الباحث القرآني
وقوله: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنْكُمْ﴾ تقرأ بالتاء فتكون للأمنة؛ وبالياء فيكون للنعاس، مثل قوله ﴿يَغْلِى فى البُطون﴾ وتغلى، إذا كانت (تغلى) فهى الشجرة، وإذا كانت (يغلِى) فهو للمُهْل.
وقوله: ﴿يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنْكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ ترفع الطائِفة بقوله (أهمتهم) بما رجع من ذكرها، وإن شئت رفعتها بقوله ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ﴾ ولو كانت نصبا لكان صوابا؛ مثل قوله فى الأعراف: ﴿فَرِيقاً هَدَى وفَرِيقاً حَقّ عَلَيْهِم الضَّلاَلَةُ﴾.
وإذا رأيت اسما فى أوّله كلام وفى آخره فعل قد وقع على راجع ذِكره جاز فى الاسم الرفع والنصب. فمن ذلك قوله: ﴿والسماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ﴾ وقوله: ﴿والأرضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُون﴾ يكون نصبا ورفعا. فمن نصب جعل الواو كأنها ظرف للفعل متصلة بالفعل، ومن رفع جعل الواو للاسم، ورفعه بعائِد ذكرِه؛ كما قال الشاعر: إن لَمَ اشفِ النفوسَ من حىِّ بَكْرٍ * وعدِىٌّ تطَاهُ جُرْبُ الجمِال فلا تكاد العرب تنصب مثل (عدىّ) فى معناه؛ لأن الواو لا يصلح نقلها إلى الفعل؛ ألا ترى أنك لا تقول: وتطأ عدِيّا جُرْبُ الجِمال. فإذا رأيت الواو تحسن فى الاسم جعلت الرفع وجه الكلام. وإذا رأيت الواو يحسن فى الفعل جعلت النصب وجه الكلام. وإذا رأيت ما قبل الفعل يحسن للفعل والاسم جعلت الرفع والنصب سواء، ولم يغلَّب واحد على صاحبه؛ مثل قول الشاعر: إذا ابنَ أبِى موسى بِلالاً أتيته * فقام بفأسٍ بين وُِصْلَيْكَ جازِر فالرفع والنصب فى هذا سواء.
وأمّا قول الله عز وجل: ﴿وأمّا ثمودُ فَهَدَيْناهم﴾ فوجه الكلام فيه الرفع؛ لأن أمّا تحسن فى الاسم ولا تكون مع الفعل.
وأمّا قوله: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهما﴾فوجه الكلام فيه الرفع؛ لأنه غير موَقَّت فرفع كما يرفع الجزاء، كقولك: من سرق فاقطعوا يده. وكذلك قوله ﴿والشعراءُ يَتَّبِعُهُم الغاوون﴾ معناه والله أعلم من (قال الشعر) اتبعه الغاوون.
ولو نصبت قوله (والسارقَ والسارقَة) بالفعل كان صوابا.
وقوله ﴿وكلَّ إنسانٍ ألزمناه طائِرَهُ فى عُنُقه﴾ العرب فى (كل) تختار الرفع، وقع الفعل على راجع الذكرِ أو لم يقع. وسمعت العرب تقول (وكُلُّ شَىْءٍ أحْصَيْنَاهُ فى إمَامٍ مُبِينٍ) بالرفع وقد رجع ذكره. وأنشدونى فيما لم يقع الفعلُ على راجع ذكرِه: فقالوا تَعَرّفْها المنازِلَ مِن مِنىً * وما كلُّ من يَغْشَى مِنىً أنا عارِفُ ألِفْنا دِيارا لم تكن مِن ديارِنا * ومن يُتَأَلّفْ بالكرامَةِ يَأْلَفُ فلم يقع (عارف) على كلّ؛ وذلك أن فى (كل) تأويل: وما من أحد يغشى مِنىً أنا عارف، ولو نصبت لكان صوابا، وما سمعته إلا رفعا.وقال الآخر: قد عَلِقَت أمُّ الخِيارِتدّعِى * علىّ ذنبا كلُّه لم أَصنعِ رفعا، وأنشدنيه بعض بنى أسَد نصبا.
وقوله: ﴿قُلْ إِنَّ ٱلأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ﴾ فمن رفع جعل (كل) اسما فرفعه باللام فى لِلّه كقوله ﴿ويومَ القيامة تَرَى الذِين كَذَبُوا على اللهِ وجوههم مسودّة﴾ ومن نصب (كله) جعله من نعت الأمر.
{"ayah":"ثُمَّ أَنزَلَ عَلَیۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةࣰ نُّعَاسࣰا یَغۡشَىٰ طَاۤىِٕفَةࣰ مِّنكُمۡۖ وَطَاۤىِٕفَةࣱ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ یَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَیۡءࣲۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ یُخۡفُونَ فِیۤ أَنفُسِهِم مَّا لَا یُبۡدُونَ لَكَۖ یَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءࣱ مَّا قُتِلۡنَا هَـٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِی بُیُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِینَ كُتِبَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِیَبۡتَلِیَ ٱللَّهُ مَا فِی صُدُورِكُمۡ وَلِیُمَحِّصَ مَا فِی قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق