الباحث القرآني
﴿فَأَزَلَّهُمَا﴾ - قراءات
١٣٨٢- عن الأعمش -من طريق زائدة- قال: في قراءتنا في البقرة مكان ›فَأَزالَهُما‹: (فَوَسْوَسَ)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ١/٣٠٢. ›فَأَزالَهُما› بالألف وتخفيف اللام قراءة متواترة، قرأ بها حمزة، وقرأ بقية العشرة: ﴿فَأَزَلَّهُما﴾ بإسقاط الألف وتشديد اللام. انظر: النشر ٢/٢١١.]]. (١/٢٨٦)
١٣٨٣- قال سفيان الثوري: كان أصحاب عبد الله يقرؤونها: (فَأَزَلَّهُما الشَّياطِينُ)[[تفسير سفيان الثوري ص٤٤ (١٢). و(الشَّياطِينُ) بالجمع قراءة شاذّة، وقراءة العشرة ﴿الشَّيْطانُ﴾ بالإفراد.]]. (ز)
﴿فَأَزَلَّهُمَا﴾ - تفسير الآية
١٣٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿فأزلهما﴾، قال: فأغواهما[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٠، وابن أبي حاتم ١/٨٧ (٣٨٦). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/٢٨٦)
١٣٨٥- عن الحسن البصري -من طريق إسماعيل- ﴿فأزلهما﴾، قال: من قِبَل الزَّلَل[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٧ (٣٨٤).]]. (ز)
١٣٨٦- عن قتادة -من طريق أبان العَطّار-، مثل ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٧ (٣٨٥).]]. (ز)
١٣٨٧- عن عاصم بن بَهْدَلَة -من طريق أبان العَطّار- ﴿فأزلهما﴾: فنَحّاهُما[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٧٨ (٣٨٣).]]. (١/٢٨٦)
١٣٨٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَأَزَلَّهُما الشَّيْطانُ عَنْها﴾، يقول سبحانه: فاستزلهما الشيطان عنها. يعني: عن الطاعة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٩. وينظر: تفسير الثعلبي ١/١٨٢، وتفسير البغوي ١/٨٣.]]. (ز)
﴿ٱلشَّیۡطَـٰنُ﴾ - تفسير
١٣٨٩- عن عكرمة -من طريق الزُّبير بن خِرِّيت- قال: إنّما سُمِّي: الشيطان؛ لأنه تَشَيْطَن[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٧، ٥/١٤٠٢. وتَشَيْطنَ من شَطَنَ، أي: بَعُد، أي: عن الخير. وقيل: مِن شاط يشيط إذا هلك واحترق. لسان العرب (شطن).]]. (٢/١٢٧)
١٣٩٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَأَزَلَّهُما الشَّيْطانُ عَنْها﴾: هو إبليس[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٩. وينظر: تفسير الثعلبي ١/١٨٢، وتفسير البغوي ١/٨٣.]]. (ز)
﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِیهِۖ﴾ - تفسير
١٣٩١- عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السدي، عن مُرَّة الهمداني-= (١/٢٨٦)
١٣٩٢- وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- قالوا: لَمّا قال الله لآدم: ﴿اسكن أنت وزوجك الجنة﴾ أراد إبليس أن يدخل عليهما الجنة، فمنعه الخَزَنَةُ، فأتى الحيَّة -وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البعير، وهي كأحسن الدواب- فكلمها أن تدخله في فُقْمها -قال أبو جعفر: والفُقْم: جانب الشِّدْق- حتى تدخل به إلى آدم، فأدخلته في فُقْمِها، فمَرَّت الحَيَّة على الخَزَنة، فدخلت ولا يعلمون؛ لِما أراد الله من الأمر، فكَلَّمه من فُقْمِها، فلم يبال بكلامه، فخرج إليه، فقال: ﴿يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى﴾ [طه:١٢٠]. يقول: هل أدُلُّك على شجرة إن أكلت منها كنتَ مَلِكًا مثل الله ﷿، أو تكونا من الخالِدَين فلا تموتان أبدًا. وحلف لهما بالله: ﴿إني لكما لمن الناصحين﴾ [الأعراف:٢١]، وإنّما أراد بذلك ليبدي لهما ما توارى عنهما من سَوْآتهما؛ بهَتْك لباسهما، وكان قد علم أنّ لهما سَوْأة، لما كان يقرأ من كتب الملائكة، ولم يكن آدم يعلم ذلك، وكان لباسهما الظُّفُر، فأبى آدم أن يأكل منها، فقعدت حواء فأكلت، ثم قالت: يا آدم، كل، فإنِّي قد أكلت فلم يَضُرَّ بي. فلَمّا أكل ﴿بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة﴾[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٣. وعزاه السيوطي إليه وإلى ابن أبي حاتم مختصرًا.]]. (ز)
١٣٩٣- قال يحيى بن سلّام: بلغنا: أنّ أبا هريرة قال: حواء هي التي دَلَّت الشيطان على ما كانا نُهيا عنه[[تفسير ابن أبي زمنين ١/١٣٤.]]. (ز)
١٣٩٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق، عن ليث، عن طاووس اليماني- قال: إنّ عدو الله إبليس عَرَض نفسه على دوابِّ الأرض أنها تحمله حتى يدخل الجنة معها، ويكلّم آدم، فكلُّ الدواب أبى ذلك عليه، حتى كَلَّم الحية فقال لها: أمْنَعُكِ من ابن آدم، فأنتِ في ذِمَّتِي إن أدْخَلْتِنِي الجنة. فحملته بين نابين من أنيابها، ثم دخلت به، فكَلَّمه من فِيها، وكانت كاسية تمشي على أربع قوائم، فأعراها الله، وجعلها تمشي على بطنها. يقول ابن عباس: فاقتلوها حيث وجدتموها، اخْفِرُوا ذِمَّةَ عدو الله فيها[[أي: انقضوا عهده. لسان العرب (خفر) (ذمم).]].= (ز)
١٣٩٥- قال ابن إسحاق: وأهل الكتاب يدرسون: إنّما كلَّم آدمَ الحَيَّةُ. ولم يُفَسِّروا كتفسير ابن عباس[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق.]]. (١/٢٨٧)
١٣٩٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبَيْر- قال: كانت الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته السنبلة، فلما أكلا منها ﴿بدت لهما سوآتهما﴾، وكان الذي وارى عنهما من سوآتهما أظفارهما، ﴿وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة﴾: ورق التين، يَلْزِقان بعضه إلى بعض، فانطلق آدم مُوَلِّيًا في الجنة، فأخذت برأسه شجرةٌ من شجر الجنة، فناداه رَبُّهُ: يا آدم، أمنِّي تَفِرُّ؟ قال: لا، ولَكِنِّي أستحييك، يا رب. قال: أما كان لك فيما منحتُك من الجنة، وأبحتُك منها مندوحةً عما حَرَّمْتُ عليك؟ قال: بلى، يا رب، ولكن -وعِزَّتِك- ما حَسِبْتُ أنّ أحدًا يحلف بك كاذبًا. قال: فبعزتي، لأُهْبِطَنَّك إلى الأرض، ثُمَّ لا تنال العيش إلا كَدًّا. فأُهْبِطا من الجنة، وكانا يأكلان منها رَغَدًا، فأُهْبِط إلى غير رَغَد من طعام ولا شراب، فعُلِّم صنعة الحديد، وأُمِر بالحَرْث فحَرَث، وزرع، ثم سقى، حتى إذا بلغ حصد، ثم داسه، ثم ذَرّاه، ثم طحنه، ثم عجنه، ثم خبزه، ثم أكله، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ، وكان آدم حين أهبط من الجنة بكى بكاءً لم يَبْكِه أحد، فلو وُضِع بكاء داود على خطيئته، وبكاء يعقوب على ابنه، وبكاء ابن آدم على أخيه حين قتله، مع بكاء أهل الأرض؛ ما عدل ببُكاء آدم ﵇ حين أُهْبِط[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٧/٤٠٣ من طريق عبد الرزاق، عن سفيان. وعزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق، وابن المنذر.]]. (١/٢٨٧)
١٣٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق يَعْلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير- قال: قال الله لآدم: يا آدم، ما حَمَلَك على أنْ أكلت من الشجرة التي نَهَيْتُك عنها؟ قال: يا رب، زَيَّنَتْ لي حواء. قال: فإنِّي عاقبتها بأن لا تحمل إلا كُرْهًا، ولا تضع إلا كُرْهًا، ودَمَيْتها في كل شهر مرتين. قال: فَرَنَّتْ[[أي صاحَتْ، والرنَّةُ: الصوت، والصيحة الحزينة. لسان العرب (رنن).]] حواء عند ذلك، فقيل لها: عليك الرَّنَّة، وعلى بناتك[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب البكاء (٣٠٧)، وأبو الشيخ في العظمة (١٠٦٠)، والحاكم ٢/٣٨١، والبيهقي في الشعب ٥/٦٤، وابن عساكر ٦٩/١٠٨. وعزاه السيوطي إلى ابن منيع، وابن المنذر. وينظر: المطالب العالية (٢٣٧).]]. (١/٢٩٠)
١٣٩٨- عن أبي العالِيَة -من طريق الربيع بن أنس-: أنّ من الإبل ما كان أولها من الجن. قال: فأُبيحت له الجنة كلها إلا الشجرة، وقيل لهما: ﴿لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين﴾. قال: فأتى الشيطانُ حَوّاءَ، فبدأ بها، فقال: أنُهِيتُما عن شيء؟ قالت: نعم، عن هذه الشجرة. فقال: ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين﴾ [الأعراف:٢٠]. قال: فبدأت حواء، فأكلتْ منها، ثم أمرتْ آدم، فأكل منها. قال: وكانت شجرة من أكل منها أحْدَثَ. قال: ولا ينبغي أن يكون في الجنة حَدَث. قال: ﴿فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه﴾. قال: فأُخْرِج آدمُ من الجنة[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٤.]]. (ز)
١٣٩٩- عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط، عن سعيد بن المسيب: أنّه سَمِعه يَحْلِف بالله، ما يستثني: ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل، ولكن حَوّاء سقته الخمر، حتى إذا سكِر قادته إليها، فأكل[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٦، والثعلبي ١/١٨٣. وينظر: تفسير البغوي ١/٨٣.]]. (ز)
١٤٠٠- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الرزاق، عن عمر بن عبد الرحمن بن مَهْرَبٍ- قال: ... فلَمّا أراد إبليسُ أن يَسْتَزِلَّهما دخل في جوف الحَيَّة، وكانت للحَيَّة أربعة قوائم، كأنها بُخْتِيَّة[[هي أنثى الإبل الخراسانية. لسان العرب (بخت).]]، من أحسن دابة خلقها الله. فلما دخلت الحَيَّةُ الجنةَ خرج من جوفها إبليس، فأخذ من الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته، فجاء بها إلى حواء، فقال: انظُري إلى هذه الشجرة، ما أطْيَبَ ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها. فأخذتْ حواء فأكلتْ منها، ثم ذهبتْ بها إلى آدم، فقالت: انظر إلى هذه الشجرة، ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها. فأكل منها آدم، فبدت لهما سَوْآتهما، فدخل آدمُ في جوف الشجرة، فناداه ربه: يا آدم، أين أنت؟ قال: أنا هنا، يا رب. قال: ألا تخرج؟ قال: أستحيي منك، يا رب. قال: ملعونة الأرض التي خُلِقْتَ منها لعنةً يَتَحَوَّل ثَمرُها شَوْكًا. قال: ولم يكن في الجنة ولا في الأرض شجرةٌ كان أفضلَ من الطَّلْح والسِّدْر. ثم قال: يا حواء، أنتِ الَّتِي غَرَّرْتِ عبدي؛ فإنَّك لا تحملين حَمْلًا إلا حَمَلْتِه كُرْهًا، فإذا أردتِ أن تضعي ما في بطنك أشْرَفْتِ على الموتِ مِرارًا. وقال للحَيَّة: أنتِ التي دخل الملعون في جَوْفِك حتى غَرَّ عبدي؛ ملعونةٌ أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك، ولا [يكون] لك رِزْقٌ إلا التراب، أنتِ عَدُوَّةُ بني آدم وهم أعداؤك، حيث لقيت أحدًا منهم أخَذْتِ بعَقِبه، وحيثُ لَقِيَك شَدَخَ[[شَدَخَ: كسر الشيء الأجوف. لسان العرب (شدخ).]] رأسَك. قال عمر: قيل لوَهْب: وما كانت الملائكة تأكل؟ قال: يفعل الله ما يشاء[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٦، وابن جرير ١/٥٦١.]]١٧٦. (ز)
١٤٠١- قال الحسن البصري: إنّما رآهما على باب الجنة؛ لأنهما كانا يخرجان منها، وقد كان آدم حين دخل الجنة ورأى ما فيها من النعيم قال: لو أنّ خُلْدًا. فاغتنم ذلك منه الشيطان، فأتاه الشيطان من قِبَلِ الخُلْد، فلَمّا دخل الجنة وقف بين يدي آدم وحواء، وهما لا يعلمان أنه إبليس، فبكى وناح نِياحَةً أحَزَنتْهُما، وهُو أوَّلُ من ناح، فقالا له: ما يُبْكِيك؟ قال: أبكي عليكما؛ تموتان فتُفارِقان ما أنتما فيه من النعمة. فوَقَع ذلك في أنفسهما، فاغْتَمّا، ومضى إبليس، ثم أتاهما بعد ذلك، وقال: يا آدم، هل أدُلُّك على شجرة الخلد؟ فأبى أن يقبل منه، وقاسمهما بالله إنه لهما لَمِن الناصحين، فاغْتَرّا وما ظَنّا أن أحدًا يحلف بالله كاذبًا، فبادرت حواء إلى أكل الشجرة، ثم ناولت آدم حتى أكلها[[تفسير البغوي ١/٨٣.]]. (ز)
١٤٠٢- عن قتادة -من طريق سعيد- قوله: ﴿يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدا حيث شئتما﴾: ثُمّ أتى البلاء الذي كُتِب على الخلق على آدم، كما ابتُلي الخلقُ قبله، إنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أحَلَّ له ما في الجنّة أن يأكل منها رغدًا حيث شاء، غير شجرة واحدة نُهِي عنها، وقدّم إليه فيها، فما زال به البلاء حتّى وقع بالّذي نُهِيَ عنه[[أخرجه ابن جرير ١/٥٥١. وعزا السيوطي نحوه إلى عبد بن حميد.]]. (١/٢٨٥)
١٤٠٣- عن قتادة، في قوله: ﴿ولا تقربا هذه الشجرة﴾، قال: ابتلى الله آدمَ كما ابتلى الملائكة قبله، وكل شيء خُلِق مُبْتَلًى، ولم يَدَعِ اللهُ شيئًا من خلقه إلا ابتلاه بالطاعة، فما زال البلاء بآدم حتى وقع فيما نُهِي عنه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١/٢٨٥)
١٤٠٤- عن محمد بن قيس -من طريق أبي مَعْشَر- قال: نهى الله آدم وحوّاء أن يأكلا من شجرة واحدة في الجنة، ويأكلا منها رغدًا حيث شاءا، فجاء الشيطان، فدخل في جوف الحية، فكلَّم حواء، ووسوس الشيطان إلى آدم، فقال: ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين﴾ [الأعراف:٢٠-٢١]. قال: فعَضَّت حواء الشجرة، فدَمِيَت الشجرة، وسقط عنهما رياشهما الذي كان عليهما، ﴿وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين﴾ [الأعراف:٢٢]، لِمَ أكلتها وقد نهيتُك عنها؟ قال: يا رب، أطْعَمَتْني حواء. قال لحواء: لِمَ أطعمتِهِ؟ قالت: أمَرَتْني الحيَّةُ. قال للحية: لِمَ أمَرْتِها؟ قالتْ: أمرني إبليس. قال: ملعونٌ مدحورٌ، أمّا أنتِ يا حوّاء فكما أدْمَيْتِ الشجرة فتَدْمين في كُلِّ هلال، وأما أنتِ يا حيَّة فأقطع قوائمك؛ فتمشين جَرْيًا على وجهك، وسَيَشْدَخ رأسك من لَقِيك بالحجر؛ اهبطوا بعضكم لبعض عدو[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٧.]]. (ز)
١٤٠٥- عن الربيع بن أنس، قال: حَدَّثَنِي مُحَدِّث: أنّ الشيطان دخل الجنة في صورة دابَّةٍ ذات قوائم، فكان يرى أنه البعير. قال: فلُعِن، فسقطت قوائمه، فصار حية[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٤.]]. (ز)
١٤٠٦- عن بعض أهل العلم -من طريق ابن إسحاق-: أنّ آدم حين دخل الجنة، ورأى ما فيها من الكرامة، وما أعطاه الله منها؛ قال: لو أنّ خُلْدًا كان. فاغتنمها منه الشيطان لَمّا سمعها منه، فأتاه من قِبَل الخُلْد[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٤.]]. (ز)
١٤٠٧- عن محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمة- قال: حُدِّثْتُ: أنّ أول ما ابتدأهما به من كيده إياهما أنّه ناح عليهما نِياحَة أحْزَنَتْهُما حين سَمِعاها، فقالا له: ما يُبكيك؟ قال: أبكي عليكما؛ تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والكرامة. فوقع ذلك في أنفسهما، ثم أتاهما فوسوس إليهما، فقال: ﴿يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى﴾ [طه:١٢٠]. وقال: ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين﴾ [الأعراف:٢٠-٢١]، أي: تكونا مَلَكين، أو تُخَلَّدان -إن لم تكونا مَلَكين- في نعمة الجنة؛ فلا تموتان. يقول الله -جَلَّ ثناؤه-: ﴿فدلاهما بغرور﴾ [الأعراف:٢٢][[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٥.]]. (ز)
١٤٠٨- قال محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمة- في ذلك: الله أعلم، أكَما قال ابن عباس وأهل التوراة، أم أنه خَلَص إلى آدم وزوجته بسُلْطانه الذي جعل الله له؛ ليبتلي به آدم وذريته؟ وأنه يأتي ابن آدم في نومته، وفي يقظته، وفي كل حال من أحواله، حتى يخلص إلى ما أراد منه، حتى يدعوه إلى المعصية، ويوقع في نفسه الشهوة وهو لا يراه، وقد قال الله -تعالى ذِكْرُه-: ﴿فوسوس لهما الشيطان﴾، ﴿فأخرجهما مما كانا فيه﴾. وقال: ﴿يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون﴾ [الأعراف:٢٧]. وقد قال الله لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: ﴿قل أعوذ برب الناس ملك الناس﴾ [الناس:١-٢] إلى آخر السورة. ثم ذكر الأخبار التي رُوِيت عن النبي ﷺ أنّه قال: «إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مَجْرى الدَّم». ثم قال ابنُ إسحاق: وإنما أمر ابن آدم فيما بينه وبين عدو الله كأمره فيما بينه وبين آدم، فقال الله: ﴿فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين﴾ [الأعراف:١٣]. ثم خلص إلى آدم وزوجته حتى كَلَّمَهما، كما قَصَّ الله علينا من خبرهما، قال: ﴿فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى﴾ [طه:١٢٠]. فخلص إليهما بما خلص إلى ذريته من حيث لا يريانه، فالله أعلم أيّ ذلك كان، فتابا إلى ربهما[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٩.]]. (ز)
١٤٠٩- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب-: وسْوَس الشيطان إلى حواء في الشجرة، حتى أتى بها إليها، ثم حَسَّنها في عين آدم. قال: فدعاها آدمُ لحاجته. قالت: لا، إلا أن تأتي ههنا. فلَمّا أتى قالت: لا، إلا أن تأكل من هذه الشجرة. قال: فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما. قال: وذهب آدم هارِبًا في الجنة، فناداه ربه: يا آدم، أمِنِّي تَفِرُّ؟ قال: لا، يا رب، ولكن حياءً منك. قال: يا آدم، أنّى أُتِيتَ؟ قال: من قِبَل حواء، أيْ رب. فقال الله: فإنّ لها عَلَيَّ أن أُدْمِيَها في كل شهر مرة كما أدميت هذه الشجرة، وأن أجعلها سفيهة، فقد كنت خلقتها حليمة، وأن أجعلها تحمل كرهًا وتضع كرهًا، فقد كنت جعلتها تحمل يُسرًا وتضع يُسرًا. قال ابن زيد: ولولا البَلِيّة التي أصابت حواء لكان نساء الدنيا لا يَحِضْنَ، ولَكُنَّ حليمات، وكُنَّ يَحْمِلْنَ يُسْرًا، ويَضَعْنَ يُسْرًا[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٥.]]. (ز)
١٤١٠- قال يحيى بن سَلّام: بَلَغَنا: أنّ إبليس دخل في الحَيَّة، فكَلَّمهما منها، وكانت أحسنَ الدَّوابِّ، فمسخها الله، ورَدَّ قوائمها في جوفها، وأمشاها على بطنها[[تفسير ابن أبي زمنين ١/١٣٤.]]. (ز)
﴿فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِیهِۖ﴾ - تفسير
١٤١١- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- ... ﴿فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه﴾، قال: فأَخْرَجَ آدَمَ من الجنة[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٤.]]. (ز)
١٤١٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَأَخْرَجَهُما مِمّا كانا فِيهِ﴾ مِن الخير في الجنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٩.]]١٧٧. (ز)
﴿فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِیهِۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤١٣- عن أُبَيّ بن كعب، عن النبي ﷺ، قال: «إنّ آدم كان رجلا طُوالًا، كأنّه نخلة سَحُوق[[نخلة سحوق: طويلة. لسان العرب (سحق).]] ستين ذراعًا، كثير شعر الرأس، فلما ركب الخطيئة بدت له سَوْأَتُه، وكان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربًا في الجنة، فتعلقت به شجرة، فأَخَذَتْ بناصيته، فقال لها: أرسليني. قالت: لست بمُرْسِلَتِك. وناداه ربُّه: يا آدم، أمِنِّي تَفِرُّ؟ قال: يا رب، إنِّي اسْتَحْيَيْتُك. قال: يا آدم، اخْرُج من جواري، فبِعِزَّتي، لا أُساكِنُ مَن عصاني، ولو خلقتُ ملءَ الأرض مثلك خلقًا ثم عصوني لأسكنتهم دار العاصين. قال: أرأيتَ إنْ أنا تُبْتُ ورجعت، أتتوبُ عَلَيَّ؟ قال: نعم، يا آدم»[[أخرجه الحاكم ٢/٢٨٨ (٣٠٣٨)، ٢/٥٩٣ (٣٩٩٨)، وابن جرير ١٠/١١١، ١١٣، وابن أبي حاتم ١/٨٧-٨٨ (٣٨٨، ٣٨٩)، ٥/١٤٥١-١٤٥٢ (٨٢٩٩)، ٥/١٤٥٣ (٨٣٠٨). وأورده يحيى بن سلام ١/٢٨٥، والثعلبي ٤/٢٢٤. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». ولم يتعقبه الذهبي. وقال ابن عدي في الكامل ١/٥٤٧ (١٦٣) في ترجمة إسحاق بن الربيع أبي حمزة العطار: «... حدث عن الحسن بحديث منكر ...» وذكره. وقال ابن كثير في تفسيره ١/٢٣٦: «هذا حديث غريب، وفيه انقطاع، بل إعضال بين قتادة وأبي بن كعب». وقال الحافظ في الفتح ٦/٣٦٧: «رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن».]]. (١/٢٨٩)
١٤١٤- ومن حديث أنس، مثله[[أخرجه ابن عساكر ٧/٤٠٤. قال ابن كثير في البداية والنهاية ١/١٨٤: «رواه ابن عساكر ... عن الحسن البصري، عن أبي بن كعب ... ثم رواه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عُتَيّ بن ضمرة، عن أبي بن كعب، عن النبي ﷺ بنحوه. وهذا أصح، فإن الحَسَن لم يدرك أُبَيًّا. ثم أورده أيضًا من طريق ...، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحوه».]]. (١/٢٨٩)
١٤١٥- عن أبي هُرَيْرة، عن النبي ﷺ، قال: «لولا بنو إسرائيل لم يَخْنَز[[خَنَزَ اللحم: أنتَنَ. القاموس المحيط (خنز).]] اللَّحْمُ، ولولا حواءُ لم تَخُن أنثى زوجَها»[[أخرجه البخاري ٤/١٣٢-١٣٣ (٣٣٣٠)، ٤/١٥٤ (٣٣٩٩)، ومسلم ٢/١٠٩٢ (١٤٧٠). وأورده الثعلبي ١/٢٠١.]]. (١/٢٩٠)
١٤١٦- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «تَحاجَّ آدمُ وموسى، فحجَّ آدمُ موسى، قال موسى: أنتَ آدم الذي أغويتَ الناس، وأخرجتَهم من الجنة؟ قال له آدم: أنت موسى الذي أعطاك الله عِلْم كُلِّ شيء، واصطفاك برسالته؟ قال: نعم. قال: فتلومني على أمر قُدِّر عليّ قبل أن أُخْلَق»[[أخرجه البخاري ٤/١٥٨ (٣٤٠٩)، ٦/٩٦ (٤٧٣٦، ٤٧٣٨)، ٨/١٢٦ (٦٦١٤)، ٩/١٤٨ (٧٥١٥)، ومسلم ٤/٢٠٤٣ (٢٦٥٢) واللفظ له، وابن أبي حاتم ٧/٢٤٣٧ (١٣٥٥٠)، والثعلبي ١/١٧٧، ١٨٤، ١٠/٣٢٥.]]. (١/٢٩١)
١٤١٧- قال الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: أُخْرِج آدمُ من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة، فأخرج آدم معه غُصْنًا من شجر الجنة، على رأسه تاجٌ من شجر الجنة، وهو الإكْلِيلُ[[التكلُّل: الإحاطة، والإكليل: شبه عصابة مزينة بالجواهر. النهاية (كلل).]] من ورق الجنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٨ (٣٩٠).]]. (ز)
١٤١٨- وعن إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم: أوْرَثَتْنا تلك الأكلةُ حُزْنًا طويلًا[[أخرجه الثعلبي ١/١٨٣، تفسير البغوي١/٨٤.]]. (ز)
١٤١٩- عن عبد العزيز بن عُمَير، قال: قال الله لآدم: اخرُج من جواري، وعِزَّتِي، لا يُجاوِرُني في داري مَن عصاني، يا جبريل، أخرجه إخراجًا غير عنيف. فأخذ بيده يخرجه[[أخرجه ابن عساكر ٧/٤٠٦.]]. (١/٢٨٩)
﴿وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ﴾ - تفسير
١٤٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عمَّن حَدَّثه- في قوله: ﴿وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو﴾، قال: آدم، وحواء، وإبليس، والحَيَّة[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٣، وابن أبي حاتم ١/٨٩ (٣٩٨). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٢٩٤)
١٤٢١- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿بعضكم لبعض عدو﴾، قال: يعني: إبليس، وآدم[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٣.]]. (ز)
١٤٢٢- عن مجاهد -من طريق ورْقاء، عن ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿بعضكم لبعض عدو﴾، قال: إبليس، وآدم[[تفسير مجاهد ص٢٠٠.]]. (ز)
١٤٢٣- عن مجاهد -من طريق عيسى بن ميمون وشِبْل، عن ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿اهبطوا بعضكم لبعض عدو﴾، قال: آدم، وإبليس، والحية؛ ذُرِّيَّةٌ بعضهم أعداء لبعض[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ بلفظ: آدم، والحية، والشيطان.]]. (١/٢٩٤)
١٤٢٤- عن مجاهد -من طريق ابن جُرَيْج- قال: آدم وذُرِّيَّتُه، وإبليس وذُرِّيَّتُه[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٣.]]. (ز)
١٤٢٥- عن أبي صالح [باذام] -من طريق إسماعيل بن سالم- ﴿اهبطوا﴾، قال: آدم، وحواء، والحية[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٢، وابن أبي حاتم ١/٩٢. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ من طريق قتادة.]]١٧٨. (١/٢٩٥)
١٤٢٦- عن قتادة قال: ﴿اهبطوا﴾، يعني: آدم، وحوّاء، وإبليس[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]١٧٩. (١/٢٩٥)
١٤٢٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿اهبطوا بعضكم لبعض عدو﴾، قال: فلَعَنَ الحَيَّةَ، وقطع قوائمها، وتركها تمشي على بطنها، وجعل رزقها من التراب، وأهبط إلى الأرض آدمَ، وحواء، وإبليس، والحَيَّة[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٣، وابن أبي حاتم ١/٩٢.]]. (ز)
١٤٢٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقُلْنا اهْبِطُوا﴾ منها، يعني: آدم، وحواء، وإبليس بوحي منه ... ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ فإبليس لهما عدو، وهما لإبليس عدو[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٩. وينظر: تفسير الثعلبي ١/١٨٢، وتفسير البغوي ١/٨٣.]]. (ز)
١٤٢٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿اهبطوا بعضكم لبعض عدو﴾، قال: لهما ولِذُرِّيَّتهما[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٣.]]١٨٠. (ز)
﴿وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤٣٠- عن علي، قال: قال النبي ﷺ: «إنّ الله أهبط آدم بالهند، وحوّاء بجُدَّة، وإبليسَ بمَيْسانَ، والحية بأصبهان»[[أورده الديلمي في الفردوس ٣/١٥١ (٤٤٠٩). قال السيوطي: «بسند واهٍ».]]. (١/٣٢٣)
١٤٣١- عن ابن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «إنّ آدم لَمّا أكل من الشجرة أوْحى الله إليه: اهبِط من جِواري، وعِزَّتي، لا يُجاوِرُني مَن عصاني. فهَبَط إلى الأرض مُسْوَدًّا، فَبَكَت الأرض، وضَجَّت، فأوحى الله: يا آدم، صُم لي اليوم، يوم ثلاثة عشر. فصامه، فأصبح ثلثه أبيض، ثم أوحى الله إليه: صم لي هذا اليوم، يوم أربعة عشر. فصامه، فأصبح ثلثاه أبيض، ثم أوحى الله إليه: صم لي هذا اليوم، يوم خمسة عشر. فصامه، فأصبح كله أبيض، فسُمِّيَت أيامَ البيض»[[أخرجه ابن عساكر ٧/٤١٩، وابن الجوزي في الموضوعات ٢/٧٢- ٧٣. قال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يُشَكُّ في وضعه، وفي إسناده جماعة مجهولون لا يعرفون». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٢/٥٣٠ (٤٧٢٥) في ترجمة عبد الأعلى بن سليمان: «عن الهيثم بن جميل بخبر باطل في الأيام البيض، لَعَلَّه آفته؛ لكن رواه عنه مجهول أيضًا». وقال السيوطي: «سنده فيه مجاهيل».]]. (١/٣٢٤)
١٤٣٢- عن أبي موسى الأشعري -من طريق قَسامَةَ بن زُهَيْر-: أنّ الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض عَلَّمَه صنعة كلِّ شيء، وزَوَّده من ثمار الجنة؛ فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أنّ هذه تتغير، وتلك لا تتغير[[أخرجه عبد الرزاق ١/٤٤.]]. (ز)
١٤٣٣- عن عبد الله بن عمر -من طريق الزُّبَيْر بن عدي- قال: أُهْبِط آدمُ بالصَّفا، وحواءُ بالمَرْوَة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٨.]]. (ز)
١٤٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: إنّ أول ما أهبط الله آدم إلى الأرض أهبطه بدَحْنا أرض بالهند[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٨.]]. (ز)
١٤٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: أُهْبِط آدم ﵇ إلى أرض يُقال لها: دَحْنا، بين مكة والطائف[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٩.]]. (ز)
١٤٣٦- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن مَيْسَرَة- قال: أُهْبِط آدم بالهند، وحواء بجُدَّة، وإبليس بدَسْتِ مَيْسان من البصرة على أميال، وأُهْبِطَت الحية بأصبهان[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٩.]]. (ز)
١٤٣٧- قال مقاتل بن سليمان: فهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس بالبصرة وهي [الأُبُلَّة][[في المطبوع الأيلة، وأشار المحقق أن في نسخة: الأبلة. وهو الأشبه.]]، وهبط آدم فِي وادٍ اسمه: نُوذُ، في شِعب يقال له: سَرَندِيب، فاجتمع آدم وحواء بالمزدلفة، فمن ثَمَّ [سُمِّيَت] جَمْع؛ لاجتماعهما بها ...، وهبط إبليسُ قبل آدم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٩.]]. (ز)
١٤٣٨- عن رجاء بن أبي سلمة -من طريق ضَمْرَة- قال: أُهبِط آدم يديه على ركبتيه مُطَأْطِئًا رأسَه، وأُهْبِط إبليس مُشَبِّكًا بين أصابعه، رافِعًا رأسه إلى السماء[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٨.]]. (ز)
١٤٣٩- عن السَّرِيِّ بن يحيى -من طريق ضَمْرَة- قال: أُهْبِط آدمُ من الجنة ومعه البُذُور، فوضع إبليس عليها يده، فما أصاب يدُه ذهبَ منفعتُه[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٨. وقد ذكر السيوطي ١/٣٢٥-٣٣٥ آثارًا كثيرة في أخبار آدم بعد ما أُهبط إلى الأرض، وما صَنَع عند وصوله إليها، وأخبار وفاته، وغير ذلك.]]. (ز)
﴿وَلَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ﴾ - تفسير
١٤٤٠- عن عبد الله بن مسعود، في قوله: ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾، قال: القبور[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (١/٢٩٥)
١٤٤١- عن عبد الله بن عباس -من طريق كُرَيْبٍ- ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾، قال: مُسْتَقَرٌّ فوق الأرض، ومُسْتَقَرٌّ تحت الأرض[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨٩ (٤٠١).]]. (١/٢٩٥)
١٤٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عمَّن حَدَّثه- في قوله: ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾، قال: القبور[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٦، وابن أبي حاتم ١/٨٩ (٣٩٩). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٢٩٤)
١٤٤٣- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾، قال: هو قوله: ﴿الذي جعل لكم الأرض فراشا﴾ [البقرة:٢٢][[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٥، وابن أبي حاتم ١/٩٠ (٤٠٠).]]. (ز)
١٤٤٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾، يعني: القبور[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٦.]]. (ز)
١٤٤٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾، قال: هو قوله: ﴿جعل لكم الأرض قرارا﴾ [غافر:٦٤][[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٥.]]. (ز)
١٤٤٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾، قال: مُقامُهم فيها[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٦.]]١٨١. (ز)
﴿وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِینࣲ ٣٦﴾ - تفسير
١٤٤٧- عن عبد الله بن مسعود، في قوله: ﴿ومتاع إلى حين﴾، قال: إلى يوم القيامة[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]١٨٢. (١/٢٩٥)
١٤٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق كُرَيْبٍ- ﴿ومتاع إلى حين﴾، قال: حَتّى يصير إلى الجنة، أو إلى النار[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٩٠.]]. (١/٢٩٥)
١٤٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيّ، عن عِكْرِمة- في قوله: ﴿ومتاع إلى حين﴾، قال: الحياة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٩٠، وابن جرير ١/٥٧٧ من طريق السدي، عمَّن حَدَّثه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٢٩٤)
١٤٥٠- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿ومتاع إلى حين﴾، قال: إلى يوم القيامة؛ إلى انقطاع الدنيا[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٨.]]. (ز)
١٤٥١- عن عِكْرِمة -من طريق يزيد النحوي- ﴿ومتاع إلى حين﴾، قال: الحين الذي لا يُدْرَك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٩٠.]]. (ز)
١٤٥٢- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: ﴿ومتاع إلى حين﴾، قال يقول: بلاغ إلى الموت[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٧، وابن أبي حاتم ١/٩٠ (٤٠٢).]]١٨٣. (ز)
١٤٥٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿ومتاع إلى حين﴾، قال: إلى أجل[[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٨.]]. (ز)
١٤٥٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ومَتاعٌ إلى حِينٍ﴾، يعني: بلاغًا إلى منتهى آجالكم؛ الموت[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٩.]]١٨٤. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.