الباحث القرآني

وَقُرِئَ: "تَخْلُدُ" بِالتّاءِ عَلى الِالتِفاتِ المُنْبِئِ عَنْ شِدَّةِ الغَضَبِ ومُضاعَفَةِ العَذابِ لِانْضِمامِ المَعاصِي إلى الكُفْرِ، كَما يُفْصِحُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إلا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحًا﴾ وذِكْرُ المَوْصُوفِ مَعَ جَرَيانِ الصّالِحِ والصّالِحاتِ مَجْرى الِاسْمِ لِلِاعْتِناءِ والتَّنْصِيصِ عَلى مُغايَرَتِهِ لِلْأعْمالِ السّابِقَةِ. ﴿فَأُولَئِكَ﴾ إشارَةٌ إلى المَوْصُولِ والجَمْعُ بِاعْتِبارِ مَعْناهُ، كَما أنَّ الإفْرادَ في الأفْعالِ الثَّلاثَةِ بِاعْتِبارِ لِفْظِهِ، أيْ: أُولَئِكَ المَوْصُوفُونَ بِالتَّوْبَةِ والإيمانِ والعَمَلِ الصّالِحِ ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ بِأنْ يَمْحُوَ سَوابِقَ مَعاصِيهِمْ بِالتَّوْبَةِ ويُثْبِتُ مَكانَها لَواحِقَ طاعَتِهِمْ، أوْ يُبَدِّلَ بِمَلْكَةِ المَعْصِيَةِ ودَواعِيها في النَّفْسِ مَلَكَةَ الطّاعَةِ بِأنْ يُزِيلَ الأُولى ويَأْتِي بِالثّانِيَةِ. وقِيلَ: بِأنْ يُوَفِّقَهُ لِأضْدادِ ما سَلَفَ مِنهُ، أوْ أنْ يُثْبِتَ لَهُ بَدَلَ كُلِّ عِقابٍ ثَوابًا، وقِيلَ: يُبْدِلُهم بِالشِّرْكِ إيمانًا، وبِقَتْلُ المُسْلِمِينَ قَتْلَ المُشْرِكِينَ، وبِالزِّنا عِفَّةً وإحْصانًا. ﴿وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ اعْتِراضٌ تَذْيِيلِيٌّ مُقَرِّرٌ لِما قَبْلَهُ مِنَ المَحْوِ والإثْباتِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب