الباحث القرآني

(p-٢٦١)ولَمّا تَمَّ ذَلِكَ عَلى هَذِهِ الوُجُوهِ الظّاهِرَةِ الَّتِي أوْجَبَتِ اليَقِينَ لِكُلِّ مُنْصِفٍ بِأنَّهم مَغْلُوبُونَ وصَلَ بِها أمْرَهُ ﷺ وهو الحَبِيبُ العَزِيزُ بِأنْ يُصَرِّحَ لَهم بِمَضْمُونِ ذَلِكَ فَقالَ: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أيْ مِن أهْلِ زَمانِكَ جَرْيًا عَلى مِنهاجِ أُولَئِكَ الَّذِينَ أخَذْناهم ﴿سَتُغْلَبُونَ﴾ كَما غُلِبُوا وإنْ كُنْتُمْ مَلَأ الأرْضِ لِأنَّكم إنَّما تُغالِبُونَ خالِقَكم وهو الغالِبُ لِكُلِّ شَيْءٍ: ”ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ“ واللّامُ عَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ بِالخِطابِ مَعْدِيَّةٌ، وعَلى قِراءَةِ الغَيْبِ مُعَلِّلَةٌ، أيْ قُلْ لِأجْلِهِمْ، أوْ هي بِمَعْنى عَنْ، أيْ قُلْ عَنْهُمْ، وقَدْ أفْهَمَ الإخْبارُ بِمُجَرَّدِ الغَلَبَةِ دُونَ ذِكْرِ العَذابِ كَما كانَ يُذْكَرُ في تَهْدِيدِ مَن قَبْلَهم أنَّ أخْذَهم بِيَدِ المُغالَبَةِ والمُدافَعَةِ والنُّصْرَةِ تَشْرِيفًا لِنَبِيِّهِمْ ﷺ لِأنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ عَذابُهم فَأبى إلّا المُدافَعَةَ عَلى سُنَّةِ المُصابَرَةِ، فَكانَ أوَّلُ ذَلِكَ غَلَبَتَهُ ﷺ عَلى مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ، وكانَ فَتْحُها فَتْحًا لِجَمِيعِ الأرْضِ لِأنَّها أُمُّ القُرى نَبَّهَ عَلى ذَلِكَ الحَرالِّيُّ. ﴿وتُحْشَرُونَ﴾ أيْ تُجْمَعُونَ بَعْدَ مَوْتِكم أحْياءً كَما كُنْتُمْ قَبْلَ المَوْتِ (p-٢٦٢)﴿إلى جَهَنَّمَ﴾ قالَ الحَرالِّيُّ: وهي مِنَ الجَهامَةِ، وهي كَراهَةُ المَنظَرِ انْتَهى؛ فَتَكُونُ مِهادَكُمْ، لا مِهادَ لَكم غَيْرُها ﴿وبِئْسَ﴾ أيْ والحالُ أنَّها بِئْسَ ﴿المِهادُ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب