الباحث القرآني
﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ﴾ - تفسير
٦٢٩٥٢- عن الحكم بن عمير -وكان من أصحاب النبي ﷺ- قال: قال النبي ﷺ: «إنّ الأمانة والوفاء نزلا على ابنِ آدم مع الأنبياء، فأُرسلوا به، فمنهم رسول الله، ومنهم نبيٌّ، ومنهم نبيٌّ رسول، ونزل القرآن وهو كلام الله، ونزلت العربية والعجمية، فعلموا أمر القرآن، وعلموا أمر السنن بألسنتهم، ولن يدع الله شيئًا من أمره مما يأتون ومما يجتنبون -وهي الحُجَج عليهم- إلا بُيّنت لهم، فليس أهل لسان إلا وهم يعرفون الحسن من القبيح، ثم الأمانة أول شيء يُرفع، ويبقى أثرها في جذور قلوب الناس، ثم يُرفع الوفاء والعهد والذمم، وتبقى الكتب لعالم يعلمها، وجاهل يعرفها وينكرها ولا يحملها، حتى وصل إلَيَّ وإلى أمتي، فلا يهلك على الله إلا هالك، ولا يغفله إلا تارك، والحذرَ أيها الناس، وإياكم والوسواسَ الخناس، فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملًا، والله أعلم»[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٩-٢٠٠. قال ابن كثير في تفسيره ٦/٤٩١: «هذا حديث غريب جدًّا، وله شواهد من وجوه أخرى». وقال السيوطي: «بسند ضعيف».]]. (١٢/١٦٢)
٦٢٩٥٣- عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله ﷺ: «الأمانة ثلاث: الصلاة، والصيام، والغسل من الجنابة»[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٦٠)
٦٢٩٥٤- عن أُبَيّ بن كعب -من طريق مسروق- قال في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ الآية: مِن الأمانة أن ائتُمِنَت المرأة على فرجها[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٥، وابن جرير ١٩/٢٠٠، والحاكم ٢/٤٢٢، والبيهقي في سننه ٧/٤١٨. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٦٠)
٦٢٩٥٥- عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «خمسٌ مَن جاء بِهِنَّ يوم القيامة مع إيمان دخل الجنة: مَن حافظ على الصلوات الخمس؛ على وضوئهن، وركوعهن، وسجودهن، ومواقيتهن، وأعطى الزكاةَ مِن ماله طيب النفس بها -وكان يقول:- وايمُ الله، لا يفعل ذلك إلا مؤمن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأدّى الأمانة». قالوا: يا أبا الدرداء: وما الأمانة؟ قال: الغُسل مِن الجنابة، فإن الله لم يأمن ابنَ آدم على شيء من دينه غيره[[أخرجه أبو داود ١/٣٢٠-٣٢١ (٤٢٩)، وابن جرير ١٩/٢٠٠ واللفظ له. قال المنذري في الترغيب والترهيب ١/١٤٨ (٥٤٤): «رواه الطبراني بإسناد جيد». وقال الهيثمي في المجمع ١/٤٧ (١٣٩): «رواه الطبراني في الكبير، وإسناده جيد». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٢/٣١٣ (٤٥٧): «إسناده حسن».]]. (ز)
٦٢٩٥٦- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ أنّه قال: «القتلُ في سبيل الله يُكَفِّر الذنوب كلها، أو قال: يكفّر كل شيء إلا الأمانة؛ يؤتى بصاحب الأمانة، فيقال له: أدِّ أمانتك، فيقول: أي رب، وقد ذهبت الدنيا. ثلاثًا، فيقال: اذهبوا به إلى الهاوية. فيُذهب به إليها، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها، فيجدها هناك كهيئتها، فيحملها، فيضعها على عاتقه، فيصعد بها إلى شفير جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلَّت، فهوى في أثرها أبد الآبدين». قالوا: والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث؛ وأشد ذلك الودائع. فلقيت البراء، فقلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله؟ فقال: صدق[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال ص٢٠٦-٢٠٧ (٢٥٠)، والخرائطي في مكارم الأخلاق ص٦٩ (١٦٠)، وابن جرير ١٩/٢٠١-٢٠٢. قال عبد الله بن أحمد في مسائل الإمام أحمد ص٢٥٤: «قال أبي: هذا الحديث رواه الثوري وأبو سنان الصغير، وهو الشيباني، إسناده إسناد جيد». وقال المنذري في الترغيب ٢/٣٥٨ (٢٧١٦): «رواه البيهقي موقوفًا، ورواه بمعناه هو وغيره مرفوعًا، والموقوف أشبه». وقال ابن كثير في تفسيره عن إسناد ابن جرير ٦/٤٩٢: «إسناده جيد، ولم يخرجوه».]]. (ز)
٦٢٩٥٧- عن عبد الله بن مسعود، وعن ناس من الصحابة -من طريق السُّدِّيّ، عن مرة الهمداني-= (ز)
٦٢٩٥٨- وعبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيّ، عن أبي مالك وأبي صالح- قال: كان لا يُولَد لآدم مولود إلا وُلِد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جاريةَ هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى وُلد له اثنان، يقال لهما: قابيل، وهابيل، وكان قابيل صاحب زرع، وكان هابيل صاحب ضرع، وكان قابيل أكبرهما، وكان له أخت أحسن من أخت هابيل، وإنّ هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل، فأبى عليه، وقال: هي أختي، وُلدت معي، وهي أحسن من أختك، وأنا أحق أن أتزوجها. فأمره أبوه أن يزوجّها هابيل، فأبى، وإنهما قرّبا قربانًا إلى الله أيهما أحق بالجارية، وكان آدم يومئذ قد غاب عنهما، أي: بمكة ينظر إليها، قال الله لآدم: يا آدم، هل تعلم أنّ لي بيتًا في الأرض؟ قال: اللهم، لا. قال: إنّ لي بيتًا بمكة، فأْتِه. فقال آدم للسماء: احفظي ولدي بالأمانة. فأبت، وقال للأرض، فأبت، فقال للجبال، فأبت، فقال لقابيل، فقال: نعم، تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك. فلما انطلق آدم وقرّبا قربانًا، وكان قابيل يفخر عليه فيقول: أنا أحق بها منك، هي أختي، وأنا أكبر منك، وأنا وصي والدي. فلما قرّبا قرّب هابيل جذعة[[الجذَعَة: صغير السن في الحيوان، وهو ولد الشاة في السنة الثانية، وولد البقرة والحافر في السنة الثالثة وولد الإبل في السنة الخامسة. مختار الصحاح (جذع).]] سمينة، وقرّب قابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة، ففركها فأكلها، فنزلت النار، فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي. فقال هابيل: ﴿إنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أنا بِباسِطٍ يَدِيَ إلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إنِّي أخافُ اللَّهَ رَبَّ العالَمِينَ * إنِّي أُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وإثْمِكَ فَتَكُونَ مِن أصْحابِ النّارِ وذَلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ﴾ [المائدة:٢٧-٢٩]. فطلبه ليقتله، فراغ[[راغ: هرب. لسان العرب (روغ).]] الغلام منه في رؤوس الجبال، وأتاه يومًا من الأيام وهو يرعى غنمه في جبل، وهو نائم، فرفع صخرة، فشدخ[[الشدخ: كسر الشيء الأجوف. مختار الصحاح (شدخ).]] بها رأسه، فمات، وتركه بالعراء، ولا يعلم كيف يُدفن، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له، ثم حَثا عليه، فلما رآه قال: ﴿ويْلَتا أعَجَزْتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذا الغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْءَةَ أخِي﴾ [المائدة:٣١]. فهو قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْءَةَ أخِيهِ﴾ [المائدة:٣١]. فرجع آدم، فوجد ابنه قد قتل أخاه، فذلك حين يقول: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠٣.]]. (ز)
٦٢٩٥٩- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق أبي نجيح- قال: أول ما خلق الله من الإنسان فرجُه، ثم قال: هذه أمانتي عندك، فلا تضيعها إلا في حقها. فالفرج أمانة، والسمع أمانة، والبصر أمانة[[أخرجه ابن أبي الدنيا في الورع (١٣٣)، والحكيم الترمذي ٢/٢٠٦، ٣/١٥٥.]]. (١٢/١٦٠)
٦٢٩٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ الآية، قال: الأمانة: الفرائض[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٧-١٩٨، وابن الأنباري في الأضداد ص٣٨٩-٣٩٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٥٦)
٦٢٩٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأَرْضِ﴾: يعني بالأمانة: الطاعة[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٨.]]. (ز)
٦٢٩٦٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا﴾: فلم تقبلها الملائكة، فلمّا خلق الله آدم عرضها عليه، فقال: يا رب، ما هي؟ قال: إن أحسنت جزيتك، وإن أسأت عذبتك. قال: فقد تحملتُها، يا رب[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/٤٠٧.]]. (ز)
٦٢٩٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوام بن حوشب وجويبر، عن الضحاك بن مزاحم- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأَرْضِ والجِبالِ فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها﴾، قال: الأمانة: الفرائض التي افترضها الله على عباده[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٧.]]. (ز)
٦٢٩٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق جويبر، عن الضحاك- قال في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾: إن الله قال لآدم: إني عرضت الأمانة على السموات والأرض والجبال، فلم تُطِقْها، فهل أنت حاملها بما فيها؟ قال: أي رب، وما فيها؟ قال: إن حملتها أُجِرْت، وإن ضيَّعتها عُذِّبت. قال: قد حملتها بما فيها. قال: فما غَبَر[[غبر: مَكَثَ. اللسان (غبر).]] في الجنة إلا قدر ما بين الأولى والعصر حتى أخرجه إبليس من الجنة[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٧ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٥٩)
٦٢٩٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ الآية: هي أمانات الناس، والوفاء بالعهد، فحقٌّ على كل مؤمن ألّا يغش مؤمنًا ولا معاهدًا في شيء قليل ولا كثير[[تفسير الثعلبي ٨/٦٨، وتفسير البغوي ٦/٣٨٠.]]. (ز)
٦٢٩٦٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق صالح مولى التوأمة- قال: الأمانة التي حملها الإنسان: الصلاة، والصوم، والغُسْل من الجنابة[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٧٤٢.]]. (ز)
٦٢٩٦٧- عن عبد الله بن عمر -من طريق عطية – ﴿إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها﴾، قال: مِن الطاعة والمعصية، عرضها على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وعرضها على آدم ﵇، فقال: هل أنت آخِذُها بما فيها؟ قال: وما هي؟ قال: إن أحسنت جُزيتَ، وإن أسأت عُوقبتَ. قال: نعم[[أخرجه البيهقي في الزهد الكبير ص٢٧٧ (٧١١)، وابن عساكر في تاريخه ٧/٤٠٨.]]. (ز)
٦٢٩٦٨- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ، في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ﴾ قال: الأمانة: ما أُمروا به ونهوا عنه، ﴿وحَمَلَها الإنْسانُ﴾ قال: آدم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٥٦)
٦٢٩٦٩- عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر- ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾، قال: الفرائض التي افترضها الله على العباد[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٦٠)
٦٢٩٧٠- قال مجاهد بن جبر: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾، الأمانة: الفرائض، وحدود الدين[[تفسير الثعلبي ٨/٦٧، وتفسير البغوي ٦/٣٨٠ لكن آخره بلفظ: وقضاء الدين.]]. (ز)
٦٢٩٧١- عن مجاهد بن جبر، قال في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾: لما خلق الله السموات والأرض والجبال عرض الأمانة عليهنَّ، فلم يقبلوها، فلما خلق آدم عرضها عليه، قال: يا ربِّ، وما هي؟ قال: هي إن أحسنتَ أجرتُك، وإن أسأتَ عذبتُك. قال: فقد تحملتُ، يا رب. قال: فما كان بين أن تحملها إلى أن أُخرِج إلا قدر ما بين الظهر والعصر[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٥٧)
٦٢٩٧٢- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾، قال: الدِّين[[عزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١٢/١٦٠)
٦٢٩٧٣- عن الضحاك بن مزاحم: أنّه سُئِل: وما الأمانة في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾؟ قال: هي الفرائض، وحقٌّ على كل مؤمن ألّا يغش مؤمنًا ولا معاهدًا في شيء قليل ولا كثير، فمن فعل فقد خان أمانته، ومن انتقص مِن الفرائض شيئًا فقد خان أمانته[[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وعبد بن حميد. وأوله عند ابن جرير عن الضحاك عن ابن عباس ١٩/١٩٧، وقد تقدم.]]. (١٢/١٥٩)
٦٢٩٧٤- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾ فلم يُطِقْنَ حملها، فهل أنت -يا آدم- آخذها بما فيها؟ قال آدم: وما فيها، يا رب؟ قال: إن أحسنتَ جُزيتَ، وإن أسأتَ عوقبتَ. فقال: تحملتُها. فقال الله -تبارك وتعالى-: قد حَمَّلْتُكَها. فما مكث آدمُ إلا مقدار ما بين الأولى إلى العصر حتى أخرجه إبليسُ -لعنه الله- مِن الجنة. والأمانة: الطاعة[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٩.]]. (ز)
٦٢٩٧٥- عن الحسن البصري -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾، قال: هي فرائضُ الله التي عرض على السموات والأرض والجبال ﴿فأبين أن يحملنها﴾[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٥.]]. (ز)
٦٢٩٧٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾، قال: يعني به: الدين، والفرائض، والحدود[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٥ بنحوه من طريق معمر، وابن جرير ١٩/٢٠١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٥٩)
٦٢٩٧٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق إسرائيل- قال في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾: عَرض عليهنَّ الثواب والعقاب، والطاعة والمعصية[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٧٤٢، ومن طريق الخليل بن مرة أيضًا.]]. (ز)
٦٢٩٧٨- قال إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾: هي ائتمان آدم ابنه قابيل على أهله وولده، وخيانته إياه في قتل أخيه -وذكر القصة إلى أن قال-: قال الله ﷿ لآدم: يا آدم، هل تعلم أنّ لي في الأرض بيتًا؟ قال: اللهم، لا. قال: فإن لي بيتًا بمكة، فَأْتِه. فقال آدم للسماء: احفظي ولدي بالأمانة. فأبتْ، وقال للأرض فأبتْ، وقال للجبال فأبت، وقال لقابيل فقال: نعم، تذهب وترجع تجد أهلك كما يسرك. فانطلق آدم ﵇، فرجع وقد قتل قابيلُ هابيلَ، فذلك قوله ﷿: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ يعني: قابيل حين حمل أمانة آدم ثم لم يحفظ له أهله[[تفسير الثعلبي ٨/٦٨.]]. (ز)
٦٢٩٧٩- قال زيد بن أسلم، في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾ الآية: هي الصوم، والغُسْل مِن الجنابة، وما يخفى من شرائع الدين[[تفسير الثعلبي ٨/٦٧، وتفسير البغوي ٦/٣٨٠.]]. (ز)
٦٢٩٨٠- عن ابن أشوَع، في الآية، قال: عَرَض عليهن العملَ، وجعل لهن الثوابَ[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٧٨-.]]. (١٢/١٥٨)
٦٢٩٨١- عن محمد بن السائب الكلبي، في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾ الآية: عرض العبادةَ على السموات، والأرض، والجبال ...[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٧٤٢.]]. (ز)
٦٢٩٨٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾، وهي: الطاعة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥١٠-٥١١.]]. (ز)
٦٢٩٨٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنها﴾، قال: إنّ الله عرض عليهنَّ الأمانة؛ أن يفترض عليهن الدين، ويجعل لهن ثوابًا وعقابًا، ويستأمنهن على الدين[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠٠.]]٥٢٨٤. (ز)
﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَیۡنَ أَن یَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَـٰنُۖ﴾ - تفسير
٦٢٩٨٤- عن عبد الله بن مسعود، أنّه قال في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ الآية: مُثِّلت الأمانة كصخرة ملقاة، وُدِعَيت السموات والأرض والجبال إليها، فلم يقربوا منها، وقالوا: لا نطيقُ حملَها. وجاء آدم من غير أن يُدعى، وحرّك الصخرة، وقال: لو أُمِرْتُ بحملها لحملتها. فقلن له: احملها. فحملها إلى ركبتيه، ثم وضعها، وقال: واللهِ، لو أردت أن أزداد لزدتُ. فقلن له: احملها. فحملها إلى حقوه، ثم وضعها، وقال: واللهِ لو أردت أن أزداد لزدت. فقلن له: احمل. فحملها حتى وضعها على عاتقه، فأراد أن يضعها، فقال الله: مكانك، فإنها في عنقك وعنق ذريتك إلى يوم القيامة[[تفسير البغوي ٦/٣٨١.]]. (ز)
٦٢٩٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ الآية، قال: الأمانة: الفرائض، عرضها الله على السموات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم، وإن ضيَّعوها عذَّبهم، فكرهوا ذلك، وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيمًا لدين الله ألّا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم، فقبلها بما فيها، وهو قوله: ﴿وحَمَلَها الإنْسانُ إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ يعني: غِرًّا بأمر الله[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٧-١٩٨، وابن الأنباري في الأضداد ص٣٨٩-٣٩٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٥٦)
٦٢٩٨٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأَرْضِ﴾: يعني بالأمانة: الطاعة، عرضها عليهم قبل أن يعرضها على آدم، فلم تطقها، فقال لآدم: يا آدم، إني قد عرضت الأمانة على السموات والأرض والجبال، فلم تطقها، فهل أنت آخذُها بما فيها؟ فقال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنتَ جُزيتَ، وإن أسأت عُوقبتَ. فأخذها آدم فتحملها، فذلك قوله: ﴿وحَمَلَها الإنْسانُ إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٨.]]. (ز)
٦٢٩٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾، قال: عُرِضت على آدم، فقيل: خذها بما فيها، فإن أطعتَ غفرتُ لك، وإن عصيتَ عذَّبتُك. قال: قبلتُها بما فيها. فما كان إلا قدر ما بين الظهر إلى الليل مِن ذلك اليوم حتى أصاب الذنب[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٩٧، وابن الأنباري في الأضداد ص٣٨٨-٣٨٩، والحاكم ٢/٤٢٢، وأخرجه سعيد بن منصور ٧/٨٧ (١٧٥٢) بذكر أوله عن سعيد وآخره عن ابن عباس. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٥٨)
٦٢٩٨٨- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق الثوري، عن غير واحد- في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾، قال: هي الفرائض. وفي قوله: ﴿فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها﴾، قال: فلم يستطعنها. قال: فقيل لآدم: هل أنت آخذها بما فيها. قال: وما فيها؟ قال: إن أحسنتَ أُجرتَ، وإن أسأتَ جُوزيتَ. قال: فحملها[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٥، وابن جرير ١٩/١٩٨ مختصرًا من طريق سفيان عن رجل، وزاد في آخره: فما لبث ما بين الظهر والعصر حتى أُخرج منها.]]. (ز)
٦٢٩٨٩- عن أبي رَوْق عطية بن الحارث، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله ﷿: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال﴾ الآية، قال: عرض عليهنَّ العمل، وقال: إن أحسَنتُنَّ جُوزِيتُنَّ، وإن أسأتُنَّ عُوقِبتُنَّ. قال: ﴿فأبين أن يحملنها وأشفقن منها﴾، وعرضها على آدم ﵇، فحملها[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/٤٠٩.]]. (ز)
٦٢٩٩٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: ﴿فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنها﴾ قيل لهن: أن تحملنها وتؤدين حقها. فقلنا: لا نطيق ذلك، ﴿وحَمَلَها الإنْسانُ﴾ قيل له: أتحملها؟ قال: نعم. قيل: أتؤدي حقها؟ قال: نعم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٥ بنحوه من طريق معمر، وابن جرير ١٩/٢٠١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وفي آخره قال: أطيق ذلك.]]. (١٢/١٥٩)
٦٢٩٩١- عن ابن أشوَع، في الآية، قال: عَرَض عليهن العملَ، وجعل لهن الثوابَ، فضَجَجْنَ إلى الله ثلاثة أيام ولياليهن، فقلن: ربنا، لا طاقة لنا بالعمل، ولا نريد الثواب[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٧٨-.]]. (١٢/١٥٨)
٦٢٩٩٢- عن أبي حازم [سلمة بن دينار] -من طريق ابن أبي هلال- قال: إنّ الله عرض الأمانة على السماء الدنيا، فأبتْ، ثم التي تليها، حتى فرغ منها، ثم الأرض، ثم الجبال، ثم عرضها على آدم، فقال: نعم، بين أذني وعاتقي. قال الله: فثلاث آمرك بهنَّ، فإنهن لك عون: إني جعلتُ لك بصرًا، وجعلتُ لك شفرين، فغضهما عن كل شيء نهيتك عنه، وجعلتُ لك لسانًا بين لحيين، فكفَّه عن كل شيء نهيتك عنه، وجعلت لك فرجًا وواريته، فلا تكشفه إلى ما حَرَّمْتُ عليك[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠٢-٢٠٣، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٧٨-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/١٥٦)
٦٢٩٩٣- عن محمد بن السائب الكلبي، في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾ الآية: عرض العبادة على السموات والأرض والجبال، أيأخذنها بما فيها؟ قلنَ: وما فيها؟ قيل: إن أحسنتُنَّ جُوزيتُنَّ، وإن أسأتُنَّ عُوقِبتُنَّ[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٤٢.]]. (ز)
٦٢٩٩٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ وهي الطاعة ﴿عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾ على الثواب والعقاب، إن أحسنتْ جوزيتْ، وإن عصتْ عوقبتْ، ﴿فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها﴾ يعني: الطاعة على الثواب والعقاب، فلم يُطِقْنَها، ﴿وأَشْفَقْنَ مِنها﴾ مِن العذاب مخافةَ ترْك الطاعة، فقيل لآدم ﵇: أتحملها بما فيها؟ قال آدم: وما فيها، يا رب؟ قال: إن أطعتَ جوزيتَ، وإن عصيتَ عوقبتَ. قال آدم: قد حملتُها بما فيها. فلم يلبث في الجنة إلا قليلًا -يعني: ساعتين من يومه- حتى عصى ربه ﷿، وخان الأمانة، فذلك قوله ﷿: ﴿وحَمَلَها الإنْسانُ﴾ يعني: آدم ﵇[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥١٠-٥١١.]]. (ز)
٦٢٩٩٥- عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ﴾ الآيةَ، قال: بلغني: أنّ الله تعالى لما خلق السموات والأرض والجبال قال: إنِّي فارِضٌ فريضةً، وخالقٌ جنةً ونارًا، وثوابًا لمن أطاعني، وعقابًا لمن عصاني. فقالت السماء: خلقتني، فسخَّرتَ فِيَّ الشمس والقمر والنجوم والسحاب والريح والغيوث، فأنا مُسَخَّرة على ما خلقتني، لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابًا ولا عقابًا. وقالت الأرض: خلقتني وسخرتني، فجَّرتَ فِيَّ الأنهار، فأخرجت مِنِّي الثمار، وخلقتني لما شئت، فأنا مسخّرة على ما خلقتني، لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابًا ولا عقابًا. وقالت الجبال: خلقتني رواسي الأرض، فأنا على ما خلقتني، لا أتحمل فريضة، ولا أبغي ثوابًا ولا عقابًا. فلما خلق الله آدم عرض عليه، فحمله[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٧٨-، وابن الأنباري (٣٩٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/١٥٧)
٦٢٩٩٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنها﴾، قال: إنّ الله عرض عليهن الأمانة أن يفترض عليهن الدين، ويجعل لهنَّ ثوابًا وعقابًا، ويستأمنهن على الدين، فقلن: لا، نحن مسخّرات لأمرك، لا نريد ثوابًا ولا عقابًا. قال رسول الله ﷺ: «وعرضها الله على آدم، فقال: بين أذني وعاتقي». قال ابن زيد: فقال اللهُ له: أما إذ تحملت هذا فسأعينك، أجعل لبصرك حجابًا، فإذا خشيتَ أن تنظر إلى ما لا يحل لك فأرخِ عليه حجابه، وأجعل للسانك بابًا وغلقًا، فإذا خشيت فأغلِق، وأجعل لفرجك لباسًا، فلا تكشفه إلا على ما أحللت لك[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠٠.]]. (ز)
٦٢٩٩٧- قال يحيى بن سلّام: ﴿فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها﴾، وعرضها على الإنسان -والإنسان: آدم-، فقَبِلَها[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٤١.]]. (ز)
﴿إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومࣰا جَهُولࣰا ٧٢﴾ - تفسير
٦٢٩٩٨- قال عبد الله بن عباس: ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ ظلومًا لنفسه، جهولًا بأمر الله، وما احتمل من الأمانة[[تفسير الثعلبي ٨/٦٨، وتفسير البغوي ٦/٣٨١.]]. (ز)
٦٢٩٩٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾، أي: غِرًّا بأمر الله[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠٥.]]. (ز)
٦٣٠٠٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح، وابن جريج- قوله: ﴿إنه كان ظلوما جهولا﴾، قال: ظلومًا لنفسه، جاهلًا بعاقبة أمره[[أخرجه إسحاق البستي ص١٤٢.]]. (ز)
٦٣٠٠١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق أبي رَوْق عطية بن الحارث- في قوله ﷿: ﴿إنه كان ظلوما جهولا﴾، قال: ظالم في خطيئته، جاهل فيما حمل ولده[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/٤٠٩.]]. (ز)
٦٣٠٠٢- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق سفيان، عن رجل- في قوله: ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾، قال: ظلومًا لنفسه، جهولًا فيما احتمل فيما بينه وبين ربه[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠٥.]]. (ز)
٦٣٠٠٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾: أي: ظلومًا بها، جهولًا عن حقِّها[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠١، ٢٠٥-٢٠٦ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٥٩)
٦٣٠٠٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾: يعني: قابيل، حين حمل أمانة آدم، لم يحفظ له أهله[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٠٥.]]٥٢٨٥. (ز)
٦٣٠٠٥- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿ظَلُومًا﴾ حين عصى ربه، ﴿جَهُولًا﴾ لا يدري ما العقاب في ترك الأمانة[[تفسير الثعلبي ٨/٦٨، وتفسير البغوي ٦/٣٨١.]]. (ز)
٦٣٠٠٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا﴾ لنفسه بخطيئته، ﴿جَهُولًا﴾ بعاقبة ما تحمَّل من الطاعة على الثواب والعقاب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥١١.]]. (ز)
٦٣٠٠٧- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق سفيان بن عيينة- في قوله: ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا﴾ ظلمه نفسه في خطيئته، ﴿جَهُولًا﴾ بعاقبة ما تحمَّل[[أخرجه إسحاق البستي ص١٤٣، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٧٨-، وابن الأنباري (٣٩٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/١٥٧)
٦٣٠٠٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿إنَّهُ كانَ ظَلُومًا﴾ لنفسه، ﴿جهولا﴾ بربه، وهذا المشرك[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٤١.]]. (ز)
﴿إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومࣰا جَهُولࣰا ٧٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٣٠٠٩- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة: الرجلُ يُفضِي إلى امرأته، وتُفضِي إليه، ثم ينشر سِرَّها»[[أخرجه مسلم ٢/١٠٦١ (١٤٣٧).]]. (١٢/١٦١)
٦٣٠١٠- عن جابر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إذا حدّث الرجلُ بالحديث، ثم التفت، فهي أمانة»[[أخرجه أحمد ٢٢/٣٦٢ (١٤٤٧٤)، ٢٣/١٠٥ (١٤٧٩٢)، ٢٣/٢٩٧ (١٥٠٦٢)، ٢٣/٣٩٨ (١٥٢٤٢)، وأبو داود ٧/٢٣١ (٤٨٦٨)، والترمذي ٤/٧٤-٧٥ (٢٠٧٤). قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب». وقال المنذري في الترغيب ٣/٦٢ (٣٠٨٣): «قال الحافظ ابن عطاء المدني: ولا يمنع مِن تحسين الإسناد». وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ٢/٢٦٧: «من حديث ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن عطاء، وهو ثقة. وقال البخاري: فيه نظر». وقال العظيم آبادي في عون المعبود ١٣/١٤٨: «وفي إسناده عبد الرحمن بن عطاء المدني، قال البخاري: عنده منا كير. وقال أبو حاتم الرازي: شيخ. قيل له: أدخله البخاري في كتاب الضعفاء! قال: يحول من ها هنا. وقال الموصلي: عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر لا يصح». وحسّن إسنادَه الألباني في الصحيحة ٣/٨١ (١٠٩٠).]]. (١٢/١٦١)
٦٣٠١١- عن الحسن، قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا ومن الأمانة، ألا ومن الخيانة أن يحدِّث الرجل أخاه بالحديث، فيقول: اكتم عني. فيفشيه»[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٦١)
٦٣٠١٢- عن عبد الله بن عمر -من طريق محارب- قال: مِن تضييع الأمانة النظر في الحجرات والدور[[أخرجه ابن أبي الدنيا (٧١)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥٢٨٩).]]. (١٢/١٦٠)
٦٣٠١٣- عن عبد الله بن محمد بن أبي الوضاح، عن الحسن، في تفسير هذه الآية: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال﴾، فقال الحسن: إنّ أقوامًا غدوا في المطارف العتاق، والعمائم الرقاق، يطلبون الإمارات، يتعرضون للبلاء، وهم مِنه في عافية، حتى إذا أصابوها خافوا مَن فوقهم مِن أهل العقد، وظلموا بها مَن تحتهم مِن أهل العهد، هزلوا بها دينهم، وسمَّنوا بها براذينهم، ووسَّعوا بها دورهم، وضيَّقوا بها قبورهم، ألم ترهم قد جدَّدوا الثياب، وأخلقوا الدِّين؟ يتكئ أحدهم على يمينه فيأكل مِن غير طعامه؛ طعامه غصب، وخدمه سخَرَة، يدعو بحلوٍ بعد حامض، ورطب بعد يابس، حتى إذا أخذته الكظة[[الكِظَّة: وهي ما يَعْتري المُمتلىء من الطَّعام. النهاية (كظظ).]] تجشأ من البَشَم[[البَشَم: التُّخَمة عن الدَّسَم. النهاية (بشم).]]، ثم قال: يا جارية هاتي حاطومًا[[الحاطُوم: الهاضوم. اللسان (حطم).]]، هاتي ما يهضم الطعام. يا أحمق، لا والله، إن تهضم إلا دينك، أين جارك؟ أين يتيمك؟ أين مسكينك؟ أين ما أوصى الله به؟[[أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ١٦/٩٥.]]. (ز)
٦٣٠١٤- عن الأوزاعي: أنّ عمر بن عبد العزيز عرض العمل على محمد بن كعب، فأبى، فقال له عمر: أتعصي؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أخبِرني عن الله حين عرض ﴿الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها﴾، هل كان ذلك منها معصية؟ قال: لا. فتركه[[عزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر.]]. (١٢/١٥٨)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.