الباحث القرآني

﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ﴾ - تفسير

٢٠٢٤٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿و﴾قال إبليس: ﴿لأضلنهم﴾ عن الهدى، ﴿ولأمنينهم﴾ بالباطل، ولأخبرنهم ألّا بعث ولا جنة ولا نار[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٨.]]. (ز)

﴿وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ﴾ - تفسير

٢٠٢٤٤- عن الضحاك بن مُزاحِم: ﴿فليبتكن ءاذان الأنعام﴾، قال: لَيُقَطِّعَنَّ آذان الأنعام[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٢)

٢٠٢٤٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق القاسم بن أبي بزة- في قوله: ﴿ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن ءاذان الأنعام﴾، قال: دين شرعه لهم إبليس، كهيئة البَحائِر، والسَّوائِب[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٣-٤٩٤، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]. (٥/٢٢)

٢٠٢٤٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿فليبتكن ءاذان الأنعام﴾، قال: البَتْكُ في البحيرة والسائبة، كانوا يُبَتِّكون آذانها لطواغيتهم[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٣، وابن جرير ٧/٤٩٣. وعلق ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٨ نحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٢٢)

٢٠٢٤٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في الآية، قال: أمّا ﴿فليبتكن ءاذان الأنعام﴾ فيَشُقُّونها، فيجعلونها بحيرة[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٣، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]. (٥/٢٢)

٢٠٢٤٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولأمرنهم فليبتكن﴾ يعني: لَيُقَطِّعُنَّ ﴿آذان الأنعام﴾ وهي البحيرة، للأوثان[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٨.]]. (ز)

﴿وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ﴾ - نزول الآية، وتفسيرها

٢٠٢٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمار بن أبي عمار- أنّه كره الإخصاء، وقال: فيه نزلت ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٣، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٢٣)

٢٠٢٥٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، قال: يعني: إخصاء البهائم[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٢٩٢-، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩ من طريق عمار بن أبي عمار، والبيهقي في سننه ١٠/٢٤-٢٥ من كلا الطريقين. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٤٠٧-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/٢٣)

٢٠٢٥١- وعن عبد الله بن عمر= (ز)

٢٠٢٥٢- وسعيد بن المسيب، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]. (ز)

٢٠٢٥٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق مُطَرِّف، عن رجل- قال: إخصاء البهائم مُثْلَة. ثم قرأ: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٢٧، وابن جرير ٧/٤٩٥.]]. (٥/٢٣)

٢٠٢٥٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، قال: دين الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٧، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩ من طريق مطرف عن رجل. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٥)

٢٠٢٥٥- وعن الحكم [بن عتيبة]= (ز)

٢٠٢٥٦- وعطاء الخراساني، نحو ذلك[[علقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]١٨٥٤. (ز)

١٨٥٤ وجَّهَ ابنُ عطية (٣/٢٦) هذا القول بقوله: «ذهبوا في ذلك إلى الاحتجاج بقوله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم:٣٠] أي: لدين الله». ثم قال معلِّقا: «والتبديل يقع موضعه التغيير، وإن كان التغيير أعم منه». وعلَّق عليه ابنُ كثير (٤/٢٧٨-٢٧٩) بقوله: «وهذا كقوله تعالى: ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله﴾ [الروم:٣٠] على قول مَن جعل ذلك أمرًا، أي: لا تبدلوا فطرة الله، ودعوا الناس على فطرتهم، كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدانه، ويُنَصِّرانه، ويُمَجِّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل يحسون فيها من جدعاء؟»».

٢٠٢٥٧- عن عبد الله بن عمر أنه كان يكره الخصاء، ويقول: هو نماء خلق الله[[أخرجه البيهقي ١٠/٢٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٤)

٢٠٢٥٨- عن أنس بن مالك -من طريق الربيع بن أنس- أنه كره الإخصاء. وقال: فيه نزلت: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾ [[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٢٣)

٢٠٢٥٩- عن أنس بن مالك -من طريق الربيع بن أنس- يقول في قول الله -جل ثناؤه-: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، قال: منه الخصاء[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٨٤٤٤)، وابن أبي شيبة ١٢/٢٢٦، وابن جرير ٧/٤٩٦. وعلقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]١٨٥٥. (ز)

١٨٥٥ علَّق ابنُ عطية (٣/٢٦) على هذا القول بقوله: «فهي عندهم أشياء ممنوعة».

٢٠٢٦٠- عن سعيد بن المسيب، ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، يعني: دين الله[[تفسير البغوي ٢/٢٨٩.]]. (ز)

٢٠٢٦١- عن سعيد بن جبير -من طريق حميد- ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: دين الله[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٩١ - تفسير). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٦)

٢٠٢٦٢- عن إبراهيم النخعي -من طريق مغيرة- ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: دين الله[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٣، وآدم بن أبي إياس (تفسير مجاهد - ص٢٩٢)، وسعيد بن منصور (٦٨٩- تفسير)، وابن جرير ٧/٤٩٧، ٤٩٨، ٥٠٠، والبيهقي ١٠/٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٢٦)

٢٠٢٦٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: الفطرة دين الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٩.]]. (ز)

٢٠٢٦٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: دين الله. ثم قرأ: ﴿لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم﴾ [الروم:٣٠][[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٣، وفي المصنف (٨٤٤٥)، وآدم (ص٢٩٣- تفسير مجاهد)، وابن جرير ٧/٤٩٨-٤٩٩، والبيهقي ١٠/٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٢٦)

٢٠٢٦٥- عن مجاهد بن جبر= (ز)

٢٠٢٦٦- وعكرمة مولى ابن عباس -من طريق القاسم بن أبي بزَّة- قالا: دين الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٩.]]. (ز)

٢٠٢٦٧- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق قتادة- أنّه كره الخصاء. قال: وفيه نزلت: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٢٧، وابن جرير ٧/٤٩٧.]]. (٥/٢٥)

٢٠٢٦٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق القاسم- في قوله: ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: هو الخصاء[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٣، وفي المصنف (٨٤٤٥)، وابن جرير ٧/٤٩٥-٤٩٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]١٨٥٦. (٥/٢٤)

١٨٥٦ ورد عن مجاهد وعكرمة هنا القول بأن المراد بالتغيير: تغيير الدين. وورد أنه: الإخصاء. وجمع ابنُ تيمية (٢/٣٤٣) بين القولين، فقال: «ولا منافاة بين القولين عنهما، كما قال تعالى عن الشيطان: ﴿ولآمُرنهُمْ فليبَتكُن آذانَ الأَنْعامِ، ولآمُرنهمْ فَليغَيرن خَلْقَ الله﴾: فتغيير ما خلق الله عباده عليه من الدين تغييرٌ لدينه، والخصاء وقطع الأذن تغيير لخلقه، ولهذا شبه النبي ﷺ أحدهما بالآخر فيِ قوله: «كلُّ مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدانه ويُنَصِّرانه ويُمَجِّسانه، كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟!». فأولئك يغيرون الدين، وهؤلاء يغيرون الصورة بالجدع والخصاء، هذا يغير ما خلق اللّه عليه قلبه، وهذا يغير ما خلق عليه بدنه».

٢٠٢٦٩- عن القاسم بن أبي بَزَّة، قال: سل عنها عكرمة: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾. فسألته، فقال: الإخصاء.= (ز)

٢٠٢٧٠- قال مجاهد: ما له -لعنه الله-؟! فواللهِ، لقد علم أنّه غير الإخصاء. ثم قال: سله. فسألته، فقال عكرمة: ألم تسمع إلى قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله﴾ [الروم:٣٠]. قال: لدين الله. فحدَّثتُ به مجاهدًا، فقال: ما له -أخزاه الله-؟![[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٥.]]. (ز)

٢٠٢٧١- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: دين الله، وهو قوله: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله﴾ [الروم:٣٠]. يقول: لدين الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠٠.]]. (٥/٢٦)

٢٠٢٧٢- عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: الإخصاء[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]. (ز)

٢٠٢٧٣- عن شبيل، أنّه سمع شَهْر بن حَوْشَب قرأ هذه الآية: ﴿فليغيرن خلق الله﴾. قال: الخصاء منه.= (ز)

٢٠٢٧٤- فأمرتُ أبا التَّيّاح، فسأل الحسن [البصري] عن خصاء الغنم. قال: لا بأس به[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٧٣، وفي المصنف (٨٤٤٨)، وابن جرير ٧/٤٩٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/٢٤)

٢٠٢٧٥- عن الحسن البصري: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، يعني: دين الله[[تفسير الثعلبي ٣/٣٨٨، وتفسير البغوي ٢/٢٨٩.]]. (ز)

٢٠٢٧٦- عن الحسن البصري -من طريق يونس- في قوله: ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: الوَشْم[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠١، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٤٠٧- بلفظ: هو ما تَشِمُ النساء في أيديها ووجوهها؛ كان نساء أهل الجاهلية يفعلن ذلك.]]١٨٥٧. (٥/٢٦)

١٨٥٧ علَّق ابنُ عطية (٣/٢٦) على هذا القول بقوله: «فمن ذلك الحديث: «لَعَن رسول الله ﷺ الواشمات، والموشومات، والمتنمصات، والمتفلجات المُغَيِّرات خلق الله». ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «لعن الله الواصلة، والمستوصلة»».

٢٠٢٧٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، أي: دين الله.= (ز)

٢٠٢٧٨- في قول الحسن، وقتادة[[كذا أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٩. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]. (ز)

٢٠٢٧٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق شيبان- في قوله: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، قال: ما بال أقوام جَهَلَة يُغَيِّرون صِبْغَة الله، ولون الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٧٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/٢٨)

٢٠٢٨٠- عن القاسم بن أبي بَزَّة -من طريق عثمان بن الأسود- في قوله: ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: دين الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠٠.]]. (ز)

٢٠٢٨١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، قال: أمّا ﴿خلق الله﴾ فدين الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٩.]]. (ز)

٢٠٢٨٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: مِن تغيير خلق الله الإخصاءُ[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٥.]]. (ز)

٢٠٢٨٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولأمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، يعني: لَيُبَدِّلُنَّ دين الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٨.]]. (ز)

٢٠٢٨٤- عن سفيان -من طريق يونس- في قوله: ﴿فليغيرن خلق الله﴾، قال: هو الخِصاء[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٩٧.]]. (ز)

٢٠٢٨٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، في قوله: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾، قال: دين الله. وقرأ: ﴿لا تبديل لخلق الله﴾ [الروم:٣٠]. قال: لدين الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٢٧.]]١٨٥٨. (ز)

١٨٥٨ اختلف في المراد بتغيير خلق الله على أقوال: الأول: هو تغيير دين الله. والثاني: إخصاء البهائم. والثالث: الوشم. ورجَّح ابنُ جرير (٧/٥٠٢) القول الأول مستندًا إلى القرآن، فقال: «وذلك لدلالة الآية الأخرى على أنّ ذلك معناه، وهي قوله: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم﴾ [الروم:٣٠]». وجعل القول بالخصاء والوشم مندرجًا فيه، فقال: «وإذا كان ذلك معناه دخل في ذلك فِعْلُ كُلِّ ما نهى الله عنه من خصاء ما لا يجوز خصاؤه، ووشم ما نهى عن وشمه ووشره، وغير ذلك من المعاصي، ودخل فيه ترك كل ما أمر الله -جلَّ ثناؤه- به؛ لأن الشيطان لا شكَّ أنه يدعو إلى جميع معاصي الله، وينهى عن جميع طاعته، فذلك معنى أمرِه نصيبَه المفروضَ من عباد الله بتغيير ما خلق الله من دينه». وانتَقَد (٧/٥٠٢) تخصيص التغيير بالخصاء والوشم مستندًا إلى اللغة، ودلالة العقل، فقال: «فلا معنى لتوجيه مَن وجَّه قوله: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾ إلى أنه وعد الآمر بتغيير بعض ما نهى الله عنه دون بعض، أو بعض ما أمر به دون بعض. فإن كان الذي وجَّه معنى ذلك إلى الخصاء والوشم دون غيره إنّما فعل ذلك لأن معناه كان عنده أنه عنى تغيير الأجسام؛ فإنّ في قوله -جلَّ ثناؤه- إخبارًا عن قيل الشيطان: ﴿ولآمرنهم فليغيرن خلق الله﴾ ما يُنبِئُ أنّ معنى ذلك غير ما ذهب إليه؛ لأنّ تبتيك آذان الأنعام من تغيير خلق الله، الذي هو أجسام، وقد مضى الخبر عنه أنه وعْد الآمر بتغيير خلق الله من الأجسام مفسرًا، فلا وجه لإعادة الخبر عنه به مجملًا، إذ كان الفصيح في كلام العرب أن يترجَم عن المجمل من الكلام بالمفسر، وبالخاص عن العام، دون الترجمة عن المفسر بالمجمل، وبالعام عن الخاص، وتوجيه كتاب الله إلى الأفصح من الكلام أولى من توجيهه إلى غيره ما وجد إليه السبيل». ورجَّح ابنُ عطية (٣/٢٦-٢٧) العموم، فقال: «ومَلاك تفسير هذه الآية: أنّ كل تغيير ضارٌّ فهو في الآية، وكلَّ تغيير نافعٌ فهو مباح».

﴿وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ﴾ - آثار، وأحكام متعلقة بالآية

٢٠٢٨٦- عن عبد الله بن عباس، قال: نهى رسول الله ﷺ عن صَبْرِ الرُّوحِ[[صبر الروح: هو أن يمسك شيئًا من ذات الروح حيًّا ثم يرميه بشيء حتى يموت. النهاية (صبر).]]، وإخصاء البهائم[[أخرجه البيهقي في الكبرى ١٠/٤٠-٤١ (١٩٧٩٠، ١٩٧٩١) واللفظ له، وأبو يعلى في مسنده ٤/٣٧٦ (٢٤٩٧). قال البيهقي: «بإسناد فيه ضعف». وقال الهيثمي في المجمع ٥/٢٦٥ (٩٣٦٨): «رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح». وقال الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد ٧/٣٩١: «وروى البزار برجال الصحيح». وقال الشوكاني في نيل الأوطار ٨/٩٨-٩٩: «وأخرج البزار بإسناد صحيح من حديث ابن عباس».]]. (٥/٢٤)

٢٠٢٨٧- عن عبد الله بن عمر، قال: نهى رسول الله ﷺ عن خصاء الخيل والبهائم. قال ابن عمر: فيه نماء الخلق[[أخرجه أحمد ٨/٣٨٨ (٤٧٦٩). قال أبو زرعة في الضعفاء ٢/٦٩٣-٦٩٤: «عبد الله بن نافع في رفعه هذا الحديث يستدل على سوء حفظه، وضعفه». وقال الهيثمي في المجمع ٥/٢٦٥ (٩٣٦٧): «وفيه عبد الله بن نافع، وهو ضعيف».]]. (٥/٢٣)

٢٠٢٨٨- عن عائشة، قالت: كان رسول الله ﷺ يَلْعن القاشِرَة[[القاشرة: التي تعالج وجهها أو وجه غيرها بالغَمرة -طلاء يتخذ من الزعفران أو الكركم- ليصفو لونها. النهاية (قشر).]]، والمقشورة، والواشمة، والمستوشمة، والواصلة، والمتصلة[[أخرجه أحمد ٤٣/٢٢٦ (٢٦١٢٨). قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٦/٥٦٥: «هذا حديث غريب فَرْدٌ». وقال الهيثمي في المجمع ٥/١٦٩ (٨٨٦٧): «وفيه مَن لم أعرفه من النساء». وقال الألباني في الضعيفة ٤/١١٧ (١٦١٤)، ٩/٢٩٨ (٤٣١٠): «ضعيف».]]. (٥/٢٧)

٢٠٢٨٩- عن عائشة: أنّ جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتَمَعَّط شعرُها، فأرادوا أن يصِلوها، فسألوا النبي ﷺ. فقال: «لعن الله الواصلة، والمُسْتَوْصِلة»[[أخرجه البخاري ٧/١٦٥ (٥٩٣٤)، ومسلم ٣/١٦٧٧ (٢١٢٣).]]. (٥/٢٨)

٢٠٢٩٠- عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: أتت النبي ﷺ امرأةٌ، فقالت: يا رسول الله، إنّ لي ابنة عروسًا، وإنّه أصابتها حصبةٌ، فتمزَّق شعرُها، أفأصِلُه؟ فقال رسول الله ﷺ: «لعن الله الواصلة، والمستوصلة»[[أخرجه البخاري ٧/١٦٥ (٥٩٣٥، ٥٩٣٦)، ٧/١٦٦ (٥٩٤١)، ومسلم ٣/١٦٧٦ (٢١٢٢).]]. (٥/٢٨)

٢٠٢٩١- عن أبي ريحانة، قال: نهى رسول الله ﷺ عن عشرة: عن الوَشْرِ[[الوشْر: هو أن تحدد المرأة أسناها وترققها. القاموس (وشر).]]، والوشم، والنَتْف، وعن مُكامَعَة [[المكامعة: هو أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد، لا حاجز بينهما. النهاية (كمع).]]الرجلِ الرجلَ بغير شعار، وعن مكامعة المرأةِ المرأةَ بغير شعار، وأن يجعل الرجل في أسفل ثوبه حريرًا مثل الأعلام، وأن يجعل على منكبه مثل الأعاجم، وعن النُّهْبى[[النهبى: بمعنى النهب. النهاية (نهب).]]، وعن ركوب النمور، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان[[أخرجه أحمد ٢٨/٤٤١-٤٤٢ (١٧٢٠٩)، ٢٨/٤٤٤ (١٧٢١٠)، ٢٨/٤٤٨ (١٧٢١٤)، وأبو داود ٦/١٥٩ (٤٠٤٩)، والنسائي ٨/١٤٣ (٥٠٩١). قال ابن عبد البر في التمهيد ١٧/١٠٣: «وإنما أعرفه عن أبي الحصين الهيثم بن شقي، لا يعرف هذا الحديث إلا به، ولم يرو عنه فيما علمت غير عياش بن عياش القتباني». وقال ابن حجر في التلخيص الحبير ٢/٣٨٧: «وفي إسناده رجل مبهم، فلم يصح الحديث». وقال المناوي في فيض القدير ٦/٣٣٦ (٩٤٩٤): «قال الذهبي في المهذب: له طرق حسنة». وقال العظيم آبادي في عون المعبود ١١/٦٧ (٤٠٤٩): «فيه مقال». وقال السفاريني في غذاء الألباب ٢/٢٨٨: «ذكره البخاري في تاريخه، قال في الفروع: ولم أجد فيه كلامًا، وباقي إسناده جيد، قال: فهو حديث حسن». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٩٢ (٦٥٣٩): «ضعيف».]]. (٥/٢٧)

٢٠٢٩٢- عن جابر بن عبد الله، قال: زَجَر النبي ﷺ أن تصل المرأةُ برأسها شيئًا[[أخرجه مسلم ٣/١٦٧٩ (٢١٢٦).]]. (٥/٢٧)

٢٠٢٩٣- عن عبد الله بن عمر: أنّ عمر بن الخطاب كان ينهى عن إخصاء البهائم، ويقول: هل النماء إلا في الذكور؟![[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٢٧، والبيهقي ١٠/٢٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٤)

٢٠٢٩٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- قال: لعن اللهُ الواشمات، والمستوشمات، والمُتَنَمِّصات، والمُتَفَلِّجات [[الفلج: فرجة ما بين الثنايا والرباعيات، والمتفلجات: النساء اللاتي يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين. النهاية ٣/٤٦٨.]]للحُسْن، والمغيرات خلق الله[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠١-٥٠٢.]]. (٥/٢٦)

٢٠٢٩٥- عن أبي سعيد عبد الله بن بسر، قال: أمرنا عمر بن عبد العزيز بخصاء الخيل= (ز)

٢٠٢٩٦- ونهانا عنه عبد الملك بن مروان[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٥)

٢٠٢٩٧- عن عروة بن الزبير -من طريق هشام- أنّه خصى بغلًا له[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٢٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٥)

٢٠٢٩٨- عن طاووس بن كيسان أنّه خَصى جملًا له[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٥)

٢٠٢٩٩- عن محمد بن سيرين -من طريق أيوب- أنّه سُئِل عن خصاء الفحول. فقال: لا بأس، لو تُرِكت الفحول لأكل بعضها بعضًا[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٢٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٥)

٢٠٣٠٠- عن الحسن البصري -من طريق عبد الملك بن أبي بشير المدائني- قال: لا بأس بإخصاء الدواب[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٢٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٥)

٢٠٣٠١- عن أبي هلال الراسبي، قال: سأل رجل الحسن البصري: ما تقول في امرأة قشرت وجهها؟ قال: ما لَها -لعنها الله- غيَّرت خلق الله؟![[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠١.]]. (ز)

٢٠٣٠٢- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق مالك بن مغول- أنّه سُئِل عن إخصاء الفحل، فلم ير به عند عِضاضِه وسوء خلقه بأسًا[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٢٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٢٥)

﴿وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا ۝١١٩﴾ - تفسير

٢٠٣٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن يتخذ الشيطان﴾ يعني: إبليس ﴿ولِيًّا﴾ يعني: ربًّا ﴿من دون الله﴾ ﷿ ﴿فقد خسر خسرانا مبينا﴾ يقول: فقد ضل ضلالًا بَيِّنًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٨.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب