الباحث القرآني
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡرِی نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ ٢٠٧﴾ - نزول الآية
٧٢٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكَلْبِيِّ، عن أبي صالح- في قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾، قال: نَزَلت في صُهَيْبٍ وفي نفر من أصحابه، أخذهم أهلُ مكة، فعَذَّبوهم لِيَرُدُّوهم إلى الشرك بالله، منهم عمار، وأمُّه سُمَيَّةُ، وأبو ياسر، وبلال، وخبّابٌ، وعباس مولى حُوَيْطِبِ بن عبد العَزّى[[أخرجه ابن عساكر ٢٤/٢٢٢، من طريق محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وهذا إسناد تالف مسلسل بالضعفاء، الكلبي وهو محمد بن السائب أبو النضر الكوفي متهم بالكذب. ينظر: ميزان الاعتدال ٣/٥٥٦. والراوي عنه محمد بن مروان السدي الصغير الكوفي، قال الذهبي في الميزان ٤/٣٢: «تركوه، واتهمه بعضهم بالكذب».]]. (٢/٤٨٧)
٧٢٩٨- قال ابن عبّاس= (ز)
٧٢٩٩- والضحاك بن مُزاحِم: نزلت هذه الآية في الزبير، والمِقداد بن الأسود؛ حين شَرَيا أنفسَهما لإنزال خُبَيْبٍ من خشبته التي صُلِبَ عليها[[تفسير الثعلبي ٢/١٢٣.]]. (ز)
٧٣٠٠- قال ابن عبّاس: نَزَلت في عليِّ بن أبي طالب حين هرب النبيُّ ﷺ من المشركين إلى الغار مع أبي بكر الصديق، ونام عَلِيٌّ عَلى فراش النبيِّ ﷺ[[أخرجه ابن عساكر ٤٢/٦٧. وذكره الثعلبي في تفسيره ٢/١٢٦. قال الألباني في السلسلة الضعيفة ١٠/٦٣٥ (٤٩٣٩): «موضوع».]]. (ز)
٧٣٠١- عن أنس، قال: نزلت على النبي ﷺ في خروج صهيب: ﴿ومن الناس من يشري نفسه﴾ الآية، فلمّا رآه قال: «يا أبا يحيى، رَبِح البيعُ». ثم تلا عليه الآية[[أخرجه الحاكم ٣/٤٥٠ (٥٧٠٠). قال الحاكم: «صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه».]]. (٢/٤٨٥)
٧٣٠٢- عن سعيد بن المسيب -من طريق علي بن زيد- قال: أقبل صهيبُ مهاجرًا نحوَ النبي ﷺ، فأتْبَعه نَفَرٌ من قريش، فنزل عن راحلته، وانتَثَل ما في كِنانَتِه[[أي: استخرج ما فيها من السهام. لسان العرب (نثل).]]، ثم قال: يا معشر قريش، قد علمتم أنِّي مِن أرماكم رجلًا، وايمُ الله، لا تَصِلُون إلَيَّ حتى أرمي بكلِّ سهمٍ في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، ثم افعلوا ما شئتم، وإن شئتم دلَلْتُكم على مالي وقُنْيَتي بمكة وخَلَّيْتُم سبيلي. قالوا: نعم. فلَمّا قدِم على النبي ﷺ قال: «رَبِح البيعُ، رَبِح البيعُ». ونزلت: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد﴾[[أخرجه الحارث في مسنده ٢/٦٩٣ (٦٧٩)، وابن أبي حاتم ٢/٣٦٨-٣٦٩ (١٩٣٩)، وأبو نعيم في الحلية ١/١٥١-١٥٢. قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٥/٨١ (٤٢٦٣): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان».]]. (٢/٤٨٣)
٧٣٠٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه﴾ الآية، قال: أُنزلت في صُهَيْب بن سِنان، وأبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ جُندُبِ بنِ السَّكَن؛ أخذ أهلُ أبي ذرٍّ أبا ذرٍّ، فانفَلَتَ منهم، فقَدِم على النبي ﷺ، فلمّا رجع مُهاجرًا عَرَضُوا له، وكانوا بِمَرِّ الظَّهْران، فانفلت أيضًا، حتى قَدِم على النبي ﷺ. وأمّا صُهَيب فأخذه أهلُه، فافتدى منهم بماله، ثم خرج مهاجرًا، فأدركه قُنفُذُ بن عُمَيْر بن جُدْعان، فخرج مِمّا بقي من ماله، وخلّى سبيله[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩١، والطبراني في المعجم الكبير (٧٢٩٠).]]. (٢/٤٨٤)
٧٣٠٤- عن الحسن البصري -من طريق حَزْم بن أبي حَزْم- قال: أُنزِلت هذه الآية في مسلم لَقِي كافرًا، فقال له: قل: لا إله إلا الله. فإذا قُلْتَها عَصَمْتَ مِنِّي دَمَك ومالَك إلا بِحَقِّها. فأبى أن يقولَها، فقال المسلم: والله، لأَشْرِيَنَّ نفسي لله. فتقدَّم، فقاتل حتى قُتِل[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٢/٤٩٠)
٧٣٠٥- عن عمر بن الحَكَم، قال: قَدِم صهيب على رسول الله ﷺ وهو بقباء، ومعه أبو بكر وعمر، وبين أيديهم رُطَب قد جاءهم به كُلْثُومِ بنِ الهِدْمِ؛ أُمَّهاتِ جَراذِينَ، وصهيب قد رَمِدَ بالطريق، وأصابته مجاعةٌ شديدة، فوقع في الرطب، فقال عمر: يا رسول الله، ألا ترى إلى صهيب يأكل الرُّطَبَ وهو رَمِد؟! فقال رسول الله ﷺ: «تأكل الرُّطُب وأنت رَمِد؟!». فقال صهيب: إنما آكُلُه بشِقِّ عيني الصَّحِيحة. فتَبَسَّم رسول الله ﷺ، وجعل صهيب يقول لأبي بكر: وعدتني أن نصطحب، فخرجتَ وتركتني. ويقول: وعدتني -يا رسول الله- أن تصاحبني، فانطلقتَ وتركتني، فأخَذَتْنِي قريشُ، فحبسوني، فاشتريت أهلي بمالي. فقال رسول الله ﷺ: «رَبِح البيعُ». فأنزل الله ﷿: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾. وقال صهيبُ: يا رسول الله، ما تزودت إلا مُدًّا من دقيق، عَجَنْتُهُ بالأَبْواء، حتى قَدِمْتُ عليك[[أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/١٧٢، وابن عساكر في تاريخه ٢٤/٢٣٠ من طريقه في ترجمة صهيب بن سنان. إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه محمد بن عمر الواقدي، متروكٌ مع سعة علمه، كما في التقريب (٦٢١٥).]]. (ز)
٧٣٠٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله﴾ الآية، قال: كان رجل من أهل مكة أسْلَمَ، فأراد أن يأتي النبيَّ ﷺ ويهاجرَ إلى المدينة، فمنعوه وحبسوه، فقال لهم: أعطيكم داري ومالي وما كان لي من شيء، فخلُّوا عني، فألحق بهذا الرجل. فأبَوْا، ثُمَّ إنّ بعضهم قال لهم: خذوا منه ما كان له من شيء، وخلُّوا عنه. ففعلوا، فأعطاهم داره وماله، ثم خرج؛ فأنزل الله ﷿ على النبي ﷺ بالمدينة: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله﴾ الآية. فلَمّا دَنا من المدينة تَلَقّاه عُمرُ في رجال، فقال له عمر: رَبِح البيعُ. قال: وبيعك فلا يخسر. قال [أي: صهيب]: وما ذاك؟ قال: أُنزِل فيك كذا وكذا[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٢.]]. (ز)
٧٣٠٧- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس-، نحوه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٣٦٩ (عَقِب ١٩٣٩).]]. (ز)
٧٣٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ﴾، وذلك أنّ كفارَ مكة أخذوا عمارًا وبلالًا وخَبّابًا وصُهَيْبًا، فعذبوهم لإسلامهم، حتى يشتموا النبي ﷺ، فأمّا صُهَيْب بن سِنان مَوْلى عبد الله بن جَدْعان القُرَشِيّ -وكان شخصًا ضعيفًا- فقال لأهل مكة: لا تُعَذِّبوني، هل لكم إلى خير؟ قالوا: وما هو؟ قال: أنا شيخ كبير، لا يَضُرُّكم إن كنت معكم أو مع غيركم، لَئِن كنتُ معكم لا أنفعكم، ولَئِن كنتُ مع غيركم لا أضُرُّكم، وإنّ لي عليكم لَحَقًّا لِخدمتي وجواري إيّاكم، فقد علمتُ أنّكم إنَّما تريدون مالي، وما تريدون نفسي، فخذوا مالي، واتركوني وديني، غَيْرَ راحلةٍ، فإنْ أردتُ أن ألحق بالمدينة فلا تمنعوني. فقال بعضهم لبعض: صَدَقَ، خذوا ماله؛ فتَعاوَنُوا به على عدوِّكم. ففعلوا ذلك، فاشترى نفسه بماله كله غَيْرَ راحلة، واشترط ألا يُمْنَع عن صلاة ولا هجرة، فأقام بين أظهرهم ما شاء الله، ثُمَّ ركب راحلته نهارًا حَتّى أتى المدينة مهاجرًا، فلقيه أبو بكر الصديق، فقال: رَبِح البيعُ، يا صُهَيْب. فقال: وبيعك لا يخسر. فقال أبو بكر: قد أنزل الله فيك: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ واللَّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ﴾. يعني: للفعل؛ فعل الروميِّ صُهَيْب بن سنان، مولى عبد الله بن جدعان ...[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٧٨.]]. (ز)
٧٣٠٩- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق محمد بن ثور- في قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه﴾، قال: نزلت في صُهَيْب بن سِنان، وأبي ذرٍّ[[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٧٢٨٩)، وابن عساكر ٢٤/٢٢٩.]]. (٢/٤٨٤)
٧٣١٠- قال سفيان الثوري: نزلت في صهيب؛ اشترى نفسه من المشركين وأهله وولده وماله على أن يَدَعُوه ودِينَه[[تفسير سفيان الثوري ص٦٦.]]. (ز)
٧٣١١- عن ابن لهيعة، أنّه بَلَغَه: أنّ هذه الآية إنما نزلت في صهيب بن سنان مولى أبي بكر الصديق: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله﴾، وقال: كان قومه قد أرادوا أن يفتنوه، فقال لهم: خَلُّوا سبيلي، وأنا أترك لكم أهلي ومالي. فقالوا: نعم. فترك لهم أهله وماله، ثم لحق بالنبي ﵇، فلقيه عمر، فلما رآه قال: ربح بيعُك، لا إقالة بعد البيع. قال: وبيعك فلا تخسر[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٤١ (٢٨٧).]]. (ز)
٧٣١٢- عن أبي صخر [حميد بن زياد المدني]، قال: بَلَغَنِي: أنّ هذه الآية أُنزِلت في صهيب بن سنان: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٥٢ (٣١١).]]. (ز)
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡرِی نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ﴾ - تفسير
٧٣١٣- عن عكرمة: أنّ عمر بن الخطاب كان إذا تلا هذه الآية: ﴿ومن الناس من يعجبك قوله﴾ إلى قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه﴾، قال: اقْتَتَل الرجلان[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٤٨٩)
٧٣١٤- عن صالح أبي خليل، قال: سمع عمر إنسانًا يقرأ هذه الآية: ﴿وإذا قيل له اتق الله﴾ إلى قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله﴾. فاسترجع، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، قام الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فقُتِل[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٣. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد.]]. (٢/٤٩٠)
٧٣١٥- عن المغيرة بن شعبة، قال: كُنّا في غَزاةٍ، فتقدم رجلٌ، فقاتل حتى قُتِل، فقالوا: ألقى بيده إلى التهلكة. فكتب فيه إلى عمر، فكتب عمر: ليس كما قالوا، هو مِن الذين قال الله فيهم: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٩٣، وابن أبي حاتم ٢/٣٦٩.]]. (٢/٤٨٦)
٧٣١٦- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي رَجاء العُطارِدِيِّ- أنّه قرأ هذه الآية، فقال: اقْتَتَلا، وربِّ الكعبة[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٨٨، وابن أبي حاتم ٢/٣٦٨، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١١/١٣٥. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه.]]. (٢/٤٩٠)
٧٣١٧- عن محمد بن سيرين، قال: حَمَل هشام بن عامر على الصفِّ حتى خَرَقَه، فقالوا: ألْقى بِيَدِه. فقال أبو هريرة: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٠/٣٠٥ (١٩٧٨٥)، وابن جرير ٣/٥٩١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٤٨٦)
٧٣١٨- عن ابن زيد قال: كان عمر بن الخطاب إذا صلى السُّبْحة[[السُّبْحة: صلاة النافلة. النهاية (سبح).]] وفرغ دخل مِرْبدًا[[المِرْبد: الحُجرة في الدار. لسان العرب (ربد).]] له، فأرسل إلى فِتْيانٍ قد قرؤوا القرآن، منهم ابن عباس، وابن أخي عُيَيْنة، قال: فيأتون فيقرؤون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف. قال فمروا بهذه الآية: ﴿وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم﴾، ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد﴾، فقال ابن عباس، لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان. فسمع عمر ما قال، فقال: وأيُّ شيء قلتَ؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين. قال: ماذا قلت؟ اقتتل الرجلان؟ قال: فلما رأى ذلك ابن عباس، قال: أرى هاهنا مَن إذا أُمِر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يَشْري نفسه ابتغاء مرضاة الله؛ يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشتري نفسي. فقاتله، فاقتتل الرجلان. فقال عمر: لله تلادك[[في الدر: لله دَرُّك، وفي مطبوعة الشيخ شاكر ٤/٢٤٥: لله بلادك. وعقَّب على ذلك بقوله: في المطبوعة: «لله تلادك» بالتاء في أوله، ولا معنى له، والصواب ما أثبت. وفي الدر المنثور: «لله دَرُّك». والعرب تقول: «لله درُّ فلان، ولله بلاده».]]، يا ابن عباس[[أخرجه ابن جرير ٣/٥٨٨-٥٨٩.]]. (٢/٤٨٩)
٧٣١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ الآية: الذين شَرَوْا أنفسَهم من الله بالجهاد في سبيله، والقيامِ بحقه حتى هَلَكُوا في ذلك. يعني: هذه السَّرِيَّة[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ٢/١٧٤-١٧٥-، وابن جرير ٣/٥٧٣-٥٧٤، وابن أبي حاتم ٢/٣٦٩ (١٩٤١). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. والسرية المقصود بها: سرية عاصم ومرثد. ينظر: تفسير قوله تعالى: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُك﴾ الآية.]]. (٢/٤٧٥)
٧٣٢٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه﴾ الآية، قال: هم المهاجرون، والأنصار[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٨، وابن جرير ٣/٥٩١، وابن أبي حاتم ٢/٣٦٩. وفي تفسير الثعلبي ٢/١٢٤ بلفظ: ما هم بأهل حروراء المُرّاق من دين الله تعالى، ولكن هم المهاجرون والأنصار.]]٧٥٩. (ز)
﴿وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ ٢٠٧﴾ - تفسير
٧٣٢١- عن سعيد بن جُبَيْر -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿واللَّهُ رَءُوفٌ بِالعِبادِ﴾، يعني: يَرْأَفُ بكم[[أخرجه أبي حاتم ٢/٣٦٩ (١٩٤١). وقد تقدم عند قوله تعالى: ﴿إن الله بالناس لرءوف رحيم﴾ [البقرة:١٤٣].]]. (ز)
﴿وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ ٢٠٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٣٢٢- عن مُدرِكِ بن عوف الأَحْمَسِيِّ: أنّه كان جالسًا عند عمر، فذكروا رجلًا شرى نفسه يوم نَهاوَنْد، فقال: ذاك خالي، زعم الناسُ أنّه ألقى نفسه إلى التَّهْلُكَة. فقال عمر: كذب أولئك، بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا[[أخرجه البيهقي في سننه ٩/٤٥-٤٦.]]. (٢/٤٨٦)
٧٣٢٣- عن ابن عباس= (ز)
٧٣٢٤- قال: كنتُ قاعدًا عند عمر، إذ جاءه كتابٌ: أنّ أهل الكوفة قد قرأ منهم القرآنَ كذا وكذا، فكبَّر، فقلتُ: اختَلفوا. قال: من أيِّ شيءٍ عرفت؟ قلتُ: قرأت: ﴿ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا﴾ الآيتين، فإذا فعَلوا ذلك لم يصبر صاحب القرآن، ثم قرأت: ﴿وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد * ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾. قال: صدقتَ، والذي نفسي بيده[[أخرجه الحاكم ٣/٥٤٠-٥٤١. وعزاه السيوطي إلى وكيع، والفريابي، وعبد بن حميد.]]. (٢/٤٨٨)
٧٣٢٥- عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: بينما ابن عباس مع عمر وهو آخذ بيده، فقال عمر: أرى القرآنَ قد ظهر في الناس. قلت: ما أُحِبُّ ذلك، يا أمير المؤمنين. قال: لم؟ قلتُ: لأنهم متى يقرؤوا يَتَقَرُّوا[[كذا في مطبوعة مستدرك الحاكم، وصورة هذه الكلمة في مطبوعة الدر المنثور: يتقرءوا، وفي بعض مصادر الدر المنثور الخطية: يتفرقوا، وفي بعضها: ينفروا. وكأن معنى يتقروا: يتأولونه بدون علم.]]، ومتى يَتَقَرُّوا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يَضْرِبُ بعضُهم رقابَ بعض.= (ز)
٧٣٢٦- فقال عمر: إن كنتُ لأكتُمُها الناسَ[[أخرجه الحاكم ٣/٥٤١.]]. (٢/٤٨٩)
٧٣٢٧- عن صُهيب، قال: لَمّا أردتُ الهجرة من مكة إلى النبي ﷺ قالتْ لي قريش: يا صهيب، قَدِمتَ إلينا ولا مال لك، وتخرج أنت ومالُك! والله لا يكون ذلك أبدًا. فقلت لهم: أرأيتم إن دفعتُ لكم مالي، تُخَلُّون عَنِّي؟ قالوا: نعم. فدفَعتُ إليهم مالي، فخلَّوا عني، فخرجت حتى قدمت المدينة، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فقال: «ربح البيع، صهيبُ» مرتين[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١/٥٦٤-٥٦٥-. قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٧/٢٨٠ (٦٨٥٢): «رواه ابن راهويه وابن مردويه في تفسيره بسند صحيح؛ إن كان أبو عثمان سمعه من صهيب». وقال ابن حجر في المطالب العالية ١٦/٣٧٨ (٤٠٣٠): «صَحَّ اتصاله». وقال الألباني في تخريج فقه السيرة ص١٥٢: «صحيح».]]. (٢/٤٨٣)
٧٣٢٨- عن صهيب، قال: لَمّا خرج النبي ﷺ إلى المدينة هممتُ بالخروج، فصَدَّني فتيانٌ من قريش، ثم خرجتُ، فلحقني منهم ناسٌ بعد ما سِرْتُ بريدًا لِيَرُدُّوني، فقلتُ لهم: هل لكم أن أُعْطِيَكم أواقِيَ من ذهب، وتُخَلُّوا سبيلي؟ ففعلوا، فقلتُ: احفِروا تحت أُسْكُفَّةِ الباب[[أُسْكُفَّةِ الباب: عتبة الباب. لسان العرب (سكف).]]، فإنّ تحتها الأواقي. وخرجتُ حتى قَدِمت على رسول الله ﷺ قباءَ قبل أن يَتَحَوَّل منها، فلمّا رآني قال: «يا أبا يحيى، ربح البيع» ثلاثًا. فقلتُ: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جبريل[[أخرجه الحاكم ٣/٤٥٢ (٥٧٠٦). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٦٠ (٩٩١٥): «رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم».]]. (٢/٤٨٥)
٧٣٢٩- عن صهيب: أنّ المشركين لَمّا أطافوا برسول الله ﷺ، فأقبلوا على الغار وأدبروا؛ قال: «واصُهَيْباه، ولا صُهَيْبَ لي». فلمّا أراد رسول الله ﷺ الخروجَ بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثًا إلى صُهَيْب، فوجده يُصَلِّي، فقال أبو بكر للنبي ﷺ: وجدته يُصَلِّي، فكرهت أن أقطع عليه صلاته. فقال: «أصبت». وخرجا من ليلتهما، فلمّا أصبح خرج حتى أتى أمَّ رَوْمان زوجةَ أبي بكر، فقالتْ: ألا أُراك ههنا وقد خرج أخواك، ووضعا لك شيئًا من زادهما! قال صهيبُ: فخرجتُ حتى دخلتُ على زوجتي أمِّ عمرو، فأخذتُ سيفي وجَعْبَتي وقوسي، حتى أقدم على رسول الله ﷺ المدينة، فأجِدُه وأبا بكر جالِسَين، فلمّا رآني أبو بكر قام إلَيَّ، فبشَّرني بالآية التي نَزَلَتْ فيَّ، وأخذ بيدي، فلُمْته بعضَ اللائمة، فاعتذر، وربَّحني رسول الله ﷺ، فقال: «ربح البيعُ، أبا يحيى»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٨/٣٦ (٧٣٠٨)، وأبو نعيم في الحلية ١/١٥٢-١٥٣. قال الهيثمي في المجمع ٦/٦٤ (٩٩٢٨): «رواه الطبراني، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو متروك».]]. (٢/٤٨٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.