الباحث القرآني
الشيخ: أيهم، الفائدة الأخيرة في مثل (أعلم)، نعم لكنها فيها فائدة لكم، لكنها ما تلحق بالتفسير. ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾، علم الله تعالى آدم وهو أبو البشر الأسماء كلها، ﴿الْأَسْمَاءَ﴾ (أل) هنا هل هي للعموم كما يفيد قوله: ﴿كُلَّهَا﴾ أو هي لعموم؟ الأسماء أي أسماء ما حضر، بدليل قوله: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾، وقوله: ﴿الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ أي كل الحاضرة، وذلك أن الله تعالى خلق أشياء وقال لآدم: هذه كذا، وهذه كذا، وهذه كذا، مما يحتاج إليه مع بنيه. ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ﴾، ﴿عَرَضَهُمْ﴾ الميم هنا علامة الجمع، ولا تكون إلا لما يَعقل، والأسماء ليست تعقل، فكيف الجواب؟ الجواب أن نقول: إنه عرض المسميات ولم يعرض الأسماء؛ لقوله: ﴿أَنْبِئُونِي﴾ بأيش ﴿بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾، فيكون هنا ﴿عَرَضَهُمْ﴾ أي عرض المسميات على الملائكة، وقال: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾، فلم يعلموا، ما عرفوا، ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾، ثم قال: ﴿يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾، وأراد بذلك عز وجل أن يعرف الملائكة أنهم ليسوا محيطين بكل شيء علمًا، وأنهم يفوتهم أشياء يفضلهم آدم فيها. ﴿فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾، ﴿أَنْبِئُونِي﴾ هذه هل هي فعل أمر يراد به قيام المأمور بما وُجِّه إليه، أو هي تحدي؟ الظاهر الثاني، أنها تحدي، ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ أن لديكم علمًا في الأشياء فأنبئوني بأسماء هؤلاء؛ لأن الملائكة قالت فيما سبق، ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾، فقال الله: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، ثم امتحنهم بهذا. ﴿فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، ﴿هَؤُلَاءِ﴾ المشار إليه من؟ المسميات الحاضرة، ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ في أن لديكم علمًا، ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾، أي تنزيهًا لك عن العبث وعن السفه، فأنت يا ربنا لم تفعل هذا إلا لحكمة عظيمة، وقوله: ﴿لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾ اعتراف من الملائكة أنهم ليسوا يعلمون إلا ما علمهم الله، هذا مع أنهم ملائكة مقربون إلى الله، ومع ذلك لا يعلمون إلا ما علمهم الله عز وجل، ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾، ﴿إِنَّكَ﴾ الجملة هذه مؤكدة بـ (إنّ) و بـ (أنت) الذي هو ضمير الفصل؛ لأن الكاف اسم (إن)، و(أنت) ضمير فصل لا محل له من الأعراب و﴿الْعَلِيمُ﴾ خبر (إنّ)، ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ﴾، يعني ذا العلم الواسع الشامل المحيط بالماضي والحاضر والمستقبل.
وقوله: ﴿الْحَكِيمُ﴾ يعنى ذا الحكمة والحُكم؛ لأن الحكيم مشتقة من الحُكم والحكمة، فهذان اسمان من أسماء الله هما العليم والحكيم.
في هاتين الآيتين بيان أن الله تعالى قد يمن على عباده أو على بعض عباده بعلم لا يعلمه الآخرون، وجهه أن الله علّم آدم بأسماء مسميات كانت حاضرة والملائكة تجهل ذلك.
ومنها: أن اللغات توقيفية وليست تجريبية، توقيفية يعني معناها أن الله هو الذي علم الناس إياها، ولولا تعلم الله إياها ما فهموها. وقيل: إنها تجريبية بمعنى أن الناس كوَّنوا هذه الحروف والأصوات من التجارب، فصار الإنسان أولًا أبكم لا يدري ماذا يتكلم، لكن يسمع صوت الرعد، يسمع حفيف الأشجار، يسمع صوت الماء وهو يسري على الأرض، وما أشبه ذلك، فاتخذ مما يسمع أصواتًا تدل على مراده، ولكن هذا غير صحيح.
الصواب أن اللغات مبدؤها توقيفي، وكثير منها كسبي تجريبي يعرفه الناس من مجريات الأحوال، ولذلك تجد أن أشياء تحدث ليس لها اسم من قبل، ثم يُحدث الناس لها اسمًا إما من التجارب أو لغير ذلك من الأشياء، ولهذا غالب ما تجد من أسماء المسميات الحديثة إلا وجدته مطابقًا للمعنى الذي سُميت به.
* ومن فوائد الآية الكريمة: جواز الامتحان، امتحان الإنسان بما يدعي أنه مجيد فيه، ونحن في هذه الأيام في زمن امتحانات، وسيلقى عليكم أسئلة يقال: أخبروني بحكم كذا وكذا، نعم، امتحانًا إن أجبتم ﴿لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾، فأنتم أخذتم أيش؟ صفر، وإن أجبتم بما فتح الله عليكم فهذا عدل كلٌّ في درجته.
* ومن فوائد الآية الكريمة: جواز التحدي بالعبارات التي يكون فيها شيء من الشدة؛ لأنه لم يقتصر على قوله: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾، بل قال: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة تتكلم، من أين تؤخذ؟ من قوله أيش؟ ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا﴾، وقوله: ﴿أَنْبِئُونِي﴾ أيضًا ﴿بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: اعتراف الملائكة عليهم الصلاة والسلام بأنهم لا علم لهم إلا ما علّمهم الله عز وجل. ويتفرع على ذلك أنه ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه، فلا يدعي ما ليس له، ولا يدعي ما لم يدركه.
* ومن فوائد الآية الكريمة: شدة تعظيم الملائكة لله عز وجل، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل في قولهم: ﴿سُبْحَانَكَ﴾، واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم، واعترفوا لله بالفضل في قوله: ﴿إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما العليم، والثاني الحكيم، طيب العليم من الأسماء اللازمة ولّا المتعدية؟
* طالب: اللازمة.
* طالب: المتعدية.
* الشيخ: المتعدية، ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ [البقرة ٢٥٥]، فهي من الأسماء المتعدية، يقول العلماء: الاسم المتعدي لا يتم الإيمان به إلا بأمور ثلاثة: إثباته اسمًا لله، وإثبات ما دل عليه من صفة، والثالث: إثبات الحكم أو الأثر الذي يترتب على ذلك، فمثلًا العليم، نثبت العليم اسمًا من أسماء الله، ولا بد نثبت العلم الذي دل عليه العليم وهي الصفة، نثبت الأثر.
ومن فوائد الآية الكريمة: شدة تعظيم الملائكة لله عز وجل، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل في قولهم: ﴿سُبْحَانَكَ﴾، واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم، واعترفوا لله بالفضل في قوله: ﴿إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما: العليم، والثاني الحكيم.
العليم من الأسماء اللازمة أو المتعدية؟
* طالب: اللازمة.
* طلبة: متعدية.
* الشيخ: المتعدية، ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ [البقرة ٢٥٥]، فهي من الأسماء المتعدية، يقول العلماء: الاسم المتعدي لا يتم الإيمان به إلا بأمور ثلاثة: إثباته اسمًا لله، وإثبات ما دل عليه من صفة، والثالث: إثبات الحكم أو الأثر الذي يترتب على ذلك، فمثلًا العليم نثبت العليم اسما من أسماء الله، ولا بد نثبت العلم الذي دل عليه العليم وهي الصفة، نثبت الأثر المترتب على ذلك والمتعدي إلى الغير وهو أنه يعلم عز وجل، قال الله تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ [طه ١١٠]، الحكيم كذلك، يعني: لا بد من أن نؤمن بالحكيم اسما من أسماء الله، ونؤمن بما دل عليه من الصفة، والحكيم دل على صفتين: الحُكم، والحكمة، فهو من الحُكم والحكمة.
الحكم: قال العلماء: إنه ينقسم إلى قسمين: حكم كوني، وحكم شرعي؛ فقول الله تبارك وتعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة ٥٠] ما المراد به؟ الشرعي، وقوله تعالى في سورة الممتحنة: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة ١٠] هذا أيضًا شرعي، وقوله تبارك وتعالى عن أخي يوسف: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف ٨٠]، هذا حكم كوني، وقوله تبارك وتعالى: ﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الأنبياء ١١٢] كوني؛ لأن الله قد حكم بالشرع فلا يحتاج إلى دعاء، لكن ﴿احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ يعني بيننا وبين أعدائنا.
الحكم إذن ينقسم إلى أيش؟ قسمين: شرعي وكوني؛ فالكوني، يا إخوانا، الكوني لا بد من وقوعه، إذا حكم الله بالشيء كونًا فلا بد أن يقع، فإذا حكم على شخص بالمرض صار مريضًا، بالفقر صار فقيرًا، شاء أم أبى، الحكم الشرعي هل هو نافذ على كل أحد؟ لا، إنما يلتزم به من؟ المؤمنون، أما الكفار فلا يلتزمون به.
الحكمة هي كما قال العلماء: وضع الشيء في موضعه اللائق به، فخرج بذلك السفه وهو أن يضع الفاعل الشيءَ في غير محله، إذا كانت الحكمة وضع الشيء في محله اللائق به فلننظر، الحكمة لها متعلقان: متعلَّق بالحكم الكوني، ومتعلق بالحكم الشرعي، فإذا تأملت أحكام الله الشرعية وجدتها في غاية الحكمة والإتقان، وأنها صالحة لكل زمان ومكان وأمة، خصوصًا الأحكام التي جاءت بها شريعة محمد ﷺ، أما الأحكام الأخرى فقد تكون غير مناسبة لكل زمان ومكان.
كذلك الحكم الكوني إذا تأملت أفعال الله عز وجل في خلقه وجدت أنها في غاية الحكمة، وأنها على حال تبهر العقول، ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات ٢١]، ولو أنك ذهبت إلى علماء التشريح حتى يبينوا لك ما في هذا الجسم من الأشياء التي تبهر العقول لعرفت بذلك حكمة الله عز وجل.
ثم إن الحكمة في الحكم الكوني والشرعي لها حالان: حالة في وضع الشيء على ما هو عليه، وحال في الغاية المقصودة منه، انتبه، وضع الشيء على ما هو عليه هذا يسمى الغاية الصورية، والغاية المترقَّبة تسمى العلة أو الحكمة الغائية، فأنت مثلًا إذا نظرت إلى أحكام الله الشرعية، ولنقل: انظر إلى الصلاة، الصلاة كونها على هذا الوضع: قيام ثم انحناء ثم قيام ثم سجود، لا شك أنها على هذا الوضع أحسن ما تكون، والغاية من ذلك أيضًا حميدة محمودة، وانظر إلى الحج أيضًا كونه على هذه الصورة لا شك أنه موافق للحكمة، والغاية منه موافقة للحكمة أيضًا.
وكذلك الأحكام القدرية، تجد أن الله عز وجل يحكم بالأحكام القدرية على وفق الحكمة، فمثلًا يُنزل المطر حيث كان في إنزاله مصلحة، ولكن قد يعاقب بالمطر، قد يكون المطر عقوبة إذا زاد وكثر، وكونه عقوبة حكمة أو لا؟ حكمة؛ لأن الله قال: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم ٤١]، فقوله: ﴿لِيُذِيقَهُمْ﴾ هذا تعليل لفعله عز وجل، وقوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ تعليل للمفعول، يعني صار هذا المكروه من أجل أن يرجع هؤلاء.
* الطالب: شيخ بارك الله فيك، بعض الناس يا شيخ، من قاصري العلم يقولون: أحيانًا يأتيني بنفسي بعض الأمور من حكمة الله عز وجل، في مثلًا بعض المخلوقات أو بعض آيات الله عز وجل الكثيرة، هل مثل هذا يا شيخ نقول له: أولا اعترف بأن الله عز وجل حكيم، ولا يفعل شيئًا إلا لحكمة عظيمة، وعليك أن تنتهي، إذا لم تعرف هذا، فينتهي من التفكير في أفعال الله سبحانه وتعالى؟
* الشيخ: نعم .
* الطالب: فبنقول: يجب عليك أن تبحث وتتأمل وتسأل أهل العلم حتى يستقر عندك العلم؟
* الشيخ: نقول: يجب إذا أشكل على الإنسان حكمة شيء من الشرع والقدر فعليه أن يستسلم، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب ٣٦]، «وقالت عائشة للتي سألتها: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ؟ قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ. »[[البخاري (٣٢١)، ومسلم (٣٣٥/٦٩) واللفظ له، من حديث عائشة.]] وليعلم أنه لا بد لكل حكم من حكمة، لكن مجهولة، ولا بأس أن يبحث عن الحكمة استرشادًا لا انتقادًا.
* الطالب: شيخ، الله يحفظك، هل هناك من حكمة معلومة أو معروفة من مثل موت صبي صغير في السن جدًّا بحالة خطرة جدًّا صعبة من ذلك حادث مروع؛ لأني سمعت أحد الكفار مرة وُجه له سؤال: هل تؤمن بالله أو لا؟
فقال: أنا كيف أؤمن بالله وطفل صغير مثلًا يمشي في الغابة فيصطدم بشجرة مثلًا ويموت موتة شنيعة، كيف يكون هذا؟ فنريد جوابًا شافيًا.
* الشيخ: إي نعم، حكمة عظيمة، أعظم حكمة ابتلاء المصاب بهذا الصبي، ابتلاؤه به، هل يصبر أو لا يصبر، وهذه من أحسن ما يكون، ولهذا إذا نزلت المصائب الكبيرة بالإنسان المؤمن ازداد إيمانًا بالله عز وجل إذا صبر واحتسب، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن ١١]، لكن من كان على طَرَف فهذا خطر عليه جدًّا، قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ﴾ [الحج ١١]، وأنا، يحكي لنا بعض الناس أن فلانًا كان على جانب كبير من السفه والفسق، فمات أبوه، وأصيب به وحزن، فعاد مستقيمًا، عاد مستقيمًا، بينما لو يصاب أحد مثل هذه المصيبة فقد يرتد عن الإسلام، والعياذ بالله، ويرى أن الله قد ظلمه، وما أشبه ذلك من الأشياء التي تخرجه من الإسلام.
* طالب: شيخ بارك الله فيكم، هل أفعل التفضيل إذا أضيفت إلى الله عز وجل دائمًا تكون على بابها؟
* الشيخ: نعم.
* الطالب: قوله تبارك تعالى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ [الروم ٢٧] على بابها؟
* الشيخ: نعم، صحيح على بابها.
* الطالب: كيف؟
* الشيخ: لأن إعادة الخلق أهون.
* الطالب: لكن يا شيخ أهون لنا، يعني أهون بالنسبة للمخلوقين، أنا أفهم أن الله عز وجل كل شيء ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس ٨٢] فيستوي..؟
* الشيخ: نعم، هو كله عليه هين لا شك، كله عليه هين، لكن بعضه أهون من بعض، وليس معنى أهون أنه يكون شديد بالثاني المفضل عليه، لا؛ لأنه عند الله كله هين.
* الطالب: شيخ هل لنا أن نرد على مشايخنا الذين علّمونا غير هذا؛ لأننا تلقينا غير هذا؟
* الشيخ: نعم.
* الطالب: نرد عليهم؟
* الشيخ: إي نعم، أليس الله تعالى قادرًا على أن يقول وهو هين عليه؟ بلى، لماذا قال أهون؟ حتى يتبين كل إنسان عاقل يعرف أن إعادة الخلق أهون من ابتدائه، والله تعالى يخاطب الناس بما يعقلون ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل ٥٩]؟ معلوم أن هذه الأصنام ما فيها خير، لكن اتباعًا للخصم.
* الطالب: لأن مراعاة للمخاطب إذا توهم أن هذا صعب، هذا دفع للوهم يعني؟
* الشيخ: دفعًا للوهم ومخاطبة للعقل، حتى العقل يعرف أن الشيء المعاد أهون من الابتداء.
* * *
* طالب: ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٣٦) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة ٣٣ - ٣٧].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى بعد أن ذكر أنه علم آدم الأسماء كلها: ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ﴾، أي عرض المسميات، بدليل أنه لم يقل: ثم عرضهن، ولو كان الضمير يعود على الأسماء لقال: عرضهن، وأيضًا قال: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ﴾، فدل ذلك على أن المعروض هي المسميات، قال: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، فهنا سبَق علم إلى آدم، وجهل من الملائكة؛ ليريهم الله عز وجل فضل آدم عليه الصلاة والسلام، فقال: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾، وسبق الكلام على هذا وبيان فوائده.
{"ayahs_start":31,"ayahs":["وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ","قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ"],"ayah":"قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق