الباحث القرآني

قوله: ﴿كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا﴾ أي: كان دخولها ونزولها وعدًا. والدخول قد ذكرنا تقديره في قوله: ﴿وُعِدَ الْمُتَّقُونَ﴾ [الفرقان: 15]. ويجوز أن يعود ﴿كَانَ﴾ إلى الخلود، ودل عليه قوله: ﴿خَالِدِينَ﴾ قال الكلبي: وعد الله المؤمنين الجنة فجعلها لهم فسألوه ذلك الوعد في الدنيا فقالوا: ﴿رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ﴾ [آل عمران: 194] [[ذكر هذا القول ابن جرير في "تفسيره" 18/ 189، والسمرقندي 2/ 455. والثعلبي 93 ب، والبغوي 6/ 76. ولم ينسبوه لأحد. وبنحوه عند الماوردي 4/ 135، ونسبه لابن عباس -رضي الله عنهما-. وهو في "الوسيط" 3/ 336، غير منسوب. ونسبه القرطبي 13/ 8، للكلبي، ثم قال: وهو معنى قول ابن عباس.]]. أي: على لسان رسلك؛ يعنون الجنة، فلم يلجئهم يوم القيامة إلى أن يسألوه، فأدخلهم الجنة بوعده إياهم ذلك [["تنوير المقباس" ص 301، بلفظ: سألوه فأعطاهم. وذكره هود الهوّاري 3/ 203.]]. وهذا القول هو اختيار الفراء [["معاني القرآن" للفراء 2/ 263، ولم ينسبه.]]. وقال القرظي: إن الملائكة تسأل لهم ذلك؛ وهو قوله: ﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ﴾ [[ذكر هذا القول الهواري 3/ 203، ولم ينسبه. وأخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2671، عن القرظي. وكذا الثعلبي 93 ب. والماوردي 4/ 135، وهو كذلك في "الوسيط" 3/ 336. والبغوي 6/ 76. وابن كثير 6/ 98.]] [غافر: 8]. واختار الزجاج هذا القول [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 60. و"تفسير السمرقندي" 2/ 455، ولم ينسبه.]]. وقال مقاتل: يسأله المتقون في الآخرة ما وعدهم في الدنيا وهي الجنة [["تفسير مقاتل" ص 43. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم 8/ 2671، عن أبي حازم. ونسبه الماوردي 4/ 135، لزيد ابن أسلم.]]. وذكر الفراء وجهًا آخر فقال: هذا كما تقول في الكلام [[(في الكلام) من نسخة: (أ)، (ب).]]: لأعطينك ألفًا وعدًا مسؤولاً، أي: هو واجب لك فتسأله لأن المسؤول [[في نسخة: (أ)، (ب): (السؤال).]] واجب وإن لم يُسأل كالدَّين [["معاني القرآن" للفراء 2/ 263.]]. وعلى هذا المعنى: وعدًا واجبًا هو مما يُسأل وإن لم يُسأل. وهذا معنى قول ابن عباس في تفسير قوله: ﴿وَعْدًا مَسْئُولًا﴾ يريد: لا خلاف فيه [[أخرج نحوه ابن جرير 18/ 189، من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما-. وكذا ابن أبي حاتم 8/ 2671. وذكره العز في "تفسيره" 2/ 419. وابن كثير 6/ 98، من الطريق السابق.]]. وهذا الوجوب من قِبَل الله تعالى هو أوجبه على نفسه أنه لا يخلف الميعاد؛ ولا يجب لأحد عليه شيء دون إيجابه [[حاصل ما ذكر أن ﴿مَسْئُولًا﴾ فيها قولان: 1 - مطلوباً. والطالب له: إما المؤمنون، أو الملائكة. 2 - أن معنى: المسؤول: الواجب. "تفسير ابن الجوزي" 6/ 77. وعلى المعنى الثاني، يكون واجباً بحكم الاستحقاق، على قول المعتزلة، أو بحكم الوعد على قول أهل السنة. تفسير الزمخشري 3/ 261، والرازي 24/ 60. وتفسير أبي حيان 6/ 446. قال ابن كثير 6/ 98: هذا من وعد الله الذي تفضل به عليهم، وأحسن به إليهم. قال البقاعي 13/ 357: وهو من وادي ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب