الباحث القرآني
﴿أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ لَیۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ كَذَ ٰلِكَ زُیِّنَ لِلۡكَـٰفِرِینَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ١٢٢﴾ - نزول الآية
٢٦٠٩٢- قال عبد الله بن عباس: ﴿وجعلنا له نورا﴾ يريد: حمزة بن عبد المطلب، ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ يريد: أبا جهل بن هشام. وذلك أنّ أبا جهل رمى رسول الله ﷺ بفَرْث، فأُخبر حمزةُ بما فعل أبو جهل وهو راجع مِن قَنصِه، وبيده قوس، وحمزة لم يؤمن بعد، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس، وهو يتضرع إليه، ويقول: يا أبا يعلى، أما ترى ما جاء به؟ سفَّه عقولنا وسب آلهتنا وخالف آباءنا، فقال حمزة: ومَن أسفه منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله. فأنزل الله هذه الآية[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص٢٢٤، والثعلبي ٤/١٨٦-١٨٧.]]. (ز)
٢٦٠٩٣- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾ قال: عمر بن الخطاب، ﴿كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها﴾ يعني: أبا جهل بن هشام[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٦/١٩٣)
٢٦٠٩٤- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق أبي سنان- في قوله: ﴿أو من كان ميتا فأحييناه﴾ قال: عمر بن الخطاب، ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ قال: أبو جهل بن هشام[[أخرجه ابن جرير ٩/٥٣٣، وابن أبي حاتم ٤/١٣٨١، ١٣٨٣. وفي تفسير الثعلبي ٤/١٨٧، وتفسير البغوي ٣/١٨٤ بلفظ: نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل.]]. (٦/١٩٣)
٢٦٠٩٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق بشر بن تيم، عن رجل حدَّثه- في قوله: ﴿أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾، قال: نزَلت في عمّار بن ياسر[[أخرجه ابن جرير ٩/٥٣٤، وابن أبي حاتم ٤/١٣٨١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٩٢)
٢٦٠٩٦- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق بشر بن تَيْمٍ- ﴿كمن مثله في الظلمات﴾، قال: أبو جهل بن هشام[[أخرجه ابن جرير ٩/٥٣٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٣٨٣.]]. (ز)
٢٦٠٩٧- عن زيد بن أسلم -من طريق خالد بن حميد، عمَّن حدَّثه- في قوله: ﴿أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات﴾، قال: أُنزِلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام، كانا ميِّتَيْن في ضلالتِهما، فأحيا اللهُ عمر بالإسلام وأعزَّه، وأقَرَّ أبا جهل في ضلالته وموته، وذلك أنّ رسول الله ﷺ دعا، فقال: «اللَّهُمَّ، أعِزَّ الإسلام بأبي جهل بن هشام، أو بعمر بن الخطاب»[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٨١ (٧٨٥٣) مرسلًا.]]. (٦/١٩٣)
٢٦٠٩٨- عن أبي سنان الشيباني [سعيد بن سنان البرجمي] -من طريق يحيى بن الضُّرَيْسِ- ﴿أو من كان ميتا فأحييناه﴾ قال: نزلت في عمر بن الخطاب، ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ قال: أبو جهل بن هشام[[أخرج ابن أبي حاتم ٤/١٣٨٢ شطره الأول، وعلَّق ٤/١٣٨٣ شطره الثاني. وعزا السيوطيُّ شطره الأول إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٩٣)
٢٦٠٩٩- قال محمد بن السائب الكلبي: نزلت في عمار بن ياسر، وأبي جهل[[تفسير الثعلبي ٤/١٨٧، وتفسير البغوي ٣/١٨٥.]]. (ز)
٢٦١٠٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أومن كان ميتا فأحييناه﴾ ... نزلت في النبي ﷺ ...، ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ ... يعني: أبا جهل ...[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٨٧.]]. (ز)
٢٦١٠١- قال يحيى بن سلام: بلغني: أنّها نزلت في عمر بن الخطاب، وأبي جهل بن هشام، ثم هي عامَّةٌ بعدُ[[تفسير ابن أبي زمنين ٢/٩٦.]]٢٣٨٨. (ز)
﴿أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ لَیۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ﴾ - تفسير
٢٦١٠٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿أومن كان ميتا فأحييناه﴾ يعني: مَن كان كافرًا فهديناه، ﴿وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾ يعني بالنور: القرآن، مَن صدَّق به وعمل به، ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ يعني بالظلمات: الكفر والضلالة[[أخرجه ابن جرير ٩/٥٣٥، وابن أبي حاتم ٤/١٣٨١-١٣٨٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وآخره إلى عبد بن حميد.]]. (٦/١٩٢)
٢٦١٠٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قوله: ﴿أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾، قال: يقول: الهدى يمشي به في الناس، وهو الكافر يهديه الله إلى الإسلام. يقول: كان مشركًا فهديناه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٨٢.]]. (ز)
٢٦١٠٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿أو من كان ميتا﴾ قال: ضالًّا ﴿فأحييناه﴾ فهدَيناه، ﴿وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾ قال: هُدًى، ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ قال: في الضلالة أبدًا[[تفسير مجاهد ص٣٢٧، وأخرجه ابن جرير ٩/٥٣٤، كما أخرج ابن أبي حاتم ٤/١٣٨٢ آخره. وعلَّق ٤/١٣٨١ نحو أوله. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]٢٣٨٩. (٦/١٩٢)
٢٦١٠٥- عن عمر بن عبد العزيز، نحو آخره[[علَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٣٨٢.]]. (ز)
٢٦١٠٦- قال الحسن البصري: قوله: ﴿أو من كان ميتا فأحييناه﴾ يعني: بالإسلام، ﴿وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات﴾ يعني: ظلمات الكفر ﴿ليس بخارج منها﴾ أي: هو مُتَحَيِّر فيها[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٩٥-.]]. (ز)
٢٦١٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾، قال: هذا المؤمن، معه من الله بيِّنة، بها يعمل، وبها يأخذ، وإليها ينتهي، وهو كتاب الله، ﴿كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها﴾ قال: مَثلُ الكافر في ضلالته، متحيِّر فيها، مُتَسَكِّع فيها، لا يجِدُ منها مخْرجًا، ولا مَنفذًا[[أخرجه ابن جرير ٩/٥٣٥، وابن أبي حاتم ٤/١٣٨٢-١٣٨٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٩٣)
٢٦١٠٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾، يقول: مَن كان كافرًا فجعلناه مسلمًا، وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس، وهو الإسلام. يقول: هذا كمن هو في الظلمات، يعني: الشرك[[أخرجه ابن جرير ٩/٥٣٦، وابن أبي حاتم ٤/١٣٨٢ مختصرًا.]]٢٣٩٠. (ز)
٢٦١٠٩- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي معشر- قال: الكافر حيُّ الجسد، ميِّتُ القلب، وهو قوله: ﴿أو من كان ميتا فأحييناه﴾. يقول: أو مَن كان كافرًا فهدَيناه[[أخرجه سعيد بن منصور (٩١٧ - تفسير)، والبيهقي في عذاب القبر (٥٤).]]. (٦/١٩٢)
٢٦١١٠- عن أبي سنان الشيباني [سعيد بن سنان البرجمي]: ﴿أومن كان ميتا﴾ يعني: كان كافرًا ضالًّا ﴿فأحييناه﴾ يعني: فهديناه، ﴿وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾ قال: يعمل به في الناس، قال: نزلت في عمر بن الخطاب[[أخرج ابن أبي حاتم ٤/١٣٨٢ آخره من طريق يحيى بن الضريس. وعلَّق ٤/١٣٨١ أوَّله.]]. (ز)
٢٦١١١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أومن كان ميتا فأحييناه﴾ يعني: أوَمَن كان ضالًّا فهديناه. نزلت في النبي ﷺ، ﴿وجعلنا له نورا﴾ يعني: إيمانًا ﴿يمشي به﴾ يعني: يهتدي به ﴿في الناس﴾، أهو ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ يعني: كشبه مَن هو في الشرك، يعني: أبا جهل، ﴿ليس بخارج منها﴾ يعني: من الشرك، يعني: ليس بمهتدٍ هو فيها، متحير، لا يجد منفذًا؟! ليسا بسواء[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٨٧.]]. (ز)
٢٦١١٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾ قال: الإسلام الذي هداه الله إليه، ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ ليس من أهل الإسلام. وقرأ: ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور﴾ [البقرة:٢٥٧]. قال: والنور يستضيء به ما في بيته ويبصره، وكذلك الذي آتاه الله هذا النور يستضيء به في دينه ويعمل به في نوره كما يستضيء صاحب هذا السراج. قال: ﴿كمن مثله في الظلمات﴾ لا يدري ما يأتي، ولا ما يَقَع عليه[[تفسير مجاهد ص٣٢٨، وأخرجه ابن جرير ٩/٥٣٦، وابن أبي حاتم ٤/١٣٨٣ مختصرًا من طريق أصبغ بن الفرج.]]. (ز)
﴿كَذَ ٰلِكَ زُیِّنَ لِلۡكَـٰفِرِینَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ١٢٢﴾ - تفسير
٢٦١١٣- قال عبد الله بن عباس: ﴿كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون﴾، يريد: زَيَّن لهم الشيطانُ عبادةَ الأصنام[[تفسير البغوي ٣/١٨٥.]]. (ز)
٢٦١١٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كذلك﴾ يعني: هكذا ﴿زين للكافرين﴾ يعني: للمشركين ﴿ما كانوا يعملون﴾ يعني: أبا جهل، وذلك أنّه قال: زَحَمَتْنا بنو عبد مناف في الشرف، حتى إذا صرنا كفَرَسَيْ رِهان قالوا: مِنّا نبي يُوحى إليه. فمَن يُدرِك هذا؟! واللهِ، لا نؤمن به، ولا نتَّبعه أبدًا، أو يأتينا وحيٌ كما يأتيه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٨٧.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.