الباحث القرآني
﴿یَوۡمَ یُسۡحَبُونَ فِی ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُوا۟ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرࣲ ٤٩﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٧٣٩٤٨- عن زُرارة، عن النبيّ ﷺ أنه تلا هذه الآية: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾، قال: «نَزَلَتْ في أناسٍ من أُمّتي في آخر الزمان، يكذِّبون بقدر الله»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٥/٢٧٦ (٥٣١٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٣/١٢٣١ (٣٠٨٦)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٤٨٣-، من طريق قرة بن حبيب، عن جرير بن حازم، عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي، عن ابن زرارة، عن أبيه به. قال الهيثمي في المجمع ٧/١١٧ (١١٣٨٥): «فيه من لم أعرفه». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/٥٢ (١٥٣٩).]]. (١٤/٨٩)
٧٣٩٤٩- عن أبي أُمامة: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنّ هذه الآية نَزَلَتْ في القدرية: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾»[[أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٧/٩٨ (١٥٤٤)، والواحدي في الوسيط ٤/٢١٤ (١١٤٧)، وفي أسباب النزول ص٤٠١، من طريق عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة الباهلي به. قال ابن عدي ٧/١٠٠: «لعفير بن معدان غير ما ذكرت من الحديث، وعامة رواياته غير محفوظة». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/٩٨٤-٩٨٥ (٢٠٤٩): «عفير ليس بشيء في الحديث». وقال السيوطي: «سند ضعيف».]]. (١٤/٩٠)
٧٣٩٥٠- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «صِنفان من أمتى ليس لهما في الإسلام نصيب: المُرجئة، والقدرية، أُنزِلَتْ فيهم آيةٌ مِن كتاب الله: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾» إلى آخر الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأخرجه ابن ماجه ١/٤٢ (٦٢)، ٥٢-٥٣ (٧٣)، والترمذي ٤/٢٢٦-٢٢٧ (٢٢٨٩) كلاهما دون ذكر نزول الآية، من طريق نزار بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٣/٦١١ (١٤٢٠): «حديث لا يصحّ». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/١٥٢ (٢٤٠): «هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله ﷺ». وقال العلائي في النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح ص٢٨ بعد أن ذكر طرق الحديث: «فهذه المتابعات وتحسين الترمذي له يُخرج الحديث عن أن يكون موضوعًا أو واهيًا». وقال المناوي في فيض القدير ٤/٢٠٧-٢٠٨ (٥٠٤٢): «قال الذهبي: هو من حديث ابن نزار، عن ابن حبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، ونزار تكلم فيه ابن حبان، وابنه ضعيف، وقد تابعه غيره من الضعفاء».]]. (١٤/٩٤)
٧٣٩٥١- عن أبي هريرة، قال: جاء مشركو قريشٍ إلى النبيِّ ﷺ يُخاصِمونه في القَدَر، فنَزَلَتْ: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٤٦ (٢٦٥٦)، وعبد الرزاق ٣/٢٦٤ (٣٠٧٤)، وابن جرير ٢٢/١٦١-١٦٢، والثعلبي ٩/١٧١.]]. (١٤/٨٩)
٧٣٩٥٢- عن محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق أسامة-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٦٣ مرسلًا.]]. (ز)
٧٣٩٥٣- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: ما نَزَلَتْ هذه الآية: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ إلا في أهل القَدَر[[أخرجه البزار (٢٦٦٥ - كشف). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٤/٨٩)
٧٣٩٥٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: نَزَلَتْ هذه الآية في القدرية: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[أخرجه الطبراني في الكبير ١١/٩٧ (١١١٦٣)، من طريق عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس به. قال الهيثمي في المجمع ٧/١١٧ (١١٣٨٤): «فيه عبد الوهاب بن مجاهد، وهو ضعيف». وقال المغربي في جمع الفوائد ٣/٢٠٥ (٧٢٤٨): «وللكبير بضعف عن ابن عباس ...».]]. (١٤/٩١)
٧٣٩٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء بن أبي رباح- أنه قيل له: قد تُكلِّم في القدر. فقال: أوَفعلوها؟! واللهِ، ما نَزَلَتْ هذه الآية إلا فيهم: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾، أولئك شِرار هذه الأُمّة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تُصلُّوا على موتاهم، إن أريتني واحدًا منهم فقأتُ عينيه بأصبعي هاتين[[أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٣/٥٩٧ (٩٤٨)، ٤/٧١٢ (١١٦٢)، ٤/٨٢٣-٨٢٤ (١٣٨٨)، والبيهقي في الكبرى ١٠/٣٤٥ (٢٠٨٨٠)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٤٨٣-، من طريق الحسن بن عرفة، عن مروان بن شجاع الجزري، عن عبد الملك ابن جُرَيْج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس به. قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٦/٢٨٠ (٥٨٤٦) عن رواية أحمد بن منيع: «هذا إسناد رواته ثقات». وقال ابن كثير ١٣/٣٠٦: «رواه الإمام أحمد من وجه آخر، وفيه مرفوع».]]. (١٤/٩٠)
٧٣٩٥٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقسم- قال: جاء العاقب والسيد، وكانا رأسي النصارى بنجران، فتكلّما بين يدي النبيِّ ﷺ بكلام شديد في القَدَر، والنبيُّ ﷺ ساكت ما يجيبهما بشيء حتى انصرفا، فأنزل الله: ﴿أكُفّارُكُمْ خَيْرٌ مِن أُولَئِكُمْ﴾ الذين كفروا وكذبوا بالله من قبلكم، ﴿أمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ الأول، في أول الكتاب، إلى قوله: ﴿ولَقَدْ أهْلَكْنا أشْياعَكُمْ﴾ الذين كفروا وكذّبوا بالقَدَر قبلكم، ﴿وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ﴾ الأول، في أُمّ الكتاب، ﴿وكُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ يعني: مكتوب. إلى آخر السورة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٣/٦٣١-٦٣٢ (١٠١٧) مطولًا، من طريق سويد بن سعيد، عن سوار بن مصعب، عن أبي حمزة، عن مقسم، عن ابن عباس به. سنده ضعيف؛ فيه سويد بن سعيد بن سهل الهروي، قال ابن حجر في التقريب (٢٦٩٠): «صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه». وفيه أيضًا سوار بن مصعب، وهو ضعيف. كما في ميزان الاعتدال ٢/٢٤٦.]]. (١٤/٩٣)
٧٣٩٥٧- عن عبد الله بن عمر، قال: المكذِّبون بالقَدَر مجرمو هذه الأمة، وفيهم أُنزِلَتْ هذه الآية: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قوله: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٩٣)
٧٣٩٥٨- عن عبد الله بن عمر -من طريق ابنه واقد- قال: جاء أهلُ نجران إلى النبي ﷺ، فقالوا: الآجال والأرزاق تُقدّر، والأعمال إلينا. فأنزل الله -تبارك وتعالى-: ﴿إن المجرمين في ضلال وسعر﴾ إلى قوله: ﴿كل شيء خلقناه بقدر﴾ إلى قوله: ﴿وكل صغير وكبير مستطر﴾[[أخرجه البيهقي في القضاء والقدر ص١٧٧-١٧٨ (١٥٤) من طريق الهذيل بن بلال المدائني، عن عمر بن واقد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده. وسنده ضعيف؛ فيه الهذيل بن بلال المدائني، وهو ضعيف. كما في الميزان ٤/٢٩٤.]]. (ز)
٧٣٩٥٩- عن مجاهد بن جبر، قال: نَزَلَتْ هذه الآية في أهل التكذيب بالقَدَر: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى آخر الآية. قال مجاهد: قلتُ لابن عباس: ما تقول فيمَن يُكَذِّب بالقَدَر؟ قال: اجمع بيني وبينه. قلتُ: ما تصنع به؟ قال: أخنقه حتى أقتله[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٩٤)
٧٣٩٦٠- عن عطاء -من طريق شيخ من قريش- قال: جاء أسْقف نجران إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا محمد، تزعم أنّ المعاصي بقَدَر، والبحار بقَدَر، والسماء بقَدَر، وهذه الأمور تجري بقَدَر، فأما المعاصي فلا. فقال رسول الله ﷺ «أنتم خصماء الله». فأنزل الله تعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قوله: ﴿خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص٦٣٥. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير ٨/١٠١. إسناده ضعيف؛ لضعف بحر بن كنيز السقاء، ولجهالة شيخه، ولإرساله.]]. (ز)
٧٣٩٦١- عن محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق سالم- قال: ما نَزَلَتْ هذه الآية إلا تَعْيِيرًا لأهل القَدَر: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٦٢. وعزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة في جامعه.]]. (١٤/٩٣، ٩٥)
٧٣٩٦٢- عن محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق خُصَيف- قال: لما تكلّم الناس في القَدَر نظرتُ، فإذا هذه الآية أُنزِلَتْ فيهم: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قوله: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٦٢.]]. (١٤/٩٥)
٧٣٩٦٣- عن أسيد، قال: حضرتُ محمد بن كعب وهو يقول: إذا رأيتموني أنطلِق في القَدَر فغُلّوني؛ فإني مجنون، فوالذي نفسي بيده، ما أُنزِلَتْ هذه الآيات إلا فيهم. ثم قرأ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قوله: ﴿خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص٤٠٢.]]. (ز)
﴿یَوۡمَ یُسۡحَبُونَ فِی ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُوا۟ مَسَّ سَقَرَ ٤٨﴾ - تفسير
٧٣٩٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قال: إنّي لَأجِد في كتاب الله قومًا يُسحبون في النار على وجوههم، يُقال لهم: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ لأنهم كانوا يكذِّبون بالقدر، وإني لا أراهم، فلا أدري أشيء كان قبلنا، أم شيء فيما بقي![[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٦٠.]]. (١٤/٩٥)
٧٣٩٦٥- عن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر، وكانت أُمّه لُبابة بنت عبد الله بن عباس، قالت: كنتُ أزور جَدّي ابن عباس في كلّ يوم جمعة قبل أن يُكفّ بصره، فسمعتُه يقرأ في المصحف، فلما أتى على هذه الآية: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ﴾ قال: يا بُنيّة، ما أعرف أصحاب هذه الآية، ما كانوا بعد، وليكوننّ[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن سعد، وابن المنذر.]]. (١٤/٩٠)
٧٣٩٦٦- عن كعب الأحبار -من طريق طلْق بن حبيب- قال: نجد في التوراة: أنّ القدرية يُسحبون في النار على وجوههم[[أخرجه الثعلبي ٩/١٧٢.]]. (ز)
٧٣٩٦٧- عن مجاهد بن جبير -من طريق علي بن جذيمة- ﴿يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر﴾، قال: هم المكذِّبون بالقَدَر[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٣/٢٩٨-٢٩٩.]]. (ز)
٧٣٩٦٨- عن محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق داود بن قيس- قال: كنتُ أقرأ هذه الآية، فما أدري مَن عُني بها، حتى سقطتُ عليها: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ إلى قوله: ﴿كَلَمْحٍ بِالبَصَرِ﴾، فإذا هم المكذّبون بالقَدَر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٦١. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٩٤)
٧٣٩٦٩- قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر بمستقرّهم في الآخرة، فقال: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ﴾ بعد العرض تسحبهم الملائكة، وتقول الخزنة: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ يعني: عذاب سقر. ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ يقول: قدَّر الله لهم العذاب ودخول سقر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/١٨٤.]]٦٣٤٧. (ز)
﴿إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرࣲ ٤٩﴾ - تفسير
٧٣٩٧٠- عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، قال: لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ قال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؛ أفي شيء نستأنفه، أم في شيء قد فُرِغ منه؟ فقال رسول الله ﷺ: «اعملوا، فكل مُيسّر؛ سنيسّره لليُسرى، وسنيسّره للعُسرى»[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٦١-١٦٢ مرسلًا.]]. (١٤/٩٧)
٧٣٩٧١- عن علي بن أبي طالب -من طريق سعيد بن جُبَير- ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾، قال: كلّ شيء[[أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٢٣-.]]. (ز)
٧٣٩٧٢- عن أبي الحسن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن جعفر بن موسى بن جعفر المعروف بالموسوي، قال: سمعت أبي يذكر عن آبائه: أنّ علي بن موسى الرضا كان يقعد في الرَّوضة وهو شاب، ملْتحفٌ بمطرف خزّ، فيسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد، فيُسأل عن القَدَر، فقال: قال الله ﷿: ﴿إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾. ثم قال الرّضا: كان أبي يذكر، عن آبائه، أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان يقول: إنّ الله خلق كلّ شيء بقَدَر، حتى العَجْز والكَيْس، وإليه المشيئة، وبه الحَول والقوة[[أخرجه البيهقي في القضاء والقدر ٢/٣٣٧.]]. (ز)
٧٣٩٧٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾، قال: خلق الله الخلْق كلّهم بقَدَر، وخلق لهم الخير والشر بقَدَر[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٩١)
٧٣٩٧٤- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾، قال: يقول: خلَق كلّ شيء فقدّره؛ قدّر الدِّرع للمرأة، والقميص للرجل، والقَتَب للبعير، والسَّرْج للفرس، ونحو هذا[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٩٣)
٧٣٩٧٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك بن مُزاحِم- قال: ... أما قوله: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ فإنّ الله خلَق لكل شيءٍ ما يُشاكله مِن خلْقه، وما يُصلحه مِن رِزْقه، وخلَق البعير خَلْقًا لا يصلح شيئًا مِن خلْقه على غيره مِن الدواب، وكذلك كل شيء مِن خلْقه، وخلَق لدوابّ البَرِّ وطيرها من الرّزق ما يُصلحها في البَرّ، وخلَق لدوابّ البحر وطيرها من الرّزق ما يُصلحها في البحر، فذلك قوله: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾[[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٠/٢٤٧ (١٠٥٩٥). وينظر: تفسير الثعلبي ٩/١٧٠.]]. (ز)
٧٣٩٧٦- قال الحسن البصري: قدّر الله لكلّ شيء مِن خلْقه قدره الذي ينبغي له[[تفسير الثعلبي ٩/١٧٠، وتفسير البغوي ٤/٣٢٨.]]. (ز)
٧٣٩٧٧- قال الربيع بن أنس: هو كقوله: ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق:٣]، أي: أجَلًا، لا يتقدّم ولا يتأخّر[[تفسير الثعلبي ٩/١٧٠.]]. (ز)
﴿إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرࣲ ٤٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٣٩٧٨- عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقَدَر». زاد عبيد الله: «خيره وشرّه»[[أخرجه أحمد ٢/١٥٢ (٧٥٨)، وابن ماجه ١/٥٩ (٨١)، والترمذي ٤/٢٢٤ (٢٢٨٣)، وابن حبان ١/٤٠٤-٤٠٥ (١٧٨)، والحاكم ١/٨٧ (٩٠، ٩١، ٩٢)، ويحيى بن سلام ٢/٦٢٥، من طريق منصور، عن ربعي بن حراش، عن علي به. وأخرجه بالزيادة الأخيرة أحمد ٢/٣٤٠ (١١١٢)، والبغوي في تفسيره ٧/٤٣٦ من طريق منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل، عن علي به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين». ووافقه الذهبي في التلخيص. وأورده الدارقطني في العلل ٣/١٩٦ (٣٥٧).]]. (ز)
٧٣٩٧٩- عن أنس بن مالك، قال: تمارَيْنا عند رسول الله ﷺ في القَدَر، فقال رسول الله ﷺ: «كلّ شيء بقَدَرٍ، حتى هذه» وأشار بإصبعه السّبابة حتى ضرب على ذراعه الأيسر[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٦/١٤٧ (٦٠٤٦)، والثعلبي ٩/١٧٢ واللفظ له، من طريق أبي أسيد الثقفي، عن ثابت البُناني، عن أنس بن مالك به. قال الهيثمي في المجمع ٧/٢٠٨ (١١٨٩٨): «فيه جماعة لم أعرفهم».]]. (ز)
٧٣٩٨٠- عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لكلّ أُمّة مجوس، ومجوس أُمّتي الذين يقولون: لا قَدَر. إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم»[[أخرجه أحمد ٩/٤١٥ (٥٥٨٤)، من طريق أنس بن عياض، عن عمر بن عبد الله مولى غُفرة، عن عبد الله بن عمر به. وأخرجه أحمد ١٠/٢٥٢ (٦٠٧٧) واللفظ له، من طريق إبراهيم بن أبي العباس، عن عبد الرحمن بن صالح بن محمد الأنصاري، عن عمر بن عبد الله مولى غُفرة، عن نافع، عن ابن عمر به. قال ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/١٤٥-١٤٦ (٢٢٧): «هذا حديث لا يصِحّ». وقال ابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ ٤/١٩٥١: «عمر هذا ضعيف».]]٦٣٤٨. (١٤/٩١)
٧٣٩٨١- عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «كلّ شيء بقَدَر، حتى العَجْز والكَيْس»[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٤٥ (٢٦٥٥). وقال النووي في شرح صحيح مسلم ١٦/٢٠٥: «الكيس: ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور».]]٦٣٤٩. (١٤/٩١)
٧٣٩٨٢- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «كتَب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة». قال: «وعرشه على الماء»[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٤٤ (٢٦٥٣).]]. (ز)
٧٣٩٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر- قال: كلّ شيء بقَدَر، حتى وضعك يدك على خدّك[[أخرجه البخاري في تاريخه ١/٣١٨-٣١٩.]]. (١٤/٩١)
٧٣٩٨٤- عن مجاهد بن جبر، قال: ذُكِر لابن عباس: أنّ قومًا يقولون في القَدَر. فقال ابن عباس: إنهم يكذّبون بكتاب الله، فلآخذن بشعر أحدهم فلأُنصِينَّه[[نَصَأه نَصْوًا: قبض على ناصيَته. لسان العرب (نصا).]]، إنّ الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئًا، وأول شيء خلَق القلم، وأمره أن يكتب ما هو كائن، فإنما يجري الناس على أمر قد فُرغ منه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٩٦)
٧٣٩٨٥- عن طاووس بن كيسان، قال: أدركتُ ناسًا مِن أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: كلّ شيء بقَدَر الله[[أخرجه البغوي ٤/٣٢٨-٣٢٩.]]. (ز)
٧٣٩٨٦- عن يحيى بن زكريا، قال: كنت عند سفيان بن عُيينة، فقال له رجل: إنّا وجدنا خمسة أصناف من الناس قد كفروا، ليسوا مِنّا. قال: مَن هم؟ قال: الجهمية، والقدرية، والمُرجئة، والرافضة، والنصارى. قال: كيف؟ قال: قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وكلم الله موسى تكليما﴾ [النساء:١٦٤]. قالت الجهمية: لا، ليس كما قلتَ، بل خلقتَ كلامًا. قال: فكفروا، وأوردوا على الله ﷿، وقال الله: ﴿ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾. قالت القدرية: لا، ليس كما قلتَ، الشّرّ من الشيطان، وليس مما خلقه. فكفروا، وأوردوا على الله، وقال الله: ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون﴾ [الجاثية:٢١]. قالت المُرجئة: ليس كما قلتَ، بل هم سواء. فكفروا، وأوردوا على الله. وقال علي بن أبي طالب: إنّ خير هذه الأُمّة بعد نبيّها أبو بكر وعمر. قالت الرافضة: لا، ليس كما قلتَ، بل أنتَ خير منهما. قال: فكفروا، وأوردوا عليه، وقال عيسى ابن مريم ﵇: أنا عبد الله ورسوله. قالت النصارى: ليس كما قلتَ، بل أنت هو. قال: فكفروا وأوردوا عليه. قال سفيان: اكتبوه، اكتبوه[[أخرجه البيهقي في القضاء والقدر ٣/٨٢٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.