الباحث القرآني
﴿وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمِّ مُوسَىٰۤ﴾ - تفسير
٥٨١٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿وأوحينا إلى أم موسى﴾، يقول: ألْهَمْناها الذي صنعتْ بموسى[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٤١.]]. (١١/٤٢٨)
٥٨١٢٦- قال الحسن البصري، في قول الله: ﴿وأوحى ربك إلى النحل﴾ [النحل:٦٨]، وقوله: ﴿وإذ أوحيت إلى الحواريين﴾ [المائدة:١١١]، ﴿وأوحينا إلى أم موسى﴾: إلهام ألْهَمَهُم[[أخرجه ابن وهب في الجامع ٢/٥٣-٥٤ (١٠٣). وعلَّق ابن أبي حاتم ٩/٢٩٤١ نحو آخره.]]. (ز)
٥٨١٢٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿وأوحينا إلى أم موسى﴾، قال: قذف في نفسها[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٨٧، وابن جرير ١٨/١٥٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٤٢٨)
٥٨١٢٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه﴾، قال: وحْيٌ جاءها عن الله، قذف في قلبها، وليس بوحي نُبُوَّة[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٦، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وعلَّق يحيى بن سلام ٢/٥٧٩ نحوه وأوله بلفظ: وحي إلهام.]]٤٩٢٥. (١١/٤٢٨)
٥٨١٢٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: أمر فرعونُ أن يذبح مَن ولد مِن بني إسرائيل سنة، ويُتركوا سنة، فلما كان في السنة التي يذبحون فيها حملت بموسى، فلما أرادت وضعه حزنت من شأنه، فأوحى الله إليها: ﴿أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٦.]]. (١١/٤٢٢-٤٢٣)
٥٨١٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأوحينا إلى أم موسى﴾ واسمها: يوكابد مِن ولد لاوي بن يعقوب: ﴿أن أرضعيه﴾ فأمرها جبريل ﵇ بذلك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٣٦-٣٣٧.]]. (ز)
﴿أَنۡ أَرۡضِعِیهِۖ﴾ - تفسير
٥٨١٣١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: فلمّا أراد الله بموسى ﵇ ما أراد، واستنقاذ بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء؛ أوحى الله إلى أم موسى حين تقارب ولادها: ﴿أن أرضعيه﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٢.]]. (١١/٤٢٦)
٥٨١٣٢- عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: ﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه﴾، قال: فجعلته في بستان، فكانت تأتيه في كل يوم مرة فترضعه، وتأتيه في كل ليلة فترضعه، فيُغنيه ذلك[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٤٢٩)
٥٨١٣٣- قال يحيى بن سلّام: ﴿أن أرضعيه﴾ أن أرضعي موسى[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٧٩.]]. (ز)
﴿فَإِذَا خِفۡتِ عَلَیۡهِ فَأَلۡقِیهِ فِی ٱلۡیَمِّ﴾ - تفسير
٥٨١٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق الأعمش- في قوله: ﴿فإذا خفت عليه﴾، قال: أن يسمع جيرانُكِ صوتَه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٢.]]. (١١/٤٢٩)
٥٨١٣٥- قال عبد الله بن عباس: ثم إنّ أُمَّ موسى لَمّا رأت إلحاح فرعون في طلب الولدان خافت على ابنها، فقذف الله في نفسها أن تتَّخِذ له تابوتًا، ثم تقذف التابوت في اليم[[تفسير الثعلبي ٧/٢٣٤، وتفسير البغوي ٦/١٩١-١٩٢.]]. (ز)
٥٨١٣٦- قال وهب بن مُنَبِّه: لَمّا حملت أمُّ موسى بموسى كتمت أمرها جميع الناس، فلم يطَّلِع على حبلها أحد مِن خلق الله، وذلك شيء ستره الله لَمّا أراد أن يَمُنَّ به على بني إسرائيل، فلما كانت السنة التي يولد فيها بعث فرعونُ القوابل، وتقدَّم إليهِنَّ، ففَتَّشْنَ النساء تفتيشًا لم يُفَتِّشْنَ قبل ذلك مثله، وحملت أم موسى بموسى، فلم يَنتَأْ بطنُها، ولم يتغير لونُها، ولم يظهر لبنُها، وكانت القوابل لا تتعرَّض لها، فلما كانت الليلة التي ولد فيها ولدته ولا رقيب عليها ولا قابلة، ولم يطَّلِع عليها أحدٌ إلا أخته مريم، فأوحى الله إليها: ﴿أن أرضعيه، فإذا خفت عليه﴾ الآية، فكتمته أمُّه ثلاثة أشهر ترضعه في حِجْرها، لا يبكي ولا يتحرك، فلمّا خافت عليه عمِلَت تابوتًا له مُطبقًا، ثم ألقته في البحر ليلًا[[تفسير البغوي ٦/١٩٢.]]. (ز)
٥٨١٣٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: فلمّا وضعته أرضعته، ثم دَعَت له نَجّارًا، وجعلت له تابوتًا، وجعلت مفتاح التابوت مِن داخلٍ، وجعلته فيه، وألقته في اليَمِّ[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٦-١٥٧، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٠.]]. (١١/٤٢١)
٥٨١٣٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فإذا خفت عليه﴾ القتلَ، وكانت أرضعته ثلاثة أشهر، وكان خوفها أنّه كان يبكي مِن قِلَّة اللبن، فيسمع الجيران بكاء الصبي، فقال: ﴿فإذا خفت عليه فألقيه في اليم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٣٦-٣٣٧.]]. (ز)
٥٨١٣٩- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- في قوله: ﴿فإذا خفت عليه﴾ قال: إذا بلغ أربعةَ أشهر، وصاح، وابتغى مِن الرضاع أكثر من ذلك؛ ﴿فألقيه﴾ حينئذ ﴿في اليم﴾. فذلك قوله: ﴿فإذا خفت عليه فألقيه في اليم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٤٢٩)
٥٨١٤٠- عن أبي بكر بن عبد الله -من طريق حجاج- قال: لم يقل لها: إذا ولدتيه فألقيه في اليم. إنما قال لها: ﴿أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم﴾. بذلك أُمِرَت. قال: جعلتْه في بستان، فكانت تأتيه كل يوم، فترضعه، وتأتيه كل ليلة، فترضعه، فيكفيه ذلك[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٧.]]٤٩٢٦. (ز)
٥٨١٤١- قال يحيى بن سلّام: ﴿فإذا خفت عليه﴾ الطلبَ[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٧٩.]]. (ز)
﴿فِی ٱلۡیَمِّ﴾ - تفسير
٥٨١٤٢- قال عبد الله بن عباس: ﴿اليم﴾ وهو النِّيل[[تفسير الثعلبي ٧/٢٣٤، وتفسير البغوي ٦/١٩١-١٩٢.]]. (ز)
٥٨١٤٣- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿فإذا خفت عليه فألقيه في اليم﴾، قال: فجَعَلَتْه في تابوت، فقَذَفَتْه في البحر[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٥٧٩. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن أبي حاتم، وعبد بن حميد.]]. (١١/٤٢٨)
٥٨١٤٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿فألقيه في اليم﴾، قال: هو البحر، وهو النيل[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٧، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٢. وقد تقدم مطولًا قريبًا.]]. (١١/٤٢١)
٥٨١٤٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فألقيه في اليم﴾، يعني: في البحر، وهو بحر النيل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٣٦-٣٣٧.]]. (ز)
٥٨١٤٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿فألقيه في اليم﴾، أي: البحر[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٧٩.]]. (ز)
﴿وَلَا تَخَافِی وَلَا تَحۡزَنِیۤۖ﴾ - تفسير
٥٨١٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير-: حَمَلَتْ أمُّ موسى بموسى، فوقع في قلبها الهمُّ والحزن مِمّا دخل عليه في بطن أُمِّه مِمّا يُراد به، وأمرها إذا ولدته أن تجعله في تابوت، ثم تلقيه في اليم، فلمّا ولدت فعلتْ ذلك به[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٢.]]. (ز)
٥٨١٤٨- قال مقاتل بن سليمان: فقالت: ربِّ، إنِّي قد علمتُ أنّك قادِرٌ على ما تشاء، ولكن كيف لي أن ينجو صبيٌّ صغير مِن عُمْق البحر، وبطون الحيتان؟! فأوحى الله ﷿ إليها أن تجعله في التابوت، ثم تقذفه في اليم، فإنِّي أُوكِل به مَلَك يحفظه في اليَمِّ، فصنع لها التابوت حزقيل القبطي، ووضعت موسى في التابوت، ثم ألقته في البحر، يقول الله ﷿: ﴿ولا تخافي﴾ عليه الضَّيْعَة، ﴿ولا تحزني﴾ عليه القَتْل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٣٦-٣٣٧.]]. (ز)
٥٨١٤٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ولا تخافي﴾ قال: لا تخافي عليه البحر، ﴿ولا تحزني﴾ يقول: ولا تحزني لفِراقه[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٨، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٢ من طريق أصبغ.]]. (١١/٤٢٩)
٥٨١٥٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿ولا تخافي﴾ عليه الضيعة، ﴿ولا تحزني﴾ أن يُقتل[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٧٩.]]. (ز)
﴿إِنَّا رَاۤدُّوهُ إِلَیۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ ٧﴾ - تفسير
٥٨١٥١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين﴾ إلى مصر، فصدَّقت بذلك، ففعل الله ﷿ ذلك به، وبارك الله تعالى على موسى ﵇ وهو في بطن أمه ثلاثمائة وستين بركة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٣٦-٣٣٧.]]. (ز)
٥٨١٥٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿إنا رادوه إليك﴾: وباعثوه رسولًا إلى هذا الطاغية، وجاعِلو هلاكِه ونجاةِ بني إسرائيل مِمّا هم فيه مِن البلاء على يديه[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٥٨، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٤٣.]]. (ز)
﴿إِنَّا رَاۤدُّوهُ إِلَیۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ ٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٨١٥٣- قال عبد الله بن عباس: إنّ أُمَّ موسى لَمّا تَقارَبَتْ ولادتها، وكانت قابلة مِن القوابل التي وكلهن فرعون بحبالى بني إسرائيل مُصافية لأم موسى، فلما ضرب بها الطَّلَق أرسلت إليها، فقالت: قد نزل بي ما نزل، فلينفعني حبُّكِ إيّايَ اليوم. قالت: فعالجت قبالتها، فلما أن وقع موسى بالأرض هالها نور بين عيني موسى، فارتعش كل مفصلٍ منها، ودخل حبُّ موسى قلبها، ثم قالت لها: يا هذا، ما جِئتُ إليك حين دعوتني إلا ومِن رأيي قتل مولودك، ولكن وجدتُ لابنِك هذا حبًّا ما وجدتُ حبَّ شيء مثل حبه، فاحفظي ابنَك، فإنِّي أراه هو عدوُّنا. فلمّا خرجت القابلة مِن عندها أبصرها بعضُ العيون، فجاءوا إلى بابها ليدخلوا على أُمِّ موسى، فقالت أخته: يا أُمّاه، هذا الحرسُ بالباب. فلفَّت موسى في خِرقة، فوضعته في التنور وهو مسجور، وطاش عقلُها، فلَم تعقل ما تصنع. قال: فدخلوا فإذا التنور مسجور، ورأوا أمَّ موسى لم يتغير لها لونٌ، ولم يظهر لها لبن، فقالوا لها: ما أدخل عليك القابلة؟ قالت: هي مُصافِيَةٌ لي، فدخلت عَلَيَّ زائرة. فخرجوا من عندها، فرجع إليها عقلُها، فقالت لأخت موسى: فأين الصبي؟ قالت: لا أدري. فسمعت بكاء الصبي مِن التنور، فانطلقت إليه، وقد جعل الله ﷾ النارَ عليه بردًا وسلامًا، فاحتملته، قال: ثم إنّ أمَّ موسى لَمّا رأتْ إلحاح فرعون في طلب الولدان خافت على ابنها، فقذف الله في نفسها أن تتخذ له تابوتًا، ثم تقذف التابوت في اليمِّ، وهو النيل، فانطلقت إلى رجل نجّار مِن قوم فرعون، فاشترت منه تابوتًا صغيرًا، فقال لها النجار: ما تصنعين بهذا التابوت؟ قالت: ابنٌ لي أُخَبِّئه في التابوت. وكرِهَت الكذب، قال: ولم تقل: أخشى عليه كيد فرعون. فلمّا اشترت التابوت وحملته وانطلقت به انطلق النجار إلى الذبّاحين ليخبرهم بأمر أُمِّ موسى، فلما همَّ بالكلام أمسك الله لسانه؛ فلم يُطِق الكلام، وجعل يُشير بيده، فلم يَدْرِ الأُمَناءُ ما يقول، فلمّا أعياهم أمرُه قال كبيرُهم: اضربوه. فضربوه، وأخرجوه، فلما انتهى النجار إلى موضعه ردَّ الله عليه لسانه، فتكلم، فانطلق أيضًا يريد الأمناء، فأتاهم ليخبرهم، فأخذ الله لسانه وبصره؛ فلم يطق الكلام، ولم يُبصر شيئًا، فضربوه، وأخرجوه، فوقع في وادٍ يهوى فيه حيران، فجعل لله عليه إن ردَّ لسانه وبصره أن لا يدُلَّ عليه، وأن يكون معه يحفظه حيث ما كان، فعرف الله منه الصدق؛ فردَّ عليه لسانه وبصره؛ فخرَّ لله ساجدًا، فقال: يا ربِّ، دُلَّني على هذا العبد الصالح. فدلَّه الله عليه، فخرج من الوادي، فآمن به، وصدَّقه، وعلم أنّ ذلك مِن الله ﷿[[تفسير الثعلبي ٧/٢٣٤، وتفسير البغوي ٦/١٩١-١٩٢.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.