الباحث القرآني

﴿إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِینَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ وَرَأَوُا۟ ٱلۡعَذَابَ﴾ - تفسير

٤٧٨٥- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿إذ تبّرأ الذين اتبعوا﴾، قال: تَبَرَّأَتِ القادَةُ مِن الأَتْباعِ يوم القيامة إذا رَأَتِ العذابَ[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٧٧.]]. (ز)

٤٧٨٦- عن ابن جُرَيْج، قال: قلتُ لعطاء: ﴿إذ تبرَّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا﴾، قال: تَبَرَّأ رؤساؤهم وقادَتُهم وساداتُهم مِن الذين اتّبعوهم[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٧٧.]]. (ز)

٤٧٨٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إذ تبرّأ الذين اتبعوا﴾ قال: هم الجبابرةُ والقادةُ والرؤوسُ في الشِّرك والشَرِّ ﴿من الذين اتبعوا﴾ وهم الأتباعُ والضعفاءُ[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٧-٢٨. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٩٣-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/١٢٢)

٤٧٨٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿إذ تبرّأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا﴾: أمّا الذين اتُّبِعُوا فهم الشياطين، تبرّؤوا من الإنس[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٤، وابن أبي حاتم ١/٢٧٨.]]٥٩١. (٢/١٢٣)

٥٩١ انتَقَد ابنُ جرير (٣/٢٥) هذا القولَ مُسْتَنِدًا لمخالفته السياق؛ إذ الآيةُ في سياق الخبر عن مُتَّخِذِي الأنداد.

٤٧٨٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿إذ تبرّأ الذين اتّبعوا من الذين اتّبعوا﴾، قال: تَبَرَّأَتِ القادةُ مِنَ الأتباعِ يومَ القيامة[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٤، وابن أبي حاتم ١/٢٧٧.]]. (ز)

٤٧٩٠- قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر سبحانه عنهم، فقال: ﴿إذ تبرّأ الذين اتّبعوا﴾ يعني: القادة ﴿من الذين اتّبعوا﴾ يعني: الأتباع، ﴿ورأوا العذاب﴾ يعني: القادة، والأتباع[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٤.]]٥٩٢. (ز)

٥٩٢ اختُلِف فيمن عُنِي بهذه الآية؛ فقال قوم: هم الرؤساء والقادة، يتبرؤون ممن اتبعوهم. وقال آخرون: هم الشياطين، يتبرؤون من الإنس الذين اتبعوهم. وجَمَع ابنُ جرير (٣/٢٤) بين القولين لاندراجهما تحت العموم الذي أفادته الآية، فقال: «والصواب من القول عندي في ذلك: أنّ الله -جَلَّ ثناؤُه- أخْبَر أنّ المُتَّبِعِين على الشرك بالله يَتَبَرَّؤُون من أتباعهم حين يُعايِنُون عذاب الله، ولم يُخَصِّص بذلك منهم بعضًا دون بعض، بل عَمَّ جميعَهم، فداخلٌ في ذلك كُلُّ متبوع على الكفر بالله والضلال أنّه يتبرّأ من أتباعه الذين كانوا يتبعونه على الضلال في الدنيا إذا عاينوا عذاب الله في الآخرة». وبنحوه قال ابنُ عطية (١/٤٠٤).

﴿وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ۝١٦٦﴾ - تفسير

٤٧٩١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- في قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: المودّة[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٦، وابن أبي حاتم ١/٢٧٨، والحاكم ٢/٢٧٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٢/١٢٣)

٤٧٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: المنازل[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٧، وابن أبي حاتم ١/٢٧٨.]]. (٢/١٢٣)

٤٧٩٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: الأرحام[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٧-٢٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٢/١٢٣)

٤٧٩٤- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، يعني: أسباب النَّدامَةِ[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٧٨ (١٤٩٦).]]. (ز)

٤٧٩٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق عبيد المُكتِب- في قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: الأَوْصال التي كانت بينهم في الدنيا، والمَوَدَّة[[أخرجه سفيان الثوري ص٥٤، وسعيد بن منصور في سننه (٢٤٠- تفسير)، وابن جرير ٣/٢٧، وابن أبي حاتم ١/٢٧٨، وأبو نعيم في الحلية ٣/٢٨٥. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد. وفي تفسير مجاهد من طريق ابن أبي نجيح ص٢١٨ بلفظ: المودة.]]. (٢/١٢٣)

٤٧٩٦- عن عطية، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٧٨.]]. (ز)

٤٧٩٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، يعني: تَقَطَّعت بهم الأرحامُ، وتفرّقت بهم المنازلُ في النّارِ[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٧٨ (١٤٩٥).]]. (ز)

٤٧٩٨- عن أبي صالح -من طريق السُّدِّيّ- في قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: الأعمال[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٥، وأبو نعيم ٣/٢٨٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/١٢٤)

٤٧٩٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: أسبابُ الندامة يوم القيامة، وأسبابُ المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها، ويتحابُّون بها، فصارت عداوةً يوم القيامة، ﴿ثم يوم القيامة يكفر بعضُكم ببعض، ويلعن بعضُكم بعضًا﴾ [العنكبوت:٢٥]، ويتبرّأ بعضُكم من بعض. وقال الله -تعالى ذِكْرُه-: ﴿الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلا المُتَّقِينَ﴾ [الزخرف:٦٧]، فصارتْ كُلُّ خُلَّةٍ عداوةً على أهلها، إلا خُلَّةَ المتقين[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٧. وعزا الحافظ ابن حجر في الفتح ١١/٣٩٣ نحوه مختصرًا من طريق شيبان.]]. (٢/١٢٤)

٤٨٠٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: هو الوَصْلُ الذي كان بينهم في الدنيا[[أخرجه عبد الرزاق ١/٦٥، وابن جرير ٣/٢٨. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٧٨.]]. (ز)

٤٨٠١- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط-: أمّا ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾ فالأعمالُ[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٨، وابن أبي حاتم ١/٢٧٨.]]٥٩٣. (ز)

٥٩٣ ذَكَرَ ابنُ عطية (١/٤٠٥) قول السدي وابن زيد، ثم وجَّهَهُ، فقال: «إذ أعمال المؤمنين كالسبب في تنعيمهم، فتقطعت بالظالمين أعمالُهم».

٤٨٠٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، يقول: أسبابُ الندامة[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٧، وابن أبي حاتم ١/٢٧٨.]]. (ز)

٤٨٠٣- عن الربيع بن أنس -من طريق آخر، عن أبي جعفر-: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: الأسبابُ: المنازلُ[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٨، وابن أبي حاتم ١/٢٧٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/١٢٤)

٤٨٠٤- عن أبي رَوْق: العُهُود التي كانت بينهم في الدنيا[[تفسير الثعلبي ٢/٣٦.]]. (ز)

٤٨٠٥- عن الكلبي= (ز)

٤٨٠٦- وعبد الملك ابن جُريج: يعني بالأسباب: الأرحام[[تفسير الثعلبي ٢/٣٥، وتفسير البغوي ١/١٧٩، دون ذكر الكلبي.]]. (ز)

٤٨٠٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وتقطّعت بهم الأسباب﴾، يعني: المنازل، والأرحام التي كانوا يجتمعون عليها؛ من معاصي الله، ويتحابُّون عليها في غير عبادة الله، انقطع عنهم ذلك، ونَدِموا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٤.]]. (ز)

٤٨٠٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾، قال: أسباب أعمالهم؛ فأهل التقوى أُعْطُوا أسبابَ أعمالهم وثِيقةً، فيأخذون بها، فيَنجُون، والآخرون أُعْطُوا أسبابَ أعمالهم الخبيثة، فتتقطَّعُ بهم، فيذهبون في النار. قال: والأسباب: الشيء يُتعلَّقُ به. قال: والسَّبَبُ: الحبلُ[[أخرجه ابن جرير ٣/٢٩.]]٥٩٤. (ز)

٥٩٤ اختُلِف في معنى الأسباب؛ فقال قوم: هي المودة. وقال آخرون: هي المنازل التي كانت لهم من أهل الدنيا. وقال غيرهم: هي الأرحام. وذهب قوم إلى أنها الأعمال التي يعملونها في الدنيا. وجَمَعَ ابنُ جرير (٣/٣٠بتصرف) بين الأقوال الواردة، فقال بعد ذِكْرِها: «وكُلُّ هذه المعاني أسبابٌ يُتَسَبَّبُ في الدنيا بها إلى مطالب، فقطع اللهُ منافعها في الآخرة عن الكافرين به؛ لأنّها كانت بخلاف طاعته ورضاه؛ فهي مُنقَطِعَةٌ بأهلها. ومن ادّعى أن المعنى بذلك خاصٌّ من الأسباب سُئِل عن البيان على دعواه مِن أصل لا مُنازِع فيه، وعُورِض بقول مخالفه فيه، فلن يقول في شيء من ذلك قولًا إلا أُلْزِم في الآخر مثله».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب