الباحث القرآني

﴿مَّن یَشۡفَعۡ شَفَـٰعَةً حَسَنَةࣰ یَكُن لَّهُۥ نَصِیبࣱ مِّنۡهَاۖ وَمَن یَشۡفَعۡ شَفَـٰعَةࣰ سَیِّئَةࣰ یَكُن لَّهُۥ كِفۡلࣱ مِّنۡهَاۗ﴾ - تفسير

١٩٢٥٩- قال عبد الله بن عباس: الشفاعة الحسنة: هي الإصلاح بين الناس. والشفاعة السيئة: هي المشي بالنميمة بين الناس[[تفسير البغوي ٢/٢٥٦.]]. (ز)

١٩٢٦٠- عن علي بن سليمان -وكان أميرًا على صنعاء-، عن عبد الله بن عباس، في قوله الله ﷿: ﴿من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها﴾، قال: الدعاء للميت[[أخرجه الطبراني في الدعاء ٣/١٣٨٥.]]. (ز)

١٩٢٦١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿من يشفع شفاعة حسنة﴾ الآية، قال: شفاعة بعض الناس لبعض[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٦٩، وابن المنذر (٢٠٦٢)، وابن أبي حاتم ٣/١٠١٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٥٥٤)

١٩٢٦٢- عن الحسن البصري -من طريق حميد- قال: مَن يشفع شفاعة حسنة كان له أجرُها وإن لم يُشَفَّعْ؛ لأنّ الله يقول: ﴿من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها﴾. ولم يقل: يُشَفَّعْ[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٦٩، وابن المنذر (٢٠٦٣)، وابن أبي حاتم ٣/١٠١٨.]]. (٤/٥٥٥)

١٩٢٦٣- عن الحسن البصري -من طريق سفيان، عن رجل- قال: مَن يشفع شفاعة حسنة كُتِب له أجرُه ما جَرَتْ منفعتها[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٦٩.]]. (٤/٥٥٥)

١٩٢٦٤- قال الحسن البصري: والشفاعة الحسنة: ما يجوز في الدين أن يشفع فيه. والشفاعة السيئة: ما يحرم في الدين أن يشفع فيه[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٣٩٢-.]]. (ز)

١٩٢٦٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يكن له نصيب منها﴾، قال: حظٌّ منها[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٠، وابن المنذر (٢٠٦٤)، وابن أبي حاتم ٣/١٠١٩.]]. (٤/٥٥٥)

١٩٢٦٦- قال مقاتل بن سليمان: وقوله سبحانه: ﴿من يشفع شفاعة حسنة﴾ لأخيه المسلم بخير ﴿يكن له نصيب منها﴾ يعني: حظًّا من الأجر من أجل شفاعته، ﴿ومن يشفع شفاعة سيئة﴾ وهو الرجل يذكر أخاه بسوءٍ عند رجل، فيصيبه عَنَتٌ منه، فيأثم المُبَلِّغ، فذلك قوله سبحانه: ﴿يكن له كفل منها﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٩٤.]]. (ز)

١٩٢٦٧- عن ابن أبي عمر العدني، قال: سُئِل سفيان بن عيينة عن قوله: ﴿ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها﴾. قال: مَن سَنَّ سُنَّة سَيِّئة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠١٩.]]. (ز)

١٩٢٦٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: ﴿من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها﴾ قال: الشفاعة الصالحة التي شُفِعَ فيها وعُمِلَ بها، هي بينك وبينه، هما فيها شريكان، ﴿ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها﴾ قال: هما شريكان فيها كما كان هذان شريكين[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٠.]]١٧٨٥. (ز)

١٧٨٥ ذكر ابنُ جرير (٧/٢٦٨-٢٦٩) في معنى الشفاعة قولين: الأول: أنها شفاعة الناس بعضهم لبعض. كما في قول ابن زيد وقتادة والحسن ومجاهد وغيرهم. والثاني: أن المراد بالشفاعة الحسنة هو مناصرة أصحاب النبي في جهاد عدوهم، والشفاعة السيئة هو مناصرة العدو على المؤمنين. وهذا ما رجّحه ابنُ جرير مستندًا إلى السياق، فقال: «وإنما اخترنا ما قلنا من القول في ذلك لأنه في سياق الآية التي أمر الله نبيه ﷺ فيها بحض المؤمنين على القتال، فكان ذلك بالوعد لمن أجاب رسول الله ﷺ والوعيد لمن أبى إجابته أشبه منه من الحث على شفاعة الناس بعضهم لبعض التي لم يجرِ لها ذِكْرٌ قبلُ ولا لها ذِكْرٌ بعدُ». هذا، ولم يستبعد ابنُ جرير القول الأول، بل ذهب إلى أنه يدخل في الآية بطريق العموم، فقال: «وقد قيل: إنه عنى بقوله: ﴿من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها﴾: شفاعة الناس بعضهم لبعض. وغير مستنكر أن تكون الآية نزلت فيما ذكرنا، ثم عمّ بذلك كل شافع بخير أو شر». وعلّق ابنُ عطية (٢/٦١٦-٦١٧) على الاختلاف في تفسير الآية بقوله: «وهذا كله قريبٌ بعضُه من بعض». وعرض ابنُ تيمية (٢/٣١٧بتصرف) القولين الذين حكاهما ابنُ جرير وغيرهما، ثم علَّق قائلًا: «وكل هذا صحيح، فكلُّ مَن أعان شخصًا على أمر فقد شفعه فيه».

﴿یَكُن لَّهُۥ كِفۡلࣱ مِّنۡهَاۗ﴾ - تفسير

١٩٢٦٩- قال عبد الله بن عباس: الكِفْل: الوِزْر، والإثم[[تفسير الثعلبي ٣/٣٥٣.]]. (ز)

١٩٢٧٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- وفي قوله: ﴿مَن يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنها﴾ قال: حظٌّ منها، ﴿ومَن يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنها﴾ قال: والكفل هو الإثم[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٠، وابن المنذر (٢٠٦٤)، وابن أبي حاتم ٣/١٠١٩.]]. (٤/٥٥٥)

١٩٢٧١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿يكن له كفل منها﴾، قال: أمّا الكِفْل فالحَظُّ[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٠، وابن أبي حاتم ٣/١٠١٩.]]. (ز)

١٩٢٧٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿كفل منها﴾، قال: الحظُّ منها، فبِئْس الحظُّ[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٠، وابن أبي حاتم ٣/١٠١٩.]]. (٤/٥٥٥)

١٩٢٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يكن له كفل منها﴾، يعني: إثمًا من شفاعته[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٩٤.]]. (ز)

١٩٢٧٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: الكِفْلُ والنَّصيب واحد. وقرأ: ﴿يؤتكم كفلين من رحمته﴾ [الحديد:٨][[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٠.]]. (٤/٥٥٥)

﴿یَكُن لَّهُۥ كِفۡلࣱ مِّنۡهَاۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية

١٩٢٧٥- عن أبي موسى، قال: كان النبي ﷺ إذا جاءه رجل يسأل أو طالب حاجة؛ أقْبَل علينا بوجهه، فقال: «اشفعوا فلتؤجروا، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء»[[أخرجه البخاري ٢/١١٣ (١٤٣٢)، ٨/١٢ (٦٠٢٦، ٦٠٢٧)، ٩/١٣٩-١٤٠ (٧٤٧٦)، ومسلم ٤/٢٠٢٦ (٢٦٢٧). واللفظ للبخاري.]]. (ز)

﴿وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقِیتࣰا ۝٨٥﴾ - تفسير

١٩٢٧٦- عن عبد الله بن رواحة -من طريق عيسى بن يونس، عن إسماعيل، عن رجل- أنّه سأله رجل عن قول الله: ﴿وكان الله على كل شيء مقيتا﴾. قال: يُقِيتُ[[يُقِيت، أي: يحفظ. النهاية (قوت).]] كلَّ إنسان بقدر عمله[[أخرجه ابن المنذر (٢٠٦٧)، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٠.]]. (٤/٥٥٦)

١٩٢٧٧- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿مقيتا﴾. قال: قادرًا مقتدرًا. قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أُحَيْحَةَ بن الأنصاري: وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مُقيتا[[أخرجه أبو بكر ابن الأنباري في الوقف والابتداء -كما في الإتقان ٢/٨٥-، والطبراني في الكبير (١٠٥٩٧) ونسب الشعر للنابغة، والطستي في مسائله -كما في مسائل نافع (٣٠)-.]]. (٤/٥٥٦)

١٩٢٧٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وكان الله على كل شيء مقيتا﴾، قال: حفيظًا[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧١، وابن المنذر (٢٠٦٦)، وابن أبي حاتم ٣/١٠١٩، والبيهقي في الأسماء والصفات (١١٣).]]. (٤/٥٥٥)

١٩٢٧٩- وعن عطية العوفي= (ز)

١٩٢٨٠- وقتادة بن دعامة= (ز)

١٩٢٨١- وعطاء= (ز)

١٩٢٨٢- ومطر الوراق، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/١٠١٩.]]. (ز)

١٩٢٨٣- عن سعيد بن جبير، في قوله: ﴿مقيتا﴾، قال: قادِرًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٢٠.]]. (٤/٥٥٧)

١٩٢٨٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿مقيتا﴾، قال: شهيدًا[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧١، وابن المنذر (٢٠٦٨)، وابن أبي حاتم ٣/١٠٢٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٥٥٦)

١٩٢٨٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- ﴿وكان الله على كل شيء مقيتا﴾، قال: حسيبًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٢٠.]]. (ز)

١٩٢٨٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- ﴿مقيتا﴾، قال: شهيدًا، حسيبًا، حفيظًا[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧١ من وجه آخر.]]. (٤/٥٥٧)

١٩٢٨٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- قال: المقيت: الرزاق[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٢٠.]]. (٤/٥٥٧)

١٩٢٨٨- قال قتادة بن دعامة: ﴿مقيتا﴾: حافظًا[[تفسير الثعلبي ٣/٣٥٤، وتفسير البغوي ٢/٢٥٦.]]. (ز)

١٩٢٨٩- قال عبد الله بن كثير -من طريق ابن جُرَيْج- ﴿وكان الله على كل شيء مقيتا﴾، قال: المُقيت: الواصِب[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٢.]]. (ز)

١٩٢٩٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: المُقيت: القدير[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٢. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/١٠٢٠.]]. (٤/٥٥٧)

١٩٢٩١- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق أبي عبيد- ﴿على كل شيء مقيتا﴾، قال: هو المُقْتَدِر بلغة قريش[[أخرجه ابن المنذر ٢/٨١٤. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٣٩٢- دون: بلغة قريش.]]. (ز)

١٩٢٩٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكان الله على كل شيء مقيتا﴾ من الحيوان، عليه قُوتُ كُلِّ دابةٍ لِمُدَّة رزقها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٩٤.]]. (ز)

١٩٢٩٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وكان الله على كل شيء مقيتا﴾، قال: على كل شيء قديرًا. المقيت: القدير[[أخرجه ابن جرير ٧/٢٧٢.]]١٧٨٦. (٤/٥٥٧)

١٧٨٦ اختلف السلف في المراد بقوله: ﴿مقيتا﴾ على ثلاثة أقوال: الأول: أن معناه: الحفيظ والشهيد والحسيب. الثاني: أنه القائم على كل شيء بالتدبير. الثالث: أن المقيت: القدير. وقد رجّح ابنُ جرير (٧/٢٧٢-٢٧٣) مستندًا إلى اللغة أنّ المقيت: القدير، وعلَّل ذلك بقوله: "وذلك أنّ ذلك فيما يذكر كذلك بلغة قريش، ويُنشد للزبير بن عبد المطلب عم رسول الله ﷺ: وذي ضغن كففت النفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتا أي: قديرًا. وقد قيل: إنّ منه قول النبي ﷺ: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يُقيت». في رواية من رواها: «يقيت». يعني: مَن هو تحت يديه في سلطانه من أهله وعياله، فيقدر له قوته". وأمّا ابنُ عطية (٢/٦١٧) فقد عرض لهذا الاختلاف، ثم علَّق بقوله: «وهذا كله يتقارب، ومنه قول رسول الله ﷺ: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يُقيت». على من رواها هكذا، أي: من هو تحت قدرته وفي قبضته من عيال وغيره». ونسب ابنُ عطية (٢/٦١٧) هذا القول لمقاتل بن حيان، ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا على أن يُقال: أقات بمعنى: قات».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب