قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ﴾. قال أبو إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 137.]]: دلهم بعد أن بيّن [آيات السماء بـ] [[ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ج).]] آيات الأرض، قال: وهو الذي مد الأرض، روي في التفسير: أنها كانت مدوره فمدت.
قال أهل اللغة [["تهذيب اللغة" (مدد) 4/ 3361، و"اللسان" (مدد) 7/ 4157.]]: معنى المد: أخذ المجتمع بجعله على الطول والعرض، ولذلك قال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 58.]]: أي بسط الأرض طولاً وعرضًا. ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ﴾ أي جبالًا ثوابت [[هذا قول الزجاج، انظر: "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 137.]]، وقال ابن عباس [["تنوير المقباس" ص 155.]]: يريد أوتدها بالجبال، وذكرنا معنى الرسو والإرساء في سورة هود [[عند قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ [آية: 41] انظر: "اللسان" 3/ 1647 (سها).]].
وقوله تعالى ﴿زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ معنى الزوج في اللغة [["تهذيب اللغة" (زوج) 2/ 1574.]] شكل له قرين من نظير أو نقيض، فالنظيران كزوجين من خف أو نعل، والنقيضان كالذكر والأنثى، والحلو والحامض، والرطب واليابس، وقال أبو عبيدة [["مجاز القرآن" 1/ 321.]]: الزوج الواحد، ويكون اثنين، وقال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 58.]]: الزوجان اثنان الذكر والأنثى، والضربان، وذكرنا الكلام في هذا في سورة هود [[عند قوله تعالى: ﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ﴾ [آية: 40].]].
قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 137.]]: أي جعل فيها نوعين، وهو معنى قول ابن عباس [[القرطبي 9/ 280، الثعلبي 7/ 120 أ.]]: يريد صنفين، قال ابن قتيبة [[" مشكل القرآن وغريبه" ص 230، الثعلبي 7/ 120 أ.]]: أراد من كل الثمرات لونين حلوًا [[في (أ)، (ج): (حلوٌ).]] وحامضًا.
وقوله تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾ ذكرناه في سورة الأعراف [[عند قوله تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ [الأعراف: 54]. وقال هنالك: "والتغشية إلباس الشيء .. قال أبو إسحاق: والمعنى أن الليل يأتي على النهار ويغطيه، ولم يقل يغشى النهار؛ لأن في الكلام دليلًا عليه".]].
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ أعلم أن ما ذكر من هذه الأشياء فيه برهان وعلامات لمن يفكر في عظمة الله وقدرته، ثم زادهم من البرهان.
{"ayah":"وَهُوَ ٱلَّذِی مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِیهَا رَوَ ٰسِیَ وَأَنۡهَـٰرࣰاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰتِ جَعَلَ فِیهَا زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِۖ یُغۡشِی ٱلَّیۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ"}