الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ﴾ الآياتِ.
أخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في «الشُّعَبِ»، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «جاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ إلى النَّبِيِّ ﷺ يُخاصِمُونَهُ في القَدَرِ، فَنَزَلَتْ: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر»: ٤٩] .
وأخْرَجَ البَزّارُ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، بِسَنَدٍ جَيِّدٍ، مِن طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قالَ: ما نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ إلّا في أهْلِ القَدَرِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ شاهِينَ، وابْنُ مَندَهْ في «الصَّحابَةِ»، والباوَرْدِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والخَطِيبُ في «تالِي التَّلْخِيصِ»، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ (p-٩٠)زُرارَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ تَلا هَذِهِ الآيَةَ ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ قالَ: «نَزَلَتْ في أُناسٍ مِن أُمَّتِي في آخِرِ الزَّمانِ يُكَذِّبُونَ بِقَدَرِ اللَّهِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والدَّيْلَمِيُّ، وابْنُ عَساكِرَ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنْ أبِي أُمامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««إنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ في القَدَرِيَّةِ ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ [القمر»: ٤٧] .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ إبْراهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وكانَتْ أُمُّهُ لُبابَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسٍ، قالَتْ: كُنْتُ أزُورُ جَدِّي ابْنَ عَبّاسٍ في كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ قَبْلَ أنْ يُكَفَّ بَصَرُهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ في المُصْحَفِ، فَلَمّا أتى عَلى هَذِهِ الآيَةِ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ﴾ قالَ: يا بُنَيَّةُ، ما أعْرِفُ أصْحابَ هَذِهِ الآيَةِ، ما كانُوا بَعْدُ، ولَيَكُونُنَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، مِن طَرِيقِ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: قَدْ تُكُلِّمَ في القَدَرِ! فَقالَ: أوَفَعَلُوها؟! واللَّهِ ما نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ إلّا فِيهِمْ: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ أُولَئِكَ شِرارُ هَذِهِ الأُمَّةِ، لا تَعُودُوا مَرْضاهم ولا تُصَلُّوا عَلى مَوْتاهُمْ، إنْ أرَيْتَنِي (p-٩١)واحِدًا مِنهم فَقَأْتُ عَيْنَيْهِ بِأُصْبُعَيَّ هاتَيْنِ.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في القَدَرِيَّةِ: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ كُلَّهم بِقَدَرٍ، وخَلَقَ لَهُمُ الخَيْرَ والشَّرَّ بِقَدَرٍ.
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتّى العَجْزُ والكَيْسُ»» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في «تارِيخِهِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حَتّى وضْعُكَ يَدَكَ عَلى خَدِّكَ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجُوسُ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لا قَدَرَ، إنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُهُمْ، وإنْ ماتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ»» .
(p-٩٢)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ: ﴿ولَقَدْ أهْلَكْنا أشْياعَكُمْ﴾ قالَ: أشْياعَهم مِن أهْلِ الكُفْرِ مِنَ الأُمَمِ السّالِفَةِ، ﴿فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ﴾ يَقُولُ: هَلْ مِن أحَدٍ يَتَذَكَّرُ؟!
وأخْرَجَ ابْنُ شاهِينَ في «السُّنَّةِ» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ قالَ: طَلَبْتُ هَذا القَدَرَ فِيما أنْزَلَ اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ فَوَجَدْتُهُ في ﴿اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ﴾ [القمر: ١] ﴿وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ في الزُّبُرِ﴾ ﴿وكُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ في الزُّبُرِ﴾ قالَ: في الكِتابِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وكُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ قالَ: مَسْطُورٌ في الكِتابِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿وكُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ قالَ: مَحْفُوظٌ مَكْتُوبٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وكُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ قالَ: مَكْتُوبٌ.
(p-٩٣)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿مُسْتَطَرٌ﴾ قالَ: مَكْتُوبٌ.
وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ في «جامِعِهِ» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ قالَ: إنَّما نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ تَعْيِيرًا لِأهْلِ القَدَرِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿مُسْتَطَرٌ﴾ مَكْتُوبٌ في كُلِّ سَطْرٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ – ﷺ- قالَ: ««ما طَنَّ ذُبابٌ إلّا بِقَدَرٍ ثُمَّ قَرَأ: ﴿وما أمْرُنا إلا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالبَصَرِ﴾ [القمر»: ٥٠]» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: المُكَذِّبُونَ بِالقَدَرِ مُجْرِمُو هَذِهِ الأُمَّةِ، وفِيهِمْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ قالَ: يَقُولُ: خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ؛ قَدَّرَ الدِّرْعَ لِلْمَرْأةِ، والقَمِيصَ لِلرَّجُلِ، والقَتَبَ لِلْبَعِيرِ، والسَّرْجَ لِلْفَرَسِ، ونَحْوَ هَذا.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «جاءَ العاقِبُ والسَّيِّدُ، وكانا رَأْسَيِ النَّصارى بِنَجْرانَ، فَتَكَلَّما بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ بِكَلامٍ شَدِيدٍ في القَدَرِ (p-٩٤)والنَّبِيُّ ﷺ – ساكِتٌ، ما يُجِيبُهُما بِشَيْءٍ حَتّى انْصَرَفا، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿أكُفّارُكم خَيْرٌ مِن أُولَئِكُمْ﴾ [القمر: ٤٣] الَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِاللَّهِ مِن قَبْلِكُمْ، ﴿أمْ لَكم بَراءَةٌ في الزُّبُرِ﴾ [القمر: ٤٣] الأوَّلِ، في أوَّلِ الكِتابِ، إلى قَوْلِهِ: ﴿ولَقَدْ أهْلَكْنا أشْياعَكُمْ﴾ الَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِالقَدَرِ قَبْلَكُمْ، ﴿وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ في الزُّبُرِ﴾ الأوَّلِ، في أُمِّ الكِتابِ، ﴿وكُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ يَعْنِي مَكْتُوبٌ، إلى آخِرِ السُّورَةِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قالَ: كُنْتُ أقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فَما أدْرِي مَن عُنِيَ بِها، حَتّى سَقَطْتُ عَلَيْها: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قَوْلِهِ ﴿كَلَمْحٍ بِالبَصَرِ﴾ فَإذا هُمُ المُكَذِّبُونَ بِالقَدَرِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في أهْلِ التَّكْذِيبِ بِالقَدَرِ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ، قالَ مُجاهِدٌ: قُلْتُ لِابْنِ عَبّاسٍ: ما تَقُولُ فِيمَن يُكَذِّبُ بِالقَدَرِ؟ قالَ: اجْمَعْ بَيْنِي وبَيْنَهُ، قُلْتُ: ما تَصْنَعُ بِهِ؟ قالَ: أخْنُقُهُ حَتّى أقْتُلَهُ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في «تارِيخِهِ»، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««صِنْفانِ مِن أُمَّتِي لَيْسَ لَهُما في الإسْلامِ نَصِيبٌ؛ المُرْجِئَةُ والقَدَرِيَّةُ، أُنْزِلَتْ فِيهِمْ آيَةٌ مِن (p-٩٥)كِتابِ اللَّهِ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنِّي أجِدُ في كِتابِ اللَّهِ قَوْمًا يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ، يُقالُ لَهم: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ لِأنَّهم كانُوا يُكَذِّبُونَ بِالقَدَرِ، وإنِّي لا أراهُمْ، فَلا أدْرِي أشَيْءٌ كانَ قَبْلَنا أمْ شَيْءٌ فِيما بَقِيَ؟ .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، قالَ: لَمّا تَكَلَّمَ النّاسُ في القَدَرِ نَظَرْتُ، فَإذا هَذِهِ الآيَةُ أُنْزِلَتْ فِيهِمْ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، قالَ: ما نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ إلّا تَعْيِيرًا لِأهْلِ القَدَرِ: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وإنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لا قَدَرَ، فَمَن مَرِضَ فَلا تَعُودُهُ، ومَن ماتَ فَلا تَشْهَدُوهُ، وهم مِن شِيعَةِ الدَّجّالِ، حَقٌّ عَلى اللَّهِ أنْ يُلْحِقَهم بِهِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ، قالَ: سَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ هاتَيْنِ (p-٩٦)رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللَّهُ القَلَمُ، قِيلَ: اكْتُبْ لِأبَدٍ، قالَ: وما لِأبَدٍ؟ قالَ: القَدَرُ، قالَ: وما القَدَرُ؟ قالَ: تَعْلَمُ أنَّ ما أصابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وما أخْطَأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، إنْ مِتَّ عَلى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النّارَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أمَرَ اللَّهُ مُنادِيًا يُنادِي: أيْنَ خُصَماءُ اللَّهِ؟ فَيَقُومُونَ مُسَوَّدَةً وُجُوهُهُمْ، مُزْرَقَّةً عُيُونُهُمْ، مائِلَةً شِفاهُهُمْ، يَسِيلُ لُعابُهُمْ، يَقْذَرُهم مَن رَآهُمْ، فَيَقُولُونَ: واللَّهِ يا رَبَّنا، ما عَبَدْنا مِن دُونِكَ شَمْسًا ولا قَمَرًا، ولا حَجَرًا ولا وثَنًا»» .
قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: لَقَدْ أتاهُمُ الشِّرْكُ مِن حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تَلا ابْنُ عَبّاسٍ: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكم ويَحْسَبُونَ أنَّهم عَلى شَيْءٍ ألا إنَّهم هُمُ الكاذِبُونَ﴾ [المجادلة: ١٨] [المُجادَلَةِ: ١٨] هم واللَّهِ القَدَرِيُّونَ، ثَلاثَ مَرّاتٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ، قالَ: ذُكِرَ لِابْنِ عَبّاسٍ أنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ في القَدَرِ، فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: إنَّهم يُكَذِّبُونَ بِكِتابِ اللَّهِ، فَلَآخُذَنَّ بِشَعَرِ أحَدِهِمْ فَلَأُنْصِيَنَّهُ، إنَّ اللَّهَ كانَ عَلى عَرْشِهِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، وأوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ القَلَمَ، وأمَرَهُ أنْ يَكْتُبَ ما هو كائِنٌ، فَإنَّما يَجْرِي النّاسُ عَلى أمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي يَحْيى الأعْرَجِ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبّاسٍ وذَكَرَ القَدَرِيَّةَ، فَقالَ: لَوْ أدْرَكْتُ بَعْضَهم لَفَعَلْتُ بِهِ كَذا وكَذا، ثُمَّ قالَ: الزِّنى بِقَدَرٍ، والسَّرِقَةُ بِقَدَرٍ، وشُرْبُ الخَمْرِ بِقَدَرٍ.
(p-٩٧)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيمَ العَمَلُ؛ أفِي شَيْءٍ نَسْتَأْنِفُهُ أمْ في شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنهُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، سَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى، وسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى»» .
{"ayahs_start":47,"ayahs":["إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِینَ فِی ضَلَـٰلࣲ وَسُعُرࣲ","یَوۡمَ یُسۡحَبُونَ فِی ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُوا۟ مَسَّ سَقَرَ","إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرࣲ","وَمَاۤ أَمۡرُنَاۤ إِلَّا وَ ٰحِدَةࣱ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ","وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَاۤ أَشۡیَاعَكُمۡ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ","وَكُلُّ شَیۡءࣲ فَعَلُوهُ فِی ٱلزُّبُرِ","وَكُلُّ صَغِیرࣲ وَكَبِیرࣲ مُّسۡتَطَرٌ"],"ayah":"إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق