الباحث القرآني

﴿وَإِنِّی خِفۡتُ ٱلۡمَوَ ٰ⁠لِیَ مِن وَرَاۤءِی وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِی عَاقِرࣰا فَهَبۡ لِی مِن لَّدُنكَ وَلِیࣰّا ۝٥ یَرِثُنِی وَیَرِثُ مِنۡ ءَالِ یَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِیࣰّا ۝٦﴾ - قراءات

٤٦٠٦٦- عن سعيد بن العاص، قال: أملى عَلَيَّ عثمان بن عفان مِن فِيهِ: (وإنِّي خَفَّتِ المَوالِي) يُثَقِّلها، يعني: بنصب الخاء والفاء وكسر التاء. يقول: قَلَّتِ الموالي[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٣/٦٢-٦٣ (١٤٥)، وإسحاق البستي في تفسيره ص١٧٣ (رسالة جامعية ت: عوض العمري). وعزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن محمد بن علي، وعلي بن الحسن، ويحيى بن يعمر، وغيرهم. انظر: مختصر ابن خالويه ص٨٦، والمحتسب ٢/٣٧.]]٤١٢٩. (١٠/١٢)

٤١٢٩ وجَّهَ ابنُ جرير (١٥/٤٥٧) قراءة عثمان بقوله: «كأنّه وجه تأويل الكلام: وإني ذَهَبَتْ عَصَبَتي ومَن يرثني مِن بني أعمامي». وبنحوه ابنُ عطية (٦/٨)، وكذا ابن كثير (٩/٢١٥). ثم قال ابنُ جرير: «وإذا قرئ ذلك كذلك كانت الياء من ﴿الموالي﴾ مسكّنة غير متحركة؛ لأنها تكون في موضع رفع بـ(خَفَّتِ)». وذكر ابنُ عطية (٦/٨) أنه على هذه القراءة يكون زكريا طلب وليًّا يقوم بالدِّين.

٤٦٠٦٧- عن يحيى بن يَعْمَر أنه قرأها: (وإنِّي خَفَّتِ المَوالِي مِن ورَآئِي) مشددة؛ بنصب الخاء وكسر التاء[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد.]]. (١٠/١٤)

﴿وَإِنِّی خِفۡتُ ٱلۡمَوَ ٰ⁠لِیَ مِن وَرَاۤءِی﴾ - تفسير

٤٦٠٦٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق السدي، عن مرة الهمداني-= (ز)

٤٦٠٦٩- وعن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- ﴿خفت الموالي﴾: هم العَصَبَة[[أخرجه الحاكم ٢/٥٩٠.]]. (١٠/١١)

٤٦٠٧٠- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿وإني خفت الموالي﴾، يعني: الكلالَة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٢)

٤٦٠٧١- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾، قال: الوَرَثة، وهم عَصَبَة الرجل[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/١٢)

٤٦٠٧٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾، يعني بالموالي: الكلالة الأولياء أن يرثوه، فوهب الله له يحيى[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٥.]]. (ز)

٤٦٠٧٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل وجويبر عن الضحاك- في قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾: فلم يبق لي وارِث، وخِفْتُ العَصَبَة أن تَرِثَني[[أخرجه ابن عساكر ٦٤/١٦٩-١٧٣. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (١٠/٢٥)

٤٦٠٧٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيحٍ- في قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾، قال: العَصَبَة مِن آل يعقوب، وكان مِن ورائه غلام، وكان زكريا مِن ذُرِّيَّة يعقوب. وفي لفظ: أيوب[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٦ بلفظ: العَصَبَة. دون الكلام الذي بعدها. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٢)

٤٦٠٧٥- عن أبي صالح باذام -من طريق جابر بن نوح، عن إسماعيل- في قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾، قال: خاف موالي الكلالة[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٦، وإسحاق البستي في تفسيره ص١٧٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/١٣)

٤٦٠٧٦- عن أبي صالح باذام -من طريق أبي أسامة، عن إسماعيل- في قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾، قال: العَصَبَة[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٦.]]. (ز)

٤٦٠٧٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾، قال: العَصَبَة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣، وابن جرير ١٥/٤٥٦.]]. (ز)

٤٦٠٧٨- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾: والموالي: هُنَّ العَصَبَة[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٧. وعلقه يحيى بن سلام ١/٢١٤.]]. (ز)

٤٦٠٧٩- قال محمد بن السائب الكلبي: الورثة[[تفسير الثعلبي ٦/٢٠٦، وتفسير البغوي ٥/٢١٨.]]. (ز)

٤٦٠٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإني خفت الموالي من ورآئي وكانت امرأتي عاقرا﴾، يقول: خِفْتُ الكلالة، وهم العَصَبَة مِن بعد موتي أن يرثوا مالي[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٢٠.]]. (ز)

٤٦٠٨١- عن يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾، أي: الوَرَثة مِن بعدي، يعني: العَصَبَة الذين يرِثون ماله، فأراد أن يكون مِن صُلْبِه مَن يرِث ماله[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢١٤.]]٤١٣٠. (ز)

٤١٣٠ ذكر ابنُ عطية (٦/٨-٩) أن قوله: ﴿من ورائي﴾ أي: من بعدي في الزمن، وبيَّن أنّ أبا عبيدة قال في هذه الآية: أي: مِن بين يدي ومن أمامي، وانتقده بقوله: «وهذا قِلَّة تحرير».

﴿وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِی عَاقِرࣰا فَهَبۡ لِی مِن لَّدُنكَ وَلِیࣰّا ۝٥﴾ - تفسير

٤٦٠٨٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل وجويبر عن الضحاك - في قوله: ﴿فهب لي من لدنك وليا﴾، يعني: مِن عندك ولدًا[[أخرجه ابن عساكر ٦٤/١٦٩-١٧٣. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (١٠/٢٥)

٤٦٠٨٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿وليا﴾، يعني: الولد[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٢١٤.]]. (ز)

٤٦٠٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فهب لي من لدنك وليا﴾، يعني: من عِندِك ولدًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٢٠.]]. (ز)

٤٦٠٨٥- عن يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿وكانت امرأتي عاقرا﴾ أي: لا تلد، ﴿فهب لي من لدنك﴾ من عندك ﴿وليا﴾ يعني: الولد[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢١٤.]]. (ز)

﴿یَرِثُنِی وَیَرِثُ مِنۡ ءَالِ یَعۡقُوبَۖ﴾ - قراءات

٤٦٠٨٦- عن عبد الله بن عباس أنّه كان يقرأ: ﴿يَرِثُنِي ويَرِثُ مِن آلِ يَعْقُوبَ﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة العشرة، ما عدا أبا عمرو، والكسائي، فإنّهما قرآ: ‹يَرِثْنِي ويَرِثْ› بجزم الثاء فيهما. انظر: النشر ٢/٣١٧، والإتحاف ص٣٧٦.]]. (١٠/١٤)

٤٦٠٨٧- عن يحيى بن يَعْمَر أنّه قرأها: (يَرِثُنِي وارِثٌ مِّنْ آلِ يَعْقُوبَ)[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد. و(يَرِثُنِي وارِثٌ) قراءة شاذة، تروى عن الحسن، والجحدري، وقتادة، وغيرهم. انظر: مختصر ابن خالويه ص٨٦، والمحتسب ٢/٣٨.]]. (١٠/١٤)

٤٦٠٨٨- عن عاصم بن أبي النجود أنّه قرأ: ﴿يَرِثُنِي﴾ مثقل مرفوع[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٤١٣١. (١٠/١٤)

٤١٣١ اختُلِف في قراءة قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾؛ فقرأ قوم: ﴿يرثُني ويرثُ﴾ برفع الحرفين كليهما، وقرأ آخرون: ‹يَرِثْنِي ويَرِثْ› بجزم الحرفين على الجزاء والشرط. وذكر ابنُ جرير (١٥/٤٦٠) أن قراءة الضم بمعنى: فهب الذي يرثني ويرث من آل يعقوب، وعلى أنّ ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾ من صلة الولي. وذكر أن قراءة الجزم بمعنى: فهب لي من لدنك وليًا فإنه يرثني إذا وهبْته لي. وبنحوه ابنُ عطية (٦/٩). ونقل ابنُ جرير عمَّن قرءوا بالجزم أنهم قالوا: إنما حسُن ذلك في هذا الموضع؛ لأن ﴿يرثني﴾ من آية غير التي قبلها. وإنما يحسُن أن يكون مثل هذا صلة، إذا كان غير منقطع عما هو له صلة، كقوله: ﴿ردءا يصدقني﴾ [القصص:٣٤]. ورجَّح قراءةَ الرفع، وانتقد الأخرى مستندًا إلى اللغة، ودلالة العقل، فقال: «لأنّ الولي نكرة، وأنّ زكريا إنما سأل ربه أن يهب له وليًّا يكون بهذه الصفة، كما روي عن رسول الله ﷺ، لا أنّه سأله ولِيًّا، ثم أخبر أنّه إذا وهب له ذلك كانت هذه صفته؛ لأن ذلك لو كان كذلك كان ذلك من زكريا دخولًا في علْم الغيب الذي قد حجبه الله عن خلقه». وبنحوه ابنُ عطية (٦/٩).

﴿یَرِثُنِی وَیَرِثُ مِنۡ ءَالِ یَعۡقُوبَۖ﴾ - تفسير الآية

٤٦٠٨٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق السدي، عن مرة الهمداني-= (ز)

٤٦٠٩٠- وعن عبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- قالوا: كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن أدن بن مسلم، وكان من ذُرِّيَّة يعقوب، قال: يرثني مُلْكِي، ويرث مِن آل يعقوب النبوة[[أخرجه الحاكم ٢/٥٨٧.]]. (ز)

٤٦٠٩١- عن عبد الله بن عباس، قال: كان زكريا لا يُولَد له، فسأل ربَّه، فقال: ربِّ، ﴿هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب﴾. قال: يرث مالي، ويرث مِن آل يعقوب النبوة[[عزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١٠/١٢)

٤٦٠٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل وجويبر عن الضحاك- في قوله: ﴿يرثني﴾ يعني: يرث محرابي، وعصاي، وبُرْنُس[[البُرْنُس: كل ثوب رأْسه منه مُلْتَزِقٌ به. لسان العرب (برنس).]] القربان، وقلمي الذي أكتب به الوحي، ﴿ويرث من آل يعقوب﴾ النبوة[[أخرجه ابن عساكر ٦٤/١٦٩-١٧٣. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (١٠/٢٥)

٤٦٠٩٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾، قال: وكان وِراثته عِلْمًا، وكان زكريا مِن ذُرِّيَّة يعقوب[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٨.]]. (ز)

٤٦٠٩٤- عن مجاهد بن جبر= (ز)

٤٦٠٩٥- وعكرمة مولى ابن عباس، في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾، قال: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النبوة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (١٠/١٣)

٤٦٠٩٦- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾، قال: السُّنَّة، والعِلْم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٤)

٤٦٠٩٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾، قال: يرث مِن مالي، ويرث مِن آل يعقوب السُّنَّة والعِلم[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص١٧٤ (رسالة جامعية ت: عوض العمري). وعزا السيوطي إلى ابن أبي حاتم آخره.]]. (ز) (١٠/١٤)

٤٦٠٩٨- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾، قال: نبوته، وعلمه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣، وابن جرير ١٥/٤٥٩. وعلَّقه يحيى بن سلام ٢/٢١٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٣)

٤٦٠٩٩- قال الحسن البصري: معناه: يرثني مالي، ويرث مِن آل يعقوب النبوة والحبورة[[تفسير الثعلبي ٦/٢٠٦، وتفسير البغوي ٥/٢١٨. والحبورة: هي رئاسة المذبح وبيت القربان. كما في تفسير الثعلبي ٧/٢٦٤.]]. (ز)

٤٦١٠٠- عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل- في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾، قال: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النبوة[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/١٣)

٤٦١٠١- عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل- في قوله: ﴿ويرث من آل يعقوب﴾، قال: النبوة؛ يكون نبيًّا كما كان أبوه[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٨ بلفظ: يكون نبيًّا كما كانت آباؤه أنبياء. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٣)

٤٦١٠٢- في تفسير قتادة: يرث مالَه[[علقه يحيى بن سلام ١/٢١٤.]]. (ز)

٤٦١٠٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾: فيقول: يرث نبوتي، ونبوة آل يعقوب[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٣)

٤٦١٠٤- قال محمد بن السائب الكلبي، في قوله: ﴿آل يعقوب﴾: هو يعقوب بن ماتان، أخو زكريا، وليس يعقوب أبا يوسف[[تفسير الثعلبي ٦/٢٠٦.]]. (ز)

٤٦١٠٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يرثني﴾ يرِث مالي، ﴿ويرث من آل يعقوب﴾ ابن ماثان عِلْمَهم، ورياستَهم في الأحبار، وكان يعقوب وعمران أبو مريم أخوين ابنا ماثان، ومريم ابنة عمران بن ماثان[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٢٠.]]. (ز)

٤٦١٠٦- عن سفيان الثوري، في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾: يرثني المالَ، ويرث من آل يعقوب النبوةَ[[أخرجه الثوري في تفسيره ص١٨١.]]. (ز)

٤٦١٠٧- عن يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾: ملكَهم، وسلطانَهم، كانت امرأة زكرياء مِن ولد يعقوب، ليس يعني يعقوب الأكبر، يعقوب دونه[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢١٤.]]٤١٣٢. (ز)

٤١٣٢ أفادت الآثارُ الاختلاف في المراد بهذا الميراث. ورجَّح ابنُ كثير (٩/٢١٥-٢١٧) أنها وراثة النبوة مستندًا إلى السنة، والدلالات العقلية بما مفاده الآتي: ١- أنّ النبي أعظم منزلة مِن أن يشفق على ماله بأن يأنف مِن وراثة عصباته له، ويسأل أن يكون له ولد، فيحوز ميراثه دونه. ٢- أنه لم يُذكر أنه كان ذا مال، بل كان نجّارًا يأكل مِن كسب يديه، ومثل هذا لا يجمع مالًا، ولا سيما الأنبياء ﵈، فإنهم كانوا أزهد شيء في الدنيا. ٣- قول النبي ﷺ: «نحن معشر الأنبياء لا نورث». وهذا يوجب حمل قوله: ﴿فهب لي من لدنك وليا * يرثني﴾ على ميراث النبوة؛ ولهذا قال: ﴿ويرث من آل يعقوب﴾، كما قال تعالى: ﴿وورث سليمان داود﴾ [النمل:١٦] أي: في النبوة؛ إذ لو كان في المال لما خصَّه مِن بين إخوته بذلك، ولما كان في الإخبار بذلك كبير فائدة، إذ مِن المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل أنّ الولد يرِث أباه، فلولا أنها وراثة خاصة لما أخبر بها. وذكر ابنُ كثير أنّ ما رُوِي عن النبي ﷺ أنه قال: «رحم الله أخي زكريا، ما كان عليه من ورثة ماله ...». بأن هذه مرسلات، لا تُعارِض الصحاح. وذكر ابنُ عطية (٦/٨) أنّ أكثر المفسرين على القول بأن زكريا أراد وراثة المال، وبيَّن أن قول النبي ﷺ: «إنا معشر الأنبياء لا نورث» يحتمل أن لا يريد به العموم، ثم رجَّح القول بأنها وراثة النبوة مستندًا إلى دلالة العقل، والنظائر، فقال: «والأظهر الأليق بزكريا ﵇ أن يريد: وراثة العلم والدين؛ فتكون الوراثة مستعارة، ألا ترى أنه إنما طلب ولِيًّا، ولم يخصص ولدًا، فبلّغه الله أمله على أكمل الوجوه». ونقل حكاية عن الزجاج أنّ فرقة قالت: إنما كان مواليه مهملين للدّين، فخاف بموته أن يضيع الدين، فطلب وليًّا يقوم بالدين بعده. وعلَّق عليه بقوله: «وفيه أنه لا يجوز أن يسأل زكريا مَن يرث ماله؛ إذ الأنبياء لا تورث، وهذا يؤيده قول النبي ﷺ: «إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا فهو صدقة». ويوهنه ذكر العاقر». أي: في الآية. ونقل (٦/٩) عن فرقة أنها قالت: بل طلب الولد ثم شرط أن تكون الإجابة في أن يعيش حتى يرثه، تحفظًا مِن أن تقع الإجابة في الولد ثم يخترم فلا يتحصل منه الغرض المقصود.

﴿وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِیࣰّا ۝٦﴾ - تفسير

٤٦١٠٨- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿واجعله رب رضيا﴾: يعني: مَرْضِيًّا عندك، زاكيًا بالعمل[[أخرجه ابن عساكر ٦٤/١٦٩-١٧٣. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (١٠/٢٥)

٤٦١٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واجعله رب رضيا﴾، يعني: صالِحًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٢٠.]]. (ز)

٤٦١١٠- قال يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿واجعله رب رضيا﴾: فأوحى الله إليه[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢١٥.]]. (ز)

﴿وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِیࣰّا ۝٦﴾ - آثار متعلقة بالآيتين

٤٦١١١- عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله ﷺ: «رحِم الله أخي زكريا، ماكان عليه مِن ورثة ماله حين يقول: ﴿فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب﴾!»[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢١٤، وابن جرير ١٥/٤٥٩ واللفظ له. وهو مرسل كما ذكر ابن كثير في التعليق السابق.]]. (١١/١٣)

٤٦١١٢- قال قتادة: ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ كان إذا قرأ هذه الآية، وأتى على ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾ قال: «رحم الله زكريا، ما كان عليه مِن ورَثَته!»[[أخرجه ابن جرير ١٥/٤٥٩-٤٦٠ مرسلًا.]]. (ز)

٤٦١١٣- عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال داود ﵇: يا ربِّ، هب لي ابنًا. فوُلِد له ابنٌ خرج عليه، فبعث إليه داود جيشًا، فقال: إن أخذتموه سليمًا فابعثوا إلَيَّ رجلًا أعرف السرور -أو قال: البِشْرَ- في وجهه، وإن قتلتموه فابعثوا إلَيَّ رجلًا أعرف الشَّرَّ في وجهه. فقتلوه، فبعثوا إليه رجلًا أسود، فلمّا رآه علِم أنّه قُتِل، فقال: ربِّ، سألتُ أن تَهَب لي ابنًا، فخرج عَلَيَّ. فقال: إنك لم تستثن. قال محمد بن كعب:لم يقل كما قال زكريا: ﴿واجعله رب رضيا﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/١٤)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب