الباحث القرآني
﴿أَیَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِیلࣲ وَأَعۡنَابࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ لَهُۥ فِیهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّیَّةࣱ ضُعَفَاۤءُ فَأَصَابَهَاۤ إِعۡصَارࣱ فِیهِ نَارࣱ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢٦٦﴾ - تفسير
١٠٨١٧- عن ابن أبي مُلَيْكة: أن عمر تلا هذه الآية، فقال: هذا مَثَلٌ ضُرِبَ للإنسان يعمل عملًا صالحًا، حتى إذا كان عند آخر عُمرِه أحوجَ ما يكون إليه، عمِل عمَلَ السّوء[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٣.]]. (٣/٢٥٠)
١٠٨١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عُبَيْد بن عُمَيْر، وابن أبي مُلَيْكة- قال: قال عمر يومًا لأصحاب النبي ﷺ: فِيمَ تروْنَ هذه الآية نزلت: ﴿أيود احدكم أن تكون له جنة﴾؟ قالوا: الله أعلم. فغضب عمر، فقال: قولوا: نعلمُ، أو لا نعلمُ. فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء، يا أمير المؤمنين. فقال عمر: يا ابنَ أخي، قل، ولا تَحْقِرْ نفسَك. قال ابن عباس: ضُرِبَتْ مثلًا لِعَمَلٍ. قال عمر: أيُّ عمل؟ قال ابن عباس: لِعَمَلٍ.= (ز)
١٠٨١٩- قال عمرُ: لرجل غنيٍّ يَعْمَلُ بطاعة الله، ثم بعَث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرَق أعماله[[أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٥٦٨)، والبخاري (٤٥٣٨)، وابن جرير ٤/٦٨٣-٦٨٤، والحاكم ٢/٢٨٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم. كما أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص٧٢ مختصرًا من طريق ابن أبي مُلَيْكة.]]١٠٢٢. (٣/٢٤٨)
١٠٨٢٠- عن عبد الله بن عباس= (ز)
١٠٨٢١- قال: قال عمر بن الخطاب: قرأتُ الليلةَ آية أسْهَرَتْني: ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب﴾، فقرأها كلَّها. فقال: ما عُني بها؟ فقال بعض القوم: الله أعلم! فقال: إني أعلم أن الله أعلم، ولكن إنما سألت إن كان عند أحد منكم علم، وسمِع فيها شيئًا أن يُخْبِرَ بما سمع. فسكتوا، فرآني وأنا أهْمِسُ. قال: قل يا ابنَ أخي، ولا تَحْقِرْ نفسك. قلت: عُني بها العمل؟ قال: وما عُني بها العملُ؟ قلتُ: شيء أُلْقِي في رُوعِي فقلتُه. فتركَنِي، وأقبلَ وهو يُفَسِّرُها: صدقت يا ابنَ أخي، عُني بها العملُ، ابنُ آدمَ أفقرُ ما يكون إلى جنته إذا كبُرتْ سنُّه، وكثُر عيالُه، وابنُ آدمَ أفقرُ ما يكونُ إلى عملِه يومَ القيامة، صدقتَ، يا ابنَ أخي[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٣/٢٤٩)
١٠٨٢٢- عن عطاء، قال: قال عمر: آيةٌ من كتاب الله ما وجدتُ أحدًا يشفيني منها، قوله: ﴿أيودّ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب﴾ حتى فرغ من الآية. قال ابن عباس: يا أمير المؤمنين، إني أجدُ في نفسي منها. فقال له عمر: فلِم تَحْقِرُ نفسَك؟ فقال: يا أميرَ المؤمنين، هذا مَثَلٌ ضربه الله، فقال: أيحب أحدكم أن يكونَ عُمرَه يَعْمَلُ بعمَلِ أهلِ الخيرِ وأهلِ السعادةِ، حتى إذا كبُرتْ سِنُّه، واقترَب أجلُه، ورقَّ عظْمُه، وكان أحوجَ ما يكون إلى أن يَخْتِمَ عملَه بخير؛ عمِلَ بعمَلِ أهلِ الشقاءِ، فأفسدَ عملَه فأحْرقَه. قال: فوقَعَتْ على قلب عمر، وأعْجبَتْه[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، واللفظ له.]]. (٣/٢٥١)
١٠٨٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفِي- قال: ضرب الله مثلًا حسنًا -وكلُّ أمثاله حسنٌ-، قال: ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب﴾، ﴿له فيها من كل الثمرات﴾. يقول: صنَعه في شبيبتِه، فأصابه الكِبَرُ، وولدُه وذريتُه ضعفاء عندَ آخرِ عمرِه، فجاءه إعصار فيه نار فاحترق بستانُه، فلم يكن عنده قوةٌ أن يغرس مثلَه، ولم يكن عندَ نسْلِه خيرٌ يعودون به عليه، فكذلك الكافر يوم القيامة، إذا رُدَّ إلى الله ليس له خير فيُسْتَعْتَبَ[[استعتب: أعطى العتبى، وطلب العتبى، ضِدٌّ. والعُتبى: الرضا. القاموس المحيط (عتب).]]، كما ليسَ لهذا قوَّةٌ فيغرِس مثلَ بستانِه، ولا يَجِدُه قدَّم لنفسه خيرًا يعود عليه، كما لم يُغْنِ عن هذا ولدُه، وحُرِم أجرَه عند أفقرِ ما كان إليه، كما حُرِم هذا جنتَه عند أفقر ما كان إليها عند كبره وضعف ذريته. وهو مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فيما أُوتَيا في الدنيا، كيف نجى المؤمن في الآخرة، وذخر له من الكرامة والنعيم، وخزن عنه المال في الدنيا، وبسط للكافر في الدنيا من المال ما هو منقطع، وخزن له من الشر ما ليس بمفارقه أبدًا، ويخلد فيها مُهانًا، من أجل أنه فخر على صاحبه، ووثق بما عنده، ولم يستيقن أنه مُلاقٍ ربه[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٦-٦٨٧، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٣-٥٢٥.]]. (٣/٢٤٩)
١٠٨٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في الآية، قال: ضُرِبتْ مثلًا للعمل، يَبْدأُ فيَعْمَلُ عملًا صالحًا، فيكونُ مثلًا للجنة، ثم يُسيءُ في آخر عمره، فيتمادى في الإساءة حتى يموت على ذلك، فيكون الإعصارُ الذي فيه نارٌ التي أحرقت الجنة مثلًا لإساءته التي مات وهو عليها. قال ابن عباس: الجنة عَيْشه وعيش ولده فاحترقت، فلم يستطع أن يدفع عن جنته من أجل كِبَره، ولم يستطع ذريته أن يدفعوا عن جنتهم من أجل صِغَرهم، حتى احترقت. يقول: هذا مثله تلقاه وهو أفقر ما كان إلي، فلا يجد له عندي شيئًا، ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه من عذاب الله شيئًا، ولا يستطيع من كِبَره وصِغَر أولاده أن يعملوا جنة، كذلك لا توبة إذا انقطع العمل حين مات[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٤-٦٨٥.]]. (٣/٢٥٠)
١٠٨٢٥- عن عُبَيْد بن عُمَيْر، نحوه[[تفسير الثعلبي ٢/٢٦٦.]]. (ز)
١٠٨٢٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في الآية، قال: هذا مَثَلُ المُفَرِّطِ في طاعة الله حتى يموت، مَثَلُه بعد موته كمثل هذا حين احترقت جَنَّتُه، وهو كبيرٌ لا يُغني عنها، وولدُه صِغارٌ لا يُغْنون عنه شيئًا، كذلك المُفَرِّطُ بعد الموت، كلُّ شيء عليه حسرة[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٢-٥٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٢٥٠)
١٠٨٢٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار﴾ ... فهذا مَثَل ضربه الله للكافر، يقول: يلقاني يوم يلقاني وهو كأَحْوَج ما يكون إلى خير يصيبه، فلا يجد له عندي خيرًا، ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه من عذاب الله شيئًا[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٨.]]. (ز)
١٠٨٢٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عطاء الخراساني- ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب﴾، قال: هذا مثل لرجل يعمل بالإيمان، ويحسن العمل والصدقة والنفقة، حتى إذا كان عند خاتمة عمله، وحضور أجله، أشرك وأصاب كبيرة من الكبائر، فأحبط الله عمله، وهو كافر[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٢٣.]]. (ز)
١٠٨٢٩- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في الآية، قال: أيود أحدكم أن يذهب عملُه أحْوَج ما كان إليه؟![[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٨، وابن جرير ٤/٦٨٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٤.]]. (ز)
١٠٨٣٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: هذا رجل كبرت سنه، ورَقَّ عظمه، وكثر عياله، ثم احترقت جنته على بقية ذلك، كأَحْوَج ما يكون إليه؟ يقول: أيحب أحدكم أن يضل عنه عمله يوم القيامة كأحوج ما يكون إليه؟![[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٦.]]. (ز)
١٠٨٣١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في الآية، قال: هذا مَثلٌ آخرُ لنفقةِ الرياء، أنه يُنفِقُ مالَه يرائي به الناس، فيذهبُ مالُه منه وهو يُرائي، فلا يأجرُه الله فيه، فإذا كان يوم القيامة واحتاج إلى نفقته وجدها قد أحرقها الرياءُ فذهبت، كما أنفق هذا الرجل على جنتِه حتى إذا بلغت وكثُر عيالُه واحتاج إلى جنته جاءتْ ريحٌ فيها سَمُومٌ[[السَّموم: الريح الحارة. وقيل: هي الباردة، ليلًا كان أو نهارًا. لسان العرب (سمم).]] فأحرقت جنَّتَه، فلم يجِدْ منها شيئًا[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٦٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٣.]]١٠٢٣. (٣/٢٥٠)
١٠٨٣٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿أيود أحدكم﴾ الآية، يقول: أيحب أحدكم أن يعيش في الضلالة والمعاصي حتى يأتيه الموت، فيجيء يوم القيامة قد ضل عنه عمله أحوج ما كان إليه؟ فيقول: ابن آدم، أتيتني أحوج ما كنت قط إلى خير، فأين ما قدمت لنفسك؟![[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٧، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٢.]]. (ز)
١٠٨٣٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة﴾، هذا مَثَل ضربه ﷿ لعمل الكافر، ... يقول: مثل الكافر كمثل شيخ كبير له بستان فيه من كل الثمرات، وله ذرية أولاد صغار، يعني: عَجَزة لا حيلة لهم، فمعيشته ومعيشة ذريته من بستانه، فأرسل الله ﷿ على بستانه السَّموم الحارة، فأحرقت بستانه، فلم يكن له قوة من كِبَره أن يدفع عن جنته، ولم تستطع ذريته الصغار أن يدفعوا عن جنتهم التي كانت معيشتهم منها حين احترقت، ولم يكن للشيخ قوة أن يغرس مثل جنته، ولم يكن عند ذريته خير فيعودون به على أبيهم عند ما كان أحوَج إلى خير يصيبه، ولا يجد خيرًا، ولا يدفع عن نفسه عذابًا كما لم يدفع الشيخ الكبير، ولا ذريته عن جنتهم شيئًا حين احترقت، ولا يُرَدُّ الكافر إلى الدنيا فيُعْتَب، كما لا يرجع الشيخ الكبير شابًّا فيغرس جنة مثل جنته، ولم يقدم لنفسه خيرًا فيعود عليه في الآخرة وهو أحوج ما يكون إليه، كما لم يكن عند ولده شيئًا فيعودون به على أبيهم، ويُحرم الخير في الآخرة عند شدة حاجته إليه، كما حُرِم جنته عند ما كان أحوج ما يكون إليها عند كبر سنه وضعف ذريته[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٢١-٢٢٢.]]. (ز)
١٠٨٣٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- وقرأ قول الله ﷿: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى﴾، قال: ثم ضرب ذلك مثلًا، فقال: ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب﴾ حتى بلغ: ﴿فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت﴾. قال: جرت أنهارها وثمارها، وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت، أيود أحدكم هذا؟! كما يحمل أحدكم أن يخرج من صدقته ونفقته، حتى إذا كان له عندي جنة وجرت أنهارها وثمارها، وكانت لولده وولد ولده، أصابها ريح إعصار فحرقها[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٨.]]١٠٢٤. (ز)
﴿أَیَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِیلࣲ وَأَعۡنَابࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ لَهُۥ فِیهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّیَّةࣱ ضُعَفَاۤءُ﴾ - تفسير
١٠٨٣٥- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجيح- يقول: أيود أحدكم أن يكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله، كمثل هذا الذي له جنات تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات، وأصابه الكبر، وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت؟![[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٢.]]. (ز)
١٠٨٣٦- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار﴾: رجل غرس بستانًا فيه من كل الثمرات، فأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت، فلم يستطيع أن يدفع عن بستانه من كبره، ولم يستطع ذريته أن يدفعوا عن بستانهم من صغرهم، فاحترق بستانه، فذهبت معيشته ومعيشةُ ذريته[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٨.]]. (ز)
١٠٨٣٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿أيود أحدكم﴾ الآية، قال: هذا مَثَل ضربه الله لرجل له جنة من نخيل وأعناب، وله فيها من كل الثمرات، والرجل قد كَبُر سنه وضَعُف، وله أولاد ضِعاف، فابتلاهم الله في جنتهم، فبعث عليها إعصارًا فيه نار فاحترقت، فلم يستطع الرجل أن يدفع عن جنته من الكِبَر، ولا ولده لصغرهم، فذهبت جنته أحوج ما كان إليها[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٧.]]. (ز)
١٠٨٣٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وله ذرية ضعفاء﴾، يعني: عَجَزة، لا حيلة لهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٢١.]]. (ز)
﴿فَأَصَابَهَاۤ إِعۡصَارࣱ فِیهِ نَارࣱ﴾ - تفسير
١٠٨٣٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق التميمي- في قوله: ﴿إعصار فيه نار﴾، قال: السَّمُوم الحارَّة التي خُلِق منها الجانُّ التي تحرق. وفي لفظ: هي السموم التي تقتل[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٨.]]. (ز)
١٠٨٤٠- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿إعصار﴾. قال: الريحُ الشديدةُ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر: فله في آثارِهِنَّ خُوارُ وحَفِيفٌ كأنه إعْصارُ[[عزاه السيوطي إلى الطستي في مسائله. وانظر: الإتقان ٢/١٠٢.]]. (٣/٢٥٢)
١٠٨٤١- عن عبد الله بن عباس -من طريق هارون بن عنترة، عن أبيه- في قوله: ﴿إعصار فيه نار﴾، قال: ريحٌ فيها سَمُومٌ شديدةٌ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٢٤، والحاكم ٢/٢٨٣، وابن جرير ٤/٦٩٠-٦٩١ من طريق عكرمة، والعوفي. كما أخرجه أبو يعلى (٢٦٦٦). وعزاه السيوطي إلى الفِرْيابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٣/٢٥١)
١٠٨٤٢- عن مجاهد بن جبر، قال: يعني: ريحًا شديدة فيها سَمُومٌ[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٢٤. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٥٢-.]]. (ز)
١٠٨٤٣- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- ﴿إعصار فيه نار﴾، يعني بالإعصار: ريحٌ فيها بَرْد[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٩٣.]]. (ز)
١٠٨٤٤- عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر عن قتادة- في قوله: ﴿إعصار فيه نار فاحترقت﴾، قال: فيها صِرٌّ؛ بَرْد[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٠٨، كما أخرجه ابن جرير ٤/٦٩٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٤ كلاهما من طريق معمر عن الحسن.]]. (ز)
١٠٨٤٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿فَأَصابَها إعْصارٌ فِيهِ نارٌ﴾، يقول: أصابها ريح فيها سَمُوم شديدة[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٦، ٦٩٢، كما أخرج عبد الرزاق ١/١٠٨ نحوه من طريق معمر.]]. (ز)
١٠٨٤٦- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿إعصار فيه نار فاحترقت﴾: أما الإعصار: فالريح، وأما النار: فالسَّمُوم[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٩٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٤.]]. (ز)
١٠٨٤٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿إعصار فيه نار﴾، يقول: ريح فيها سَمُوم شديد[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٩٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٤.]]. (ز)
١٠٨٤٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فأصابها إعصار فيه نار﴾، يعني: ريح فيها نار، يعني: فيها سموم حارَّة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٢١.]]١٠٢٥. (ز)
﴿فَٱحۡتَرَقَتۡۗ﴾ - تفسير
١٠٨٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفِيِّ- قوله: ﴿فاحْتَرَقَتْ﴾، قال: فاحترق بستانُه[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٨٧، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٥.]]. (٣/٢٤٩)
١٠٨٥٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿أيود أحدكم أن تكون له جنة﴾ إلى قوله: ﴿فاحترقت﴾، يقول: فذهبت جنته عند أحوج ما كان إليها، حين كبرت سنه، وضعف عن الكسب، وله ذرية ضعفاء لا ينفعونه.= (ز)
١٠٨٥١- قال: وكان الحسن يقول: ﴿فاحترقت﴾، فذهبت أحوج ما كان إليها، فذلك قوله: أيود أحدكم أن يذهب عمله أحوج ما كان إليه؟![[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٨، وابن جرير ٤/٦٨٦، وابن أبي حاتم مقتصرًا على قول الحسن ٢/٥٢٤.]]. (ز)
﴿كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢٦٦﴾ - تفسير
١٠٨٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون﴾، يعني: في زوال الدنيا وفنائها، وإقبال الآخرة وبقائها[[أخرجه ابن جرير ٣/٦٩٧، وابن أبي حاتم ٢/٣٩٤، وأبو الشيخ (٢٥). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٢/٥٥٦)
١٠٨٥٣- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿كذلك يبين الله لكم الآيات﴾، يعني: ما ذكر[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٢٥.]]. (ز)
١٠٨٥٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق الثوري- ﴿لعلكم تتفكرون﴾، قال: تطيعون[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٠٩، وابن جرير ٤/٦٩٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٢٥.]]. (ز)
١٠٨٥٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون﴾، قال: هذا مَثَلٌ ضربه الله، فاعْقِلوا عن الله أمثاله، فإنّ الله يقول: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ [العنكبوت:٤٣][[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٢٥٣)
١٠٨٥٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كذلك﴾ يعني: هكذا ﴿يبين الله لكم الآيات﴾ يعني: يبين الله أمره ﴿لعلكم﴾ يقول: لكي ﴿تتفكرون﴾ في أمثال الله ﷿ فتعتبروا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٢١-٢٢٢.]]١٠٢٦. (ز)
﴿كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢٦٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٠٨٥٧- عن عائشة، قالت: كان رسول الله ﷺ يدعو: «اللَّهُمَّ، اجعل أوسع رزقك عليَّ عند كبر سني، وانقطاع عمري»[[أخرجه الحاكم ١/ ٧٢٦ (١٩٨٧)، والطبراني في الكبير ٤/٦٢ (٣٦١١). قال الحاكم: «هذا حديث حسن الإسناد، والمتن غريب في الدعاء، مستحب للمشايخ، إلا أن عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان». وقال ابن الجوزي في الموضوعات ١/١٨١: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله ﷺ». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/١٨٢ (١٧٤٢٠): «وإسناده حسن». وقال البيهقي في الدعوات الكبير ١/٣٦٠: «عيسى بن ميمون هذا منكر الحديث». وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة ١/١٣٥: «لا يصح». وقال ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة ١/٢٠٦: «ولا يصح». وقال الفتني في تذكرة الموضوعات ص٦٠: «فيه متروكان، قلت: أحدهما متابع». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٥٦٩ (١٣٨٥): «ضعيف جدًّا».]]. (٣/٢٥١)
١٠٨٥٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي إسحاق، عن عمرو بن الأَصَم- قال: إن السَّموم التي خُلِق منها الجانُّ جزءٌ من سبعين جزءًا من النار[[أخرجه ابن جرير ٤/٦٩١. ذكره في معرض تفسيره لقوله تعالى: ﴿إعصار فيه نار فاحترقت﴾، وسيذكره عند تفسير قوله تعالى: ﴿والجان خلقناه من قبل من نار السموم﴾ [الحجر:٢٧] ١٤/٦٤.]]. (ز)
١٠٨٥٩- عن عاصم، قال: مرض أبو العالية، فأعتق مملوكًا له ذكروا له أنه من وراء النهر، فقال: إنّ كان حيًّا فلا أُعتقه، وإن كان ميتًا فهو عتيق. وذكر هذه الآية: ﴿وله ذرية ضعفاء﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٦/١٦١ (٣١٤٥٦)، ١٦/٢٠٧ (٣١٦٦٨).]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.