و(مِن) هنا للسببية، أي بسببكم فأنتم السبب، وما هو الذي يظهر لنا من السبب؟ هو ما حصل من النزاع والمعصية للنبي عليه الصلاة والسلام؛ حيث أمرهم أن يبقوا في المكان الذي عيّنه لهم، سواء كانت الغلبة للمسلمين أو كانت الغلبة للكافرين، ولكنهم رضي الله عنهم وعفا عنهم لما رأوا المشركين قد انهزموا وأن المسلمين بدؤوا يجمعون الغنائم ظنوا أن المسألة انتهت، فنزلوا من المكان الذي عيّنه النبي ﷺ لهم، وحصل ما حصل، الذي حصل هو أن الفرسان من المشركين لما رأوا الثغر خاليًا - وهو من وراء المسلمين يحميهم من ورائهم- كَرُّوا من وراء المسلمين واختلطوا بهم، وحصل ما أراد الله عز وجل، هذا معنى قوله: ﴿مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾.
ثم قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ختمُ الآية بهذه الجملة في غاية ما يكون من المناسبة، فهو قدير على أن ينتصر من هؤلاء المشركين، ولكنه لم يفعل ذلك لحكمة كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ [محمد٤]؛ لأن الله لو شاء لأماتهم، أو خسف بهم، أو أنزل عليهم الصواعق، أو ما أشبه ذلك، ﴿لَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ [محمد ٤-٦].
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ﴾، ﴿كُلِّ شَيْءٍ﴾ هذه عامة تشمل كل شيء، تشمل ما كان موجودًا فهو قادر على إعدامه، وما كان معدومًا فهو قادر على إيجاده، ولا استثناء في هذا العموم، لا استثناء في هذا العموم.
وأما قول المفسِّر رحمه الله في سورة المائدة: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [المائدة١٢٠]، قال: وخص العقلُ ذاتَه فليس عليهم بقادر، فهذا تخصيص في غير محله؛ أولًا: أن العقل ليس له تدخل في صفات الله عز وجل. الثاني: أن نقول: ماذا تريد بقولك: وخص العقل ذاته؟ هل تريد أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر أن يفعل، لا يقدر أن ينزل، لا يقدر أن يستوي، لا يقدر أن يأتي يوم القيامة للفصل بين عباده، أم ماذا تريد؟ إن أردت هذا فهذا خطأ، فالله قادر على أن يفعل، على أن يستوي على العرش، على أن ينزل إلى السماء الدنيا، على أن يأتي للفصل بين عباده، كما صح بذلك النقل، أم تريد بقولك: خص العقل ذاته، أنه لا يقدر على أن يفعل بنفسه ما لا يليق به كالموت مثلًا، إن أردت ذلك فهذا خطأ منك أيضًا، وذلك لأن القدرة إنما تتعلق بالممكنات، أما المستحيلات فهي مستحيلة غير واقعة، هل يمكن أن نقول: إن الشيء يكون متحركًا ساكنًا؟ لا يمكن، هذا لا تتعلق به القدرة أصلًا، والله عز وجل لا يمكن أن يتَّصف بالنقص، ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾، فكونك تفرض أن الله تعالى يمكن أن يتصف بالنقص ولكنه غير قادر عليه، هذا خطأ عظيم، نقول: هذا أصلًا غير وارد على القدرة كما قال السفاري رحمه الله:
؎بِقُدْرَةٍ تَعَلَّقَتْ بِمُمْكِنِ ∗∗∗ ..................
فالشيء المستحيل مستحيل لا تتعلق به القدرة أصلًا؛ لأنه إذا كان الشيء ساكنًا لا يمكن أن يكون متحركًا، وإذا كان متحركًا لا يمكن أن يكون ساكنًا، والله قادر على كل شيء، لكن إذا قدر على أن يجعله متحركًا صار غير ساكن، وقدر على أن يكون ساكنًا صار غير متحرك، فهذا أصلًا لا يَرِد على العقل، لا يرد على العقل، فإذن نقول: ﴿عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ عمومًا مطلقًا لا استثناء فيه.
* طالب: (...) ما عند الله عز وجل.
* الشيخ: عما يتعلق بالله عز وجل.
* الطالب: يجب (...) ناقة صالح لو أنه كان عاقل ما يصير (...).
* الشيخ: على كل حال مسألة أن ناقة صالح أنها تمخض عنها الجبل[[أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير برقم (١٠٩٨٦)(٦/ ٢٠٤٩)، والطبري في التفسير (١٠/ ٢٨٧) من حديث يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس. ]] هذا خبر إسرائيلي قد يكون صحيحًا وقد يكون غير صحيح، لكن هناك شيء يعني أبلغ من هذا، عصا موسى عليه الصلاة والسلام، عصا معروفة من شجر معروف يلقيها في الأرض فتكون حية ويشيلها فتكون عصا.
* طالب: هل يصح أن يقال (...).
* * *
* الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد. (...)
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (١٦٧) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران ١٦٥ - ١٦٨]
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾، (لَمَّا) هذه؟
* طالب: شرطية.
* الشيخ: شرطية، وعلامة ذلك؟
* الطالب: اشتملت على فعل الشرط وجوابه.
* الشيخ: نعم، اشتملت الجملة على فعل شرط وجوابه، أين الجواب؟
* الطالب: الجواب ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾.
* الشيخ: نعم، ما المراد بالاستفهام ﴿أَنَّى هَذَا﴾؟
* طالب: ﴿أَنَّى﴾؟
* الشيخ: نعم، ما المراد بالاستفهام؟
* الطالب: بمعنى لماذا.
* الشيخ: ما المراد به؟
* الطالب: كيف يعني؟
* الشيخ: سبحان الله! ما المراد به؟
* الطالب: التعجب.
* الشيخ: التعجب أو الإنكار؟
* الطالب: التعجب.
* الشيخ: التعجب، لماذا لا يكون الإنكار؟
* الطالب: لأن هذا من قدر الله سبحانه وتعالى.
* الشيخ: لأنه من قدر الله والصحابة لا يمكن أن ينكروا قدر الله.
ما معنى قوله: ﴿مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾؟
* طالب: ﴿مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ يعني: من فعلكم يوم أن قتل (...) رسول الله، (...) لما أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام ليبقوا فوقه..
* الشيخ: الجبل.
* الطالب: لا، لما عصوا أمره حصل ما (...).
* الشيخ: يعني: ﴿مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ يعني أنتم السبب؛ وذلك بمعصيتكم أمر النبي ﷺ. طيب، كيف نجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [النساء ٧٨]؟
* طالب: يعني المقدَّر من عند الله سبحانه وتعالى، لكن حصول السبب من عند أنفسهم.
* الشيخ: هذا الجمع، فأضيف إليهم باعتبار السبب، وأضيف إلى الله باعتبار التقدير والقدر، قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ هل هذا العموم على إطلاقه؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: على إطلاقه.
* طالب: بعضهم (...) قال: إن (...) يدل على الذات (...).
* الشيخ: يدل على أنه ليس قادرًا على ذاته، وما الجواب على قوله؟
* الطالب: الجواب: أولًا: العقل ليس له دخل، ليس من صفاته.
* الشيخ: نعم
* الطالب: (...) نسألهم ما تريدون من قول (...) إن أراد ربط (...) ما يصلح العقل (...) على أي شيء (...) صنع هذا الخطأ (...) ناقل منه يجعلها منه، على الأشياء قول نقص (...) الأشياء وغيرها فيكون خطأ لأن هذا يكون (...) ممكن (...).
* الشيخ: القدرة تتعلق بممكن، ولا يمكن أن يوجد أو لا يوجد، إذن فإنه يحتاج إلى..؟
* طالب: (...).
* الشيخ: خطأ على كل حال؛ لأنهم إن أرادوا بقوله: خص العقل ذاته، إن أرادوا بذلك صفات النقص فهذه من الأمور المستحيلة ولا تتعلق بها القدرة، وإن أرادوا بذلك الأفعال الاختيارية أنه لا يقدر أن ينزل ولا أن يستوي ولا أن يتكلم فهذا خطأ.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾ إلى آخره، * يستفاد من هذه الآية الكريمة:
أن الله وبّخ الذين قالوا: ﴿أَنَّى هَذَا﴾.
* ويتفرع على هذا: جواز توبيخ من كان كامل الإيمان إذا فعل ما يستحق التوبيخ عليه، يعني أننا لا نقول: إن كمال إيمانه يمنع أن نوبخه إذا فعل ما يقتضي توبيخه.
* ومن فوائد هذه الآية: أنه من المستحسن أن الإنسان يذكَّر بما يهوِّن المصيبة عليه؛ لقوله: ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾.
* ومنها أيضًا، من فوائد الآية: أنه ينبغي لمن أجاب غيره أن يجيبه بما يمنع احتجاجه؛ لقوله: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ يعني فأنتم السبب.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الأسباب؛ لقوله: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾.
* ومن فوائدها: منة الله على الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الله تعالى قد جعل على أيديهم مصيبة أكبر مما أصابهم، بل هي مِثْلَا ما أصابهم؛ لقوله: ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسم القدير من أسماء الله؛ لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، والقدرة صفة يتَّصف بها القادر تمنعه من وصف العجز، وذكرنا فيما سبق ما تستلزم.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي إذا وصفنا الله بالقدرة أن نصفه كما وصف نفسه، فنقول: إن الله على كل شيء قدير، خلافًا لمن قال: إن الله على ما يشاء قدير؛ لأنه إذا قال: إن الله على ما يشاء قدير، فقد يكون مفهوم العبارة أن ما لا يشاؤه لا يقدر عليه، وهو قادر على ما شاء وعلى ما لم يشأ.
وأيضًا إذا قلنا: إنه على ما يشاء قدير، فإنه يدخل علينا مذهب القدرية الذين قالوا: إن الله لا يشاء أفعال العباد، فإذا كان لا يشاء أفعال العباد وقلنا: إنه لا يقدر إلا على ما يشاء، لزم ألّا يكون قادرًا على أفعال العباد، هذان اثنان.
ثالثًا: أننا إذا قلنا: على ما يشاء قدير، فقد خرجنا عما وصف الله به نفسه؛ لأن الله قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾.
فإن قال قائل: ما تقولون في قصة الرجل الذي أخبر عنه النبي ﷺ «بأنه يكون آخر أهل الجنة دخولًا، وأن الله يقول له: «إِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ»[[أخرجه مسلم برقم (١٨٧ / ٣١٠) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.]]؟
فالجواب عن ذلك: أن هذا حديث عن مسألة وقعت، فإذا وقع شيء من الأشياء وكان الإنسان يستغرب وقوعه، فقال: كيف يقع هذا الشيء؟ نقول له: إن الله على ما يشاء قادر، يعني أن الله لما شاءه وقع. أما أن نصف الله بالوصف المطلق غير المقيد بفعل، فإن الأولى أن نقول: إن الله على كل شيء قدير.
{"ayah":"أَوَلَمَّاۤ أَصَـٰبَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَـٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق