الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡ أَشۡیَاۤءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡهَا حِینَ یُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهَاۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ ١٠١﴾ - قراءات
٢٤٠٠٥- عن عاصم أنّه قرأ: ﴿إن تُبْدَ لَكُمْ﴾ برفع التاء، ونصب الدال[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة العشرة.]]. (٥/٥٥٣)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡ أَشۡیَاۤءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡهَا حِینَ یُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهَاۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ ١٠١﴾ - نزول الآية
٢٤٠٠٦- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «كتب اللهُ عليكم الحجَّ». فقال رجلٌ: يا رسول الله، كلَّ عامٍ؟ فأعرَض عنه، ثم قال: «والذي نفسي بيده، لو قلتُ: نعم. لوَجَبَت، ولو وجَبَت ما أطقتُموها، ولو تركتموها لكفَرتم». فأنزل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأخرجه بنحو لفظه الفاكهي في أخبار مكة ١/٣٧٠، والطحاوي في مشكل الآثار ٤/١١٠ من طريق إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة به. إسناده ضعيف؛ فيه إبراهيم الهجري، وهو ابن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري، قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٥٢): «ليّن الحديث، رفع موقوفات».]]. (٥/٥٤٩)
٢٤٠٠٧- عن علي بن أبي طالب، قال: لَمّا نزلت: ﴿ولله على الناس حج البيت﴾ قالوا: يا رسول الله، أفي كلِّ عامٍ؟ فسكَتَ، ثم قالوا: أفي كلِّ عامٍ؟ قال: «لا، ولو قلتُ: نعم. لوَجَبَت». فنزلت: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾[[أخرجه أحمد ٢/٢٣٦-٢٣٧ (٩٠٥)، والترمذي ٢/٣٣٨-٣٣٩ (٨٢٥)، وابن ماجه ٤/١٣٤-١٣٥ (٢٨٨٤)، والحاكم ٢/٣٢٢ (٣١٥٧)، وابن جرير ٩/١٨، وابن أبي حاتم ٣/٧١٣ (٣٨٥٧). قال الترمذي: «غريب من هذا الوجه، سمعت محمدًا يقول: أبو البختري لم يدرك عليًّا». وقال البزار في مسنده ٣/١٢٨ (٩١٣): «وقد تقدم ذكرنا في أبي البختري أنه لم يسمع من علي». وقال الذهبي في التلخيص: «مخول رافضي، وعبد الأعلى هو ابن عامر، ضعّفه أحمد». وقال ابن الملقّن في البدر المنير ٦/١٣: «وهذا الحديث ضعيف منقطع». وقال ابن حجر في التلخيص الحبير ٢/٤٨٠: «وروى الحاكم والترمذي له شاهدًا من حديث علي، وسنده منقطع». وقال الألباني في الإرواء ٤/١٥٠: «ضعيف».]]. (٥/٥٥٠)
٢٤٠٠٨- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ خطَب، فقال: «أيُّها الناس، إنّ اللهَ تعالى قد افْتَرَض عليكم الحج». فقام رجلٌ، فقال: أكلَّ عامٍ، يا رسول الله؟ فسكَت عنه، حتى أعادها ثلاثَ مراتٍ، قال: «لو قلتُ: نعم. لَوجَبَت، ولو وجَبَت ما قُمتُم بها، ذَروني ما ترَكتُكم؛ فإنّما هلَك الذين قبلكم بكثرةِ سؤالِهم واختلافِهم على أنبيائهم، فإذا نهَيتُكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتُكم بشيءٍ فأتُوا منه ما استطَعتم». وذكر أنّ هذه الآية في المائدة نزلت في ذلك: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾[[أخرجه ابن خزيمة ٤/٢٢٠ (٢٥٠٨)، وابن حبان ٩/١٨ (٣٧٠٤)، بنحوه. وأخرجه مسلم ٢/٩٧٥ (١٣٣٧) دون ذكر الآية.]]. (٥/٥٤٨)
٢٤٠٠٩- عن أبي هريرة، قال: خطَبنا رسول الله ﷺ، فقال: «يا أيُّها الناس، كتَب اللهُ عليكم الحجَّ». فقام عُكّاشةُ بن مِحصَنٍ الأسَدي، فقال: أفي كلِّ عامٍ، يا رسول الله؟ فقال: «أما إني لو قلتُ: نعم. لوَجَبَت، ولو وجَبَت ثم ترَكتُم لضلَلتم، اسكُتوا عني ما سكَتُّ عنكم؛ فإنما هلَك مَن كان قبلكم بسؤالِهم واختلافِهم على أنبيائهم». فأنزل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾ إلى آخر الآية[[أخرجه ابن جرير ٩/١٩، من طريق ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة به. إسناده حسن، وقد أخرجه مسلم ٢/٩٧٥ (١٣٣٧) دون ذكر نزول الآية.]]. (٥/٥٤٩)
٢٤٠١٠- عن أبي هريرة، قال: خرَج رسول الله ﷺ وهو غضبانُ مُحْمارٌّ وجهُه، حتى جلَس على المنبر، فقام إليه رجلٌ، فقال: أين آبائي؟ قال: «في النار». فقام آخرُ، فقال: مَن أبي؟ فقال: «أبوك حُذافة». فقام عمر بن الخطاب، فقال: رَضِينا باللهِ ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيا، وبالقرآنِ إمامًا، إنّا يا رسول الله حديثو عهدٍ بجاهليةٍ وشركٍ، واللهُ أعلمُ مَن آباؤُنا. فسكَن غضبُه، ونزَلت هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾[[أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٤/١١٢ (١٤٧٥)، وابن جرير ٩/١٧-١٨. قال ابن كثير في تفسيره ٣/٢٠٤: «إسناده جيد»، وقال ابن حجر في الفتح ٨/٢٨١: «جيد».]]. (٥/٥٤٨)
٢٤٠١١- عن أبي أُمامةَ الباهلي، قال: قام رسول الله ﷺ في الناس، فقال: «إنّ اللهَ تعالى كتَب عليكم الحج». فقال رجلٌ مِن الأعراب: أفي كلِّ عامٍ؟ فسكَت طويلًا، ثم تكلَّم فقال: «مَن السائل؟». فقال: أنا ذا. فقال: «ويحك، ماذا يُؤمِنُك أن أقولَ: نعم؟ واللهِ لو قلتُ: نعم. لوَجَبَت، ولو وجَبَت لترَكتم، ولو ترَكتم لكفَرتم، ألا إنه إنما أهلَك الذين مِن قبلِكم أئمةُ الحَرَج، واللهِ، لو أنِّي أحللتُ لكم جميعَ ما في الأرض مِن شيءٍ وحرَّمتُ عليكم منها موضعَ خُفِّ بعيرٍ لوَقَعتم فيه». وأنزل الله عند ذلك: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾ إلى آخر الآية[[أخرجه الطبراني في الكبير ٨/١٥٩ (٧٦٧١)، وفي مسند الشاميين ٢/٨١ (٩٥٥)، وابن جرير ٩/١٩-٢٠، من طريق أبي زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر، قال: حدثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى، عن صفوان بن عمرو، قال: حدثني سليم بن عامر، قال: سمعت أبا أمامة به. قال ابن كثير في تفسيره ٣/٢٠٦: «في إسناده ضعف»، وقال الهيثمي في المجمع ٣/٢٠٤: «وإسناده حسن جيد». وفي إسناده معاوية بن يحيى، وهو الصدفي أبو روح الدمشقي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٧٧٢): «ضعيف، وما حدَّث بالشام أحسن مما حدث بالري».]]. (٥/٥٤٩)
٢٤٠١٢- عن أبي أمامة: أنّ رسول الله ﷺ وقَف في حجة الوداع وهو مُردِفٌ الفضلَ بن عباس على جملٍ آدَمَ[[آدَم: بَيِّن الأُدْمَة، والأُدْمَة في الإبل: البياض مع سواد المقلتين. النهاية (أدم).]]، فقال: «يا أيُّها الناس، خُذوا العلمَ قبل رفعِه وقبضِه». قال: وكُنّا نهابُ مسألتَه بعد تنزيل الله الآية: ﴿لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾. فقدَّمنا إليه أعرابيًّا، فرشَوْناه بُردًا على مسألتِه، فاعتَمَّ بها حتى رأيتُ حاشيةَ البُردِ على حاجبِه الأيمن، وقلنا له: سَلْ رسول الله ﷺ: كيف يُرفَعُ العلمُ وهذا القرآنُ بينَ أظهُرِنا، وقد تعلَّمناه وعلَّمناه نساءَنا وذرارينا وخدَمَنا؟ فرفَع رسول الله ﷺ رأسه، قد علا وجهَه حمرةٌ مِن الغضب، فقال: «أوَليست اليهود والنصارى بينَ أظهُرِها المصاحف، وقد أصبَحوا ما يتعلَّقون منها بحرفٍ مما جاءت به أنبياؤُهم؟! ألا وإنّ ذَهابَ العلمِ أن تذهَبَ حمَلَتُه»[[أخرجه أحمد ٣٦/٦٢١-٦٢٢ (٢٢٢٩٠). قال الهيثمي في المجمع ١/٢٠٠ (٩٧٦): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وعند ابن ماجه طرف منه، وإسناد الطبراني أصح؛ لأن في إسناد أحمد علي بن يزيد وهو ضعيف جدًا، وهو عند الطبراني من طرق في بعضها الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس صدوق، يكتب حديثه، وليس ممن يتعمد الكذب».]]. (٥/٥٥٤)
٢٤٠١٣- عن أبي مالك الأشعري، قال: كنتُ عند النبي ﷺ فنزَلت هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾. قال: فنحنُ نسألُه إذ قال: «إنّ لله عبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شهداء، يغبِطُهم النبيون والشهداءُ بقُربِهم ومَقعدِهم مِن الله يومَ القيامة». فقال أعرابيٌّ: مَن هم، يا رسول الله؟ قال: «هم عبادٌ من عباد الله مِن بُلدانٍ شتّى، وقبائلَ شتّى، مِن شعوبِ القبائل، لم يكن بينَهم أرحامٌ يتواصلون بها، ولا دنيا يتباذَلُون بها، يتحابُّون بروح الله، يجعَلُ الله وجوهَهم نورًا، ويجعلُ لهم منابرَ مِن لُؤلُؤ قُدّامَ الرحمن، يفزَعُ الناسُ ولا يفزَعون، ويخافُ الناسُ ولا يخافون»[[أخرجه أحمد ٣٧/٥٣٠ (٢٢٨٩٤)، ٣٧/٥٣٢ (٢٢٨٩٧)، ٣٧/٥٤٠-٥٤١ (٢٢٩٠٦)، وابن أبي حاتم ٤/١٢١٧ (٦٨٧٦)، ٦/١٩٦٣ (١٠٤٥٢). قال البيهقي في الأسماء والصفات ٢/٤٠٠ (٩٧٦): «فهذا حديث راويه شهر بن حوشب، وهو عند أهل العلم بالحديث لا يحتج به». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٣ (٤٥٨٥): «رواه أحمد، وأبو يعلى بإسناد حسن». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٦١٢: «وفيه شهر بن حوشب، مختلف فيه». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٧٦-٢٧٧ (١٧٩٩٦، ١٧٩٩٧): «رواه كله أحمد، والطبراني بنحوه، ورجاله وُثِّقوا». وقال الألباني في الصحيحة ٧/١٣٧٠: «وهذا إسناد حسن في الشواهد؛ لسوء حفظ شهر بن حوشب».]]. (٥/٥٥٤)
٢٤٠١٤- عن عبد الله بن مالك بن بُحَينة، قال: صلّى رسول الله ﷺ على أهل المقبرة ثلاثَ مرات، وذلك بعدَ نزول هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾. فأسكَت القومُ، فقام أبو بكرٍ، فأتى عائشةَ، فقال: إنّ النبي ﷺ قد صلّى على أهل المقبرةِ، فسَليه. فقالت عائشة: صلَّيتَ على أهل المقبرة؟ فقال رسول الله ﷺ: «تلك مقبرةٌ بعَسقَلانَ، يُحشَرُ منها سبعونَ ألفَ شهيد»[[أخرجه البزّار ٦/٢٩١، وأبويعلى ٢/٢١٦، من طريق عطاف بن خالد، قال: حدثني مالك بن عبد الله بن بحينة، عن أبيه به، ومن طريق عطاف بن خالد، قال: حدثني أخي المسور بن خالد، عن علي بن عبد الله بن مالك. قال البزّار: «عطّاف ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٦٢: «في إسناد أبي يعلى علي بن عبد الله بن مالك بن بحينة، وفي إسناد البزار مالك بن عبدالله بن بحينة، وكلاهما لم أعرفه، وبقيّة رجالهما ثقات، وفي بعضهم خلاف يسير». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٧/٣٥٦: «حديث ضعيف». وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ١٤/٦٨١ (٦٨٠٢): «باطل».]]. (٥/٥٥٥)
٢٤٠١٥- عن عبد الله بن عباس، قال: جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ، فقال: أين أبي؟ قال: «في النار». ثم جاء آخرُ، فقال: يا رسول الله، الحجُّ كلَّ عامٍ؟ فغَضِب رسول الله ﷺ، فحوَّل ورِكَه، فدخل البيتَ، ثم خرج، فقال: «لِمَ تسألوني عمّا لا أسألُكم عنه؟!». ثم قال: «والذي نفسي بيده، لو قلتُ: نعم. لوَجَبَت عليكم كلَّ عامٍ، ثم لَكفَرتم». فأنزل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾ الآية[[أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ١/٤٠٨-٤٠٩، من طريق الوليد بن عمرو، قال: ثنا صغدي، قال: ثنا يونس، عن عطاء، عن ابن عباس بنحوه. إسناده ضعيف؛ فيه صغدي، قال عنه الذهبي في المغني في الضعفاء ١/٣٠٩: «ضعّفوه». وتنظر ترجمته في: لسان الميزان ٤/٣٢٠.]]. (٥/٥٥٠)
٢٤٠١٦- عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزَلت آيةُ الحجِّ أذَّن النبي ﷺ في الناس، فقال: «يا أيُّها الناس، إنّ اللهَ قد كتَب عليكم الحجَّ، فحُجُّوا». فقالوا: يا رسول الله، أعامًا واحدًا، أم كلَّ عامٍ؟ فقال: «لا، بل عامًا واحدًا، ولو قلتُ: كلَّ عامٍ. لوَجَبَت، ولو وجَبَت لكفرتم». وأنزل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٩/٢١، من طريق عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، قال: حدثنا علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به. إسناده حسن. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٥/٥٥٠)
٢٤٠١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- أنّ رسول الله ﷺ أذَّن في الناس، فقال: «يا قوم، كُتِب عليكم الحج». فقام رجلٌ مِن بني أسدٍ، فقال: يا رسول الله، أفي كلِّ عامٍ؟ فغَضِب غضبًا شديدًا، فقال: «والذي نفسي بيده، لو قلتُ: نعم. لوَجَبَت، ولو وجَبَت ما استطَعتم، وإذن لكفَرتم، فاتركوني ماتركتُكم، وإذا أمرتُكم بشيءٍ فافعلوا، وإذا نهيتُكم عن شيءٍ فانتهُوا عنه». فأنزل الله: ﴿لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾. نهاهم أن يسألوا عن مثلِ الذي سألتِ النصارى من المائدة، فأصبحوا بها كافرين، فنهى اللهُ عن ذلك، وقال: ﴿لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم﴾. أي: إن نزَل القرآن فيها بتغليظٍ ساءكم ذلك، ولكن انتَظِروا، فإذا نزَل القرآن فإنكم لا تسألون عن شيءٍ إلا وجَدتم تِبيانَه[[أخرجه ابن جرير ٩/٢٠-٢١، ٢٦، وابن أبي حاتم ٤/١٢١٨-١٢١٩ (٦٨٨١)، من طريق العوفي محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه به. إسناده ضعيف، وهي نسخة صالحة ما لم يكن فيها مخالفة أو نكارة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٥/٥٥١)
٢٤٠١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الجويرية- قال: كان قومٌ يسألون رسول الله ﷺ استهزاءً، فيقولُ الرجل: مَن أبي؟ ويقولُ الرجلُ تَضِلُّ ناقتُه: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾ حتى فرَغ مِن الآية كلِّها[[أخرجه البخاري ٦/٥٤ (٤٦٢٢)، وابن جرير ٩/١٤، وابن أبي حاتم ٤/١٢١٧-١٢١٨ (٦٨٧٧).]]. (٥/٥٤٦)
٢٤٠١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق خصيف، عن مجاهد- في قوله تعالى: ﴿لا تسألوا عن أشياء﴾، قال: يعني: البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحامِ، ألا تَرى أنه يقولُ بعدَ ذلك: ما جعل اللهُ مِن كذا ولا كذا. قال: وأما عكرمة فإنه قال: إنهم كانوا يسألونه عن الآيات فنُهوا عن ذلك، ثم قال: ﴿قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين﴾. قال: فقلتُ: قد حدثني مجاهد بخلاف هذا عن ابن عباس، فمالك تقولُ هذا؟ فقال: هاه[[أخرجه سعيد بن منصور (٨٣٩ - تفسير)، وابن جرير ٩/٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٥/٥٥٢)
٢٤٠٢٠- عن أنس، قال: خطب رسول الله ﷺ خطبة ما سمعت مثلها قط، قال: «لو تعلمون ما أعلم لَضحكتم قليلًا، ولَبكيتم كثيرًا». قال: فغطى أصحاب رسول الله ﷺ وجوههم لهم خنين، فقال رجل: مَن أبي؟ قال: «فلان». فنزلت هذه الآية: ﴿لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾[[أخرجه البخاري ٦/٥٤ (٤٦٢١)، ٩/٩٦ (٧٢٩٥)، ومسلم ٤/١٨٣٢ (٢٣٥٩)، وابن جرير ٩/١٥.]]. (٥/٥٤٥)
٢٤٠٢١- عن أنس، في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾: أنّ الناسَ سألوا نبي الله ﷺ حتى أحفَوه[[أي: استقصوا في السؤال. النهاية (حفي).]] بالمسألة، فخرَج ذاتَ يومٍ حتى صَعِد المنبر، فقال: «لا تسألوني اليوم عن شيءٍ إلا أنبأتُكم به». فلما سَمِع ذلك القومُ أرَمُّوا[[أي: سكتوا. النهاية (رمم).]]، وظنُّوا أن ذلك بينَ يدَي أمرٍ قد حضر، فجعلتُ ألتفِتُ عن يميني وشمالي، فإذا كلُّ رجلٍ لافٌّ ثَوبَه برأسِه يبكي، فأتاه رجلٌ، فقال: يا نبي الله، مَن أبي؟ قال: «أبوك حُذافةُ». وكان إذا لاحى[[الملاحاة: المنازعة. النهاية (لحا).]] يُدعى إلى غيرِ أبيه، فقال عمر بن الخطاب: رَضِينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، ونعوذُ بالله من سوءِ الفتن. قال: فقال النبي ﷺ: «ما رأيتُ في الخير والشر كاليوم قطُّ، إنّ الجنة والنار مُثِّلَتا لي حتى رأيتُهما دون الحائط». قال قتادة: وإنّ اللهَ يُرِيه ما لا تَرَون، ويُسمِعُه ما لا تَسمَعون. قال: وأنزل عليه: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤-١٥، وابن أبي حاتم ٤/١٢١٨ (٦٨٧٨). وأخرجه مسلم ٤/١٨٣٤ (٢٣٥٩) دون ذكر الآية، ودون قول قتادة.]]. (٥/٥٤٦)
٢٤٠٢٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾، قال: ذكَر رسول الله ﷺ الحجَّ، فقيل: أواجبٌ هو -يا رسول الله- كلَّ عامٍ؟ قال: «لا، ولو قلتُها لوجَبَت عليكم كلَّ عام، ولو وجَبَت ما أطَعتم، ولو لم تُطِيعوا لكفرتم». ثم قال: «سلوني، فلا يسألُني رجلٌ في مجلسي هذا عن شيءٍ إلا أخبرتُه، وإن سألني عن أبيه». فقام إليه رجلٌ، فقال: مَن أبي؟ قال: «أبوك حُذافةُ بن قيس». فقام عمر، فقال: يا رسول الله، رَضِينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيا، ونعوذُ بالله من غضبه وغضب رسوله[[أخرجه ابن جرير ٩/٢١-٢٢ مرسلًا.]]. (٥/٥٥١)
٢٤٠٢٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عبد الكريم- في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾، قال: هو الذي سأل النبي ﷺ: مَن أبي؟= (ز)
٢٤٠٢٤- وأما سعيد بن جبير، فقال: هم الذين سألوا رسول الله ﷺ عن البَحيرة، والسائبة.= (ز)
٢٤٠٢٥- وأما مِقسَمٌ، فقال: هي فيما سألتِ الأممُ أنبياءَها عن الآيات[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢١٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ. وأخرجه ابن جرير ٩/١٥-١٦، ٢٢ عن سعيد وعكرمة من طريق ابن عون.]]. (٥/٥٥٣)
٢٤٠٢٦- عن ابن عون، قال: سألتُ عكرمة مولى ابن عباس عن قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾. قال: ذاك يومَ قام فيهم النبي ﷺ، فقال: «لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم به». فقام رجلٌ، فكَرِه المسلمون مَقامَه يومئذٍ، فقال: يا رسول الله، مَن أبي؟ قال: «أبوك حُذافَة». فنزلت هذه الآية[[أخرجه ابن جرير ٩/١٥-١٦ مرسلًا.]]. (٥/٥٤٧)
٢٤٠٢٧- عن طاووس بن كيسان -من طريق ابنه- قال: نزلت: ﴿لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾ في رجلٍ قال: يا رسول الله، مَن أبي؟ قال: «أبوك فلان»[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٣٠ (٧٤٧)، وابن جرير ٩/١٦ مرسلًا.]]٢١٨٢. (٥/٥٤٧)
٢٤٠٢٨- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء﴾ الآية، قال: غَضِب رسول الله ﷺ يومًا مِن الأيام، فقام خطيبًا، فقال: «سلوني، فإنكم لا تسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتُكم به». فقام إليه رجلٌ مِن قريش مِن بني سَهمٍ يقالُ له: عبدُ الله بن حُذافة، وكان يُطعَنُ فيه، فقال: يا رسول الله، مَن أبي؟ قال: «أبوك فلان». فدعاه لأبيه، فقام إليه عمرُ، فقبَّل رِجلَه، وقال: يا رسول الله، رَضِينا باللهِ ربًّا، وبك نبيا، وبالقرآنِ إمامًا، فاعفُ عنا عفا اللهُ عنك. فلم يَزَل به حتى رَضِي، فيومَئذٍ قال: «الولدُ للفراشِ، وللعاهرِ الحَجَر». وأُنزِل عليه: ﴿قد سألها قوم من قبلكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٩/١٧، وابن أبي حاتم ٤/١٢١٩ (٦٨٨٢)، من مرسل السُّدّي.]]. (٥/٥٤٧)
٢٤٠٢٩- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾، قال: لَمّا نزلت آية الحج قال رجل: أكلَّ عام؟ قال: «لو قلت ذلك لوجبت، ولَما قمتم بها»[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٢٨ (٧٤٢).]]. (ز)
٢٤٠٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ نزلت في عبد الله بن جحش بن رباب الأسدي من بني غَنم بن دُودان، وفي عبد الله بن حذافة القرشي ثم السهمي، وذلك أنّ رسول الله ﷺ قال: «يا أيها الناس، إنّ الله كتب عليكم الحج». فقال عبد الله بن جحش: أفي كل عام؟ فسكت عنه ﷺ، ثم أعاد قوله، فسكت النبي ﷺ، ثم عاد، فغضب النبي ﷺ، ونخَسه بقضيب كان معه، ثم قال: «ويحك، لو قلتُ: نعم. لوجبت، فاتركوني ما تركتكم، فإذا أمرتكم بأمر فافعلوه، وإذا نهيتكم عن أمر فانتهوا عنه». وقال رسول الله ﷺ: «أيها الناس، إنه قد رُفعت لي الدنيا، فأنا أنظر إلى ما يكون في أمتي من الأحداث إلى يوم القيامة، ورُفعت لي أنساب العرب فأنا أعرف أنسابهم رجلًا رجلًا». فقام رجل، فقال: يا رسول الله، أين أنا؟ قال: «أنت في الجنة». ثم قام آخر، فقال: أين أنا؟ قال: «في الجنة». ثم قام الثالث، فقال: أين أنا؟ فقال: «أنت في النار». فرجع الرجل حزينًا، وقام عبد الله بن حذافة، وكان يُطْعَن فيه، فقال: يا رسول الله، مَن أبي؟ قال: «أبوك حُذافَة». وقام رجل من بني عبد الدار، فقال: يا رسول الله، مَن أبي؟ قال: «أبوك سعد». نسبه إلى غير أبيه، فقام عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، استُرْ علينا يستر الله عليك، إنّا قوم قريبو عهد بالشرك. فقال له رسول الله ﷺ خيرًا؛ فأنزل الله ﷿: ﴿لا تَسْئَلُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٠٨.]]. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡ أَشۡیَاۤءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡهَا حِینَ یُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهَاۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ ١٠١﴾ - تفسير
٢٤٠٣١- عن سعد بن أبي وقاص، قال: إن كانوا لَيَسألون عن الشيءِ وهو لهم حلالٌ، فما يزالون يسألون حتى يُحرَّمَ عليهم، وإذا حُرِّم عليهم وقَعوا فيه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٢١٨٣. (٥/٥٥٢)
٢٤٠٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- ﴿لا تَسْأَلُوا عَنْ أشْياءَ﴾ إن نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك، ولكن انتظروا، فإذا نزل القرآن فإنكم لا تَسْأَلُون عن شيء إلا وجدتم تِبيانَه[[أخرجه ابن جرير ٩/٢٥.]]. (ز)
٢٤٠٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾: نهاهم أن يسألوا عن مثل الذي سألت النصارى من المائدة، فأصبحوا بها كافرين، فنهى الله عن ذلك[[أخرجه ابن جرير ٩/٢٦، وابن أبي حاتم ٤/١٢١٩. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٥/٥٥١)
٢٤٠٣٤- كان عبيد بن عمير -من طريق عطاء- يقول: إنّ الله تعالى أحلَّ وحرَّم، فما أحلَّ فاستحلوه، وما حرَّم فاجتنبوه، وترك من ذلك أشياء لم يُحِلَّها ولم يُحَرِّمها، فذلك عفوٌ من الله عفاه، ثم يتلو: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٤/٥٣٤ (٨٧٦٨)، وابن جرير ٩/٢٤.]]. (ز)
٢٤٠٣٥- عن نافع، في قوله: ﴿لا تسألوا عن أشياء﴾، قال: ما زال كثرةُ السؤالِ مُذْ قطُّ تُكرَهُ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٥/٥٥٣)
٢٤٠٣٦- عن حوشب بن عقيل الخنذمي، قال: سألتُ الحسن عن هذه الآية: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾. قال: فسألوه عن أشياء، فوعظهم الله، فاتَّعظوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢١٨.]]. (ز)
٢٤٠٣٧- قال الحسن البصري: سألوا رسول الله ﷺ عن أمور الجاهلية التي قد عفا الله عنها، فأكثروا حتى غضب رسول الله غضبًا شديدًا، فقال: «سلوني، فوالذي نفسي بيده، لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به إلى يوم القيامة»[[أورده ابن أبي زمنين في تفسيره ٢/٤٩ مرسلًا.]]. (ز)
٢٤٠٣٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لا تَسْئَلُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ يعني: إن تبين لكم فلعلكم إن تسألوا عما لم يُنزِل به قرآنًا فيُنزِل به قرآنًا مُغَلَّظًا لا تطيقوه، قوله سبحانه: ﴿وإنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ القُرْآنُ﴾ يعني: عن الأشياء حين يُنزِل بها قرآنًا ﴿تُبْدَ لَكُمْ﴾ تُبَيَّن لكم، ﴿عَفا اللَّهُ عَنْها﴾ يقول: عفا الله عن تلك الأشياء حين لم يوجبها عليكم، ﴿واللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ يعني: ذو تجاوز حين لا يُعَجِّل بالعقوبة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٠٨-٥٠٩.]]. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡ أَشۡیَاۤءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُوا۟ عَنۡهَا حِینَ یُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهَاۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ ١٠١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٤٠٣٩- عن سعد بن أبي وقاصٍ، قال: قال رسول الله ﷺ: «أعظمُ المسلمين في المسلمين جُرمًا مَن سأل عن شيءٍ لم يُحرَّم، فحُرِّمَ مِن أجلِ مسألتِه»[[أخرجه البخاري ٩/٩٥ (٧٢٨٩)، ومسلم ٤/١٨٣١ (٢٣٥٨).]]. (٥/٥٥٢)
٢٤٠٤٠- عن أبي ثعلبةَ الخُشَني، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله حدَّ حدودًا فلا تعتدُوها، وفرَض لكم فرائضَ فلا تُضَيِّعُوها، وحرَّم أشياءَ فلا تَنتهِكوها، وترَك أشياءَ في غير نسيان ولكن رحمةً منه لكم فاقبَلوها، ولا تَبحثوا عنها»[[أخرجه الحاكم ٤/١٢٩ (٧١١٤)، وابن جرير ٩/٢٤. قال ابن عساكر في معجمه ٢/٩٦٥ (١٢٣٢): «هذا حديث غريب، ومكحول لم يسمع من أبي ثعلبة». وقال النووي في رياض الصالحين ص٥٠٨ (١٨٣٢): «حديث حسن». وقال في الأذكار ص٦٤٤ (٢٠٨٠): «رويناه في سنن الدارقطني بإسناد حسن». وقال ابن كثير في تفسيره ١/٦٢١: «ثبت في الحديث الصحيح». وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ٢/١٥٠ (٣٠): «حديث حسن». وقال الهيثمي في المجمع ١/١٧١ (٧٩٦): «رواه الطبراني في الكبير ... ورجاله رجال الصحيح». وقال ابن حجر في المطالب العالية ١٢/٤١٦ (٢٩٣٤): «رجاله ثقات، إلا أنه منقطع».]]. (٥/٥٥٢)
٢٤٠٤١- عن معاذ بن جبل، قال: كُنّا مع النبي ﷺ، فتقدَّمت به راحلتُه، ثم إنّ راحلتي لَحِقَت براحلَتِه حتى نَطَحَت ركبتي ركبتَه، فقلتُ: يا رسول الله، إني أُريدُ أن أسألَك عن أمرٍ، يمنعُني مكانُ هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾. قال: «ما هو، يا معاذ؟». قلتُ: ما العملُ الذي يُدخِلُني الجنة، ويُنَجِّيني مِن النار؟ قال: «قد سألتَ عن عظيم، وإنه يسيرٌ؛ شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وحجُّ البيت، وصومُ رمضان». ثم قال: «ألا أُخبرُك برأسِ الأمرِ، وعمودِه، وذِروتِه؟ أمّا رأسُ الأمرِ فالإسلامُ، وعمودُه الصلاة، وأما ذِروتُه فالجهاد». ثم قال: «الصيامُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تُكفِّرُ الخطايا، وقيامُ الليل». وقرأ: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع﴾ [السجدة:١٦] إلى آخر الآية. ثم قال: «ألا أُنَبِّئُك بما هو أملكُ بالناس مِن ذلك؟». ثم أخرَج لسانَه فأمسَكه بينَ إصبَعيه، فقلتُ: يا رسول الله، أكلُّ ما نتكلَّمُ به يُكتَبُ علينا؟ قال: «ثَكِلتك أمُّك، وهل يَكُبُّ الناسَ على مناخرِهم في النار إلا حصائدُ ألسنتِهم؟! إنك لن تزالَ سالِمًا ما أمسَكتَ لسانَك، فإذا تكلَّمتَ كُتِب عليك أو لك»[[أخرجه أحمد ٣٦/٣٤٤-٣٤٥ (٢٢٠١٦)، والترمذي ٤/٥٦٧-٥٦٨ (٢٨٤٠)، وابن ماجه ٥/١١٦-١١٧ (٣٩٧٣)، والطبراني في الكبير ٢٠/٧٣ (١٣٧) واللفظ له، وعبد الرزاق في تفسيره ٣/٢٦-٢٧ (٢٣٠٢)، وابن أبي حاتم ٩/٣١٠٧ (١٧٨٤١). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٠٠ (١٨١٥٦): «رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٣/١١٥: «الحديث صحيح بمجموع طرقه».]]. (٥/٥٥٥)
٢٤٠٤٢- عن عبد الملك بن أبي جمعة الأزدي، قال: سألتُ الحسنَ عن كسب الكنّاس. فقال لي: ويحك، ما تسألُ عن شيءٍ لو تُرِك في منازِلِكم لضاقَت عليكم! ثم تلا هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٥/٥٥٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.