الباحث القرآني

(﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ﴾ وهي قتله القبطي) ﴿فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ﴾ أبهمها تعظيمًا لها، والإبهام يأتي للتعظيم أحيانًا، كما في قوله تعالى: ﴿الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ﴾ [الحاقة ١، ٢] وقوله: ﴿فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ﴾ [طه ٧٨] هذا إبهام يُراد به التعظيم، وهنا قال: ﴿فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ﴾ ولم يقل: قتلت القبطي، إشارة إلى تعظيمها، وأضافها إليه من باب التقرير، يعني: أنك فعلت تلك الفعلة التي لا يفعلها -أولم يفعلها- سواك، وهي قتله القبطي الذي كان في مشاجرة مع الإسرائيلي. ﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [الشعراء ١٩] الجملة حال من الضمير في ﴿فَعَلْتَ﴾، ﴿التي فعلت وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ الكافرين بمن؟ ليس بالله؛ لأنه لا يؤمن بالله، ولكن من الكافرين به بفرعون؛ لأن موسى لم يتخذه إلهًا كما اتخذه الأقباط، (﴿وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية، وعدم الاستعباد)، هذا ما ذهب إليه المؤلف، وأن المراد بالكفر هنا كفر النعمة، وذلك جحده لما منَّ به فرعون عليه من التربية، وعدم الاستعباد كما استعبد بني إسرائيل، ولكن الذي ينبغي أن نقول: هي أعم مما قال المؤلف، بل حتى وهي الأهم عند فرعون أنه كفر بعبوديته، فلم يتعبد له.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب