الباحث القرآني
﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ﴾ - نزول الآية
٥٥٣١١- عن عبد الله بن مسعود، قال: سُئِل النبيُّ ﷺ: أيُّ الذنب أكبر؟ قال: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك». قلت: ثُمَّ أيّ؟ قال: «أن تقتل ولدَك خشيةَ أن يَطْعَمَ معك». قلت: ثُمَّ أيّ؟ قال: «أن تُزانِي حليلةَ جارك». فأنزل الله تصديقَ ذلك: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون﴾[[أخرجه البخاري ٦/١٨ (٤٤٧٧)، ٦/١٠٩-١١٠ (٤٧٦١)، ٨/٨ (٦٠٠١)، ٨/١٦٤ (٦٨١١)، ٩/٢ (٦٨٦١)، ٩/١٥٢ (٧٥٢٠)، ٩/١٥٥ (٧٥٣٢)، ومسلم ١/٩٠-٩١ (٨٦)، وابن جرير ٦/٦٥٧، ١٧/٥٠٧-٥٠٨، وابن المنذر ٢/٦٦٣ (١٦٥١)، وابن أبي حاتم ٣/٩٢٩ (٥١٩٤)، ٨/٢٧٢٨ (١٥٣٩٦، ١٥٣٩٧)، والثعلبي ٧/١٤٨.]]. (١١/٢١٢)
٥٥٣١٢- عن عبد الله بن مسعود، قال: سألتُ رسولَ الله ﷺ: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: «الصلوات لمواقيتها». قلت: ثم أي؟ قال: «بِرُّ الوالدين». قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». ولو استزدتُه لزادني، وسألته: أيُّ الذنب أعظم عند الله؟ قال: «الشرك بالله». قلت: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك أن يطعم معك». فما لبثنا إلا يسيرًا حتى أنزل الله: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون﴾ الآية[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٠/٢٤ (٩٨٢٠)، والحسين بن حرب في البر والصلة ص٣-٤ (٣). قال الطبراني: «جوَّده يزيد بن معاوية، ولم يُجَوِّده حماد بن سلمة». وأخرج الشطر الأول منه البخاري ١/١١٢ (٥٢٧)، ٤/١٤-١٥ (٢٧٨٢)، ٨/٢ (٥٩٧٠)، ٩/١٥٦ (٧٥٣٤)، ومسلم ١/٨٩-٩٠ (٨٥).]]. (١١/٢١٤)
﴿وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ﴾ - تفسير
٥٥٣١٣- عن أبي فاخِتة -من طريق سفيان، عن عمرو- قال: قال رسول الله ﷺ لرجل: «إنّ الله ينهاك أن تعبد المخلوق وتذر الخالق، وينهاك أن تقتل ولدك وتَغْذُوَ كلبك، وينهاك أن تزني بحَلِيلَة جارك». قال سفيان بن عيينة: وهو قوله: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها اخر﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٢٨ (١٥٣٩٩).]]. (١١/٢١٥)
٥٥٣١٤- عن أبي مجلز لاحق بن حميد، قال: كنتُ جالسًا عند عبد الله بن عمر، فسأله رجل عن الشرك. فقال: أن تجعل مع الله إلهًا آخر[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٢٩.]]. (ز)
٥٥٣١٥- تفسير الحسن البصري: قوله: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾، وأنتم -أيها المشركون- تدعون معه الآلهة[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٤٩٠.]]. (ز)
٥٥٣١٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والذين لا يدعون﴾ يعني: لا يعبدون ﴿مع الله إلها آخر﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
٥٥٣١٧- قال يحيى بن سلّام: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾ بعد إسلامهم[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٩٠.]]. (ز)
﴿وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ﴾ - تفسير
٥٥٣١٨- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾: يعني: نفس المؤمن، ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله﴾ قتلَها ﴿إلا بالحق﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٢٩.]]. (ز)
٥٥٣١٩- عن أبي جعفر [الباقر] -من طريق سعد الإسكاف- ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾، قال: هم أهل الذِّمَّة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٢٩.]]. (ز)
٥٥٣٢٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله﴾ قتلَها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
٥٥٣٢١- قال يحيى بن سلّام: ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾ بعد إسلامهم[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٩٠.]]. (ز)
﴿إِلَّا بِٱلۡحَقِّ﴾ - تفسير
٥٥٣٢٢- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾، قال النبيُّ ﷺ: «إنِّي أُمِرت أن أُقاتِل الناسَ حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوها حرمت دماؤهم إلا بحقِّها، وحسابهم على الله». قالوا: يا نبيَّ الله، وما حقُّها؟ قال: «النفس بالنفس، والثيِّب الزاني، والمرتدُّ عن الإسلام، والتارك لدينه فغيَّر إيمانَه المفارق للجماعة»[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٢٩ (١٥٤٠٤).]]. (ز)
٥٥٣٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إلا بالحق﴾، يعني: بالقصاص[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
﴿وَلَا یَزۡنُونَۚ﴾ - تفسير
٥٥٣٢٤- قال مسروق بن الأجدع -من طريق الشعبي-: إنِّي لَأَعْجَبُ مِمَّن يقول: إنّ القذفَ أشدُّ مِن الزِّنا، وقد قَرَنَ اللهُ الزِّنا بالقتل والإشراك. قال الله: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٢٩.]]. (ز)
٥٥٣٢٥- قال يحيى بن سلّام: ﴿ولا يزنون﴾ بعد إسلامهم[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٩٠.]]. (ز)
﴿وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ﴾ - تفسير
٥٥٣٢٦- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿ومن يفعل ذلك﴾ مِن هذه الآيات الثلاث ﴿يلق أثاما﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٠.]]. (ز)
٥٥٣٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن يفعل ذلك﴾ جميعًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
﴿یَلۡقَ أَثَامࣰا ٦٨﴾ - قراءات
٥٥٣٢٨- عن عبد الله بن مسعود: أنّ النبيَّ ﷺ قرأ: ﴿ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثامًا﴾[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٠/٧٦ (١٠٠٠٢). قال الهيثمي في المجمع ٧/٨٤ (١١٢٤١): «فيه أحمد بن يحيى الكوفي الأحول، وهو ضعيف». وقال السيوطي: «بسند ضعيف». ﴿ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثامًا﴾ قراءة العشرة.]]. (١١/٢١٦)
﴿یَلۡقَ أَثَامࣰا ٦٨﴾ - تفسير الآية
٥٥٣٢٩- عن لقمان بن عامر الخزاعي، قال: جئتُ أبا أُمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي، فقلت: حدِّثني حديثًا سمعتُه مِن رسول الله ﷺ. قال: فدعا لي بطعام، ثم قال: قال رسول الله ﷺ: «لو أنّ صخرةً زِنةَ عشر عشراوات قُذِف بها مِن شفير جهنم ما بلغت قَعْرَها خمسين خريفًا، ثم تنتهي إلى غَيٍّ وأثام». قلتُ: وما غَيٌّ وأثام؟ قال: «بِئران في أسفل جهنم، يَسِيلُ فيهما صديدُ أهلِ النار، وهما اللذان ذكر الله في كتابه: ﴿أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا﴾ [مريم:٥٩]، وقوله في الفرقان: ﴿ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما﴾»[[أخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة ١/١١٩-١٢٠ (٣٦)، والطبراني في الكبير ٨/١٧٥ (٧٧٣١)، وابن جرير ١٥/٥٧١-٥٧٢، ١٧/٥١٤. قال المنذري في الترغيب ٤/٢٥٥ (٥٥٦٩): «رواه الطبراني والبيهقي مرفوعًا، ورواه غيرهما موقوفًا على أبي أمامة، وهو أصحُّ». وقال ابن كثير في تفسيره ٥/٢٤٦: «هذا حديث غريب، ورفعه منكر». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٨٩ (١٨٥٩١): «رواه الطبراني، وفيه ضُعفاء قد وثَّقهم ابنُ حِبّان، وقال: يخطئون».]]. (ز)
٥٥٣٣٠- عن زكريا بن أبي مريم، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: إنّ ما بين شفيرِ جهنم إلى قَعْرِها مسيرة سبعين خريفًا، بحجرٍ يهوي فيها، أو بصخرة تهوي، عِظَمُها كعَشْرِ عَشْراواتٍ سِمان. فقال له رجل: فهل تحت ذلك مِن شيء؟ قال: نعم، غَيٌّ وأثام[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٥.]]. (ز)
٥٥٣٣١- عن عبد الله بن عمرو -من طريق أبي أيُّوب الأزدِيّ- في قوله: ﴿يلق أثاما﴾، قال: وادٍ في جهنم[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٣، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٢١٥)
٥٥٣٣٢- عن سعيد بن جبير، مثل ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٠.]]. (ز)
٥٥٣٣٣- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: ﴿يلق أثاما﴾، ما الأثام؟ قال: الجزاء؛ قال فيه عامر بن الطفيل: ورَوَّينا الأَسِنَّةَ[[الأَسِنَّة: الرِّماح. اللسان (سنن).]] مِن صُداءٍ[[صُداء: حيٌّ من اليمن. اللسان (صدي).]] ولاقت حِمْيَرٌ منّا أثامًا[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري. وأخرجه الطبراني ١٠/٢٤٨-٢٥٦ (١٠٥٩٧) وفيه: أما سمعت بقول بشر بن أبي حازم الأسدي: وإن مقامنا ندعو عليهم بأبطح ذي المجاز له أثام.]]. (١١/٢١٦)
٥٥٣٣٤- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿يلق أثاما﴾، قال: إثْمًا[[تفسير الثعلبي ٧/١٤٨.]]. (ز)
٥٥٣٣٥- عن شُفَيِّ الأصبحي، قال: إنّ في جهنم جبلًا يُدْعى: صَعُودًا، يطلع فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يرقاه، وإنّ في جهنم قصرًا يُقال له: هوى، يُرمى الكافِرُ من أعلاه، فيهوي أربعين خريفًا قبل أن يبلغ أصله، قال تعالى: ﴿ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى﴾ [طه:٨١]. وإنّ في جهنم واديًا يُدْعى: أثامًا، فيه حيّاتٌ وعقارب، في فقار إحداهُنَّ مقدار سبعين قُلَّةٍ مِن السُّمِّ، والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة، وإنّ في جهنم واديًا يُدْعى: غيًّا، يسيل قيحًا ودمًا[[أخرجه ابن المبارك (٣٣٦ - زوائد نعيم)، وابن أبي الدنيا في كتاب صفة النار -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٤٠٧ (٣٧)- من طريق أيوب بن بُشَيْر بنحوه.]]. (١١/٢١٣)
٥٥٣٣٦- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- وفي قوله: ﴿يلق أثاما﴾: يعني: جزاؤه أثامًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٠.]]. (ز)
٥٥٣٣٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿يلق اثاما﴾، قال: وادٍ في جهنم، مِن قَيْحٍ ودمٍ[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٣، وإسحاق البستي في تفسيره ص٥٢٢ من طريق ابن جريج دون قوله: من قيح ودم. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٢١٥)
٥٥٣٣٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد- قال: أثام: أودية في جهنم، فيها الزُّناة[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٣-٥١٤، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٠.]]. (١١/٢١٦)
٥٥٣٣٩- عن ابن وهب، قال: أخبرني رجلٌ: أنّ الحسن البصري كان يقول في قول الله: ﴿يلق أثاما﴾، قال: أثامًا: عذاب الله كله[[أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/٤٩ (٨٦).]]. (ز)
٥٥٣٤٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿يلق أثامًا﴾، قال: نَكالًا. وكُنّا نُحَدَّث: أنّه وادٍ في جهنم. وقد ذُكِر لنا: أنّ لقمان كان يقول: يا بُنَيَّ، إيّاك والزِّنا؛ فإنّ أوله مخافةٌ، وآخره ندامةٌ[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٤٩١ مختصرًا، وعبد الرزاق ٢/٧١ من طريق معمر، وكذلك ابن جرير ١٧/٥١٤-٥١٥ مختصرًا، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٠ من طريق سعيد بن بشير أن قتادة حدثهم: أن أثامًا أودية في جهنم. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢١٢)
٥٥٣٤١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿يلق أثاما﴾، قال: جزاء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٠.]]. (ز)
٥٥٣٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يلق أثاما﴾، يعني: جزاءَه؛ واديًا في جهنم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
٥٥٣٤٣- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿يلق أثاما﴾، قال: الأثام: الشَّرُّ. وقال: سيكفيك ما وراء ذلك: ﴿يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٤.]]٤٧٦٢. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.