الباحث القرآني
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ٧٠﴾ - نزول الآية
٥٥٣٤٩- عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزلت: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر﴾ الآية؛ اشتدَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: ما مِنّا أحدٌ إلا أشرك وقتل وزَنى. فأنزل الله: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا﴾ الآية [الزمر:٥٣]. يقول: لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك. ثم نزلت بعده: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، فأبدلهم الله بالكفر الإسلام، وبالمعصية الطاعة، وبالإنكار المعرفة، وبالجهالة العلم[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٢١٧)
٥٥٣٥٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- قال: قرأناها على عهد النبي ﷺ سنين: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما﴾. ثم نزلت: ﴿إلا من تاب وآمن﴾، فما رأيت النبيَّ ﷺ فَرِح بشيءٍ قطُّ فرَحَه بها، وفرحَه بـ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا﴾[[أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ٢/٤٧٠ (٩٧٢)، والطبراني في الكبير ١٢/٢١٧ (١٢٩٣٥)، والثعلبي ٧/١٤٩. قال ابن عدي في الكامل ٦/٣٤٣: «وهذا لا يرويه فيما أعلمُ عن علي بن زيد غيرُ عبيد الله بن عمر، ولا عن عبيد الله بن عمر غيرُ عبد الله بن رجاء». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٨٤ (١١٢٤٠): «رواه الطبراني من رواية علي بن زيد عن يوسف بن مهران، وقد وُثِّقا، وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات».]]. (١١/٢١٩)
٥٥٣٥١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير-: أنّ ناسًا مِن أهل الشرك قد قَتَلوا فأكثروا، وزَنَوْا فأكثروا، ثم أتوا محمدًا ﷺ، فقالوا: إنّ الذي تقول وتدعو إليه لَحَسَنٌ، لو تُخْبِرُنا أنّ لِما عمِلنا كفارةً! فنزلت: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر﴾ الآية. ونزلت: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا﴾ الآية [الزمر:٥٣][[أخرجه البخاري (٤٨١٠)، ومسلم (١٢٢)، وأبو داود (٤٢٧٤)، والنسائي (٤٠١٥)، وابن جرير ١٧/٥٠٦، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٢٨، والحاكم ٢/٤٠٣-٤٠٤، والبيهقي (٧١٣٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١١/٢١٣)
٥٥٣٥٢- قال ابن جريج: وقال مجاهد مثل قول ابن عباس سواء[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥٠٦.]]. (ز)
٥٥٣٥٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج، عن عطاء- قال: أتى وحشيٌّ إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمد، أتيتك مُسْتَجِيرًا، فأجِرْني حتى أسمعَ كلام الله. فقال رسولُ الله ﷺ: «قد كنتُ أُحِبُّ أن أراك على غير جِوار، فأمّا إذ أتيتني مُستجيرًا فأنت في جِواري حتى تسمعَ كلام الله». قال: فإنِّي أشركتُ بالله، وقتلت النفسَ التي حرم الله تعالى، وزنيت، هل يقبل الله مِنِّي توبةً؟ فصمتَ رسولُ الله ﷺ حتى نزل: ﴿والَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إلَهًا آَخَرَ ولا يَقتُلونَ النَفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إلّا بِالحَقِّ ولا يَزنونَ﴾ إلى آخر الآية، فتلاها عليه، فقال: أرى شرطًا، فلعلِّي لا أعمل صالحًا، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت: ﴿إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ ويَغفِرُ ما دونَ ذَلِكَ لَمَن يَشاءُ﴾ [النساء:٤٨، ١١٦]، فدعا به، فتلاها عليه، فقال: ولَعَلِّي مِمَّن لا يشاء، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت: ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أسرَفوا عَلى أنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَّحمَةِ اللهِ﴾ [الزمر:٥٣]، فقال: الآنَ لا أرى شرطًا. فأسلم[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص٣٣٥، والشجري في أماليه ص١/٥١ (١٧٦)، من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف؛ ابن جريج معروف بكثرة التدليس والإرسال، وقد عنعنه، وعطاء إن كان هو ابن السائب فقد قال عنه ابن حجر في التقريب (٤٥٩٢): «صدوق اختلط».]]. (ز)
٥٥٣٥٤- عن سعيد بن جبير: أنّ عبد الرحمن بن أبزى أمره أن يسأل عبد الله بن عباس عن هاتين الآيتين؛ التي في النساء [٩٣]: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم﴾ إلى آخر الآية، والتي في الفرقان: ﴿ومن يفعل ذلك يلق أثامًا﴾ الآية. قال: فسألتُه، فقال: إذا دخل الرجلُ في الإسلام، وعلم شرائعه وأمرَه، ثم قتل مؤمنًا متعمدًا؛ فجزاؤه جهنمُ لا توبة له. وأمّا التي في الفرقان: فإنّها لما أنزلت قال المشركون مِن أهل مكة: فقد عدلنا بالله، وقتلنا النفس التي حرم الله بغير الحق، وأتينا الفواحش، فما نفعنا الإسلام! فنزلت: ﴿إلا من تاب﴾ الآية، فهي لأولئك[[أخرجه البخاري (٣٨٥٥، ٤٧٦٥)، وابن جرير ٧/٣٤٥، والحاكم ٢/٤٠٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.]]. (٤/٥٩٦)
٥٥٣٥٥- عن أبي سعيد [الخدري] -من طريق عطية- قال: لَمّا أسلم وحشيٌّ أنزل الله ﷿: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾. قال وحشيٌّ وأصحابُه: فنحن قد ارتكبنا هذا كلَّه. فأنزل الله ﷿: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم﴾ الآية [الزمر:٥٣][[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣١ (١٥٤١٨)، من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد به. إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (ز)
٥٥٣٥٦- عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر- قال: نزلت آية مِن «تبارك» بالمدينة في شأن قاتل حمزة؛ وحشي وأصحابه، كانوا يقولون: إنّا لَنعرف الإسلام وفضله، فكيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الأوثان، وقتلنا أصحاب محمد، وشربنا الخمور، ونكحنا المشركات؟ فأنزل الله فيهم: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر﴾ الآية. ثم أنزلت توبتهم: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٧ مرسلًا، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣١ مرسلًا، من طريق عطاء بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١١/٢١٧)
٥٥٣٥٧- عن الضَّحّاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾ قال: وهذه الآية مكية، نزلت بمكة، ﴿ومن يفعل ذلك﴾ يعني: الشرك والقتل والزِّنا جميعًا. لما أنزل الله هذه الآية قال المشركون مِن أهل مكة: يزعم محمدٌ أنّ مَن أشرك وقتل وزَنى فله النار، وليس له عند الله خير. فأنزل الله: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٨ مرسلًا.]]. (ز)
٥٥٣٥٨- عن عامر الشعبي، أنّه سُئِل عن هذه الآية: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر﴾ الآية. قال: هؤلاء كانوا في الجاهلية، فأشركوا، وقتلوا، وزنوا، فقالوا: لن يغفر الله لنا. فأنزل الله: ﴿إلا من تاب﴾ الآية. قال: كانت التوبةُ والإيمانُ والعملُ الصالح، وكان الشركُ والقتلُ والزِّنا، كانت ثلاثٌ مكانَ ثلاثٍ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢١٨)
٥٥٣٥٩- عن أبي مالك غَزْوان الغِفاري -من طريق حصين- قال: لَمّا نزلت: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر﴾ الآيةَ؛ قال بعضُ أصحاب النبي ﷺ: كُنّا أشركنا في الجاهلية، وقتلنا! فنزلت: ﴿إلا من تاب﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٢ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢١٨)
٥٥٣٦٠- قال يحيى بن سلّام: حدثني الحسن بن دينار، عن الحسن، قال: ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون﴾، قال: لَمّا نزل في قاتل المؤمن قوله: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها﴾ [النساء:٩٣] إلى آخر الآية؛ اشْتَدَّ ذلك عليهم، فأتوا رسول الله، وذكروا الفواحش، وقالوا: قد [قتلنا]، وفعلنا، وفعلنا. فأنزل الله: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾. وقال: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم﴾ بالشرك ﴿لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا﴾ [الزمر:٥٣] التي كانت في الجاهلية[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٤٩٠ مرسلًا.]]. (ز)
٥٥٣٦١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: نزلت في المشركين، قالوا: كيف تأمرنا -يا محمد- أن نتبعك، وأنت تقول: إنّه مَن أشرك أو قتل أو زنا فهو في النار؟! فأنزل الله: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٢ مرسلًا.]]. (ز)
٥٥٣٦٢- تفسير محمد بن السائب الكلبي: أنّ وحشيًّا بعدما قتل حمزة كتب إلى النبيِّ يسأله: هل له توبة؟ وكتب إليه فيما كتب: إنّ الله أنزل آيتين بمكة آيَسَتانِي مِن كل خير: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا﴾، وإنّ وحشيًّا قد فعل هذا كلَّه؛ قد زنى، وأشرك، وقتل النفس التي حرم الله. فأنزل الله: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾. فكتب بها رسولُ الله إليه، فقال وحشيٌّ: هذا شرطٌ شديد، فلعلي ألّا أبقى بعد التوبة حتى أعمل صالحًا. فكتب إلى رسول الله: هل مِن شيء أوسعُ من هذا؟ فأنزل الله: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ [النساء:٤٨]. فكتب بها رسول الله إلى وحشي، فأرسل وحشيٌّ إلى رسول الله: إنِّي أخاف ألا أكون مِن مشيئة الله. فأنزل الله في وحشي وأصحابه: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ [الزمر:٥٣]. فكتب بها رسولُ الله إلى وحشيٍّ، فأقبل وحشيٌّ إلى رسول الله، وأسلم[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٤٩١.]]. (ز)
٥٥٣٦٣- عن مقاتل بن سليمان، في قوله تعالى: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا﴾، قال: نزلت بمكة، فلمّا هاجر النبيُّ ﷺ إلى المدينة كَتَب وحشيُّ بن حبيش غلام المُطْعِم [بن] عَدِيِّ بن نوفل بن عبد مناف إلى النبيِّ ﷺ بعد ما قتل حمزة: هل لي مِن توبةٍ وقد أشركتُ وقتلتُ وزَنَيتُ؟ فسكت النبيُّ ﷺ، فأنزل الله فيه بعد سنتين، فقال سبحانه: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾. فأسلم وحشيٌّ، وكان وحشيٌّ قد قتل حمزة بن عبد المطلب ﵇ يوم أحد، ثم أسلم، فأمره النبيُّ ﷺ فخرَّب مسجد المنافقين، ثم قتل مسيلمة الكذاب باليمامة على عهد أبي بكر الصديق ﵁، فكان وحشيٌّ يقول: أنا الذي قتلتُ خيرَ الناس -يعني: حمزة-، وأنا الذي قتلت شرَّ الناس -يعني: مسيلمة الكذاب-. فلما قَبِلَ الله ﷿ توبة وحشيٍّ قال كُفّار مكة: كُلُّنا قد عمِل عمَل وحشيٍّ، فقد قبل الله ﷿ توبتَه، ولم ينزل فينا شيء. فأنزل الله ﷿ في كُفّار مكة: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا﴾ [الزمر:٥٣] في الإسلام، يعني بالإسراف: الذنوب العِظام؛ الشرك، والقتل، والزِّنا، فكان بين هذه الآية: ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾ إلى آخر الآية، وبين الآية التي في النساء [٩٣]: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم﴾إلى آخر الآية؛ ثماني سنين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ٧٠﴾ - تفسير الآية
٥٥٣٦٤- عن أبي هريرة، قال: صلَّيْتُ مع رسول الله ﷺ العتمة، ثم انصرفتُ، فإذا امرأةٌ عند بابي، فقالت: جئتُك أسألُك عن عملٍ عملتُه، هل ترى لي مِنه توبةً؟ قلتُ: وما هو؟ قالت: زنيتُ، ووُلِد لي، وقتلته. قلتُ: لا، ولا كرامةَ. فقامت وهي تقول: واحسرتاهُ! أخُلِق هذا الجسدُ للنار؟! فلمّا صليتُ مع النبي ﷺ الصبحَ مِن تلك الليلةِ قصصتُ عليه أمْرَ المرأة، قال: «ما قلتَ لها؟». قال: قلتُ: لا، ولا كرامةَ. قال: «بئسَ ما قلت، أما كنت تقرأ هذه الآية: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر﴾ إلى قوله: ﴿إلا من تاب﴾؟» الآية. قال أبو هريرة: فخرجتُ، فما بقيت دارٌ بالمدينة ولا خطةٌ إلا وقفتُ عليها، فقلتُ: إن كان فيكم المرأة التي جاءت أبا هريرة فلتأتِ، ولْتُبْشِر. فلمّا انصرفتُ مِن العشاء إذا هي عند بابي، فقلت: أبشري، إنِّي ذكرتُ للنبي ﷺ ما قلتِ لي، وما قلتُ لكِ، فقال: «بئسَ ما قلتَ، أما كنت تقرأ هذه الآية؟». وقرأتها عليها، فخرَّتْ ساجِدةً، وقالت: الحمدُ لله الذين جعل لي توبةً ومخرجًا، أشهدُ أنّ هذه الجارية -لِجارية معها- وابنًا لها حُرّان لوجه الله، وإنِّي قد تبتُ مِمّا عملتُ[[أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ٣/٣٨٠، وابن جرير ١٧/٥١٠-٥١١، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٥ (١٥٤٤٣). قال ابن الجوزي في الموضوعات ٣/١٢١: «هذا حديث لا يَصِحُّ عن رسول الله ﷺ». وقال ابن كثير في تفسيره ٦/١٢٩: «هذا حديث غريب مِن هذا الوجه، وفي رجاله مَن لا يُعْرَف». قال ابن عراق في تنزيه الشريعة ٢/٢٨٣: «ولا يصح، انفرد به عيسى بن شعيب بن ثوبان، وهو ضعيف، وفيه عبيد بن أبي عبيد مجهول. قلت: ليس في هذا ما يقتضي الحكم على الحديث بالوضع، وعيسى قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب: فيه لين».]]. (١١/٢١٩)
٥٥٣٦٥- عن عبد الله بن عباس: ﴿والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما﴾: ثم استثنى ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾[[عزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه.]]. (١١/١٩)
٥٥٣٦٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا﴾، قال: هم الذين يتوبون، فيعملون بالطاعة[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٧، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٢.]]. (ز)
٥٥٣٦٧- عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابنَ عباس عن قوله تعالى: ﴿فجزاؤه جهنم﴾ [النساء:٩٣]. قال: لا توبة له. وعن قوله -جلَّ ذِكْرُه-: ﴿لا يدعون مع الله إلها آخر﴾. قال: كانت هذه في الجاهلية[[أخرجه البخاري ٤/١٧٨٥ (٤٧٦٤).]]. (ز)
٥٥٣٦٨- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿إلا من تاب﴾ من المشركين مِن أهل مكة، ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾ يقول: يُبَدِّل الله مكان الشرك والقتل والزِّنا؛ الإيمان بالله والدخول في الإسلام، وهو التبديل في الدنيا[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٨.]]. (ز)
٥٥٣٦٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إلا من تاب﴾ قال: مِن ذَنبه، ﴿وآمن﴾ قال: بربِّه، ﴿وعمل عملا صالحا﴾ قال: فيما بينه وبين ربِّه، ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾ قال: إنّما التبديلُ طاعةُ الله بعد عصيانه، وذِكْرُ الله بعد نسيانه، والخيرُ تعمله بعدَ الشرِّ[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٤٩٢، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٢، ٢٧٣٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٢٠)
٥٥٣٧٠- تفسير محمد بن السائب الكلبي: ﴿إلا من تاب﴾ أي: مِن الزنا، ﴿وآمن﴾ بعد الشِّرْك، ﴿وعمل عملا صالحا﴾ بعد السيئات[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٤٩١.]]. (ز)
٥٥٣٧١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إلا من تاب﴾ مِن الشِّرْك، ﴿وآمن﴾ يعني: وصَدَّق بتوحيد الله ﷿، ﴿وعمل عملا صالحا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
٥٥٣٧٢- قال يحيى بن سلّام: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾ بعد إسلامهم، ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾ بعد إسلامهم، ﴿ولا يزنون﴾ بعد إسلامهم، ﴿ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا﴾. ثم قال: ﴿إلا من تاب﴾ إلا مَن كان أصاب ذلك في شِرْكٍ فتابَ[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٤٩٠.]]. (ز)
﴿فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ٧٠﴾ - تفسير
٥٥٣٧٣- عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنِّي لَأعلم آخِرَ أهلِ الجنة دخولًا الجنة، وآخر أهل النار خروجًا منها، رجل يُؤْتى به يوم القيامة، فيُقال: اعرضوا عليه صغارَ ذنوبه، وارفعوا عنه كِبارها. فتُعرَض عليه صغار ذنوبه، فيُقال: عملتَ يوم كذا وكذا كذا وكذا، وعملتَ يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقول: نعم. لا يستطيع أن يُنكِر وهو مُشْفِقٌ مِن كبار ذنوبه أن تُعْرَض عليه، فيُقال له: فإنّ لك مكانَ كلِّ سيِّئة حسنة. فيقول: ربِّ، قد عملتُ أشياء لا أراها ها هنا». فلقد رأيتُ رسولَ الله ﷺ ضحِك حتى بَدَتْ نواجِذُه[[أخرجه مسلم ١/١٧٧ (١٩٠)، وابن جرير ١٧/٥٢٠، والثعلبي ٧/١٥٠.]]٤٧٦٤. (١١/٢٢٢)
٥٥٣٧٤- عن عائشة، قالت: يا نبيَّ الله، كيف ﴿حسابا يسيرا﴾ [الانشقاق:٨]؟ قال: «يُعطى العبدُ كتابه بيمينه، فيقرأ سيئاته، ويقرأ الناسُ حسناته، ثم يُحَوِّل صحيفتَه، فيُحَوِّل الله سيئاته حسنات، فيقرأ حسناته، ويقرأ الناس سيئاته حسنات، فيقول الناس: ما كان لهذا العبد سيئة؟! قال: يُعَرَّفُ بعمله، ثم يغفر الله له. قال: ﴿أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾»[[أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٣٤ (٦٩) من طريق الليث بن سعد، عن ابن أبي جعفر، أنّه بلغه أنّ عائشة به. إسناده ضعيف؛ لانقطاعه.]]. (ز)
٥٥٣٧٥- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَيأتينَّ ناسٌ يومَ القيامة ودُّوا أنّهم استكثروا مِن السيئات». قيل: مَن هم؟ قال: «الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات»[[أخرجه الحاكم ٤/٢٨١ (٧٦٤٣)، والثعلبي ٧/١٥٠ كلاهما بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه. وعند ابن أبي حاتم موقوف على أبي هريرة كما سيأتي. قال الحاكم: «وإسناده صحيح، ولم يخرجاه». وقال الألباني في الصحيحة ٥/٢٠٩ (٢١٧٧): «ورجاله ثقات معروفون، غير والد أبي العنبس، واسمه كثير بن عبيد التيمي، رضيع عائشة ﵂، لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه روى عنه جمع من الثقات ... فهو حسن الحديث».]]. (١١/٢٢٢)
٥٥٣٧٦- عن سلمة بن نفيل، قال: جاء شابٌّ، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ مَن لم يدع سيِّئةً إلا عملها، ولا خطيئةً إلا ركبها، ولا أشْرَفَ له سهمٌ فما فوقه إلا اقتطعه بيمينه، ومَن لو قُسِمَت خطاياه على أهل المدينة لَغَمَرَتْهم؟ فقال النبيُّ ﷺ: «أسلمتَ؟». قال: أمّا أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. قال: «اذهب، فقد بدَّل الله سيئاتك حسنات». قال: يا رسول الله، وغَدراتي وفجَراتي! قال: «وغَدَراتك وفجراتك». ثلاثًا، فولّى الشابُّ، وهو يقول: الله أكبر[[أخرجه الطبراني في الكبير ٧/٥٣ (٦٣٦١)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٣/١٣٥٢-١٣٥٣ (٣٤١٤). قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ١/٣٠١: «بإسناد ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ١/٣١ (٧٥): «رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده ياسين الزيات، يروي الموضوعات».]]. (١١/٢٢٤)
٥٥٣٧٧- عن أبي طويل شَطْبٍ الممدودِ، أنّه أتى رسول الله ﷺ، فقال: أرأيت رجلًا عمِل الذنوبَ كلها؟ فذكر نحوه[[أخرجه البغوي -كما في الإصابة ٣/٣٤٩-٣٥٠-، وابن قانع ١/٣٤٩، والطبراني (٧٢٣٥). قال أبو القاسم البغوي: «روى هذا الحديث عن محمد بن هارون، عن أبي المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير: أنّ رجلًا أتى النبيَّ ﷺ طويل شطب الممدود ... وأحسب أنّ محمد بن هارون صحَّف فيه، والصواب ما قال غيره». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ١/٣٢، ١٠/٢٠٢: «رواه الطبراني والبزار بنحوه، ورجال البزار رجال الصحيح، غير محمد بن هارون، أبي نشيط وهو ثقة». وأورده الألباني في الصحيحة (٣٣٩١).]]. (١١/٢٢٤)
٥٥٣٧٨- عن مكحول، قال: جاء شيخ كبيرٌ، فقال: يا رسول الله، رجل غَدَر وفجر، فلم يدع حاجَةً ولا داجَةً[[أراد بالحاجة: الحاجة الصغيرة، وبالداجة: الحاجة الكبيرة. والمعنى: ما تركت شيئًا دعتني نفسي إليه من المعاصي إلا وقد ركبته. النهاية (حوج، دجج).]] إلا اقتطعها بيمينه، ولو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأَوْبَقَتْهم، فهل له مِن توبةٍ؟ فقال النبي ﷺ: «أسلمتَ؟». قال: نعم. قال: «فإنّ الله غافرٌ لك، ومُبَدِّلٌ سيئاتك حسنات». قال: يا رسول الله، وغَدَراتي وفَجَراتي! قال: «وغدراتُك وفجراتُك»[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٥ (١٥٤٤٤) مرسلًا.]]. (١١/٢٢٣)
٥٥٣٧٩- عن سلمان، قال: يُعْطى رجلٌ يوم القيامة صحيفةً، فيقرأ أعلاها، فإذا سيئاته، فإذا كاد يسوء ظنُّه نظر في أسفلها، فإذا حسناته، ثم ينظر في أعلاها، فإذا هي قد بُدِّلت حسناتٍ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٢١)
٥٥٣٨٠- عن أبي موسى [الأشعري]، قال: التبديل يوم القيامة، إذا وقف العبدُ بين يدي الله، والكتابُ بين يديه، ينظر في السيئات والحسنات، فيقول: قد غفرت لك. ويسجد بين يديه، فيقول: قد بُدِّلَتْ. فيسجد، فيقول: قد بُدِّلت. فيسجد، فيقول الخلائق: طُوبى لهذا العبد الذي لم يعمل سَيِّئةً قطُّ[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٢٢٤)
٥٥٣٨١- عن أبي هريرة -من طريق أبي العنبس، عن أبيه- قال: لَيَأْتِيَنَّ اللهُ بأُناسٍ يوم القيامة رأوا أنهم قد استكثروا من السيئات. قيل: مَن هم، يا أبا هريرة؟ قال: الذين يُبَدِّل الله بسيئاتهم حسنات[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٣.]]. (ز)
٥٥٣٨٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: هم المؤمنون، كانوا مِن قبل إيمانهم على السيئات، فرَغِب اللهُ بهم عن ذلك، فحوَّلهم إلى الحسنات، فأبدلهم مكان السيئات الحسنات[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٦، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٢٢٠)
٥٥٣٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا﴾ إلى آخر الآية، قال: هم الذين يتوبون، فيعملون بالطاعة، فيبدل الله سيئاتهم حسنات حين يتوبون[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٧.]]. (ز)
٥٥٣٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: بالشرك إيمانًا، وبالقتل إمْساكًا، وبالزِّنا إحْصانًا[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٧.]]. (ز)
٥٥٣٨٥- عن مجاهد، قال: سُئِل ابن عباس عن قول الله -جلَّ ثناؤه-: ﴿يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾. فقال: بُدِّلن بعدَ جِرَّةٍ[[الجِرَّة: ما يُخرجه البعير من جَوْفِه ليأكُلَه مرَّة أخرى. النهاية واللسان (جرر).]] صَرِيفا[[الصَّرِيف: صوت ناب البعير. النهاية (صرف).]] وبعد طول النفس الوجيفا[[الوَجِيف: ضَرْبٌ من السَّيْرِ سَريعٌ. النهاية (وجف).]][[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٨ واللفظ له، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٣ (١٥٤٣١).]]. (ز)
٥٥٣٨٦- عن عمرو بن ميمون -من طريق أبي إسحاق- ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: حتى يَتَمَنّى العبدُ أنّ سيئاته كانت أكثر مِمّا هي[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٥٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٢٢)
٥٥٣٨٧- عن أبي العالية الرِّياحي أنّه قيل له: إنّ أُناسًا يزعمون أنّهم يتمنون أن يستكثروا مِن الذنوب. قال: ولِم ذاك؟ قال: يتأوَّلون هذه الآية: ﴿يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾. فقال أبو العالية، وكان إذا أُخْبِر بما لا يعلم قال: آمنتُ بما أنزل الله من كتابه. ثم تلا هذه الآية: ﴿يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيد﴾ [آل عمران:٣٠][[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٢٣)
٥٥٣٨٨- عن أبي عثمان النهدي، قال: إنّ المؤمن يُعطَي كتابَه في سترٍ مِن الله، فيقرأ سيئاته، فإذا قرأ تغيَّر لها لونه، حتى يمر بحسناته، فيقرأها، فيرجع إليه لونُه، ثم ينظر، فإذا سيئاته قد بدلت حسناتٍ، فعند ذلك يقول: ﴿هاؤم اقرأوا كتابيه﴾ [الحاقة:١٩][[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٢٢١)
٥٥٣٨٩- عن سعيد بن المسيب -من طريق عطاء الخراساني- ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: تصير سيئاتُهم حسناتٍ لهم يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٩. وفي تفسير البغوي ٦/٩٧: يبدل الله سيئاتهم التي عملوها في الإسلام حسنات يوم القيامة.]]. (ز)
٥٥٣٩٠- عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر- قال: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، فأبدلهم اللهُ بقتال المسلمين قتالَ المشركين، وبنكاح المشركات نكاحَ المؤمنات، وبعبادة الأوثان عبادةَ الله[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٧، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١١/٢١٨)
٥٥٣٩١- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿فأولئك﴾ يعني: الذين فعلوا ما ذكر الله ﷿ في هذه الآية ﴿يبدل الله﴾ يعني: يُحَوِّل الله ﴿سيئاتهم حسنات﴾ قال: يبدلهم بمكان الشرك الإسلامَ، وبمكان القتالِ الكفَّ، وبمكان الزنا العَفافَ، ﴿وكان الله غفورًا﴾ يعني: لِما كان في الشرك، ﴿رحيمًا﴾ يعني: رحيمًا بهم في الإسلام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٢، ٢٧٣٣، ٢٧٣٦.]]. (ز)
٥٥٣٩٢- عن علي بن الحسين -من طريق علي بن زيد- ﴿يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: في الآخرة.= (ز)
٥٥٣٩٣- وقال الحسن البصري: في الدنيا[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٥٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٢١)
٥٥٣٩٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق إبراهيم بن المهاجر- ﴿يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: الإيمان بعد الشرك[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٥٢٢. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد.]]. (١١/٢٢١)
٥٥٣٩٥- عن مكحول الشامي، ﴿يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: إذا تابوا جعل اللهُ ما عمِلوا مِن سيئاتهم حسنات[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٢١)
٥٥٣٩٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: يُبدل اللهُ مكانَ الشرك والقتل والزنا؛ الإيمانَ بالله والدخولَ في الإسلام، وهو التبديل في الدنيا[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٨. وفي تفسير الثعلبي ٧/١٥٠، وتفسير البغوي ٦/٩٧ عن الضحاك: يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام، فيبدلهم بالشرك إيمانًا، وبقتل المؤمنين قتل المشركين، وبالزنا عفة وإحصانًا.]]. (ز)
٥٥٣٩٧- عن عمرو بن الحارث، أنّ عطاء بن أبي رباح قال -في قول الله: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾-، قال: إنّما هذا في الدنيا، الرجل يكون على الهيئة القبيحة، ثم يبدله الله بها خيرًا[[أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٥٣ (١١٤)، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٤ (١٥٤٣٧).]]. (ز)
٥٥٣٩٨- عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول الشامي، في قوله: ﴿يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: يجعل مكان السيئات حسنات. قال[[القائل: سعيد بن عبد العزيز.]]: فقال خالد سبلان[[هو خالد بن عبد الله بن الفرج أبو هاشم العبسي مولاهم، ويعرف بخالد سبلان، ولقب بذلك لعظم لحيته، سمع معاوية وعمرو بن العاص، وروى عن كهيل بن حرملة النمري الأزدي، روى عنه خالد بن دهقان، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، وشهد مع معاوية صفين. تاريخ دمشق لابن عساكر ١٦/١٣٢.]]: يخرجهم مِن السيئات إلى الحسنات! قال: فرأيت مكحولًا غضب حتى جعل يرتعد[[أخرجه ابن عساكر ١٦/١٣٣.]]. (١١/٢٢٥)
٥٥٣٩٩- عن الحسن البصري -من طريق يونس- ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: التبديل في الدنيا؛ يبدل الله بالعمل السيِّئ العمل الصالح، وبالشرك إخلاصًا، وبالفجور عفافًا، ونحو ذلك[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٥٢٢، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٢٢١)
٥٥٤٠٠- عن سهل بن أبي الصلت، قال: سمعتُ الحسنَ البصريَّ يقول: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: هذه ليست لكم، هذه في أهل الشرك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٤.]]. (ز)
٥٥٤٠١- عن إسماعيل السُّدِّيّ: يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسنَ الأعمال في الإسلام، فيبدلهم بالشرك إيمانًا، وبقتل المؤمنين قتل المشركين، وبالزنا عِفَّة وإحصانًا[[تفسير البغوي ٦/٩٧.]]. (ز)
٥٥٤٠٢- عن حصين بن عبد الرحمن، عن ميسرة أبي جميلة، في قوله: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾، قال: هم الذين ولَجُوا إلى الإسلام مِن المشركين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٤.]]. (ز)
٥٥٤٠٣- تفسير محمد بن السائب الكلبي: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾ بالشرك الإيمان، وبالفجور العفاف، ﴿وكان الله غفورا رحيما﴾[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٤٩١.]]. (ز)
٥٥٤٠٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فأولئك يبدل الله﴾ يعني: يحول الله ﷿ ﴿سيئاتهم حسنات﴾ والتبديل من العمل السيئ إلى العمل الصالح، ﴿وكان الله غفورا﴾ لما كان في الشرك، ﴿رحيما﴾ به في الإسلام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٤٠-٢٤١.]]. (ز)
٥٥٤٠٥- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾، ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾: فقال المشركون: ولا، واللهِ، ما كان هؤلاء الذين مع محمد إلا معنا. قال: فأنزل الله: ﴿إلا من تاب﴾ قال: تاب مِن الشرك، ﴿وآمن﴾ قال: آمن بعقاب الله ورسوله، ﴿وعمل عملا صالحا﴾ قال: صدَّق، ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾ قال: يبدل الله أعمالهم السيئة التي كانت في الشرك الأعمالَ الصالحة حين دخلوا في الإيمان[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٩.]]. (ز)
٥٥٤٠٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم﴾ التي أصابوها في الشرك ﴿حسنات﴾ قال: وسيئاتهم: الشرك ﴿حسنات﴾. وقال: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم﴾ بالشِّرك ﴿لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا﴾ [الزمر:٥٣] التي كانت في الجاهلية[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٩٠.]]٤٧٦٥. (ز)
﴿فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ٧٠﴾ - النسخ في الآية
٥٥٤٠٧- عن زيد بن ثابت -من طريق خارجة بن زيد- قال: نزلت الآية التي في سورة النساء بعد الآيات التي في سورة الفرقان بستة أشهر[[أخرجه أبو داود (٤٢٧٢)، وإسحاق البستي في تفسيره، وابن جرير ٧/٣٤٩، والنحاس ص٣٤٥ مطولًا من غير ذكر المدة، والطبراني (٤٨٦٨)، والبيهقي ٨/١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٤/٥٩٨)
٥٥٤٠٨- عن خارجة بن زيد: أنّه دخل على أبيه وعنده رجل مِن أهل العراق وهو يسأله عن هذه الآية التي في تبارك الفرقان، والتي في النساء [٩٣]: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا﴾. فقال زيد بن ثابت: قد عرفتُ الناسخة مِن المنسوخة، نسختها التي في النساء بعدها بستة أشهر[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٢.]]. (ز)
٥٥٤٠٩- عن سعيد بن جبير، قال: قال لي عبد الرحمن بن أبزى: سَلْ ابنَ عباس عن قوله: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم﴾. فقال: لم ينسخها شيءٌ. وقال في هذه الآية: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾ الآية، قال: نزلت في أهل الشرك[[أخرجه البخاري (٤٧٦٦)، وابن جرير ٧/٣٤٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٥٩٦)
٥٥٤١٠- عن القاسم بن أبي بزة، أنّه سأل سعيد بن جبير: هل لِمَن قتل مؤمنًا متعمدًا مِن توبةٍ؟ فقرأت عليه: ﴿ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق﴾. فقال سعيد: قرأتُها على ابن عباس كما قرأتَها عليَّ، فقال: هذه مكية، نسختها آية مدنيةٌ، التي في سورة النساء[[أخرجه البخاري (٤٧٦٢). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٢١٣)
٥٥٤١١- عن شهر بن حوشب: أنّه سمع عبد الله بن عباس يقول: نزلت هذه الآية: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم﴾ [النساء:٩٣] بعد قوله: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا﴾ بسنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣١.]]. (ز)
٥٥٤١٢- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق ابن جريج- قال: هذه السورة بينها وبين النساء [٩٣]: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا﴾ ثمان حِجَج[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٢.]]. (ز)
٥٥٤١٣- عن عبيد، قال: سمعتُ الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر﴾: وهذه الآية مكية، نزلت بمكة، ﴿ومن يفعل ذلك﴾ يعني: الشرك والقتل والزِّنا جميعًا. لما أنزل الله هذه الآية قال المشركون مِن أهل مكة: يزعم محمد أنّ مَن أشرك وقتل وزَنى فله النار، وليس له عند الله خير. فأنزل الله: ﴿إلا من تاب﴾ مِن المشركين من أهل مكة، ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾ يقول: يبدل الله مكانَ الشرك والقتل والزنا؛ الإيمانَ بالله والدخول في الإسلام، وهو التبديل في الدنيا. وأنزل الله في ذلك: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم﴾ يعني: هم بذلك، ﴿لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا﴾ [الزمر:٥٣] يعني: ما كان في الشرك، يقول الله لهم: ﴿وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له﴾ [الزمر:٥٤]، يدعوهم إلى الإسلام، فهاتان الآيتان مكيتان، والتي في النساء [٩٣]: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا﴾ الآية، هذه مدنية، نزلت بالمدينة، وبينها وبين التي نزلت في الفرقان ثماني سنين، وهي مُبْهَمة ليس منها مخرج[[أخرجه ابن جرير ١٧/٥١٨. وقد تقدم عند آية سورة النساء تفصيل أكثر في نسخ الآية.]]٤٧٦٦. (ز)
﴿فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتࣲۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ٧٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٥٤١٤- عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا نام ابنُ آدم قال الملَك للشيطان: أعطِنِي صحيفتَك. فيعطيه إيّاها، فما وجد في صحيفته مِن حسنةٍ محا بها عشر سيئاتٍ مِن صحيفة الشيطان، وكتبهن حسناتٍ، فإذا أراد أحدكم أن ينام فليُكَبِّر ثلاثًا وثلاثين تكبيرةً، ويحمد أربعًا وثلاثين تحميدةً، ويُسَبِّح ثلاثًا وثلاثين تسبيحةً؛ فتلك مائةٌ»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٣/٢٩٦ (٣٤٥١)، وفي مسند الشاميين ٢/٤٤٦ (١٦٧٣). قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ١/٤٢٥: «أخرجه الطبراني بسند فيه نظر ... وهذا غريب منكر». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/١٢١-١٢٢ (١٧٠٣٦): «رواه الطبراني، وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٢/٢٤٢ (٥٦١٠): «ضعيف».]]. (١١/٢٢٥)
٥٥٤١٥- عن أبي الضيف -وكان من أصحاب معاذ بن جبل-، قال: يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ على أربعة أصناف: المتقين، ثم الشاكرين، ثم الخائفين، ثم أصحاب اليمين. قلتُ: لِمَ سُمُّوا أصحاب اليمين؟ قال: لأنهم عملوا بالحسنات والسيئات، فأُعطوا كتبهم بأيمانهم، فقرأوا سيئاتهم حرفًا حرفًا. قالوا: يا ربَّنا، هذه سيئاتنا، فأين حسناتنا؟ فعند ذلك محا اللهُ السيئات، وأبدلها حسنات، فعند ذلك قالوا: ﴿هاؤم اقرؤوا كتابيه﴾. فهم أهلُ الجنة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٣٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.