الباحث القرآني
(p-١)(p-٢)(p-٣)(p-٤)(p-٥)﷽ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وسارِعُوا﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ قالَ: «قالَ المُسْلِمُونَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَنُو إسْرائِيلَ كانُوا أكْرَمَ عَلى اللَّهِ مِنّا، كانُوا إذا أذْنَبَ أحَدُهم ذَنْبًا أصْبَحَ كَفّارَةُ ذَنْبِهِ مَكْتُوبَةٌ في عَتَبَةِ بابِهِ، اجْدَعْ أنْفَكَ اجْدَعْ أُذُنَكَ، افْعَلْ كَذا وكَذا، فَسَكَتَ، فَنَزَلَتْ هَؤُلاءِ الآياتُ: ﴿وسارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿والَّذِينَ إذا فَعَلُوا فاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهم ذَكَرُوا اللَّهَ فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٣٥] فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ألا أُخْبِرُكم بِخَيْرٍ مِن ذَلِكُمْ»؟ ثُمَّ تَلا هَؤُلاءِ الآياتِ عَلَيْهِمْ» .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ في قَوْلِهِ: ﴿وسارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ﴾ قالَ: التَّكْبِيرَةُ الأُولى.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿وسارِعُوا﴾ يَقُولُ: سارِعُوا بِالأعْمالِ الصّالِحَةِ ﴿إلى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ﴾ قالَ: لِذُنُوبِكم ﴿وجَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ﴾ يَعْنِي: عَرْضُ سَبْعِ سَمَواتٍ وسَبْعِ أرَضِينَ لَوْ لُصِقَ بَعْضُهُنَّ إلى بَعْضٍ فالجَنَّةُ في عَرْضِهِنَّ.
(p-٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: تُقْرَنُ السَّماواتُ السَّبْعُ والأرَضُونَ السَّبْعُ كَما تُقْرَنُ الثِّيابُ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، فَذاكَ عَرْضُ الجَنَّةِ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ كُرَيْبٍ قالَ: أرْسَلَنِي ابْنُ عَبّاسٍ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الكِتابِ أسْألُهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿وجَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ﴾ فَأخْرَجَ أسْفارَ مُوسى فَجَعَلَ يَنْظُرُ، قالَ: سَبْعُ سَماواتٍ وسَبْعُ أرَضِينَ تُلْفَقُ كَما تُلْفَقُ الثِّيابُ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، هَذا عَرْضُها، وأمّا طُولُها فَلا يَقْدِرُ قَدْرَهُ إلّا اللَّهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ التَّنُوخِيِّ رَسُولِ هِرَقْلَ قالَ: «قَدِمْتُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِكِتابِ هِرَقْلَ وفِيهِ: إنَّكَ كَتَبْتَ تَدْعُونِي إلى جَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، فَأيْنَ النّارُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سُبْحانَ اللَّهِ، فَأيْنَ اللَّيْلُ إذا جاءَ النَّهارُ»» .
وأخْرَجَ البَزّارُ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: أرَأيْتَ قَوْلَهُ: ﴿وجَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ﴾ فَأيْنَ النّارُ؟ قالَ: «أرَأيْتَ اللَّيْلَ إذا لَبِسَ كُلَّ شَيْءٍ فَأيْنَ النَّهارُ»؟ قالَ: حَيْثُ شاءَ اللَّهُ. قالَ: «فَكَذَلِكَ حَيْثُ شاءَ اللَّهُ»» .
(p-٧)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ طارِقِ بْنِ شِهابٍ أنَّ ناسًا مِنَ اليَهُودِ سَألُوا عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ عَنْ: ( جَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ ) فَأيْنَ النّارُ؟ فَقالَ عُمَرُ: إذا جاءَ اللَّيْلُ فَأيْنَ النَّهارُ، وإذا جاءَ النَّهارُ أيْنَ اللَّيْلُ؟ فَقالُوا: لَقَدْ نَزَعْتَ مِثْلَها مِنَ التَّوْراةِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأصَمِّ أنَّ رَجُلًا مِن أهْلِ الكِتابِ قالَ لِابْنِ عَبّاسٍ: تَقُولُونَ: ﴿وجَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ﴾ فَأيْنَ النّارُ؟ فَقالَ لَهُ ابْنُ عَبّاسٍ: إذا جاءَ اللَّيْلُ فَأيْنَ النَّهارُ؟ وإذا جاءَ النَّهارُ فَأيْنَ اللَّيْلُ؟
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، وابْنُ المُنْذِرِ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أنَسٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ يَوْمَ بَدْرٍ: ««قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ» فَقالَ عُمَيْرُ بْنُ الحُمامِ الأنْصارِيُّ: يا رَسُولَ اللَّهِ، جَنَّةٌ عَرْضُها السَّمَواتُ والأرْضُ؟ قالَ: «نَعَمْ» قالَ: بَخٍ بَخٍ، لا واللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ لا بُدَّ أنْ أكُونَ مِن أهْلِها. قالَ: «فَإنَّكَ مِن أهْلِها» فَأخْرَجَ تُمَيْراتٍ مِن قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنهُنَّ ثُمَّ قالَ: لَئِنْ حَيِيتُ حَتّى آكُلَ تَمْراتِي هَذِهِ إنَّها لَحَياةٌ طَوِيلَةٌ، فَرَمى بِما كانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ قاتَلَهم حَتّى قُتِلَ» .
(p-٨)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ﴾ يَقُولُ: في العُسْرِ واليُسْرِ، ﴿والكاظِمِينَ الغَيْظَ﴾ يَقُولُ: كاظِمُونَ عَلى الغَيْظِ، كَقَوْلِهِ: ﴿وإذا ما غَضِبُوا هم يَغْفِرُونَ﴾ [الشورى: ٣٧] [الشُّورى: ٣٧] يَغْضَبُونَ في الأمْرِ لَوْ وقَعُوا فِيهِ كانَ حَرامًا، فَيَغْفِرُونَ ويَعْفُونَ يَلْتَمِسُونَ وجْهَ اللَّهِ بِذَلِكَ، ﴿والعافِينَ عَنِ النّاسِ﴾ كَقَوْلِهِ: ﴿ولا يَأْتَلِ أُولُو الفَضْلِ مِنكم والسَّعَةِ﴾ [النور: ٢٢] الآيَةَ [النُّورِ: ٢٢]، يَقُولُ: لا تُقْسِمُوا عَلى أنْ لا تُعْطُوهم مِنَ النَّفَقَةِ واعْفُوا واصْفَحُوا.
وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ الوَقْفِ والِابْتِداءِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿والكاظِمِينَ الغَيْظَ﴾ ما الكاظِمُونَ؟ قالَ: الحابِسُونَ الغَيْظَ. قالَ عَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هاشِمٍ:
؎فَخَضَضْتُ قَوْمِي واحْتَسَبْتُ قِتالَهم والقَوْمُ مِن خَوْفٍ قِتالَهُمُ كُظُمْ
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿والعافِينَ عَنِ النّاسِ﴾ قالَ: عَنِ المَمْلُوكِينَ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ في قَوْلِهِ: (p-٩)﴿والعافِينَ عَنِ النّاسِ﴾ قالَ: يَغَيَّظُونَ في الأمْرِ فَيَغْفِرُونَ ويَعْفُونَ عَنِ النّاسِ، ومَن فَعَلَ ذَلِكَ فَهو مُحْسِنٌ ﴿واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ بَلَغَنِي أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ عِنْدَ ذَلِكَ: ««إنَّ هَؤُلاءِ في أُمَّتِي قَلِيلٌ إلّا مَن عَصَمَهُ اللَّهُ، وقَدْ كانُوا كَثِيرًا في الأُمَمِ الَّتِي مَضَتْ»» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ في قَوْلِهِ: ﴿والكاظِمِينَ الغَيْظَ﴾ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ««مَن كَظَمَ غَيْظًا وهو يَقْدِرُ عَلى إنْفاذِهِ مَلَأهُ اللَّهُ أمْنًا وإيمانًا»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««ما مِن جَرْعَةٍ أحَبَّ إلى اللَّهِ مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُها عَبْدٌ، ما كَظَمَ عَبْدٌ لِلَّهِ إلّا مَلَأ اللَّهُ جَوْفَهُ إيمانًا»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ مُعاذِ بْنِ أنَسٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««مَن كَظَمَ غَيْظًا وهو قادِرٌ عَلى أنْ يُنْفِذَهُ دَعاهُ اللَّهُ عَلى رُؤُوسِ الخَلائِقِ حَتّى يُخَيِّرَهُ مِن أيِّ الحُورِ (p-١٠)شاءَ»» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والبُخارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، ولَكِنَّ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عامِرِ بْنِ سَعْدٍ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ بِناسٍ يَتَجاذَوْنَ مِهْراسًا، فَقالَ: «أتَحْسَبُونَ الشِّدَّةَ في حَمْلِ الحِجارَةِ؟ إنَّما الشِّدَّةُ أنْ يَمْتَلِئَ الرَّجُلُ غَيْظًا ثُمَّ يَغْلِبَهُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: يُقالُ يَوْمَ القِيامَةِ: لِيَقُمْ مَن كانَ لَهُ عَلى اللَّهِ أجْرٌ. فَما يَقُومُ إلّا إنْسانٌ عَفا.
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أنَّ رَسُولَ الهُ ﷺ قالَ: «مَن سَرَّهُ أنْ يُشْرَفَ لَهُ البُنْيانُ، وتُرْفَعَ لَهُ الدَّرَجاتُ فَلْيَعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، ويُعْطِ مَن حَرَمَهُ، ويَصِلُ مَن قَطَعَهُ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ أنَّ جارِيَةً جَعَلَتْ تَسْكُبُ عَلَيْهِ الماءَ (p-١١)يَتَهَيَّأُ لِلصَّلاةِ فَسَقَطَ الإبْرِيقُ مِن يَدِها عَلى وجْهِهِ فَشَجَّهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَيْها فَقالَتْ: إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿والكاظِمِينَ الغَيْظَ﴾ قالَ: كَظَمْتُ غَيْظِي. قالَتْ: ﴿والعافِينَ عَنِ النّاسِ﴾ قالَ: قَدْ عَفا اللَّهُ عَنْكِ. قالَتْ: ﴿واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ قالَ: اذْهَبِي فَأنْتِ حُرَّةٌ.
وأخْرَجَ الأصْبِهانِيُّ في التَّرْغِيبِ عَنْ عائِشَةَ سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««وجَبَتْ مَحَبَّةُ اللَّهِ عَلى مَن أُغْضِبَ فَحَلُمَ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ عَمْرِوِ بْنِ عَبَسَةَ «أنَّ رَجُلًا سَألَ النَّبِيَّ ﷺ: ما الإيمانُ؟ فَقالَ: «الصَّبْرُ والسَّماحَةُ وخُلُقٌ حَسَنٌ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ «أنَّ رَجُلًا مِن بَنِي سَلِمَةَ سَألَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الإسْلامِ فَقالَ: «حُسْنُ الخُلُقِ» ثُمَّ راجَعَهُ الرَّجُلُ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «حُسْنُ الخُلُقِ» حَتّى بَلَغَ خَمْسَ مَرّاتٍ» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ والبَيْهَقِيُّ وضَعَّفَهُ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما الشُّؤْمُ؟ قالَ: «سُوءُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ وضَعَّفَهُ عَنْ (p-١٢)عائِشَةَ مَرْفُوعًا قالَ: ««الشُّؤْمُ سُوءُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ في ”مَكارِمِ الأخْلاقِ“ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ حُسْنَ الخُلُقِ لَيُذِيبُ الخَطِيئَةَ كَما تُذِيبُ الشَّمْسُ الجَلِيدَ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: ««الخُلُقُ السُّوءُ يُفْسِدُ الإيمانَ كَما يُفْسِدُ الصَّبْرُ الطَّعامَ»» . قالَ أنَسٌ: وكانَ يُقالُ: إنَّ المُؤْمِنَ أحْسَنُ شَيْءٍ خُلُقًا.
وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ والطَّبَرانِيُّ والبَيْهَقِيُّ وضَعَّفَهُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««حُسْنُ الخُلُقِ يُذِيبُ الخَطايا كَما تُذِيبُ الشَّمْسُ الجَلِيدَ، وإنَّ الخُلُقَ السَّيِّئَ يُفْسِدُ العَمَلَ كَما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ وضَعَّفَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ حُسْنَ الخُلُقِ يُذِيبُ الخَطِيئَةَ كَما تُذِيبُ الشَّمْسُ الجَلِيدَ، وإنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ كَما يُفْسِدُ الصَّبْرُ العَسَلَ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ وضَعَّفَهُ عَنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أبِي بُرْدَةَ بْنِ أبِي مُوسى (p-١٣)الأشْعَرِيِّ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««حُسْنُ الخُلُقِ زِمامٌ مِن رَحْمَةِ اللَّهِ في أنْفِ صاحِبِهِ، والزِّمامُ بِيَدِ المَلَكِ، والمَلَكُ يَجُرُّهُ إلى الخَيْرِ، والخَيْرُ يَجُرُّهُ إلى الجَنَّةِ، وسُوءُ الخُلُقِ زِمامٌ مِن عَذابِ اللَّهِ في أنْفِ صاحِبِهِ، والزِّمامُ بِيَدِ الشَّيْطانِ، والشَّيْطانُ يَجُرُّهُ إلى الشَّرِّ، والشَّرُّ يَجُرُّهُ إلى النّارِ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««واللَّهِ ما حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ رَجُلٍ ولا خُلُقَهُ فَتَطْعَمُهُ النّارُ»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««مِن سَعادَةِ ابْنِ آدَمَ حُسْنُ الخُلُقِ، ومِن شِقْوَتِهِ سُوءُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْثِرُ الدُّعاءَ، يَقُولُ: ««اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الصِّحَّةَ والعِفَّةَ والأمانَةَ وحُسْنَ الخُلُقِ والرِّضا بِالقَدَرِ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ والبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «كانَ مِن دُعاءِ (p-١٤)النَّبِيِّ ﷺ: «اللَّهُمَّ كَما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَأحْسِنْ خُلُقِي»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي مَسْعُودٍ البَدْرِيِّ قالَ: كانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: ««اللَّهُمَّ حَسَّنْتَ خَلْقِي فَأحْسِنْ خُلُقِي»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ والبَزّارُ وأبُو يَعْلى والحاكِمُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّكم لا تَسَعُونَ النّاسَ بِأمْوالِكم فَلْيَسَعْهم مِنكم بَسْطُ الوَجْهِ وحُسْنُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ حِبّانَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««كَرَمُ المَرْءِ دِينُهُ، ومُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وحَسَبُهُ خُلُقُهُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحاهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««أكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إيمانًا أحْسَنُهم خُلُقًا»» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««مَن كانَ (p-١٥)هَيِّنًا قَرِيبًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلى النّارِ»» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: مُرْنِي ولا تُكْثِرْ فَلَعَلِّي أعْقِلُهُ. فَقالَ: «لا تَغْضَبْ» . فَأعادَ عَلَيْهِ فَقالَ: «لا تَغْضَبْ»» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ عَنْ جارِيَةَ بْنِ قُدامَةَ قالَ: «قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي وأقْلِلْ لَعَلِّي أعْقِلُهُ. قالَ: «لا تَغْضَبْ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: «سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: ما يُبْعِدُنِي عَنْ غَضَبِ اللَّهِ؟ قالَ: «لا تَغْضَبْ»» .
وأخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ وأحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ والحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: «خَطَبَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خُطْبَةً إلى مُغَيْرِبانِ الشَّمْسِ، حَفِظَها مَن حَفِظَها، ونَسِيَها مَن نَسِيَها، وأخْبَرَ ما هو كائِنٌ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، حَمِدَ اللَّهَ وأثْنى عَلَيْهِ ثُمَّ قالَ: «أمّا بَعْدُ، فَإنَّ الدُّنْيا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكم فِيها فَناظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، ألا فاتَّقُوا الدُّنْيا واتَّقُوا النِّساءَ، ألا إنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلى طَبَقاتٍ شَتّى؛ فَمِنهم مَن يُولَدُ مُؤْمِنًا ويَحْيا مُؤْمِنًا ويَمُوتُ مُؤْمِنًا، ومِنهم مَن (p-١٦)يُولَدُ كافِرًا ويَحْيا كافِرًا ويَمُوتُ كافِرًا، ومِنهم مَن يُولَدُ مُؤْمِنًا ويَحْيا مُؤْمِنًا ويَمُوتُ كافِرًا، ومِنهم مَن يُولَدُ كافِرًا ويَحْيا كافِرًا ويَمُوتُ مُؤْمِنًا.
ألا إنَّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ تَوَقَّدُ في جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، ألَمْ تَرَوْا إلى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وانْتِفاخِ أوْداجِهِ؟ فَإذا وجَدَ أحَدُكم مِن ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَلْزَقْ بِالأرْضِ، ألا إنَّ خَيْرَ الرِّجالِ مَن كانَ بَطِيءَ الغَضَبِ سَرِيعَ الفَيْءِ، وشَرَّ الرِّجالِ مَن كانَ بَطِيءَ الفَيْءِ سَرِيعَ الغَضَبِ، فَإذا كانَ الرَّجُلُ سَرِيعَ الغَضَبِ سَرِيعَ الفَيْءِ فَإنَّها بِها، وإذا كانَ بَطِيءَ الغَضَبِ بَطِيءَ الفَيْءِ فَإنَّها بِها، ألا وإنَّ خَيْرَ التُّجّارِ مَن كانَ حَسَنَ القَضاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، وشَرَّ التُّجّارِ مَن كانَ سَيِّئَ القَضاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَإذا كانَ الرَّجُلُ حَسَنَ القَضاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ فَإنَّها بِها، وإذا كانَ الرَّجُلُ سَيِّئَ القَضاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ فَإنَّها بِها، ألا لا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا مَهابَةُ النّاسِ أنْ يَقُولَ بِالحَقِّ إذا عَلِمَهُ، ألا إنَّ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءً بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ يَوْمَ القِيامَةِ، ألا وإنَّ أكْبَرَ الغَدْرِ غَدْرُ أمِيرِ العامَّةِ، ألا وإنَّ أفْضَلَ الجِهادِ مَن قالَ كَلِمَةَ الحَقِّ عِنْدَ سُلْطانٍ جائِرٍ» فَلَمّا كانَ عِنْدَ مُغَيْرِبانِ الشَّمْسِ قالَ: «ألا إنَّ ما بَقِيَ مِنَ الدُّنْيا فِيما مَضى مِنهُ كَمِثْلِ ما بَقِيَ مِن يَوْمِكم هَذا فِيما مَضى»» .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في ”نَوادِرِ الأُصُولِ“ والبَيْهَقِيُّ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قالَ: «قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي بِوَصِيَّةٍ قَصِيرَةٍ فَألْزَمُها. قالَ: «لا تَغْضَبْ يا مُعاوِيَةُ بْنَ حَيْدَةَ؛ إنَّ الغَضَبَ لَيُفْسِدُ الإيمانَ كَما يُفْسِدُ الصَّبْرُ العَسَلَ»» .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ الغَضَبَ (p-١٧)مِيسَمٌ مِن نارِ جَهَنَّمَ يَضَعُهُ اللَّهُ عَلى نِياطِ أحَدِهِمْ، ألا تَرى أنَّهُ إذا غَضِبَ احْمَرَّتْ عَيْناهُ وارْبَدَّ وجْهُهُ وانْتَفَخَتْ أوْداجُهُ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ في قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، ألَمْ تَرَوْا إلى انْتِفاخِ أوْداجِهِ وحُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، فَمَن حَسَّ مِن ذَلِكَ شَيْئًا فَإنْ كانَ قائِمًا فَلْيَقْعُدْ، وإنْ كانَ قاعِدًا فَلْيَضْطَجِعْ»» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ والبَيْهَقِيُّ عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««ما مِن جَرْعَةٍ أحَبَّ إلى اللَّهِ مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَها رَجُلٌ أوْ جَرْعَةِ صَبْرٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وما قَطْرَةٌ أحَبُّ إلى اللَّهِ مِن قَطْرَةِ دَمْعٍ مِن خَشْيَةِ اللَّهِ، أوْ قَطْرَةِ دَمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ»» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ لِأبِي بَكْرٍ: ««ثَلاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: ما مِن أحَدٍ يُظْلَمُ مَظْلَمَةً فَيَغُضُّ عَنْها إلّا زادَهُ اللَّهُ بِها عِزًّا، وما مِن أحَدٍ يَفْتَحُ بابَ مَسْألَةٍ لِيَزْدادَ بِها كَثْرَةً إلّا زادَهُ اللَّهُ بِها قِلَّةً، وما مِن أحَدٍ يَفْتَحُ بابَ عَطِيَّةٍ أوْ صِلَةٍ إلّا زادَهُ اللَّهُ بِها كَثْرَةً»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ والبُخارِيُّ ومُسْلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو (p-١٨)قالَ: «لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فاحِشًا ولا مُتَفَحِّشًا، وكانَ يَقُولُ: «إنَّ مِن خِيارِكم أحاسِنَكم أخْلاقًا»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ والبَزّارُ، وابْنُ حِبّانَ والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ««مَن أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الخَيْرِ، ومَن حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الخَيْرِ» . وقالَ: «ما مِن شَيْءٍ أثْقَلُ في مِيزانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيامَةِ مِن خُلُقٍ حَسَنٍ، وإنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الفاحِشَ البَذِيءَ، وإنَّ صاحِبَ حُسْنِ الخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صاحِبِ الصَّوْمِ والصَّلاةِ»» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، وابْنُ حِبّانَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ في ”الزُّهْدِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ أكْثَرِ ما يُدْخِلُ النّاسَ الجَنَّةَ فَقالَ: «تَقْوى اللَّهِ وحُسْنُ الخُلُقِ» وسُئِلَ عَنْ أكْثَرِ ما يُدْخِلُ النّاسَ النّارَ فَقالَ: «الأجْوَفانِ: الفَمُ والفَرْجُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ مِن أكْمَلِ المُؤْمِنِينَ إيمانًا أحْسَنُهم خُلُقًا وألْطَفُهم بِأهْلِهِ»» .
(p-١٩)وأخْرَجَ أحْمَدُ وأبُو داوُدَ، وابْنُ حِبّانَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عائِشَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««إنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ الخُلُقِ دَرَجاتِ القائِمِ اللَّيْلَ الصّائِمِ النَّهارَ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ اللَّهَ لَيُبَلِّغُ العَبْدَ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّوْمِ والصَّلاةِ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ والخَرائِطِيُّ عَنْ أنَسٍ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إنَّ العَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجاتِ الآخِرَةِ، وشُرُفاتِ المَنازِلِ وإنَّهُ لَضَعِيفُ العِبادَةِ، وإنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أسْفَلَ دَرَجَةٍ في جَهَنَّمَ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ والطَّبَرانِيُّ والخَرائِطِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««إنَّ المُسْلِمَ المُسَدَّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوّامِ القَوّامِ بِآياتِ اللَّهِ بِحُسْنٍ خُلُقِهِ وكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ»» .
(p-٢٠)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في الصَّمْتِ عَنْ صَفْوانَ بْنِ سُلَيْمٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««ألا أُخْبِرُكم بِأيْسَرِ العِبادَةِ وأهْوَنِها عَلى البَدَنِ؟ الصَّمْتُ وحُسْنُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ في كِتابِ ”الصَّلاةِ“ عَنِ العَلاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ «أنَّ رَجُلًا أتى النَّبِيَّ ﷺ مِن قِبَلِ وجْهِهِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: «حُسْنُ الخُلُقِ» ثُمَّ أتاهُ عَنْ يَمِينِهِ فَقالَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: «حُسْنُ الخُلُقِ» . ثُمَّ أتاهُ عَنْ شِمالِهِ فَقالَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: «حُسْنُ الخُلُقِ» . ثُمَّ أتاهُ مِن بَعْدِهِ - يَعْنِي مِن خَلْفِهِ - فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فالتَفَتَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: «ما لَكَ لا تَفْقَهُ؛ حُسْنُ الخُلُقِ أفْضَلُ، لا تَغْضَبْ إنِ اسْتَطَعْتَ»» .
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««أنا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَن تَرَكَ المِراءَ وإنْ كانَ مُحِقًّا، وبِبَيْتٍ في وسَطِ الجَنَّةِ لِمَن تَرَكَ الكَذِبَ وإنْ كانَ مازِحًا، وبِبَيْتٍ في أعْلى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ»» .
(p-٢١)وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ والخَرائِطِيُّ في ”مَكارِمِ الأخْلاقِ“، عَنْ جابِرٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إنَّ مِن أحَبِّكم إلَيَّ وأقْرَبِكم مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيامَةِ أحْسَنُكم أخْلاقًا»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««حُسْنُ الخُلُقِ خُلُقُ اللَّهِ الأعْظَمُ»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««أوْحى اللَّهُ إلى إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: يا خَلِيلِي، حَسِّنْ خُلُقَكَ ولَوْ مَعَ الكُفّارِ تَدْخُلْ مَعَ الأبْرارِ؛ فَإنَّ كَلِمَتِي سَبَقَتْ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ أنْ أُظِلَّهُ تَحْتَ عَرْشِي وأنْ أسْقِيَهُ مِن حَظِيرَةِ قُدْسِي، وأنْ أُدْنِيَهُ مِن جِوارِي»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ حِبّانَ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««ألا أُخْبِرُكم بِأحَبِّكم إلَيَّ وأقْرَبِكم مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيامَةِ»؟ قالُوا: نَعَمْ يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: «أحْسَنُكم خُلُقًا»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا وأبُو يَعْلى والطَّبَرانِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ أنَسٍ قالَ: «لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أبا ذَرٍّ فَقالَ: «يا أبا ذَرٍّ، ألا أدُلُّكَ عَلى خَصْلَتَيْنِ هُما أخَفُّ (p-٢٢)عَلى الظَّهْرِ وأثْقَلُ في المِيزانِ مِن غَيْرِهِما»؟ قالَ: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «عَلَيْكَ بِحُسْنِ الخُلُقِ وطُولِ الصَّمْتِ؛ فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما عَمِلَ الخَلائِقُ بِمِثْلِها»» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ بْنُ حَيّانَ في ”الثَّوابِ“ بِسَنَدٍ واهٍ، عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««يا أبا ذَرٍّ، ألا أدُلُّكَ عَلى أفْضَلِ العِبادَةِ وأخَفِّها عَلى البَدَنِ وأثْقَلِها في المِيزانِ وأهْوَنِها عَلى اللِّسانِ؟ قُلْتُ: بَلى فِداكَ أبِي وأُمِّي. قالَ: عَلَيْكَ بِطُولِ الصَّمْتِ وحُسْنِ الخُلُقِ فَإنَّكَ لَسْتَ بِعامِلٍ بِمِثْلِهِما»» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: ««يا أبا الدَّرْداءِ، ألا أُنْبِئُكَ بِأمْرَيْنِ خَفِيفٍ مُؤْنَتُهُما عَظِيمٍ أجْرُهُما، لَمْ تَلْقَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ بِمِثْلِهِما: طُولُ الصَّمْتِ وحُسْنُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ البَزّارُ، وابْنُ حِبّانَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««ألا أُخْبِرُكم بِخِيارِكُمْ»؟ قالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: «أطْوَلُكم أعْمارًا، وأحْسَنُكم أخْلاقًا»» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ حِبّانَ عَنْ أُسامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، «أنَّ ناسًا قالُوا: يا (p-٢٣)رَسُولَ اللَّهِ، مَن أحَبُّ عِبادِ اللَّهِ إلى اللَّهِ؟ قالَ: «أحْسَنُهم خُلُقًا»» .
أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ حِبّانَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أُسامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قالَ: «قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما خَيْرُ ما أُعْطِيَ الإنْسانُ؟ قالَ: «خُلُقٌ حَسَنٌ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ والطَّبَرانِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ، عَنْ جابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ الفُحْشَ والتَّفَحُّشَ لَيْسا مِنَ الإسْلامِ في شَيْءٍ، وإنَّ أحْسَنَ النّاسِ إسْلامًا أحْسَنُهم خُلُقًا»» .
وأخْرَجَ ابْنُ حِبّانَ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ والخَرائِطِيُّ في ”مَكارِمِ الأخْلاقِ“ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو «أنَّ مُعاذَ بْنَ جَبَلٍ أرادَ سَفَرًا فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أوْصِنِي. قالَ: «اعْبُدِ اللَّهَ ولا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا» . قالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، زِدْنِي. قالَ: «إذا أسَأْتَ فَأحْسِنْ»، قالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، زِدْنِي. قالَ: «اسْتَقِمْ ولْيَحْسُنْ خُلُقُكَ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحاهُ والخَرائِطِيُّ عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُما كُنْتَ وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُها وخالِقِ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»» .
(p-٢٤)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ هَذِهِ الأخْلاقَ مِنَ اللَّهِ، فَمَن أرادَ بِهِ خَيْرًا مَنَحَهُ خُلُقًا حَسَنًا، ومَن أرادَ بِهِ سُوءًا مَنَحَهُ خُلُقًا سَيِّئًا»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ، وابْنُ حِبّانَ والطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ أحَبَّكم إلَيَّ وأقْرَبَكم مِنِّي في الآخِرَةِ أحاسِنُكم أخْلاقًا، وإنَّ أبْغَضَكم إلَيَّ وأبْعَدَكم مِنِّي في الآخِرَةِ أسْوَأُكم أخْلاقًا، الثَّرْثارُونَ المُتَشَدِّقُونَ المُتَفَيْقِهُونَ»» .
وأخْرَجَ البَزّارُ والطَّبَرانِيُّ والخَرائِطِيُّ عَنْ أنَسٍ قالَ: «قالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، المَرْأةُ يَكُونُ لَها زَوْجانِ ثُمَّ تَمُوتُ فَتَدْخُلُ الجَنَّةَ هي وزَوْجاها لِأيِّهِما تَكُونُ؟ لِلْأوَّلِ أوْ لِلْآخِرِ؟ قالَ: «تُخَيَّرُ فَتَخْتارُ أحْسَنَهُما خُلُقًا كانَ مَعَها في الدُّنْيا يَكُونُ زَوْجَها في الجَنَّةِ، يا أُمَّ حَبِيبَةَ، ذَهَبَ حُسْنُ الخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيا والآخِرَةِ»» .
(p-٢٥)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الصَّغِيرِ“ عَنْ عائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««ما مِن شَيْءٍ إلّا لَهُ تَوْبَةٌ إلّا صاحِبُ سُوءِ الخُلُقِ؛ فَإنَّهُ لا يَتُوبُ مِن ذَنْبٍ إلّا عادَ في شَرٍّ مِنهُ»» .
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ والنَّسائِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقاقِ والنِّفاقِ وسُوءِ الأخْلاقِ»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّكَ امْرُؤٌ قَدْ حَسَّنَ اللَّهُ خُلُقَكَ فَحَسِّنْ خُلُقَكَ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ حِبّانَ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، والخَرائِطِيُّ، والخَطِيبُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالا: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««خِيارُكم أحاسِنُكم أخْلاقًا»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««لَوْ كانَ حُسْنُ الخُلُقِ رَجُلًا يَمْشِي في النّاسِ لَكانَ رَجُلًا صالِحًا»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««ثَلاثٌ مَن لَمْ (p-٢٦)يَكُنَّ فِيهِ أوْ واحِدَةٌ مِنهُنَّ فَلا يُعْتَدَّنَّ بِشَيْءٍ مِن عَمَلِهِ: تَقْوى تَحْجِزُهُ عَنْ مَعاصِي اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، أوْ حِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ، أوْ خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ في النّاسِ»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««اليُمْنُ حُسْنُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ عَنْ إسْماعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبِي وقاصٍ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««مِن سَعادَةِ ابْنِ آدَمَ حُسْنُ الخُلُقِ»» .
وأخْرَجَ القُضاعِيُّ في ”مُسْنَدِ الشِّهابِ“ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ أحْسَنَ الحَسَنِ الخُلُقُ الحَسَنُ»» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ عِياضٍ قالَ: إذا خالَطْتَ النّاسَ فَخالِطِ الحَسَنَ الخُلُقِ؛ فَإنَّهُ لا يَدْعُو إلّا إلى خَيْرٍ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ عائِشَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ لَها: ««إنَّهُ مَن أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِن خَيْرِ الدُّنْيا والآخِرَةِ، ومَن حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ، وصِلَةُ الرَّحِمِ وحُسْنُ الخُلُقِ وحُسْنُ (p-٢٧)الجِوارِ يُعَمِّرانِ الدِّيارَ، ويَزِيدانِ في الأعْمارِ»» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: ««الرِّفْقُ يُمْنٌ، والخُرْقُ شُؤْمٌ، وإذا أرادَ اللَّهُ بِأهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أدْخَلَ عَلَيْهِمْ بابَ الرِّفْقِ، إنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ في شَيْءٍ قَطُّ إلّا زانَهُ، وإنَّ الخُرْقَ لَمْ يَكُنْ في شَيْءٍ قَطُّ إلّا شانَهُ، وإنَّ الحَياءَ مِنَ الإيمانِ، وإنَّ الإيمانَ في الجَنَّةِ، ولَوْ كانَ الحَياءُ رَجُلًا كانَ رَجُلًا صالِحًا، وإنَّ الفُحْشَ مِنَ الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ في النّارِ، ولَوْ كانَ الفُحْشُ رَجُلًا يَمْشِي في النّاسِ لَكانَ رَجُلًا سُوءًا»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“ عَنْ أُمِّ الدَّرْداءِ قالَتْ: باتَ أبُو الدَّرْداءِ لَيْلَةً يُصَلِّي فَجَعَلَ يَبْكِي ويَقُولُ: اللَّهُمَّ أحْسَنْتَ خَلْقِي فَأحْسِنْ خُلُقِي، حَتّى إذا أصْبَحَ فَقُلْتُ: يا أبا الدَّرْداءِ، أما كانَ دُعاؤُكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ إلّا في حُسْنِ الخُلُقِ؟ فَقالَ: يا أُمَّ الدَّرْداءِ، إنَّ العَبْدَ المُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتّى يُدْخِلَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ الجَنَّةَ، ويَسُوءُ خُلُقُهُ حَتّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النّارَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««أكْمَلُ النّاسِ إيمانًا أحْسَنُهم خُلُقًا، وأفْضَلُ المُؤْمِنِينَ إيمانًا أحْسَنُهم خُلُقًا، وخِيارَكم خِيارَكم لِنِسائِهِمْ»» .
(p-٢٨)وأخْرَجَ تَمامٌ في ”فَوائِدِهِ“، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««خِيارُ أُمَّتِي خَمْسُمِائَةٍ، والأبْدالُ أرْبَعُونَ، فَلا الخَمْسُمِائَةِ يَنْقُصُونَ، ولا الأرْبَعُونَ يَنْقُصُونَ، وكُلَّما ماتَ بَدَلٌ أدْخَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنَ الخَمْسِمِائَةِ مَكانَهُ، وأدْخَلَ في الأرْبَعِينَ مَكانَهم فَلا الخَمْسُمِائَةِ يَنْقُصُونَ، ولا الأرْبَعُونَ يَنْقُصُونَ» فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنا عَلى أعْمالِ هَؤُلاءِ فَقالَ: «هَؤُلاءِ يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ، ويُحْسِنُونَ إلى مَن أساءَ إلَيْهِمْ، ويُواسُونَ مِمّا آتاهُمُ اللَّهُ» قالَ: وتَصْدِيقُ ذَلِكَ في كِتابِ اللَّهِ: ﴿والكاظِمِينَ الغَيْظَ والعافِينَ عَنِ النّاسِ واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران»: ١٣٤] .
وأخْرَجَ ابْنُ لالَ والدَّيْلَمِيُّ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««رَأيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي قُصُورًا مُسْتَوِيَةً عَلى الجَنَّةِ فَقُلْتُ: يا جِبْرِيلُ، لِمَن هَذا فَقالَ: ﴿والكاظِمِينَ الغَيْظَ والعافِينَ عَنِ النّاسِ واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران»: ١٣٤]» .
{"ayahs_start":133,"ayahs":["۞ وَسَارِعُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِینَ","ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ فِی ٱلسَّرَّاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَٱلۡكَـٰظِمِینَ ٱلۡغَیۡظَ وَٱلۡعَافِینَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ"],"ayah":"ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ فِی ٱلسَّرَّاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَٱلۡكَـٰظِمِینَ ٱلۡغَیۡظَ وَٱلۡعَافِینَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق