الباحث القرآني

اَلْقَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ١٢ ] ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وتُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ وبِئْسَ المِهادُ﴾ ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بِهَذا الدِّينِ وهم اليَهُودُ ( لِلرِّوايَةِ الآتِيَةِ( أوْ نَصارى نَجْرانَ، لِأنَّ السُّورَةَ نَزَلَتْ لِإحْقاقِ الحَقِّ مَعَهم، أوْ أعَمُّ: ﴿سَتُغْلَبُونَ﴾ أيْ: في الدُّنْيا: ﴿وتُحْشَرُونَ﴾ أيْ: يَوْمَ القِيامَةِ: ﴿إلى جَهَنَّمَ وبِئْسَ المِهادُ﴾ الفِراشُ، أيْ: فَكُفْرُكم كَكُفْرِ آلِ فِرْعَوْنَ بِمُوسى، وقَدْ فُعِلَ بِقُرَيْشٍ لِكُفْرِهِمْ ما رَأيْتُمْ، فَسَيُفْعَلُ بِكم ما فُعِلَ بِهِمْ، (p-٨٠٢)وهُوَ أنَّكم تُغْلَبُونَ كَما غُلِبُوا. وقَدْ صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ بِقَتْلِ قُرَيْظَةَ، وإجْلاءِ بَنِي النَّضِيرِ، وفَتْحِ خَيْبَرَ، وضَرْبِ الجِزْيَةِ عَلى مَن عَداهم، وهو مِن أوْضَحِ شَواهِدَ النُّبُوَّةِ. وقَدْ رَوى أبُو داوُدَ في سُنَنِهِ والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ مِن طَرِيقِ ابْنِ إسْحاقَ، عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمّا أصابَ مِن أهْلِ بَدْرٍ ما أصابَ، ورَجَعَ إلى المَدِينَةِ، جَمَعَ اليَهُودَ في سُوقِ بَنِي قَيْنُقاعٍ وقالَ: «يا مَعْشَرَ يَهُودَ ! أسْلِمُوا قَبْلَ أنْ يُصِيبَكم اللَّهُ بِما أصابَ قُرَيْشًا» فَقالُوا: يا مُحَمَّدُ ! لا يَغُرَّنَّكَ مِن نَفْسِكَ أنْ قَتَلْتَ نَفَرًا مِن قُرَيْشٍ، كانُوا أغْمارًا لا يَعْرِفُونَ القِتالَ، إنَّكَ واَللَّهِ لَوْ قاتَلْتَنا لَعَرَفْتَ أنّا نَحْنُ النّاسُ، وأنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنا. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿لأُولِي الأبْصارِ﴾ [آل عمران: ١٣]»
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب