الباحث القرآني
* [فَصْلٌ دَفْعُ القَدَرِ بِالقَدَرِ]
وَدَفْعُ القَدَرِ بِالقَدَرِ نَوْعانِ:
أحَدُهُما: دَفْعُ القَدَرِ الَّذِي قَدِ انْعَقَدَتْ بِأسْبابِهِ - ولَمّا يَقَعْ - بِأسْبابٍ أُخْرى مِنَ القَدَرِ تُقابِلُهُ، فَيَمْتَنِعُ وُقُوعُهُ، كَدَفْعِ العَدُوِّ بِقِتالِهِ، ودَفْعِ الحَرِّ والبَرْدِ ونَحْوِهِ.
الثّانِي: دَفْعُ القَدَرِ الَّذِي قَدْ وقَعَ واسْتَقَرَّ بِقَدَرٍ آخَرَ يَرْفَعُهُ ويُزِيلُهُ، كَدَفْعِ قَدَرِ المَرَضِ بِقَدَرِ التَّداوِي، ودَفْعِ قَدَرِ الذَّنْبِ بِقَدَرِ التَّوْبَةِ، ودَفْعِ قَدَرِ الإساءَةِ بِقَدَرِ الإحْسانِ.
فَهَذا شَأْنُ العارِفِينَ وشَأْنُ الأقْدارِ، لا الِاسْتِسْلامُ لَها، وتَرْكُ الحَرَكَةِ والحِيلَةِ، فَإنَّهُ عَجْزٌ، واللَّهُ تَعالى يَلُومُ عَلى العَجْزِ، فَإذا غَلَبَ العَبْدُ، وضاقَتْ بِهِ الحِيَلُ، ولَمْ يَبْقَ لَهُ مَجالٌ، فَهُنالِكَ الِاسْتِسْلامُ لِلْقَدَرِ، والِانْطِراحُ كالمَيِّتِ بَيْنَ يَدَيِ الغاسِلِ يُقَلِّبُهُ كَيْفَ يَشاءُ، وهُنا يَنْفَعُ الفَناءُ في القَدَرِ، عِلْمًا وحالًا وشُهُودًا، وأمّا في حالِ القُدْرَةِ، وحُصُولِ الأسْبابِ، فالفَناءُ النّافِعُ: أنْ يَفْنى عَنِ الخَلْقِ بِحُكْمِ اللَّهِ، وعَنْ هَواهُ بِأمْرِ اللَّهِ، وعَنْ إرادَتِهِ ومَحَبَّتِهِ بِإرادَةِ اللَّهِ ومَحَبَّتِهِ، وعَنْ حَوْلِهِ وقُوَّتِهِ بِحَوْلِ اللَّهِ وقُوَّتِهِ وإعانَتِهِ، فَهَذا الَّذِي قامَ بِحَقِيقَةِ " ﴿إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ " عِلْمًا وحالًا، وبِاللَّهِ المُسْتَعانُ.
* (فصل: في قوله تعالى: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾)
قال سفيان عن زياد بن إسماعيل المخزومي ثنا محمد بن عباد بن جعفر ثنا أبو هريرة قال جاء مشركو قريش إلى رسول الله ﷺ يخاصمون في القدر فنزلت هذه الآية: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾
رواه مسلم وقد روى الدارقطني من حديث حبيب بن عمرو الأنصاري عن أبيه قال قال رسول الله تعالى ﷺ:
"إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين خصماء الله وهم القدرية"
ولكن حبيب هذا قال الدارقطني: مجهول والحديث مضطرب الإسناد ولا يثبت.
والمخاصمون في القدر نوعان:
أحدهما: من يبطل أمر الله ونهيه بقضائه وقدره كالذين قالوا ﴿لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا﴾.
والثاني: من ينكر قضاءه وقدره السابق.
والطائفتان خصماء الله قال عوف: من كذب بالقدر فقد كذب بالإسلام.
إن الله تبارك وتعالى قدر أقدارا وخلق الخلق بقدر وقسم الآجال بقدر وقسم الأرزاق بقدر، وقسم البلاء بقدر، وقسم العافية بقدر، وأمر ونهى.
وقال الإمام أحمد: القدر قدرة الله.
واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدا وقال: هذا يدل على دقة علم أحمد وتبحره في معرفة أصول الدين.
وهو كما قال أبو الوفاء: فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد وكتابها وتقديرها، وسلف القدرية كانوا ينكرون علمه بها وهم الذين اتفق سلف الأمة على تكفيرهم، وسنذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله.
وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماء﴾
قال: "الذين يقولون إن الله على كل شيء قدير.
وهذا من فقه ابن عباس وعلمه بالتأويل ومعرفته بحقائق الأسماء والصفات فإن أكثر أهل الكلام لا يوفون هذه الجملة حقها ولو كانوا يقرون فمنكرو القدر، وخلق أفعال العباد لا يقرون بها على وجهها.
ومنكرو أفعال الرب القائمة به لا يقرون بها على وجهها بل يصرحون أنه لا يقدر على فعل يقوم به.
ومن لا يقر بأن الله سبحانه ﴿كل يوم هو في شأن﴾ يفعل ما يشاء لا يقر بأن الله على كل شيء قدير، ومن لا يقر بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأنه سبحانه مقلب القلوب حقيقة، وأنه إن شاء يقيم القلب أقامه.
وإن شاء أن يزيغه أزاغه، لا يقر بأن الله على كل شيء قدير.
ومن لا يقر بأنه استوى على عرشه بعد أن خلق السماوات والأرض وأنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا يقول من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له، وأنه نزل إلى الشجرة فكلم موسى كلمه منها، وأنه ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة حين تخلو من سكانها، وأنه يجيء يوم القيامة فيفصل بين عباده، وأنه يتجلى لهم يضحك، وأنه يريهم نفسه المقدسة، وأنه يضع رجله على النار فيضيق بها أهلها وينزوي بعضها إلى بعض .. إلى غير ذلك من شؤنه وأفعاله التي من لم يقر بها لم يقر بأنه على كل شيء قدير"
فيا لها كلمة من حبر الأمة وترجمان القرآن.
وقد كان ابن عباس شديدا على القدرية وكذلك الصحابة - رضي الله عنهم -.
* (فصل)
قال البخاري: وحدثنا عمرو بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن طاووس عن ابن عمر:
"كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك"
قال البخاري: وحدثني إسماعيل قال حدثني مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاووس قال:
"أدركت ناسا من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون كل شيء بقدر حتى العجز والكيس"
ورواه مسلم في صحيحه عن طاووس.
وقال سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله ﷺ:
"كل شيء بقدر حتى العجز والكيس"
قال البخاري: وقال ليث عن طاووس عن ابن عباس ": ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ حتى العجز والكيس"
قال البخاري: سمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: "ما زلت أسمع أصحابنا يقولون أفعال العباد مخلوقة" قال البخاري: "حركاتهم وأصواتهم وأكسابهم وكتابتهم مخلوقة"
وقال جابر بن عبد الله:
"كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه.
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. قال: ويسمى حاجته" قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
فقوله: "إذا هم أحدكم بالأمر"
صريح في أنه الفعل الاختياري المتعلق بإرادة العبد.
وإذا علم ذلك فقوله "أستقدرك بقدرتك"
أي أسألك أن تقدرني على فعله بقدرتك، ومعلوم أنه لم يسأل القدرة المصححة التي هي سلامة الأعضاء وصحة البنية، وإنما سأل القدرة التي توجب الفعل فعلم أنها مقدورة لله ومخلوقة له، وأكد ذلك بقوله: "فإنك تقدر ولا أقدر"
أي تقدر أن تجعلني قادرا فاعلا ولا أقدر أن أجعل نفسي كذلك
وكذلك قوله: "تعلم ولا أعلم" أي حقيقة العلم بعواقب الأمور ومآلها والنافع منها والضار عندك وليس عندي.
وقوله يسره لي أو اصرفه عني فإنه طلب من الله تيسيره إن كان له فيه مصلحة وصرفه عنه إن كان فيه مفسدة.
وهذا التيسير والصرف متضمن إلقاء داعية الفعل في القلب أو إلقاء داعية الترك فيه، ومتى حصلت داعية الفعل حصل الفعل وداعية الترك امتنع الفعل.
وعند القدرية ترجيح فاعلية العبد على الترك منه ليس للرب فيه صنع ولا تأثير، فطلب هذ التيسير منه لا معنى له عندهم فإن تيسير الأسباب التي لا قدرة للعبد عليها موجود ولم يسأله العبد.
وقوله: "ثم رضني به"
يدل على أن حصول الرضا وهو فعل اختياري من أفعال القلوب أمر وقدور للرب تعالى وهو الذي يجعل نفسه راضيا
وقوله: "فاصرفه عني واصرفني عنه"
صريح في أنه سبحانه هو الذي يصرف عبده عن فعله الاختياري إذا شاء صرفه عنه كما قال تعالى في حق يوسف الصديق: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ والفَحْشاء﴾ وصرف السوء والفحشاء هو صرف دواعي القلب وميله إليهما فينصرفان عنه بصرف دواعيهما
وقوله "وأقدر لي الخير حيث كان"
يعم الخير المقدور للعبد من طاعته وغير المقدور له، فعلم أن فعل العبد للطاعة والخير أمر مقدور لله إن لم يقدره الله لعبده لم يقع من العبد.
ففي هذا الحديث الشفاء في مسألة القدر.
وأمر النبي ﷺ الداعي به أن يقدم بين يدي هذا الدعاء ركعتين عبودية منه بين يدي نجواه وأن يكونا من غير الفريضة ليتجرد فعلهما لهذا الغرض المطلوب.
ولما كان الفعل الاختياري متوقفا على العلم والقدرة والإرادة لا يحصل إلا بها توسل الداعي إلى الله بعلمه وقدرته وإرادته التي يؤتيه بها من فضله، وأكد هذا المعنى بتجرده وبراءته من ذلك فقال "إنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر"
وأمر الداعي أن يعلق التيسير بالخير والصرف بالشر وهو علم الله سبحانه تحقيقا للتفويض إليه واعترافا بجهل العبد بعواقب الأمور كما اعترف بعجزه ففي هذا الدعاء إعطاء العبودية حقها وإعطاء الربوبية حقها وبالله المستعان.
* (فصل)
* وقال في (طريق الهجرتين)
وقال على بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿إنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: ٤٩]،
خلق الله الخلق كلهم بقدر، وخلق الخير والشر، فخير الخير السعادة وشر الشر الشقاوة.
وفى صحيح مسلم عن أبي الأسود الدؤلى قال: قال لي عمران بن حصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون، أشيء قضى عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق، أو فيما يستقبلون ممن أتاهم به نبيهم وثبتت به الحجة؟ قال: قلت: لا، بل فيما قضى عليهم ومضى قال: أفيكون ذلك ظلمًا؟ قال: ففزعت فزعًا شديدًا، وقلت: إنه ليس شيء إلا خلقه وملكه: ﴿وَلا يُسْألُ عَمّا يَفْعَلُ، وهم يُسْألُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٣]
فقال: سددك الله إنما سَألتك لأُحرز عقلك. إن رجلًا من مزينة - أو جهينة - أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس ويتكادحون فيه، أشيء قضى عليهم ومضى، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم؟ قال: فيما قضى عليهم ومضى. فقال الرجل: ففيم العمل؟ قال رسول الله ﷺ: "من كان خلقه الله لإحدى المنزلتين فسيستعمله لها"، وتصديق ذلك في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَنَفْسٍ وما سَوّاها فَألْهَمَها فُجُ ورَها وتَقْواها﴾ [الشمس: ٧-٨]
وقال مجاهد في قوله تعالى: ﴿إنَنِّى أعْلَمُ ما لا تَعْلَمُون﴾ [البقرة: ٣٠]
قال: علم إبليس المعصية وخلقه لها. وقال تعالى: ﴿فَرِيقًا هَدى وفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ﴾ [الأعراف: ٣٠]
قال ابن عباس: إن الله سبحانه بدأ خلق ابن آدم مؤمنًا وكافرًا ثم قال: ﴿هُوَ الَّذِى خَلَقَكم فَمِنكم كافِرٌ ومِنكُم مُّؤْمِن﴾ [التغابن: ٢]
ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم مؤمن وكافر.
وقال سعيد بن جبير: عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿واعْلَمُوا أنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ﴾ [الأنفال: ٢٤]
قال: يحول بين المؤمن والكفر ومعاصي الله، ويحول بين الكافر والإيمان وطاعة الله. وقال ابن عباس ومالك وجماعة من السَلَف في قوله تعالى: ﴿وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلا مَن رَحِمَ رَبُّكَ ولِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [هود: ١١٨-١١٩]
قالوا: خلق أهل الرحمة للرحمة، وأهل الاختلاف للاختلاف.
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شاءَ اللهُ ما اقْتَتَلُوا﴾ [البقرة: ٢٥٣]، ﴿وَلَوْ شِئْنا لاَتَيْنا كُلّ نَفْسٍ هُداها﴾ [السجدة:١٣]، ﴿وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن في الأرْضِ كُلُّهم جَمِيعًا﴾ [يونس: ٩٩]، ﴿وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهم عَلى الهُدَي﴾ [الأنعام: ٣٥]، ﴿وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام: ١١٢]
وقال تعالى: ﴿فَمَن أظْلَمُ مِمّنِ افْتَرىَ عَلى اللهِ كَذِبًا أوْ كَذّبَ بِآياتِهِ أُوْلَئِكَ يَنالُهم نَصِيبُهُم مّنَ الكِتابِ﴾ [الأعراف: ٣٧]
أي نصيبهم مما كتب لهم. وقال: ﴿كَذَلِكَ سَلَكْناهُ في قُلُوبِ المُجْرِمِينَ﴾ [الشعراء: ٢٠٠]
قال الحسن وغيره: الشرك والتكذيب.
وقال تعالى: ﴿كَلاَّ إنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفي سِجّين﴾ [المطففين: ٧]
قال محمد بن كعب القرظي: رقم الله سبحانه كتاب الفجار في أسفل الأرض، فهم عاملون بما قدر رقم عليهم في ذلكَ الكتاب ورقم كتاب الأبرار فجعله في عليين، فهم يؤتى بهم حتى يعملوا ما قدر رقم عليهم في ذلك الكتاب.
وقال ابن عباس: ﴿تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍ﴾ [المسد: ١]
بما جرى من القلم في اللوح المحفوظ.
وقال مجاهد في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنا مِن بَيْنَ أيْدِيَهِمْ سَدًَّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًَّا﴾ [يس: ٩]
قال: عن الحق.
وفي قوله: ﴿وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أكِنَّة﴾ [الإسراء: ٤٦]
قال: فالجعبة فيها السهام، وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وأضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْم﴾ [الجاثية: ٢٣]
قال: أضله في سابق علمه، وقال في قوله تعالى حكاية عن عدوه إبليس: ﴿فَبِما أغْوَيْتَنِي﴾ [الأعراف: ١٦]
قال: أضللتني، وقال في قوله: ﴿مَآ أنتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إلا مَن هو صالِ الجَحِيمِ﴾ [الصافات: ١٦٢-١٦٣]
قال: من قضيت له أنه صال الجحيم. وقال عمر بن عبد العزيز: لو أراد الله أن لا يعصى لم يخلق إبليس، وقد فصل لكم وبين لكم ما أنتم عليه بفاتنين إلا من قدَّر أن يصلى الجحيم. وقال وهيب بن خالد: أنبأنا خالد قال: قلت للحسن: ألهذه خلق آدم - يعني السماءَ - أم للأرض؟ فقال: لا بل للأرض.
قال: قلت أرأيت لو اعتصم من الخطيئة فلم يعملها، أكان ترك في الجنة؟
قال: سبحان الله أكان له بد من أن يعملها؟
وقال تعالى: ﴿وَجَعَلَناهم أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنا﴾ [الأنبياء:٧٣]
وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْناهم أئِمَّةً يَدْعُونَ إلى النّارِ﴾ [القصص: ٤١]، وقال: ﴿واجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إمامًا﴾ [الفرقان: ٧٤]
أي أئمة يهتدى بنا، ولا تجعلنا أئمة ضالين يدعون إلى النار، وقال: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ﴾ [الأنعام: ٢٨]
وقال: ﴿وَنُقَلّبُ أفْئِدَتَهم وأبْصارَهم كَما لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أوّلَ مَرّةٍ﴾ [الأنعام: ١١٠] وقال: ﴿وَلَوْ أنّنا نَزّلْنَآ إلَيْهِمُ المَلآئِكَةَ وكَلّمَهُمُ المَوْتىَ وحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلّ شَيْءٍ قُبُلًا مّا كانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إلاّ أن يَشَآءَ اللهُ﴾ [الأنعام: ١١١]
وقال زيد بن أسلم: والله ما قالت القدرية كما قال الله ولا كما قال رسله ولا كمال قال أهل الجنة ولا كما قال أهل النار ولا كما قال أخوهم إبليس، قال الله عز وجل: ﴿وَما تَشاءُون إلا أن يَشاءَ الله﴾ [التكوير: ٢٩]،
وقالت الملائكة: ﴿لا عِلمَ لَنا إلا ما عَلَّمْتَنا﴾ [البقرة: ٣٢]،
وقال شعيب: ﴿وَما يَكُونُ لَنَآ أن نّعُودَ فِيهَآ إلاّ أن يَشَآءَ اللهُ﴾ [الأعراف: ٨٩]،
وقال أهل الجنة: ﴿الحَمْدُ للهِ الّذِي هَدانا لِهَذا وما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآ أنْ هَدانا اللهُ﴾ [الأعراف: ٤٣]،
وقال أهل النار: ﴿غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا﴾ [المؤمنون: ١٠٦]،
وقال أخوهم إبليس: ﴿رَبِّ بِمَآ أغْوَيْتَنِي﴾ [الحجر: ٣٩]،
وقال مجاهد في قوله: ﴿وَكُلّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طَآئِرَهُ في عُنُقِهِ﴾ [الإسراء: ١٣]،
قال: مكتوب في عنقه شقي أو سعيد.
وقال ابن عباس في قوله: ﴿وَمَن يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا﴾ [المائدة: ٤١]
يقول: ومن يرد الله ضلالته لم تغن عنه شيئًا. وذكر الطبري وغيره من حديث سويد بن سعدٍ عن سوار بن مصعب عن أبي حمزة عن مقسم عن ابن عباس: صعد النبي ﷺ المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم بسط يده اليمنى فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل الجنة بأسمائهم، وأسماءِ آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، فجمل أولهم على آخرهم، لا ينقص منهم ولا يزاد فيهم، فرغ ربكم وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاءِ حتى يقال لا ينقض منهم ولا يزاد فيهم. فرغ ربكم.
وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاء حتى يقال كأنهم هم بل هم هم، ما أشبههم بهم بل هم هم فيردهم ما سبق لهم من الله من السعادة، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها قبل موته بفواق ناقة، وقد يسلك بأهل الشقاءِ طريق السعادة حتى يقال كأنهم هم بل هم هم، ما أشبههم بهم بل هم هم، فيردهم ما سبق لهم من الله، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ولو قبل موته بفواق ناقة، فصاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة وإن عمل عمل أهل النار، وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار وإن عمل بعمل أهل الجنة، ثم قال رسول الله: "الأعمال بخواتيمها"، وقال على بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿إنّ الّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أأنذَرْتَهم أمْ لَمْ تُنْذِرْهم لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة: ٦]،
وفي قوله: ﴿وَلَوْ شَآءَ اللهُ لَجَمَعَهم عَلى الهُدىَ﴾ [الأنعام:٣٥]، وفي قوله {فَمَن يُرِدِ اللهُ أن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلاَمِ ومَن يُرِدْ أن يُضِلّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقًا حَرَجًا} [الأنعام: ١٢٥]،
وفي قوله: ﴿ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إلا أن يَشَآءَ الله﴾ [الأنعام: ١١١]،
وفي قوله: ﴿وَلَوْ شِئْنا لآتَيْنا كُلّ نَفْسٍ هُداها﴾ [السجدة: ١٣]،
وقوله: ﴿وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن في الأرْضِ كُلُّهم جَمِيعًا﴾ [يونس: ٩٩]، وقوله: ﴿إنّا جَعَلْنا في أعْناقِهِمْ أغْلالًا﴾ [يس: ٨]،
وقوله: ﴿وَلا تُطِعْ مَن أغْفَلْنا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنا﴾ [الكهف: ٢٨]،
ونحو هذا من القرآن، إن رسول الله كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول، ثم قال لنبيه: ﴿لَعَلَّكَ باخِعٌ نَّفْسَكَ أن لا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: ٣]،
ويقول: ﴿إن نّشَأْ نُنَزّلْ عَلَيْهِمْ مّنَ السّمَآءِ آيَةً فَظَلّتْ أعْناقُهم لَها خاضِعِينَ﴾ [الشعراء: ٤]،
ثم قال: ﴿مّا يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِن رّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَها وما يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ﴾ [فاطر: ٢]،
ويقول: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨] وفي صحيح مسلم عن طاووس: أدركت ناسًا من أصحاب رسول الله يقولون: كل شيء بقدر. وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله ﷺ:
"كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس"
وفي صحيح مسلم أيضًا عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"كتب الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماءِ"
وفي صحيحه أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
"المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنى فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاءَ الله فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان"
وفي صحيحه أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
"إنَّ النّذْرَ لا يُقَدِّرُ لابن آدمَ شَيئًا لَمْ يَكُنِ اللهُ قَدَّرَهُ ولَكِنِ النَّذْرُ يُوافِقُ القَدَرَ فَيُخْرِجُ ذَلِكَ مِنَ البَخِيلِ ما لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أنْ يُخْرِجَهُ"
وفي حديث جبرائيل وسؤاله النبي ﷺ عن الإيمان قال:
"الإيمانُ أنْ تُؤمنَ باللهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ والقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ"
وفي الصحيحين حديث ابن مسعود في التخليق وفيه:
"فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" وذكر الطبري الحسن بن على الطوسي أنبأنا محمد بن يزيد الأسفاطي البصري محدِّث البصرة قال: رأيت رسول الله ﷺ في النوم فقلت: يا رسول الله، حديث عبد الله بن مسعود حدثني الصادق المصدوق - أعني حديث القدر - فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو حدثت به. رحم الله عبد الله بن مسعود حيث حدث به، ورحم الله حيث حدث به، ورحم الله الأعمش حيث حدث به، ورحم الله من حدث به قبل الأعمش، ورحم الله من يحدث به بعد الأعمش.
وفى صحيح مسلم عن ابن مسعود:
"الشقي من شقي في بطن أُمه، والسعيد من وعظ بغيره"
وقد روى حديث تقدير السعادة والشقاوة في بطن الأُم من حديث عبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وعائشة أُم المؤمنين، وحذيفة بن أُسيد، وأبي هريرة.
وقال أبو الحسن بن عبيد الحافظ: سمعت أبا عبد الله بن أبي خيثمة يقول: سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: انحدرت من سُرَّ من رأى إلى بغداد في حاجة لي فبينما أنا أمشي في بعض الطريق إذا بجمجة قد نخِرت فأخذتها، فإذا على الجبهة مكتوب (شقي) والياء مكسورة إلى خلف".
وهؤلاءِ كلهم أئمة حفاظ، ذكره الطبري في السنة.
وفي الصحيحين حديث على عن النبي ﷺ:
"ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة"، فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال: "اعملوا، فكل ميسر لما خلق له: أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة"
ثم قرأ: ﴿فأمّا مَن أعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وأمّا مَن بَخِلَ واسْتَغْنى وكَذَّبَ بِالحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَي﴾ [الليل: ٥-١٠]
وفى الصحيحين عن عمران بن حصين أن النبي ﷺ سئل: أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: "نعم"، قيل له: ففيم يعمل العالمون؟ قال: "نعم، كل ميسر لما خلق له".
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: "دعي رسول الله ﷺ إلى جنازة غلام من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يدرك السوءَ ولم يعمله، قال: "أو غير ذلك، إن الله تعالى خلق للجنة أهلا، خلقهم
لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم"
وفي الصحيحين عن ابن عباس عن أُبى بن كعب عن النبي ﷺ قال:
"الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرًا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا"
وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ في ظُلْمَةٍ ثم ألقى عليهم من نوره وفي لفظ فجعلهم في واحِدَةٍ، فَأخَذَ مِن نُورِهِ فَألْقاهُ عَلى تِلْكَ الظُّلْمَةِ، فَمَن أصابَهُ النُّورُ اهْتَدى، ومَن أخْطَأهُ ضَلَّ، فَلِذَلِكَ أقُولُ: جَفَّ القَلَمُ عَلى عِلْم الله" وذكر راشد بن سعد عن أبي عبد الرحمن السلمي أن أبا قتادة سمع النبي ﷺ يقول: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ وأخْرَجَ الخَلْقَ مِن ظهْرِهِ فَقالَ: هَؤُلاءِ في الجَنَّةِ ولا أُبالِي، وهَؤُلاءِ في النّارِ ولا أُبالِي"، قال: قيل: على ما نعمل؟ قال: "عَلى مَواقعِ القَدَرِ"
وذكر أبو داود في كتاب القدر عن عبد الله بن مسعود أنه مر على رجل فقالوا: هذا هذا .. ونالوا منه، فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم يده، كنتم تستطيعون أن تخلقوا له يدًا؟ قالوا: لا قال فلو قطع رجله أكنتم تستطيعون أن تخلقوا له رجلًا؟ قالوا لا.
قال: فلو قطع رأْسه، كنتم تستطيعون أن تخلقوا له رأسًا؟
قالوا: لا، قال: فكما لا تستطيعون أن تغيروا خلقه لا تستطيعون أن تغيروا خُلقه، إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله ملكًا فكتب أجله وعمله ورزقه وشقى أو سعيد. وذكر فيه عن ابن مسعود مرفوعًا: " إنَّما هُما اثْنَتان: الهَدْى والكَلام فَأحْسَنُ الكَلامِ كَلامُ اللهِ، وأحْسَنُ الهَدْى هَدْى مُحَمَّد، وشَرُّ الأُمُورِ مُحَدَثاتُها، وإنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وإنَّ كُلَّ ما هو آتِ قَرِيب وإنَّ الشَّقِى مَن شَقِى في بَطْن أُمِّهِ والسَّعِيدُ مَن وُعِظَ بِغَيْرِهِ "، وقال ابن وهب: أخبرنى يونس عن ابن شهاب أن عبد الرحمن ابن هنيدة حدثه أن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا أراد اللهُ أنْ يَخْلُقَ النَّسَمَة قالَ مَلَكُ الأرْحام تَعْرُّفًا: يا رَبّ، أذَكَرٌ أمْ أُنْثى؟ فَيَقْضِى اللهُ أمْرَهُ ثم يقول: يا رب أشقى أم سعيد؟ فيقضي الله أمره، ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ما هو لاقٍ حَتّى النَّكْبَةُ يُنْكَبُها"
وقال الليث عن عقيل عن ابن شهاب: أخبرنى أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن رسول الله ﷺ قال: فذكره سواء.
قال الزهري: وحدثني
عبد الرحمن بن أُذينة عن ابن عمر .. مثل ذلك.
فإن قيل فما الفرق بين كون القدر خيرا وشرا وكونه حلوا ومرا؟
قيل الحلاوة والمرارة تعود إلى مباشرة الأسباب في العاجل والخير والشر يرجع إلى حسن العاقبة وسوئها فهو حلو ومر في مبدأه وأوله وخير وشر في منتهاه وعاقبته، وقد أجرى الله سبحانه سنته وعادته أن حلاوة الأسباب في العاجل تعقب المرارة في الآجل ومرارتها تعقب الحلاوة فحلو الدنيا مر الآخرة ومر الدنيا حلو الآخرة وقد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل اللذات تثمر الآلام والآلام تثمر اللذات، والقضاء والقدر منتظم لذلك انتظاما لا يخرج عنه شئ ألبتة، والشر مرجعه إلى اللذات وأسبابها والخير المطلوب هو اللذات الدائمة، والشر المرهوب هو الآلام الدائمة، فأسباب هذه الشرور وإن اشتملت على لذة ما وأسباب تلك خيرات وإن اشتملت على ألم ما فألم يعقب اللذة الدائمة أولى بالإيثار والتحمل من لذة تعقب الألم الدائم فلذة ساعة في جنب ألم طويل كلا لذة وألم ساعة في جنب لذة طويلة كلا ألم.
{"ayah":"إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق