الباحث القرآني
والفرقان: هو العز والنصر، والنجاة والنور الذي يفرق بين الحق والباطل.
* [فصل: يَجْمُلُ بِالمُفْتِي أنْ يُكْثِرَ مِن الدُّعاءِ لِنَفْسِهِ بِالتَّوْفِيقِ]
حَقِيقٌ بِالمُفْتِي أنْ يُكْثِرَ الدُّعاءَ بِالحَدِيثِ الصَّحِيحِ «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرائِيلَ ومِيكائِيلَ وإسْرافِيلَ فاطِرَ السَّمَواتِ والأرْضِ عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادَةِ أنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِن الحَقِّ بِإذْنِكَ، إنّكَ تَهْدِي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» وكانَ شَيْخُنا كَثِيرَ الدُّعاءِ بِذَلِكَ، وكانَ إذا أشْكَلَتْ عَلَيْهِ المَسائِلُ يَقُولُ " يا مُعَلِّمَ إبْراهِيمَ عَلِّمْنِي "
وَيُكْثِرُ الِاسْتِعانَةَ بِذَلِكَ اقْتِداءً بِمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حَيْثُ قالَ لِمالِكِ بْنِ يَخامِرَ السَّكْسَكِيِّ عِنْدَ مَوْتِهِ، وقَدْ رَآهُ يَبْكِي، فَقالَ: واللَّهِ ما أبْكِي عَلى دُنْيا كُنْتُ أُصِيبُها مِنكَ، ولَكِنْ أبْكِي عَلى العِلْمِ والإيمانِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أتَعَلَّمُهُما مِنكَ، فَقالَ مُعاذُ بْنُ جَبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: إنّ العِلْمَ والإيمانَ مَكانَهُما، مَن ابْتَغاهُما وجَدَهُما، اطْلُبْ العِلْمَ عِنْدَ أرْبَعَةٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أبِي الدَّرْداءِ، وعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وأبِي مُوسى الأشْعَرِيِّ، وذَكَرَ الرّابِعَ، فَإنْ عَجَزَ عَنْهُ هَؤُلاءِ فَسائِرُ أهْلِ الأرْضِ عَنْهُ أعْجَزُ، فَعَلَيْكَ بِمُعَلِّمِ إبْراهِيمَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْه.
وَكانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَقُولُ عِنْدَ الإفْتاءِ: سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إلّا ما عَلَّمْتَنا إنّكَ أنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ.
وَكانَ مَكْحُولٌ يَقُولُ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ، وكانَ مالِكٌ يَقُولُ: ما شاءَ اللَّهُ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، وكانَ بَعْضُهم يَقُولُ: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) ويَسِّرْ لِي أمْرِي (٢٦) واحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨)﴾
وَكانَ بَعْضُهم يَقُولُ: اللَّهُمَّ وفِّقْنِي واهْدِنِي وسَدِّدْنِي واجْمَعْ لِي بَيْنَ الصَّوابِ والثَّوابِ وأعِذْنِي مِن الخَطَأِ والحِرْمانِ.
وَكانَ بَعْضُهم يَقْرَأُ الفاتِحَةَ، وجَرَّبْنا نَحْنُ ذَلِكَ فَرَأيْناهُ أقْوى أسْبابِ الإصابَةِ.
والمُعَوِّلُ في ذَلِكَ كُلِّهِ عَلى حُسْنِ النِّيَّةِ، وخُلُوصِ القَصْدِ، وصِدْقِ التَّوَجُّهِ في الِاسْتِمْدادِ مِن المُعَلِّمِ الأوَّلِ مُعَلَّمِ الرُّسُلِ والأنْبِياءِ - صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِمْ؛ فَإنَّهُ لا يُرَدُّ مَن صَدَقَ في التَّوَجُّهِ إلَيْهِ لِتَبْلِيغِ دِينِهِ وإرْشادِ عَبِيدِهِ ونَصِيحَتِهِمْ والتَّخَلُّصِ مِن القَوْلِ عَلَيْهِ بِلا عِلْمٍ، فَإذا صَدَقَتْ نِيَّتُهُ ورَغْبَتُهُ في ذَلِكَ لَمْ يَعْدَمْ أجْرًا إنْ فاتَهُ أجْرانِ، واللَّهُ المُسْتَعانُ.
وَسُئِلَ الإمامُ أحْمَدُ، فَقِيلَ لَهُ: رُبَّما اشْتَدَّ عَلَيْنا الأمْرُ مِن جِهَتِكَ، فَلِمَن نَسْألُ بَعْدَكَ؟ فَقالَ: سَلُوا عَبْدَ الوَهّابِ الوَرّاقَ، فَإنَّهُ أهْلٌ أنْ يُوَفَّقَ لِلصَّوابِ.
واقْتَدى الإمامُ أحْمَدُ بِقَوْلِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: اقْتَرِبُوا مِن أفْواهِ المُطِيعِينَ واسْمَعُوا مِنهم ما يَقُولُونَ؛ فَإنَّهم تُجْلى لَهم أُمُورٌ صادِقَةٌ، وذَلِكَ لِقُرْبِ قُلُوبِهِمْ مِن اللَّهِ، وكُلَّما قَرُبَ القَلْبُ مِن اللَّهِ زالَتْ عَنْهُ مُعارَضاتُ السُّوءِ، وكانَ نُورُ كَشْفِهِ لِلْحَقِّ أتَمَّ وأقْوى، وكُلَّما بَعُدَ عَنْ اللَّهِ كَثُرَتْ عَلَيْهِ المُعارَضاتُ، وضَعُفَ نُورُ كَشْفِهِ لِلصَّوابِ؛ فَإنَّ العِلْمَ نُورٌ يَقْذِفُهُ اللَّهُ في القَلْبِ، يُفَرِّقُ بِهِ العَبْدُ بَيْنَ الخَطَأِ والصَّوابِ.
وَقالَ مالِكٌ لِلشّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - في أوَّلِ ما لَقِيَهُ: إنِّي أرى اللَّهَ قَدْ ألْقى عَلى قَلْبِكَ نُورًا فَلا تُطْفِئْهُ بِظُلْمَةِ المَعْصِيَةِ، وقَدْ قالَ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكم فُرْقانًا﴾ [الأنفال: ٢٩]
وَمِن الفُرْقانِ النُّورُ الَّذِي يُفَرِّقُ بِهِ العَبْدُ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ، وكُلَّما كانَ قَلْبُهُ أقْرَبَ إلى اللَّهِ كانَ فُرْقانُهُ أتَمَّ، وبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
* [فصل: الفروق الطول]
وهذا باب من الفروق الطول ولعل إن ساعد القدر أن نفرد فيه كتابا كبيرا وإنما نبهنا بما ذكرنا على أصوله واللبيب يكتفي ببعض ذلك والدين كله فرق وكتاب اللّه فرقان محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم فرق بين الناس ومن اتقى اللّه جعل له فرقانا ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكم فُرْقانًا﴾
وسمي يوم بدر يوم الفرقان لأنه فرّق بين أولياء اللّه وأعدائه فالهدى كله فرقان، والضلال أصله الجمع كما جمع المشركون بين عبادة اللّه وعبادة الأوثان ومحبته ومحبة الأوثان وبين ما يحبه ويرضاه وبين ما قدره وقضاه فجعلوا الأمر واحد واستدلوا بقضائه وقدره على محبته ورضاه وجمعوا بين الربا والبيع فقالوا إنَّما البَيْعُ مِثْلُ الرِّبا}
وجمعوا بين المذكى والميتة، وقالوا: كيف نأكل ما قتلنا ولا نأكل ما قتل اللّه، وجمع المنسلخون عن الشرائع بين الحلال والحرام فقالوا: هذه المرأة خلقها اللّه وهذه خلقها وهذا الحيوان خلقه وهذا خلقه فكيف يحل هذا ويحرم هذا؟ وجمعوا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وجاءت طائفة الاتحادية فطموا الوادي على القرى وجمعوا الكل في ذات واحدة وقالوا هي اللّه الذي لا إله إلا هو وقال صاحب فصوصهم وواضع نصوصهم واعلم أن الأمر قرآنا لا فرقانا:
؎ما الأمر إلا نسق واحد ∗∗∗ ما فيه من مدح ولا ذم
؎وإنما السعادة قد خصصت ∗∗∗ والطبع والشارع بالحكم
والمقصود أن أرباب البصائر هم أصحاب الفرقان فأعم الناس فرقانا بين المشتبهات أعظم الناس بصيرة. والتشابه يقع في الأقوال والأعمال والأحوال والأموال والرجال وإنما أتى أكثر أهل العلم من المتشابهات في ذلك كله ولا يحصل الفرقان إلا بنور يقذفه اللّه في قلب من يشاء من عباده يرى في ضوئه حقائق الأمور ويميز بين حقها وباطلها وصحيحها وسقيمها ﴿ومَن لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَما لَهُ مِن نُورٍ﴾
ولا تستطل هذا الفصل فلعله من أنفع فصول الكتاب والحاجة إليه شديدة فإن رزقك اللّه فيه بصيرة خرجت منه إلى فرقان أعظم منه وهو الفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد المعطلين والفرق بين تنزيه الرسل وتنزيه أهل التعطيل، والفرق بين إثبات الصفات والعلو والتكليم حقيقة وبين التشبيه والتمثيل، والفرق بين تجريد التوحيد العملي الإرادي وبين هضم أرباب المراتب مراتبهم التي أنزلهم اللّه إياها، والفرق بين تجريد متابعة المعصوم وبين الالتفات إليها، والفرق بين تقليد العالم وبين الاستضاءة بنور علمه والاستعانة بفهمه والفرق أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، والفرق بين الحال الإيماني الرحماني والحال الشيطاني الكفري والحال النفساني، والفرق بين الحكم المنزل الواجب الاتباع على كل واحد والحكم المؤول الذي تهابته أن يكون جائزة الاتباع عند الضرورة ولا درك على مخالفه.
* [فصل]
ونحن نختم الكتاب بإشارة لطيفة إلى الفروق بين هذه الأمور إذ كل فرق منها يستدعي بسطه كتابا كبيرا، فالفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد المعطلين أن توحيد الرسل إثبات صفات الكمال للّه على وجه التفصيل وعبادته وحده لا شريك له فلا يجعل له ندا في قصد ولا حب ولا خوف ولا رجاء ولا لفظ ولا حلف ولا نذر بل يرفع العبد الأنداد له من قلبه وقصده ولسانه وعبادته كما أنها معدومة في نفس الأمر لا وجود لها البتة فلا يجعل لها وجودا في قلبه ولا لسانه.
وأما توحيد المعطلين فنفي حقائق أسماءه وصفاته وتعطيلها ومن أمكنه منهم تعطيلها من لسانه عطلها فلا يذكرها ولا يذكر آية تتضمنها ولا حديثا يصرح بشيء منها ومن لم يمكنه تعطيل ذكرها سطا عليها بالتحريف ونفى حقيقتها وجعلها اسما فاعلا لا معنى له أو معناه من جنس الألغاز والأحاجي على أن من طرد تعطيله منهم علم أنه يلزمه في ما حرف إليه النص من المعنى نظير ما فر منه سواه فإن لزمه تمثيل أو تشبيه أو حدوث في الحقيقة لزم في المعنى الذي حمل عليه النص وأن لا يلزم في هذا فهو أولى أن لا يلزم في الحقيقة فلما علم هذا لم يمكنه إلا تعطيل الجميع فهذا طرد لأصل التعطيل والفرق أقرب منه ولكنه مناقض يتحكم بالباطل حيث أثبت اللّه بعض ما أثبته لنفسه ونفى عنه البعض الآخر واللازم الباطل فيهما واحد واللازم الحق لا يفر بينهما.
والمقصود أنهم سموا هذا التعطيل توحيدا وإنما هو إلحاد في أسماء الرب تعالى وصفاته وتعطيل لحقائقها.
* [فصل: الفرق بين تنزيه الرسل وتنزيه المعطلة]
والفرق بين تنزيه الرسل وتنزيه المعطلة أن الرسل نزهوه سبحانه عن النقائض والعيوب التي نزه نفسه عنها وهي المنافية لكماله وكمال ربوبيته وعظمته كالسنة والنوم والغفلة والموت واللغوب والظلم وإراداته والتسمي به والشريك والصاحبة والظهير والولد والشفيع بدون إذنه وأن يترك عباده سدى هملا وأن يكون خلقهم عبثا وأن يكون خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا لا لثواب ولا عقاب ولا أمر ولا نهي وأن يستوي بين أوليائه وأعدائه وبين الأبرار والفجار وبين الكفار والمؤمنين وأن يكون في ملكه ما لا يشاء وأن يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه وأن يكون لغيره معه من الأمر شيء وأن يفرض له غفلة أو سهو أو نسيان وأن يخلف وعده أو تبدل كلماته أو يضاف إليه الشر اسما أو وصفا أو فعلا بل أسماءه كلها حسنى وصفاته كلها كمال، وأفعاله كلها خير وحكمة ومصلحة: فهذا تنزيه الرسل لربهم.
وأما المعطلون فنزهوه عما وصف به نفسه من الكمال فنزهوه عن أن يتكلم أو يكلم واحدا، ونزهوه عن استوائه على عرشه وأن ترفع إليه الأيدي وأن يصعد إليه الكلم الطيب وأن ينزل من عنده شيء أو تعرج إليه الملائكة والروح وأن يكون فوق عباده وفوق جميع مخلوقاته عاليا عليها، ونزهوه أن يقبض السماوات بيده والأرض بيده الأخرى وأن يمسك السماوات على إصبع والأرض على إصبع والجبال على إصبع، والشجر على إصبع ونزهوه أن يكون له وجه أن يراه المؤمنون بأبصارهم في الجنة وأن يكلمهم ويسلم عليهم ويتجلى لهم ضاحكا وأن ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يستغفرني فأغفر له من يسألني فأعطيه فلا نزول عندهم ولا قول، ونزهوه أن يفعل شيئا لشيء بل أفعاله لا لحكمة ولا لغرض مقصود، ونزهوه أن يكون تام المشيئة نافذ الإرادة بل يشاء الشيء ويشاء عباده خلافه فيكون ما شاء العبد دون ما شاء الرب، ولا يشاء الشيء فيكون ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون.
وسموا هذا عدلا كما سموا ذلك التنزيه توحيدا ونزهوه عن أن يحب أو يحب ونزهوه عن الرأفة والرحمة والغضب والرضا نزهه آخرون عن السمع والبصر، وآخرون عن العلم، ونزهه آخرون عن الوجود فقالوا الذي فر إليه هؤلاء المنزهون من التشبيه والتمثيل يلزمنا في الوجود فيجب علينا أن ننزهه عنه. فهذا تنزيه الملحدين والأول تنزيه المرسلين.
* [فصل: الفرق بين إثبات حقائق الأسماء والصفات وبين التشبيه والتمثيل]
والفرق بين إثبات حقائق الأسماء والصفات وبين التشبيه والتمثيل ما قاله الإمام أحمد ومن وافقه من أئمة الهدى أن التشبيه والتمثيل أن تقول يد كيدي أو سمع كسمعي أو بصري كبصري ونحو ذلك.
وأما إذا قلت سمع وبصر ويد ووجه واستواء لا يماثل شيئا من صفات المخلوقين بل بين الصفة والصفة من الفرق كما بين الموصوف والموصوف فأي تمثيل هاهنا وأي تشبيه لو لا تلبيس الملحدين فمدار الحق الذي اتفقت عليه الرسل
أن يوصف اللّه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل، إثبات الصفات ونفي مشابهة المخلوقات فمن شبه اللّه بخلقه فقد كفر، ومن جحد حقائق ما وصف اللّه به نفسه فقد كفر؛ ومن أثبت له حقائق الأسماء والصفات ونفى عنه مشابهة المخلوقات فقد هدى إلى صراط مستقيم.
* [فصل: الفرق بين تجريد التوحيد وبين هضم أرباب المراتب]
والفرق بين تجريد التوحيد وبين هضم أرباب المراتب: أن تجريد التوحيد أن لا يعطي المخلوق شيئا من حق الخالق وخصائصه فلا يعبد ولا يصلي له ولا يسجد ولا يحلف باسمه ولا ينذر له ولا يتوكل عليه ولا يؤله ولا يقسم به على اللّه ولا يعبد ليقرب إلى اللّه زلفى ولا يساوي برب العالمين في قول القائل ما شاء اللّه وشئت وهذا منك ومن اللّه وأنا باللّه وبك وأنا متوكل على اللّه عليك واللّه لي في السماء وأنت في الأرض وهذا من صدقاتك وصدقات اللّه وأنا تائب إلى اللّه وإليك، وأنا في حسب اللّه وحسبك فيسجد للمخلوق كما يسجد المشركون لشيوخهم، ويحلق رأسه له، ويحلف باسمه، وينذر له، ويسجد لقبره بعد موته، ويستغيث به في حوائجه ومهماته ويرضيه بسخط اللّه ولا يسخطه في رضا اللّه ويتقرب إليه أعظم مما يتقرب إلى اللّه ويحبه ويخافه ويرجوه أكثر مما يحب اللّه ويخافه ويرجوه أو يساويه فإذا هضم المخلوق خصائص الربوبية وأنزله منزلة العبد المحض الذي لا يملك لنفسه فضلا عن غيره ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشور أ لم يكن هذا تنقصا له ولا حطا من مرتبته ولو رغم المشركون وقد صح عن سيد ولد آدم صلوات اللّه وسلامه عليه أنه قال:
«لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد اللّه ورسوله» «١».
وقال: أيها الناس ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي، وقال: لا تتخذوا قبري عيدا، وقال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، وقال: لا تقولوا ما شاء اللّه وشاء محمد وقال له رجل ما شاء وشئت فقال: أ جعلت للّه ندا؟ وقال له رجل أذنب:
اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد، فقال: عرف الحق لأهله، وقد قال تعالى له: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ﴾
وقال: قُلْ إنَّ الأمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}
وقال: قُلْ لا أمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا ولا نَفْعًا إلّا ما شاءَ اللَّهُ} وقال: ﴿قُلْ إنِّي لا أمْلِكُ لَكم ضَرًّا ولا رَشَدًا قُلْ إنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أحَدٌ ولَنْ أجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾
أي لن أجد من دونه من ألتجئ عليه وأعتمد عليه وقال لابنته فاطمة وعمه العباس وعمته صفية: لا أملك لكم من اللّه شيئا «١».
وفي لفظ في الصحيح لا أغني عنكم من اللّه شيئا «٢».
فعظم ذلك على المشركين بشيوخهم وآلهتهم وأبوا ذلك كله وادعوا لشيوخهم ومعبوديهم خلاف هذا كله وزعموا أن من سلبهم ذلك فقد هضمهم مراتبهم وتنقصهم، وقد هضموا جانب الإلهية غاية الهضم وتنقصوه فلهم نصيب وافر من قوله تعالى ﴿وإذا ذُكِرَ اللَّهُ وحْدَهُ اشْمَأزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وإذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إذا هم يَسْتَبْشِرُونَ﴾.
* [فصل: الفرق بين تجريد متابعة المعصوم صلى اللّه عليه وآله وسلم، وإهدار أقوال العلماء وإلغائها]
والفرق بين تجريد متابعة المعصوم صلى اللّه عليه وآله وسلم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها: أن تجريد المتابعة أن لا تقدم على ما جاء به قول أحد ولا رأيه كائنا من كان بل تنظر في صحة الحديث.
أولا: فإذا صح لك ما نظرت في معناه.
ثانيا: فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو خالفك من بين المشرق والمغرب ومعاذ اللّه أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها بل لا بد أن يكون في الأمة من قال به ولو لم تعلمه فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على اللّه ورسوله بل أذهب إلى النص ولا تضعف، واعلم أنه قد قال به قائل قطعا ولكن لم يصل إليك، هذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول الواحد منهم عليها لشبهة أنه أعلم بها منك.
فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به منك فهلا وافقته إن كنت صادقا فمن عرض أقوال العلماء على النصوص ووزنها بها وخالف منها ما خالف النص لم يهدر أقوالهم ولم يهضم جانبهم بل اقتدى فإنهم كلهم أمروا بذلك فمتبعهم حقا من امتثل ما أوصوا به لا من خالفهم في القول الذي جاء النص بخلافه أسهل من مخالفتهم في القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم.
ومن هنا يتبين الفرق بين تقليد العالم في كل ما قال، وبين الاستعانة بفهمه والاستضاءة بنور علمه، فالأول يأخذ قوله من غير نظر فيه ولا طلب لدليله من الكتاب والسنّة بل يجعل ذلك كالحبل الذي يلقيه في عنقه يقلده به ولذلك سمي تقليدا بخلاف من استعان بفهمه واستضاء بنور علمه في الوصول إلى الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه فإنه يجعلهم بمنزلة الدليل الأول فإذا وصل إليه استغنى بدلالته عن الاستدلال بغيره فمن استدل بالنجم على القبلة فإنه إذا شاهدها لم يبق لاستدلاله بالنجم معنى قال الشافعي أجمع الناس على أن من استبانت له سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
* [فصل: الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان]
والفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: إن أولياء الرحمن: لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ هم الَّذِينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُونَ}
وهم المذكورون في أول سورة البقرة إلى قوله: هُمُ المُفْلِحُونَ. وفي وسطها في قوله: ولكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ إلى قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وأُولئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ}.
وفي أول الأنفال إلى قوله: ﴿لَهم دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ومَغْفِرَةٌ ورِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ وفي أول سورة المؤمنين إلى قوله: ﴿هم فِيها خالِدُونَ﴾
وفي آخر سورة الفرقان وفي قوله: ﴿إنَّ المُسْلِمِينَ والمُسْلِماتِ﴾ إلى آخر الآية وفي قوله: ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُونَ} وفي قوله: ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويَخْشَ اللَّهَ ويَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ} وفي
قوله: إلّا المُصَلِّينَ. الَّذِينَ هم عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ إلى قوله: ﴿فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾، وفي قوله: ﴿التّائِبُونَ العابِدُونَ الحامِدُونَ﴾، إلى آخر الآية.
فأولياء الرحمن هم المخلصون لربهم المحكمون لرسوله في الحرم والحل الذين يخالفون غيره لسنته ولا يخالفون سننه لغيرها فلا يبتدعون ولا يدعون إلى بدعة ولا يتحيزون إلى فئة غير اللّه ورسوله وأصحابه ولا يتخذون دينهم لهوا ولعبا ولا يستجيبون سماع الشيطان على سماع القرآن ولا يؤثرون صحبة الافتان على مرضاة الرحمن ولا المعازف والمثاني على السبع المثاني:
؎برئنا إلى اللّه من معشر ∗∗∗ بهم مرض مورد للضنا
؎وكم قلت يا قوم أنتم على ∗∗∗ شفا جرف من سماع الغنى
؎فلما استهانوا بتنبيهنا ∗∗∗ تركنا غويا وما قد جنا
؎وهل يستجيب لداعي الهدى ∗∗∗ غوى أصار الغنى ديدنا
؎فعشنا على ملة المصطفى ∗∗∗ وأتوا على تاتنا تنتنا
ولا يشتبه أولياء الرحمن بأولياء الشيطان إلا على فاقد البصيرة والإيمان وأنى يكون المعرضون عن كتابه وهدى رسوله وسننه المخالفون له إلى غيره أولياءه، وقد ضربوا لمخالفته جأشا وعدلوا عن هدى نبيه وطريقته: وما كانُوا أوْلِياءَهُ إنْ أوْلِياؤُهُ إلّا المُتَّقُونَ ولكِنَّ أكْثَرَهم لا يَعْلَمُونَ} «٣».
فأولياء الرحمن المتلبسون بما يحبه وليهم الداعون إليه المحاربون لمن خرج عنه، وأولياء الشيطان المتلبسون بما يحبه ولهم قولا وعملا ويدعون إليه ويحاربون من نهاهم عنه، فإذا رأيت الرجل يحب السماع الشيطاني ومؤذن الشيطان وإخوان الشيطاني ويدعو إلى ما يحبه الشيطان من الشرك والبدع والفجور علمت أنه من أوليائه، فإن اشتبه عليك فاكشفه في ثلاثة مواطن في صلاته ومحبته للسنّة وأهلها ونفرته عنهم ودعوته إلى اللّه ورسله وتجريد التوحيد والمتابعة وتحكيم السنة فزنه بذلك لا تزنه بحال، ولا كشف، ولا خارق ولو مشى على الماء وطار في الهواء.
* [فصل: الفرق بين الحال الإيماني والحال الشيطاني]
وبهذا يعلم الفرق بين الحال الإيماني والحال الشيطاني فإن الحال الإيماني ثمرة المتابعة للرسول والإخلاص في العمل وتجريد التوحيد ونتيجة منفعة المسلمين في دينهم ودنياهم وهو إنما يصح الاستقامة على السنّة والوقوف مع الأمر والنهي.
والحال الشيطاني نسبته إما شرك أو فجور وهو ينشأ من قرب الشياطين والاتصال بهم ومشابهتهم وهذا الحال يكون لعباد الأصنام والصلبان والنيران والشيطان فإن صاحبه لما عبد الشيطان خلع عليه حالا يصطاد به ضعفاء العقول والإيمان ولا إله إلا اللّه كم هلك بهؤلاء من الخلق: ﴿لِيُرْدُوهم ولِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهم ولَوْ شاءَ اللَّهُ ما فَعَلُوهُ﴾
فكل حال خرج صاحبه عن حكم الكتاب ما جاء به الرسول فهو شيطاني كائنا ما كان، وقد سمعت بأحوال السحرة وعباد النار وعباد الصليب وكثير ممن ينتسب إلى الإسلام ظاهرا وهو بري ء منه في الباطل له نصيب من هذا الحال بحسب موالاته للشيطان ومعاداته للرحمن، وقد يكون الرجل صادقا ولكن يكون ملبوسا عليه بجهله فيكون حاله شيطانيا مع زهد وعبادة وإخلاص، ولكن ليس عليه الأمر لقلة علمه بأمور الشياطين والملائكة وجهله بحقائق الإيمان، وقد حكى هؤلاء وهؤلاء من ليس منهم بل هو متشبه صاحب مخابيل ومخاريق ووقع الناس في البلاء بسبب عدم التمييز بين هؤلاء وهؤلاء فحسبوا كل سوداء تمرة وكل بيضاء شحمة والفرقان أعز ما في العالم وهو نور يقذفه اللّه في القلب يفرق به بين الحق والباطل ويزن به حقائق الأمور خيرها وشرها وصالحان وفاسدان فمن عدم الفرقان وقع ولا بد في إشراك الشيطان فاللّه المستعان وعليه التكلان.
* [فصل: الفرق بين الحكم المنزل والحكم المؤول]
والفرق بين الحكم المنزل الواجب الاتباع والحكم والمؤول الذي غايته أن يكون جائز الاتباع وأن الحكم المنزل هو الذي أنزله اللّه على رسول وحكم به بين عباده وهو حكمه الذي لا حكم له سواه.
وأما الحكم المؤول فهو من أقوال المجتهدين المختلفة التي لا يجب اتباعها ولا يكفر ولا يفسق من خالفها فإن أصحابها لم يقولوا هذا حكم اللّه ورسوله بل قالوا اجتهدنا برأينا فمن شاء قبله، ولم يلزموا به الأمة بل قال أبو حنيفة هذا رأيي فمن جاءنا بخير منه قبلناه. ولو كان هو عين حكم اللّه لما ساغ لأبي يوسف ومحمد وغيرهما مخالفته فيه، وكذلك مالك استشاره الرشيد أن يحمل الناس على ما في الموطأ فمنعه من ذلك وقال: قد تفرق أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في البلاد وصار عند كل قوم فهو عم غير ما عند الآخرين.
وهذا الشافعي ينهي أصحابه عن تقليده ويوصيهم بترك قوله إذا جاء الحديث بخلافه، وهذا الإمام أحمد ينكر على من كتب فتاواه ودوّنها ويقول لا تقلدني ولا تقلد فلانا ولا فلانا وخذ من حيث أخذوا.
ولو علموا رضي اللّه عنهم أن أقوالهم يجب اتباعها لحرموا على أصحابهم مخالفتهم ولما ساغ لأصحابهم أن يفتوا بخلافهم في شيء. ولما كان أحدهم يقول القول ثم يفتي بخلافه فيروى عنه في المسألة القولان والثلاثة وأكثر من ذلك فالرأي والاجتهاد أحسن أحواله أن يسوغ اتباعه، والحكم المنزل لا يحل لمسلم أن يخالفه ولا يخرج عنه.
وأما الحكم المبدل وهو الحكم بغير ما أنزل اللّه فلا يحل تنفيذه به ولا يسوغ اتباعه وصاحبه بين الكفر الفسوق والظلم.
والمقصود التنبيه على بعض أحوال النفس المطمئنة واللوّامة والأمّارة وما تشترك فيه النفوس الثلاثة وما يتميز به بعضها من بعض وأفعال كل واحدة منها واختلافها ومقاصدها ونياتها وفي ذلك تنبيه على ما رواه، وهي نفس واحدة تكون أمّارة تارة، ولوّامة أخرى، ومطمئنة أخرى وأكثر الناس الغالب عليهم الأمارة، وأما المطمئنة فهي أقل النفوس البشرية عددا وأعظمها عند اللّه قدرا وهي التي يقال لها: ﴿ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فادْخُلِي في عِبادِي وادْخُلِي جَنَّتِي﴾.
واللّه سبحانه وتعالى المسئول المرجو الإجابة أن يجعل نفوسا مطمئنة إليه عاكفة بهمتها عليه، راهبة منه، راغبة فيما لديه، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأن لا يجعلنا ممن أغفل قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا ولا يجعلنا من الأخْسَرِينَ أعْمالًا ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهم في الحَياةِ الدُّنْيا وهم يَحْسَبُونَ أنَّهم يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾
إنه سميع الدعاء وأهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا وَیُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَیِّـَٔاتِكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق