وقوله: ﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ قال ابن عباس والمفسرون: يعني قتل القبطي الذي قتله موسى [["تنوير المقباس" 307. و"تفسير مقاتل" 48 ب. وأخرج ابن جرير 19/ 66، عن مجاهد. وأخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2754، عن مجاهد وقتادة. و"تفسير الثعلبي" 8/ 108ب. وذكره في "الوسيط" 3/ 352، غير منسوب.]].
﴿وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ فيه قولان؛ أحدهما: وأنت من الكافرين بإلهك، وكنت معنا على ديننا هذا الذي تعيب. وهذا قول الحسن والسدي [[أخرجه ابن جرير 19/ 66، وابن أبي حاتم 8/ 2754، عن السدي. وذكره عنه الثعلبي 8/ 108 ب، والماوردي 4/ 167. وهو في "الوسيط" 3/ 352، منسوبًا للحسن، والسدي، وذكره البغوي 6/ 109، وابن الجوزي 6/ 119.]].
والثاني: وأنت من الكافرين للنعم التي ذكرها؛ يعني: من التربية والإحسان إليه، يقول: ربيناك وأحسنا إليك وأقمت فينا سنين ثم كافأتنا بأن قتلت منا نفسًا، وكفرت بنعمتنا.
وهذا قول ابن زيد ومقاتل وعطاء [["تفسير مقاتل" 48 ب. و"تنوير المقباس" 307. وأخرجه ابن جرير 19/ 66، عن ابن زيد. وأخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2754، عن سعيد بن جبير، ومحمد بن إسحاق، وزيد بن أسلم. واقتصر على هذا القول ابن كثير 6/ 137.]]، والعوفي، عن ابن عباس قال: إن فرعون لم يكن يعلم ما الكفر بالربوبية [["تفسير الثعلبي" 8/ 109 أ، عن العوفي عن ابن عباس. وأخرجه ابن جرير 19/ 66، بلفظ: يقول: كافراً للنعمة، إن فرعون لم يكن يعلم ما الكفر.]]. واختاره الفراء فقال [[فقال. في نسخة (أ)، (ب).]]: وأنت الآن من الكافرين لنعمتي، أي: لتربيتي إياك [["معاني القرآن" للفراء 2/ 278. وذكره الهواري 3/ 224. واقتصر عليه ابن قتيبة، في "غريب القرآن" 316. وهو اختيار ابن جرير 19/ 66. واستظهره الشنقيطي 6/ 370. وذكر السمرقندي 2/ 472، وجهاً آخر، فقال ويقال: وأنت من الجاحدين للقتل، يعني: لم تقر بالقتل.]].
قال أهل المعاني: هذا الجواب من فرعون لموسى استصغار لحال الداعي إلى الله بطرًا وتكبرًا، وتوجيه أمره إلى غير جهته.
{"ayah":"وَفَعَلۡتَ فَعۡلَتَكَ ٱلَّتِی فَعَلۡتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ"}