الباحث القرآني
﴿قُل لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ١٢﴾ - نزول الآية
١٢١٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح-: إنّ يهود أهل المدينة قالوا لَمّا هَزَمَ اللهُ المشركين يوم بدر: هذا -واللهِ- النبيُّ الأُمِّيُّ الذي بشَّرَنا به موسى، ونَجِده في كتابنا بنَعْتِه وصِفَتِه، وأنّه لا تُرَدُّ له راية. وأرادوا تصديقه واتِّباعه، ثم قال بعضُهم لبعض: لا تعجلوا، حتى ننظر إلى وقْعَةٍ له أخرى. فلمّا كان يوم أحد، ونُكِبَ[[نُكِبَ الجيش: هُزِم. والنَّكبة: ما يصيب الإنسان من الحوادث. انظر: النهاية، وإتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل لابن علاّن (نكب).]] أصحابُ رسول الله ﷺ؛ شكُّوا، وقالوا: لا واللهِ، ما هو به. وغلب عليهم الشقاءُ فلم يُسْلِمُوا، وكان بينهم وبين رسول الله ﷺ عَهْدٌ إلى مُدَّةٍ، فنقضوا ذلك العهدَ، وانطلق كعبُ بنُ الأشرف في سِتِّين راكبًا إلى أهل مكة؛ أبي سفيان وأصحابِه، فوافقوهم، وأَجْمَعُوا أمرَهم، وقالوا: لَتَكُونَنَّ كلِمَتُنا واحدة. ثُمَّ رجعوا إلى المدينة؛ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية[[أورده الواحديُّ في أسباب النزول ص٩٨، والثعلبي ٣/١٩-٢٠.]]. (ز)
١٢١٣٢- عن عبد الله بن عباس-من طريق ابن إسحاق بسنده-: أنّ رسول الله ﷺ لَمّا أصاب مِن أهل بدرٍ ما أصاب، ورَجَع إلى المدينة؛ جَمَع اليهودَ في سوق بَنِي قَيْنُقاع، وقال: «يا معشرَ يهود، أسْلِمُوا قبل أن يُصيبَكُم اللهُ بما أصاب قُرَيْشًا». فقالوا: يا محمد، لا يَغُرَّنَّك مِن نفسك أن قتلت نفرًا مِن قريش كانوا أغمارًا ولا يعرفون القتال، إنّك -واللهِ- لو قاتلتَنا لعرفتَ أنّا نحنُ الناس، وأنّك لم تَلْقَ مثلَنا. فأنزل اللهُ: ﴿قل للذين كفروا ستغلبون﴾ إلى قوله: ﴿لأولي الأبصار﴾[[أخرجه أبو داود ٤/٦١٦ (٣٠٠١)، وابن جرير ٥/٢٣٩، وابن المنذر ١/١٣٧ (٢٧٢). ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح ٧/٣٣٢ أن إسناده حسن، وينظر: مقدمة الموسوعة. وقال الألباني في ضعيف سنن أبي داود ٢/٤٣٠ (٥٢٤): «إسناده ضعيف؛ محمد ابن أبي محمد مجهول لا يُعْرَف».]]. (٣/٤٧٣)
١٢١٣٣- عن عاصم بن عمر بن قتادة -من طريق ابن إسحاق-، مثله[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ٢/٤٧-، وابن جرير ٥/٢٣٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٤.]]. (٣/٤٧٣)
١٢١٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: ما نزلت هؤلاء الآيات إلا فيهم: ﴿قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد﴾ إلى ﴿لأولي الأبصار﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٠. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (ز)
١٢١٣٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال: قال فِنْحاص اليهوديُّ في يوم بدر: لا يَغُرَّنَّ محمدًا أن غَلَب قُرَيْشًا وقتلهم؛ إنّ قريشًا لا تُحْسِنُ القتالَ. فنزلت هذه الآية: ﴿قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٠، وابن المنذر (٢٧١).]]١١٢٤. (٣/٤٧٣-٤٧٤)
﴿قُل لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ١٢﴾ - تفسير الآية
١٢١٣٦- عن عمر بن عبد العزيز -من طريق خلف أبي الفضل القرشي- قال: قول الله: ﴿قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد﴾، فأخبر بعذابهم بالقتل في الدنيا، وفي الآخرة بالنار، وهم أحياءٌ بمكة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٤.]]. (ز)
١٢١٣٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وبئس المهاد﴾، قال: بِئْسَما مَهَدُوا لأنفسهم[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤١، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٤، وابن المنذر ١/١٣٨ من طريق ابن جريج، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٢٣.]]١١٢٥. (ز)
١٢١٣٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قل للذين كفروا﴾ من أهل مكة يوم بدر، ﴿ستغلبون وتحشرون إلى جهنم﴾ في الآخرة، ﴿وبئس المهاد﴾ يقول: بِئْسَما مَهَدُوا لأنفسهم. فقال النبي ﷺ للكُفّارِ يوم بَدْرٍ: «إنّ الله غالِبُكم، وسوف يحشركم إلى جهنم». فقال أبو جهل: يا ابن أبي كَبْشَةَ، هل هذا إلا مِثْلُ ما كنتَ تُحَدِّثُنا به؟![[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.