الباحث القرآني

﴿وَإنِّي خِفْتُ المَوالِيَ﴾ يَعْنِي بَنِي عَمِّهِ وكانُوا أشْرارَ بَنِي إسْرائِيلَ، فَخافَ أنْ لا يُحْسِنُوا خِلافَتَهُ عَلى أُمَّتِهِ (p-6) وَيُبَدِّلُوا عَلَيْهِمْ دِينَهم. ﴿مِن ورائِي﴾ بَعْدَ مَوْتِي، وعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ بِالمَدِّ والقَصْرِ بِفَتْحِ الياءِ وهو مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ، أوْ بِمَعْنى المُوالى أيْ خِفْتُ فِعْلَ المَوالِي مِن ورائِي، أوِ الَّذِينَ يَلُونَ الأمْرَ مِن ورائِي. وقُرِئَ «خِفْتُ الوالِيَ مِن ورائِي» أيْ قَلُّوا وعَجَزُوا عَنْ إقامَةِ الدِّينِ بَعْدِي، أوْ خَفُّوا ودَرَجُوا قُدّامِي، فَعَلى هَذا كانَ الظَّرْفُ مُتَعَلِّقًا بِـ ﴿خِفْتُ﴾ . ﴿وَكانَتِ امْرَأتِي عاقِرًا﴾ لا تَلِدُ. ﴿فَهَبْ لِي مِن لَدُنْكَ﴾ فَإنَّ مِثْلَهُ لا يُرْجى إلّا مِن فَضْلِكَ وكَمالِ قُدْرَتِكَ، فَإنِّي وامْرَأتِي لا نَصْلُحُ لِلْوِلادَةِ. ﴿وَلِيًّا﴾ مِن صُلْبِي. ﴿يَرِثُنِي ويَرِثُ مِن آلِ يَعْقُوبَ﴾ صِفَتانِ لَهُ وجَزَمَهُما أبُو عَمْرٍو والكِسائِيُّ عَلى أنَّهُما جَوابُ الدُّعاءِ، والمُرادُ وِراثَةُ الشَّرْعِ والعِلْمِ فَإنَّ الأنْبِياءَ لا يُوَرِّثُونَ المالَ. وقِيلَ يَرِثُنِي الحُبُورَةَ فَإنَّهُ كانَ حَبْرًا، ويَرِثُ مِن آلِ يَعْقُوبَ المُلْكَ، وهو يَعْقُوبُ بْنُ إسْحاقَ عَلَيْهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ. وقِيلَ يَعْقُوبُ كانَ أخا زَكَرِيّا أوْ عِمْرانَ بْنِ ماثانَ مِن نَسْلِ سُلَيْمانَ عَلَيْهِ السَّلامُ. وقُرِئَ «يَرِثُنِي وارِثُ آلِ يَعْقُوبَ» عَلى الحالِ مِن أحَدِ الضَّمِيرَيْنِ، و «أُوَيْرِثٌ» بِالتَّصْغِيرِ لِصِغَرِهِ، و «وارِثٌ مِن آلِ يَعْقُوبَ» عَلى أنَّهُ فاعِلُ ﴿يَرِثُنِي﴾ وهَذا يُسَمّى التَّجْرِيدَ في عِلْمِ البَيانِ لِأنَّهُ جُرِّدَ عَنِ المَذْكُورِ أوَّلًا مَعَ أنَّهُ المُرادُ. ﴿واجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ تَرْضاهُ قَوْلًا وعَمَلًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب