الباحث القرآني
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡۚ وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔاۗ وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ ١٤٤﴾ - نزول الآية
١٤٨٣١- عن كُلَيْب، قال: خطَبَنا عمرُ، فكان يقرأُ على المنبر آلَ عمران، ويقول: إنّها أُحُدِيَّةٌ. ثُمَّ قال: تفرَّقْنا عن رسول الله ﷺ يومَ أحد، فصعِدتُ الجبلَ، فسمعتُ يهوديًّا يقول: قُتِل محمد. فقلتُ: لا أسمعُ أحدًا يقول: «قُتِل محمد» إلّا ضربتُ عنقَه. فنظرتُ، فإذا رسول الله ﷺ والناسُ يتراجعون إليه؛ فنزلت هذه الآية: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾[[أخرجه ابن المنذر ١/٤٠٢ (٩٧٥)، من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ، عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، عن أبي بكر النهشلي، عن عاصم بن كليب، عن أبيه كليب بن شهاب الجرمي به. إسناده حسن.]]. (٤/٤٤)
١٤٨٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي-: أنّ رسول الله ﷺ اعتزل هو وعصابةٌ معه يومئذٍ على أكَمَةٍ[[أكمة: رابية، وهي المكان المرتفع. النهاية (أكم).]]، والناس يَفِرُّون، ورجلٌ قائِمٌ على الطريق يسألُهم: ما فعل رسولُ الله ﷺ؟ وجعل كلما مرُّوا عليه يسألهم، فيقولون: واللهِ، ما ندري ما فَعَل. فقال: والَّذِي نفسي بيده، لَئِن كان النبيُّ ﷺ قُتِل لَنُعْطِيَنَّهم بأيدينا؛ إنّهم لَعشائِرُنا وإخوانُنا. وقالوا: لو أنّ محمدًا كان حيًّا لم يُهْزَم، ولكنه قد قُتِل. فتَرَّخَصُوا في الفرار حينئذٍ؛ فأنزل الله: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ الآيةَ كلها[[أخرجه ابن جرير ٦ /١٠٣. الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/٤٥)
١٤٨٣٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- قال: أُلْقِي في أفواه المسلمين يومَ أُحُدٍ أنّ النبي ﷺ قد قُتِل؛ فنزلت هذه الآية: ﴿وما محمد إلا رسول﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٣.]]. (٤/٤٦)
١٤٨٣٤- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- قال: نادى مُنادٍ يومَ أحد حين هُزِم أصحابُ محمد ﷺ: ألّا إنّ محمدًا قد قُتِل؛ فارجِعوا إلى دينكم الأول. فأنزل الله: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٣.]]. (٤/٤٦)
١٤٨٣٥- عن عطية العوفي -من طريق فُضَيْل بن مرزوق- قال: لَمّا كان يوم أحد وانهزموا قال بعضُ الناس: إن كان محمدٌ قد أُصِيب فأعطوهم بأيديكم؛ فإنّما هم إخوانكم. وقال بعضُهم: إن كان محمدٌ قد أُصِيب ألا تَمْضُون على ما مضى عليه نبيُّكم حتى تلحقوا به! فأنزل الله: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ إلى قوله: ﴿فآتاهم الله ثواب الدنيا﴾[[أخرجه ابن المنذر (٩٧٧). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٤٧)
١٤٨٣٦- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- قال: فشا في الناسِ يومَ أُحُدٍ أنّ رسولَ الله ﷺ قد قُتِل، فقال بعضُ أصحاب الصَّخْرَةِ: ليت لنا رسولًا إلى عبد الله بن أُبَيٍّ، فيأخذ لنا أمانًا من أبي سفيان، يا قوم، إنّ محمدًا قد قُتِل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم. قال أنس بن النَّضْر: يا قوم، إن كان محمدٌ ﷺ قد قُتِل فإنّ ربَّ محمدٍ ﷺ لم يُقْتَلْ؛ فقاتِلوا على ما قاتَل عليه محمدٌ ﷺ، اللَّهُمَّ، إنِّي أعتذرُ إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء. فشدَّ بسيفه، فقاتَل حتى قُتِل؛ فأنزل الله: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٩-١٠١ مطولًا. واقتصر السيوطيُّ على بعضه.]]. (٤/٤٦)
١٤٨٣٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في الآية، قال: ذلك يومُ أحد، حين أصابهم ما أصابهم من القرح والقتل، وتداعوا نبيَّ الله ﷺ، قالوا: قد قُتِل. وقال أُناسٌ منهم: لو كان نبيًّا ما قُتِل. وقال أُناسٌ من عِلْيَةِ أصحاب النبي ﷺ: قاتِلوا على ما قاتَل عليه نبيُّكم حتى يفتحَ اللهُ عليكم، أو تلحقوا به. وذُكِر لنا: أنّ رجلًا مِن المهاجرين مرَّ على رجلٍ من الأنصار وهو يَتَشَحَّطُ في دمِه، فقال: يا فلانُ، أشعرتَ أنّ محمدًا قد قُتِل؟ فقال الأنصاريُّ: إن كان محمدًا قد قُتِل فقد بلَّغ، فقاتِلوا عن دينكم. فأنزل الله: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٧٨.]]. (٤/٤٥)
١٤٨٣٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد-، نحوه[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٨-٩٩. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زَمنين ١/٣٢٢-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٤٦)
١٤٨٣٩- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق مَعْمَر-: أنّ الشيطان صاح بأعلى صوته يوم أحد: إنّ محمدًا قُتِل. قال كعبُ بنُ مالك: فكنتُ أوَّلَ مَن عرف النبيَّ ﷺ؛ عرفتُ عينيه مِن تحت المِغْفَر، فناديتُ بصوتي الأعلى: هذا رسول الله. فأشار إلَيَّ: أن اسْكُتْ. فأنزل الله تعالى: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل﴾ الآية[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٣٤، وابن سعد في الطبقات ٢/٤٣.]]. (ز)
١٤٨٤٠- قال مقاتل بن سليمان: قالوا يومئذ: إنّ محمدًا ﷺ قد قُتِل. فقال بشر[[كذا في المطبوع، والمعروف «أنس بن النضر»، ولعله تحرف في النسخ.]] بن النَّضْر الأنصاري -وهو عَمُّ أنس بن مالك-: إن كان محمدًا ﷺ قد قُتِل فإنَّ ربَّ محمد حَيٌّ، أفلا تقاتلون على ما قاتل عليه رسول الله ﷺ حتى تلقوا اللهَ ﷿! ثُمَّ قال النَّضْرُ: اللَّهُمَّ، إنِّي أعتذرُ إليك مِمّا يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مِمّا جاء به هؤلاء. ثُمَّ شدَّ عليهم بسيفه، فقتل مِنهم مَن قَتَل، وقال المنافقون يومئذ: ارجعوا إلى إخوانكم فاسْتَأْمِنُوهم، فارجعوا إلى دينِكم الأوَّلِ. فقال النضرُ عند قول المنافقين تلك المقالةَ؛ فأنزل الله ﷿: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾[[تفسير مقاتل ١/٣٠٥.]]. (ز)
١٤٨٤١- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: قال أهلُ المرض والارتياب والنِّفاقِ حين فرَّ الناسُ عن النبي ﷺ: قد قُتِل محمدٌ؛ فالحقوا بدينكم الأول. فنزلت هذه الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٣.]]١٤٠٨. (٤/٤٦)
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡۚ وَمَن﴾ - تفسير
١٤٨٤٢- عن عبد الرحمن بن عوف -من طريق المِسْوَر بن مَخْرَمَة- ﴿أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، قال: وصِياحُ الشيطانُ يومَ أحد: قُتِل محمدٌ ﷺ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٧٧.]]. (ز)
١٤٨٤٣- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- أنّه سمِعه يقول في قوله: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾ الآية: ناسٌ مِن أهلِ الارْتِيابِ والمرضِ والنفاقِ قالوا يومَ أُحُدٍ يومَ فرَّ الناسُ عن نبيِّ الله ﷺ، وشُجَّ فوق حاجبِه، وكُسِرَتْ رباعِيَتُه: قُتِل محمدٌ؛ فالحَقُوا بدينِكم الأوَّلِ. فذلك قوله: ﴿أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٤، وابن المنذر ١/٤٠٣ من طريق علي بن الحكم.]]. (ز)
١٤٨٤٤- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ﴿أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، يقول: إن مات نبيُّكم أو قُتِل ارتددتم كفارًا بعد إيمانكم؟![[أخرجه ابن جرير ٦/٩٨-٩٩. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زَمنين ١/٣٢٢-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٤٦)
١٤٨٤٥- عن الزُّهْرِيِّ، قال: لَمّا نزلت هذه الآيةُ: ﴿ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم﴾ [الفتح:٤] قالوا: يا رسول الله، قد علِمْنا أنّ الإيمان يزدادُ، فهل ينقُص؟ قال: «إي، والَّذِي بعثني بالحقِّ، إنّه لَيَنقُص». قالوا: يا رسول الله، فهل لذلك دلالةٌ في كتاب الله؟ قال: «نعم». ثُمَّ تلا رسولُ الله ﷺ هذه الآية: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾. فالانقلاب نقصانٌ، ولا كفر[[أخرجه ابن المنذر ١/٤١٦ (٩٩٩) مرسلًا.]]. (٤/٥١). (ز)
١٤٨٤٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، يقول: ارْتَددتُم كُفّارًا بعد إيمانكم[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٩، وابن أبي حاتم ٣/٧٧٨.]]. (٤/٤٥)
١٤٨٤٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾ يقول: وهل محمدٌ ﵇ لو قُتِل إلا كَمَن قُتِل قبلَه مِن الأنبياء؟! ﴿أفإيْن مات﴾ محمدٌ ﴿أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾ يعني: رجعتم إلى دينِكم الأوِّلِ الشِّرْكِ[[تفسير مقاتل ١/٣٠٥.]]. (ز)
١٤٨٤٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾ إلى قوله: ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾، أي: لِقول الناس: قُتِل محمد. وانهزامِهم عند ذلك، وانصرافِهم عن عدوهم. أي: أفَإن مات نبيُّكم أو قُتِل رجعتم عن دينكم كُفّارًا كما كنتم، وتركتم جهادَ عدوِّكم؟! وكتابُ الله ﷿ وما قد خَلَّف نبيُّه من دينه معكم وعندكم، وقد بيَّن لكم فيما جاءكم عنِّي أنّه مَيِّتٌ ومُفارِقُكم[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٤، وابن أبي حاتم ٣/٧٧٨، وابن المنذر ١/٤١٧ من طريق إبراهيم بن سعد.]]. (ز)
١٤٨٤٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، قال: ما بينكم وبين أن تدَّعُوا الإسلامَ وتنقلبوا على أعقابكم إلّا أن يموتَ محمدٌ أو يُقْتَل! فسوف يكونُ أحدُ هذين، فسوف يموتُ، أو يُقْتَل[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٤.]]. (ز)
﴿وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔاۗ﴾ - تفسير
١٤٨٥٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- ﴿ومن ينقلب على عقبيه﴾، قال: يَرْتَدُّ[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٢، وابن أبي حاتم ٣/٧٧٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٤٨)
١٤٨٥١- عن قتادة بن دِعامة، قال: ﴿ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا﴾، إنّما يَضُرُّ نفسَه[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زَمنين ١/٣٢٢-.]]. (ز)
١٤٨٥٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن ينقلب على عقبيه﴾ يقول: ومَن يرجع إلى الشرك بعد الإيمان ﴿فلن يضر الله شيئا﴾ بارتداده مِن الإيمان إلى الشرك، إنّما يضرُّ بذلك نفسَه[[تفسير مقاتل ١/٣٠٥.]]. (ز)
١٤٨٥٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿ومن ينقلب على عقبيه﴾ أي: يرجع عن دينه ﴿فلن يضر الله شيئا﴾ أي: لن ينقص ذلك مِن عِزِّ الله، ولا مُلْكِه، ولا سُلْطانِه[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٤، وابن أبي حاتم ٣/٧٧٨، وابن المنذر ١/٤١٧ من طريق إبراهيم بن سعد.]]. (ز)
﴿وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ ١٤٤﴾ - تفسير
١٤٨٥٤- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي أيوب- في قوله: ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾، قال: الثابتين على دينهم؛ أبا بكر وأصحابَه١٤٠٩. فكان عليٌّ يقول: كان أبو بكر أميرَ الشاكرين، وأميرَ أحِبّاءِ الله، وكان أشكرَهم، وأحبَّهم إلى الله[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٧. وفي الدر بلفظ: كان أبو بكر أمين الشاكرين.]]. (٤/٥٠)
١٤٨٥٥- عن زيد بن علي -من طريق هاشم بن البَرِيد- قال: أبو بكر الصديق إمام الشاكرين. ثم قرأ ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩/٤٦٠، والدارقطني في فضائل الصحابة ص٧٧ (٥٦).]]. (ز)
١٤٨٥٦- عن قتادة بن دِعامة، قال: ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾، يعني: المؤمنين، يجزيهم بالجنة[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زَمنين ١/٣٢٢-.]]. (ز)
١٤٨٥٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾، يعني: المُوَحِّدِين لله، في الآخرة[[تفسير مقاتل ١/٣٠٥.]]. (ز)
١٤٨٥٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾، أي: مَن أطاعه وعَمِل بأمره[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٨، وابن أبي حاتم ٣/٧٧٩، وابن المنذر ١/٤١٧ من طريق إبراهيم بن سعد.]]. (ز)
١٤٨٥٩- عن العلاء بن بدر -من طريق مُغِيرة- قال: إنّ أبا بكر أميرُ الشاكرين. وتلا هذه الآية: ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٨.]]١٤١٠. (ز)
﴿وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ ١٤٤﴾ - بسط قصة الآية
١٤٨٦٠- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: لَمّا برز رسولُ الله ﷺ يوم أحد إليهم -يعني: إلى المشركين- أمر الرُّماةَ فقاموا بأصلِ الجبل في وجه خيل المشركين، وقال: «لا تبرحوا مكانَكم إن رأيتمونا قد هزمناهم، فإنّا لن نزالَ غالبين ما ثَبَتُّم مكانَكم». وأَمَّرَ عليهم عبدَ الله بنَ جبير أخا خَوّات بن جبير، ثم شدَّ الزبيرُ بنُ العوّامِ والمقدادُ بن الأسود على المشركين، فهزماهم، وحمل النبيُّ ﷺ وأصحابُه فهزموا أبا سفيان، فلمّا رأى ذلك خالدُ بن الوليد -وهو على خيل المشركين- حَمَلَ، فرَمَتْهُ الرُّماةُ فانقَمَع، فلمّا نظر الرُّماةُ إلى رسول الله ﷺ وأصحابِه في جوف عَسْكَرِ المشركين يَنتَهِبُونَه بادَرُوا إلى الغنيمة، فقال بعضُهم: لا نتركُ أمرَ رسول الله ﷺ. فانطلق عامَّتُهم، فلَحِقُوا بالعسكر، فلَمّا رأى خالدٌ قِلَّةَ الرُّماةِ صاح في خيله، ثُمَّ حَمَلَ، فقَتَلَ الرُّماةَ، وحمل على أصحاب النبي ﷺ، فلَمّا رأى المشركون أنّ خيلهم تُقاتِلُ تَنادَوْا، فشَدُّوا على المسلمين، فهزموهم، وقتلوهم. فأتى ابنُ قَمِئَةَ الحارثي -أحد بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة- فرمى رسولَ الله ﷺ بحجرٍ، فكسر أنفَه ورَباعِيَتَه، وشجَّه في وجهه، فأثقَلَه، وتفرَّق عنه أصحابُه، ودخل بعضُهم المدينةَ، وانطلق بعضُهم فوق الجبل إلى الصخرة، فقاموا عليها، وجعل رسول الله ﷺ يدعو الناس: «إلَيَّ، عبادَ الله، إلَيَّ، عبادَ الله». فاجتمع إليه ثلاثون رجلًا، فجعلوا يسيرون بين يديه، فلم يقِفْ أحدٌ إلا طلحةُ وسهلُ بن حنيف، فحماه طلحةُ، فرُمِي بسهم في يدِه، فيَبِسَتْ يدُه. وأقبل أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ الجمحي، وقد حَلَفَ لَيَقْتُلَنَّ النبيَّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «بل أنا أقتلُه». فقال: يا كذابُ، أين تَفِرُّ مِنِّي؟ فحمل عليه، فطعنه النبيُّ ﷺ في جَنبِ الدِّرْع، فجُرِح جُرْحًا خفيفًا، فوقع يخُورُ خُوارَ الثَّوْرِ، فاحتملوه، وقالوا: ليس بك جِراحَةٌ، فما يُزْعِجُك؟ قال: أليس قال: لأقتلنك؟ والله، لو كانت لِجميعِ ربيعة ومُضَرَ لَقَتَلَتْهُم. ولم يلبث إلا يومًا أو بعضَ يوم حتى مات مِن ذلك الجُرْح. وفشا في الناسِ أنّ رسول الله ﷺ قد قُتِلَ، فقال بعضُ أصحاب الصخرة: ليت لنا رسولًا إلى عبد الله بن أُبَيٍّ، فنأخذ لنا أمَنَةً من أبي سفيان، يا قوم، إنّ محمدًا قد قُتِلَ؛ فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم. فقال أنس بن النضر: يا قوم، إن كان محمدٌ قد قُتِل فإنّ ربَّ محمدٍ لم يُقْتَل؛ فقاتِلوا على ما قاتَل عليه محمدٌ ﷺ. اللَّهُمَّ، إنِّي أعتذرُ إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء. ثم شدَّ بسيفه، فقاتَل حتى قُتِلَ ﵀، ورضي عنه-. وانطلق رسولُ الله ﷺ يدعو الناسَ، حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة، فلمّا رأوه وضع رجلٌ سهمًا في قوسه، فأراد أن يرميه، فقال: «أنا رسولُ الله». ففرحوا حين وجدوا رسولَ الله ﷺ حيًّا، وفرح رسول الله ﷺ حين رأى أنّ في أصحابه مَن يمتنع به، فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله ﷺ ذهب عنهم الحزن، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابَه الذين قتلوا، فقال الله ﷿ للذين قالوا: إنّ محمدًا قد قُتِلَ فارجعوا إلى قومكم: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/٩٩-١٠٢. وفي إسناده أسباط بن نصر فيه مقال. تنظر ترجمته في: تهذيب الكمال ٢/٣٥٧.]]. (ز)
﴿وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ ١٤٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٤٨٦١- قال أبو بكر الصديق -من طريق إبراهيم-: لو منعوني ولو عقالًا أعْطَوْا رسولَ الله ﷺ لجاهدتهم. ثم تلا: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٦٥.]]. (٤/٥٢)
١٤٨٦٢- عن عمر بن الخطاب -من طريق عروة- أنّه قام لَمّا تُوُفِّي النبيُّ ﷺ، فتَوَعَّد مَن قال: قد مات. بالقتل والقطع، فجاء أبو بكر، فقام إلى جانب المنبر، وقال: إنّ الله نعى نبيَّكم إلى نفسه وهو حيٌّ بين أظهركم، ونعاكم إلى أنفسكم، فهو الموت، حتى لا يبقى أحدٌ إلا الله، قال الله: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ إلى قوله: ﴿الشاكرين﴾. فقال عمر: هذه الآية في القرآن، والله ما علمتُ أنّ هذه الآية أُنزِلت قبل اليوم. وقال: قال اللهُ لمحمد ﷺ: ﴿إنك ميت وإنهم ميتون﴾ [الزمر:٣٠][[أخرجه البيهقي في الدلائل ٧/٢١٧-٢١٨.]]. (٤/٥٠)
١٤٨٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي سلمة- أنّ أبا بكر خرج وعمرُ يُكَلِّمُ الناسَ، فقال: اجلس، يا عمر. فأبى عمرُ أن يجلس، فأقبل الناسُ إليه، وتركوا عمر، وقال أبو بكر: أما بعد، مَن كان يعبد محمدًا فإنّ محمدًا قد مات، ومَن كان يعبد الله فإنّ الله حي لا يموت، قال الله: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ إلى قوله: ﴿الشاكرين﴾. قال: فواللهِ، لكأنّ الناسَ لم يعلموا أنّ الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلاها منه الناسُ كلُّهم، فما أسمع بشرًا مِن الناس إلا يتلوها[[أخرجه البخاري (١٢٤١، ١٢٤٢، ٤٤٥٤).]]. (٤/٤٨)
١٤٨٦٤- عن أبي هريرة، قال: لَمّا تُوُفِّي رسولُ الله ﷺ قام عمر بن الخطاب، فقال: إنّ رجالًا مِن المنافقين يزعمون أنّ رسول الله ﷺ تُوُفِّي، وإنّ رسول الله ﷺ -واللهِ- ما مات، ولكنَّه ذهب إلى ربِّه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلةً ثُمَّ رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات. واللهِ، ليرجعنَّ رسولُ الله ﷺ كما رجع موسى، فليقطعن أيديَ رجال وأرجلَهم زعموا أنّ رسول الله ﷺ مات. فخرج أبو بكر، فقال: على رِسْلِك، يا عمر، أنصِتْ. فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنّه مَن كان يعبد محمدًا فإنّ محمدًا قد مات، ومَن كان يعبد الله فإنّ الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ الآية، فواللهِ، لكأنّ الناسَ لم يعلموا أنّ هذه الآيةَ نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ، وأخذ الناسُ عن أبي بكر، فإنّما هي في أفواههم، قال عمر: فواللهِ، ما هو إلا أن سمعتُ أبا بكر تلاها، فعَقرْتُ[[فَعَقرْتُ: فَدُهِشْتُ من فجاءة الرَّوع. النهاية (عقر).]] حتى وقعتُ إلى الأرض، وما تحملني رجلاي، وعرفت أنّ رسول الله ﷺ قد مات[[أخرجه ابن المنذر (٩٨٦).]]. (٤/٤٩)
١٤٨٦٥- عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- قال: لَمّا قُبِض رسولُ الله ﷺ كان أبو بكر في ناحية المدينة، قال: فدخل على رسول الله ﷺ، فوضع فاهُ على جبين رسول الله ﷺ، فجعل يُقَبِّلُه، ويقول: بأبي أنت وأمي، طِبتَ حيًّا وميِّتًا. فلما خرج مرَّ بعمر -رحمة الله عليه- وهو يقول: واللهِ، ما مات رسول الله ﷺ، ولا يموت حتى نقتل المنافقين. قال: وقد كانوا استبشروا بموت رسول الله ﷺ، ورفعوا رؤوسهم، فمرَّ به أبو بكر، فقال: أيها الرجل، ارْبَعْ على نفسِك[[اربع على نفسك: ارفق بها. تاج العروس (ربع).]]؛ فإنّ رسول الله ﷺ قد مات، ألم تسمع الله -تبارك وتعالى- يقول: ﴿إنك ميت وإنهم ميتون﴾ [الزمر:٣٠]، ﴿وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإيْن مت فهم الخالدون﴾ [الأنبياء:٣٤]؟! قال: وأتى المنبرَ، فصعِد، فحمِد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن كان محمدٌ إلهَكم الذي تعبدون فإنّ إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الله الذي في السماء فإنّ إلهكم حيٌّ لا يموت. قال: ثُمَّ تلا: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾ حتى ختم الآية. قال: ثم نزل، وقد استبشر المؤمنون بذلك، واشتد فرحُهم، وأخذ المنافقين الكآبةُ، قال عبد الله بن عمر: والذي نفسي بيده، لكأنّما كانت على وجوهنا أغطيةٌ فكُشِفَتْ[[أخرجه البزار ١/١٨٢-١٨٣ (١٠٣).]]. (ز)
١٤٨٦٦- عن عمر بن الخطاب -من طريق ابن عباس- أنّه قال: كنتُ أتأوَّل هذه الآية: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾ [البقرة:١٤٣]، فواللهِ، إن كنتُ لأظُنُّ أنه سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها، وإنّه هو الذي حَمَلَنِي على أن قلتُ ما قلتُ[[أخرجه ابن المنذر (٩٤٧)، والبيهقي (٧/٢١٩).]]. (٤/٥٠)
١٤٨٦٧- قال عمر بن الخطاب -من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية-: دَعْنِي -يا رسول الله- أنزِع ثَنِيَّتَيْ سهيلِ بن عمرو؛ فلا يقوم خطيبًا في قومه أبدًا. فقال: «دعها؛ فلعلَّها أن تَسُرَّك يومًا». فلما مات النبي ﷺ نفر أهل مكة، فقام سُهَيْلٌ عند الكعبة، فقال: مَن كان يعبد محمدًا فإنّ محمدًا قد مات، واللهُ حيٌّ لا يموت[[أخرجه الحاكم ٣/٣١٨ (٥٢٢٨)، من طريق ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عمرو، عن الحسن بن محمد، قال: قال عمر. إسناده جيد، ولكن الحسن بن محمد بن الحنفية لم يسمع من عمر ﵁؛ لأن أباه ولد بعد وفاة النبي ﷺ (أي بعد١١هـ) وعمر (ت ٢٣هـ)؛ فيكون عُمْر أبيه -إذا افترضنا أنه ولد بعد وفاة النبي مباشرة- عند وفاة عُمَر ١٢عامًا.]]. (٤/٥١)
١٤٨٦٨- عن عائشة -من طريق الزهري، عن أبي سلمة-: أنّ أبا بكر أقبل على فرس مِن مسكنه بالسُّنْح، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يُكَلِّم الناسَ حتى دخل على عائشة، فتَيَمَّم رسولَ الله ﷺ، وهو مُغَشًّى بثوب حِبَرَةٍ[[ثوب حِبَرة: ضرب من برود اليمن. القاموس (حبر).]]، فكشف عن وجهه، ثُمَّ أكبَّ عليه، وقبَّله، وبكى، ثُمَّ قال: بأبي أنت وأمي، واللهِ، لا يجمع اللهُ عليك موتتين، أمّا الموتةُ التي كُتِبَت عليك فقد مُتَّها[[أخرجه البخاري (١٢٤١، ١٢٤٢، ٤٤٥٢، ٤٤٥٣)، والنسائي (١٨٤٠).]]. (٤/٤٨)
١٤٨٦٩- عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك: كانت الكتبُ إلى قبائل العرب المرتدة كتابًا واحدًا: بسم الله الرحمن الرحيم، مِن أبي بكر خليفة رسول الله ﷺ، إلى مَن بلغه كتابي هذا مِن عامَّةٍ وخاصَّة؛ أقام على إسلامه أو رجع عنه، سلامٌ على مَنِ اتَّبَع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والعمى. فإنِّي أحمدُ اللهَ إليكم، الله الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، نُقِرُّ بما جاء به، ونُكَفِّر مَن أبى، ونجاهده. أمّا بعدُ، فإنّ الله تعالى أرسل محمدًا بالحقِّ مِن عنده إلى خلقه بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ لينذر مَن كان حيًّا، ويحق القول على الكافرين، فهدى اللهُ بالحق مَن أجاب إليه، وضرب رسولُ الله ﷺ بإذنه مَن أدبر عنه، حتى صار الإسلامُ طوعًا وكرهًا، ثُمَّ تَوَفّى اللهُ رسولَه ﷺ، وقد نفذ لأمر الله، ونصح لأمته، وقضى الذى عليه، وكان الله قد بيَّن له ذلك ولأهل الاسلام في الكتاب الذي أنزل، فقال: ﴿إنك ميت وإنهم ميتون﴾ [الزمر:٣٠]، وقال: ﴿وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإيْن مت فهم الخالدون﴾ [الأنبياء: ٣٤]، وقال للمؤمنين: ﴿وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين﴾. فمَن كان إنّما يعبد محمدًا فإنّ محمدًا قد مات، ومَن كان إنّما يعبد الله وحدَه لا شريك له فإنّ الله له بالمرصاد حَيٌّ قيُّومٌ لا يموت، ولا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم، حافظ لأمره، منتقم من عدوه ويجزيه. وإنِّي أوصيكم بتقوى الله، وحظكم ونصيبكم من الله، وما جاءكم به نبيكم ﷺ، وأن تهتدوا بهُداه، وأن تعتصموا بدين الله، فإنّ كُلَّ مَن لم يهده اللهُ ضالٌّ، وكل مَن لم يُعافِه مُبْتلًى ...[[أخرجه الطبري في تاريخه ٣/٢٥٠.]]. (ز)
١٤٨٧٠- عن علي بن أبي طالب -من طريق ابن عباس- أنّه كان يقول في حياة رسول الله ﷺ: إنّ الله يقول: ﴿أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾. واللهِ، لا ننقلبُ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله. واللهِ، لَئِن مات أو قُتِل لأُقاتِلَنَّ على ما قاتل عليه حتى أموت[[أخرجه النسائي الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) ٧/٤٣١ (٨٣٩٦)، وابن المنذر (٩٩٨)، وابن أبي حاتم ٣/٧٧٧ وزاد: واللهِ إني لأخوه وابن عمه ووليه فمن أحق به مني؟!، والطبراني (١٧٦)، والحاكم ٣/١٢٦.]]. (٤/٥١)
١٤٨٧١- عن محمد بن شرحبيل العَبْدَرِيِّ، قال: حمل مصعب بن عمير اللواءَ يوم أحد، فقُطِعَتْ يدُه اليمنى، فأخذ اللواءَ بيده اليسرى وهو يقول: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾. ثم قُطِعَت يدُه اليسرى، فجَثا على اللواء، وضَمَّه بعَضُدَيْه إلى صدره، وهو يقول: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ الآية. وما نزلت هذه الآية: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ يومئذٍ، حتى نزلت بعد ذلك[[أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/١٢٠.]]. (٤/٤٧)
١٤٨٧٢- عن حنظَلَة -من طريق ابنه إبراهيم بن حنظلة-: أنّ سالِمًا مولى أبي حذيفة كان معه اللواءُ يوم اليمامة، فقُطِعت يمينُه، فأخذ اللواءَ بيساره، فقُطِعَت يسارُه، فاعتنق اللواءَ وهو يقول: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإيْن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾ الآيتين[[عزاه السيوطي إلى البغوي في معجمه.]]. (٤/٥٢)
١٤٨٧٣- عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخي بني عدي بن النجار -من طريق ابن إسحاق- قال: انتهى أنسُ بنُ النضر عمُّ أنس بن مالك إلى عمرَ وطلحةَ بن عبيد الله في رجالٍ من المهاجرين والأنصار، وقد ألْقَوْا بأيديهم، فقال: ما يُجْلِسُكم؟ قالوا: قُتِلَ محمدٌ رسول الله. قال: فما تصنعون بالحياة بعدَه؟! قوموا؛ فموتوا على ما مات عليه رسول الله. واستقبل القومَ، فقاتَل حتى قُتِلَ[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٢.]]. (٤/٤٧)
١٤٨٧٤- عن أبي نَجِيح -من طريق ابن أبي نجيح-: أنّ رجلًا من المهاجرين مرَّ على رجل من الأنصار وهو يَتَشَحَّطُ في دمه، فقال: يا فلانُ، أشعرتَ أنّ محمدًا قد قُتِلَ؟ فقال الأنصاريُّ: إن كان محمدٌ قد قُتِلَ فقد بَلَّغ، فقاتِلوا عن دينكم[[أخرجه ابن جرير ٦/١٠٢.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.