﴿إذْ تَبَرَّأ الَّذِينَ اتُّبِعُوا﴾: بَدَلٌ مِن "إذْ يَرَوْنَ"؛ أيْ: إذْ تَبَرَّأ الرُّؤَساءُ؛ ﴿مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا﴾؛ مِنَ الأتْباعِ؛ بِأنِ اعْتَرَفُوا بِبُطْلانِ ما كانُوا يَدَّعُونَهُ في الدُّنْيا؛ ويَدْعُونَهم إلَيْهِ مِن فُنُونِ الكُفْرِ؛ والضَّلالِ؛ واعْتَزَلُوا عَنْ مُخالَطَتِهِمْ؛ وقابَلُوهم بِاللَّعْنِ؛ كَقَوْلِ إبْلِيسَ: إنِّي كَفَرْتُ بِما أشْرَكْتُمُونِي مِن قَبْلُ؛ وقُرِئَ بِالعَكْسِ؛ أيْ: تَبَرَّأ الأتْباعُ مِنَ الرُّؤَساءِ؛ والواوُ في قَوْلِهِ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَرَأوُا العَذابَ﴾؛ (p-187)حالِيَّةٌ؛ و"قَدْ" مُضْمَرَةٌ؛ وقِيلَ: عاطِفَةٌ عَلى "تَبَرَّأ"؛ والضَّمِيرُ في "رَأوْا" لِلْمَوْصُوفِينَ جَمِيعًا؛ ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ﴾؛ والوُصُلُ الَّتِي كانَتْ بَيْنَهُمْ؛ مِنَ التَّبَعِيَّةِ؛ والمَتْبُوعِيَّةِ؛ والِاتِّفاقِ عَلى المِلَّةِ الزّائِغَةِ؛ والأغْراضِ الدّاعِيَةِ إلى ذَلِكَ؛ وأصْلُ "السَّبَبُ": الحَبْلُ الَّذِي يُرْتَقى بِهِ الشَّجَرُ؛ ونَحْوُهُ؛ مَعْطُوفَةٌ عَلى "تَبَرَّأ"؛ وتَوْسِيطُ الحالِ بَيْنَهُما لِلتَّنْبِيهِ عَلى عِلَّةِ التَّبَرِّي؛ وقَدْ جُوِّزَ عَطْفُها عَلى الجُمْلَةِ الحالِيَّةِ.
{"ayah":"إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِینَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ وَرَأَوُا۟ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ"}