الباحث القرآني
﴿وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ فِی ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِینَ فُضِّلُوا۟ بِرَاۤدِّی رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُهُمۡ﴾ - تفسير
٤١٦٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿والله فضل بعضكم على بعض في الرزق﴾ الآية، يقول: لم يكونوا ليُشْرِكوا عبيدَهم في أموالهم ونسائهم، فكيف يُشرِكون عبيدي معي في سُلْطاني؟! فذلك قوله: ﴿أفبنعمة الله يجحدون﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٩٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٨١)
٤١٦٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- قال: هذه الآية في شأن عيسى ابن مريم، يعني بذلك: نفسه، إنما عيسى عبد، فيقول الله: واللهِ، ما تشركون عبيدكم في الذي لكم؛ فتكونوا أنتم وهم سواء، فكيف ترضون لي بما لا ترضون لأنفسكم؟![[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٩٤.]]. (ز)
٤١٦٢٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في الآية، قال: هذا مَثَلٌ لآلهةِ الباطل مع الله[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٩٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٨١)
٤١٦٢٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿والله فضل بعضكم على بعض في الرزق﴾ الآية، قال: هذا مَثَلٌ ضَرَبه الله، فهل منكم مِن أحدٍ يُشارِكُ مملوكَه في زوجتِه وفي فراشِه فتَعْدِلون بالله خلقَه وعبادَه؟! فإن لم تَرْضَ لنفسِك بهذا؛ فاللهُ أحقُّ أن تُبَرِّئَه مِن ذلك، ولا تَعْدِلْ بالله أحدًا مِن عبادِه وخلقِه[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٧٥، وابن جرير ١٤/٢٩٤-٢٩٥، وأخرجه عبد الرزاق ١/٣٥٨ من طريق معمر بنحوه، وكذلك ابن جرير ١٤/٢٩٤-٢٩٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٨١)
٤١٦٢٨- عن عطاء الخراساني، في الآية، قال: هذا مَثَلٌ ضرَبه الله في شأن الآلهة، فقال: كيف تَعْدِلون عبادي بي، ولا تَعْدِلون عبيدَكم بأنفسِكم، وتَرُدُّون ما فُضِّلْتُم به عليهم، فتكونون أنتم وهم في الرِّزْق سَواء؟![[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٨٢)
٤١٦٢٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾ يعني: جعل بعضكم أحرارًا، وبعضكم عبيدًا، فوسَّع على بعض الناس، وقتَّر على بعض، ﴿فَما الَّذِينَ فُضِّلُوا﴾ يعني: الرزق من الأموال ﴿بِرادِّي رِزْقِهِمْ﴾ يقول: برادي أموالهم ﴿عَلى ما مَلَكَتْ أيْمانُهُمْ﴾ يعني: عبيدهم؛ يقول: أفيشركونهم وعبيدهم في أموالهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٧.]]. (ز)
٤١٦٣٠- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا﴾ يعني: في الرزق ﴿برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم﴾[[تفسير يحيى بن سلام ١/٧٥.]]. (ز)
﴿فَهُمۡ فِیهِ سَوَاۤءٌۚ﴾ - تفسير
٤١٦٣١- تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿فهم فيه سواء﴾، يعني: شرعًا سواء[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٧٥.]]. (ز)
٤١٦٣٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ﴾، فيكونون فيه سواء، بأنهم قوم لا يعقلون شيئًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٧.]]. (ز)
٤١٦٣٣- قال يحيى بن سلّام: يقول: هل منكم من أحد يكون هو ومملوكه في أهله وماله سواء؟ أي: إنكم لا تفعلون ذلك بمملوككم حتى تكونوا في ذلك سواء؛ فالله أحق ألا يشرك به أحد من خلقه. وهو كقوله: ﴿ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم﴾ [الروم:٢٨] كخيفة بعضكم بعضًا[[تفسير يحيى بن سلام ١/٧٥.]]. (ز)
﴿أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ یَجۡحَدُونَ ٧١﴾ - تفسير
٤١٦٣٤- قال قتادة بن دعامة: والجحد لا يكون إلا من بعد المعرفة[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٧٥.]]. (ز)
٤١٦٣٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾، يعني: ينكرون بأن الله يكون واحدًا لا شريك له، وهو ربُّ هذه النِّعَم؟! يقول: كيف أُشْرِكُ الملائكةَ وغيرَهم في ملكي وأنتم لا ترضون الشركة من عبيدكم في أموال؟! فكما لا تدخلون عبيدكم في أموالكم فكذلك لا أدخل معي شريكًا في ملكي، وهم عبادي. وذلك حين قال كفار مكة في إحرامهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك. نظيرها في الروم: ﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِن أنْفُسِكُمْ ...﴾ إلى آخر الآية [الروم:٢٨][[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٧.]]. (ز)
٤١٦٣٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿أفبنعمة الله يجحدون﴾ على الاستفهام، أي: قد جحدوا بنعمة الله[[تفسير يحيى بن سلام ١/٧٥.]]. (ز)
﴿أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ یَجۡحَدُونَ ٧١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤١٦٣٧- عن الحسن البصري، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: اقْنَعْ برزقِك في الدنيا؛ فإنّ الرحمن فضَّل بعضَ عباده على بعض في الرزق، بَلاءً يَبْتلِي به كُلًّا، فيَبْتَلي به مَن بسَط له كيف شُكْرُه فيه، وشُكْرُه للهِ أداؤُه الحقَّ الذي افتَرض عليه فيما رزَقه وخَوَّلَه[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٤/٥٠٥-.]]. (٩/٨٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.