الباحث القرآني

﴿وَیَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا یَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ ۝٦٢﴾ - قراءات

٤١٤٦٧- قال يحيى بن سلّام: وبعضهم يقرأ هذا الحرف: ‹وأَنَّهُم مُفَرِّطُونَ›، يعني: أنهم مُفْرِّطُونَ كقولهم: ﴿يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها﴾ [الأنعام:٣١]. قال يحيى بن سلّام: وكذلك قرأتها عند عمرو[[تفسير يحيى بن سلام ١/٧١. و‹مُّفَرِّطُونَ› بكسر الراء مشددة قراءة متواترة، قرأ بها أبو جعفر، وقرأ نافع: ‹مُّفْرِطُونَ› بكسر الراء مخففة، وقرأ بقية العشرة ﴿مُفْرَطُونَ﴾ بفتح الراء مخففة. انظر: النشر ٢/٣٠٤، والإتحاف ص٣٥٢.]]٣٦٨٧. (ز)

٣٦٨٧ ذكر ابنُ جرير (١٤/٢٦٧) هذه القراءة، وعلّق عليها قائلًا: «وقرأه أبو جعفر القارئ: ‹وأَنَّهُم مُّفَرِّطُونَ› بكسر الراء وتشديدها، بتأويل: أنهم مفرطون في أداء الواجب الذي كان لله عليهم في الدنيا من طاعته وحقوقه، مضيعو ذلك، من قول الله تعالى: ﴿يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله﴾ [الزمر:٥٦]». وبنحوه ابنُ عطية (٥/٣٧٥). ثم ذكر ابنُ جرير قراءة من قرأ ذلك بكسر الراء وتخفيفها، وعلّق عليها، فقال: «وقرأ نافع بن أبي نعيم: ‹وأَنَّهُم مُّفْرِطُونَ› بكسر الراء وتخفيفها ... بتأويل: أنهم مفرطون في الذنوب والمعاصي، مسرفون على أنفسهم مكثرون منها، من قولهم: أفرط فلان في القول: إذا تجاوز حده، وأسرف فيه». وعلّق عليها ابنُ عطية (٣/٣٧٥)، فقال: «وقرأ السبعة سوى نافع ﴿مُفْرَطُونَ﴾ بفتح الراء وخفتها، ومعناه: مقدمون إلى النار والعذاب. وهي قراءة الحسن، والأعرج، وأصحاب ابن عباس، وقد رويت عن نافع، وهو مأخوذ من فرط الماء، وهم القوم الذين يتقدمون إلى المياه لإصلاح الدلاء والأرشية، ومنه قول النبي ﷺ: «أنا فرطكم على الحوض»». ثم رجّح ابنُ جرير مستندًا إلى لموافقتها لتأويل أهل التأويل قراءة من قرأ ذلك بفتح الراء وتخفيفها، فقال: «والذي هو أولى القراءات في ذلك بالصواب قراءة الذين ذكرنا قراءتهم من أهل العراق؛ لموافقتها تأويل أهل التأويل الذي ذكرنا قبل، وخروج القراءات الأخرى عن تأويلهم».

﴿وَیَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا یَكۡرَهُونَۚ﴾ - تفسير

٤١٤٦٨- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿ويجعلون لله ما يكرهون﴾، قال: يقول: تجعَلون لي البنات، وتَكْرَهون ذلك لأنفسِكم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٦٧)

٤١٤٦٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿ويجعلون لله ما يكرهون﴾، قال: وهُنَّ الجَواري[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٦٧)

٤١٤٧٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويَجْعَلُونَ﴾ يعني: ويصفون ﴿لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ﴾ من البنات؛ يقولون: لله البنات[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٥.]]. (ز)

٤١٤٧١- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿ويجعلون لله ما يكرهون﴾ يجعلون له البنات، ويكرهونها لأنفسهم[[تفسير يحيى بن سلام ١/٧٠.]]. (ز)

﴿وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ﴾ - تفسير

٤١٤٧٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وتصف ألسنتهم الكذب﴾: تقول ألسنتهم الكذب[[تفسير مجاهد ص٤٢٢.]]. (ز)

٤١٤٧٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿وتصف ألسنتهم الكذب﴾، قال: قولُ كفارِ قريش[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٢. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٦٧)

٤١٤٧٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وتصف ألسنتهم الكذب﴾، أي: يَتكلَّمون[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٦٧)

٤١٤٧٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وتصف ألسنتهم الكذب﴾، أي: يتكلمون به، ويعلنون به[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٧١.]]. (ز)

٤١٤٧٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وتَصِفُ﴾ يعني: وتقول ﴿ألْسِنَتُهُمُ الكَذِبَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٥.]]. (ز)

﴿أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾ - تفسير

٤١٤٧٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿أنّ لهم الحسنى﴾: لنا البنونَ، وللهِ البنات[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٢. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٦٧)

٤١٤٧٨- قال يحيى بن سلّام: في تفسير الحسن البصري: أن لهم الجنة. يقولون: أي: إن كانت جنة. كقوله؛ قول الكافر: ﴿ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى﴾ [فصلت:٥٠]، أي: إن رجعت وكانت ثَمَّ جنة[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٧١.]]. (ز)

٤١٤٧٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-: بـ﴿أن لهم الحسنى﴾، أي: الغِلْمان[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٥٧، وابن جرير ١٤/٢٦٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]٣٦٨٨. (٩/٦٧)

٣٦٨٨ لم يذكر ابن جرير (١٤/٢٦٢) غير قول قتادة، وقول مجاهد.

٤١٤٨٠- قال إسماعيل السُّدِّيّ: البنين[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٧١.]]. (ز)

٤١٤٨١- قال مقاتل بن سليمان: بـ﴿أنَّ لَهُمُ الحُسْنى﴾ البنين، وله البنات[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٥.]]. (ز)

٤١٤٨٢- قال يحيى بن سلّام: ﴿أن لهم الحسنى﴾، أي: الغلمان[[تفسير يحيى بن سلام ١/٧١.]]٣٦٨٩. (ز)

٣٦٨٩ في قوله: ﴿الحسنى﴾ قولان: الأول: أن المراد به: الذكور من الأولاد. الثاني: أن المراد به: الجنة. وقد ذكر ابنُ عطية (٥/٣٧٤-٣٧٥) القول الأول، وعلّق عليه بقوله: «وهو الأسبق من معنى الآية». وعلّق على القول الثاني بقوله: «ويؤيد هذا قوله: ﴿لا جَرَمَ أنَّ لَهُمُ النّارَ﴾، ومعنى الآية على هذا التأويل: يجعلون لله المكروه، ويدَّعون مع ذلك أنهم يدخلون الجنة. كما تقول لرجل: أنت تعصي الله، وتقول مع ذلك أنت تنجو. أي: هذا بعيد مع هذا».

﴿لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ﴾ - تفسير

٤١٤٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: ﴿لا جرم﴾، يقول: بلى[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٣.]]. (ز)

٤١٤٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لا جَرَمَ﴾ قسمًا حقًّا ﴿أنَّ لَهُمُ النّارَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٥.]]. (ز)

٤١٤٨٥- قال يحيى بن سلّام: قال الله: ﴿لا جرم﴾، وهي كلمة وعيد[[تفسير يحيى بن سلام ١/٧١.]]. (ز)

﴿وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ ۝٦٢﴾ - تفسير

٤١٤٨٦- قال عبد الله بن عباس: مَنسِيُّون في النار[[تفسير البغوي ٥/٢٦.]]٣٦٩٠. (ز)

٣٦٩٠ ذكر ابن كثير (٨/٣٢٢) هذا القول، وعلّق عليه بقوله: «وهذا كقوله تعالى: ﴿فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا﴾ [الأعراف:٥١]».

٤١٤٨٧- عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية- في قوله: ﴿وأنهم مفرطون﴾، قال: مَتْروكون في النار، مَنسيُّون فيها أبدًا[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٤. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. كما أخرجه يحيى بن سلام ١/٧١، وابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٩/٤٠٧ (٣٦٥٠٢)، وابن جرير ١٤/٢٦٤ بلفظ: مَنسِيُّون مُضَيَّعون.]]. (٩/٦٧)

٤١٤٨٨- عن سعيد بن جبير -من طريق الربيع، عن أبي بشر- ﴿وأنهم مفرطون﴾، قال: مُخْسَؤون مُبْعَدون[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٦.]]٣٦٩١. (ز)

٣٦٩١ ذكر ابنُ عطية (٥/٣٧٥) هذا القول، وعلّق عليه بقوله: «وهذا قريب من الذي قبله». يعني: قول من قال: معناه: منسيون في النار.

٤١٤٨٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وأنهم مُّفرَطُون﴾، قال: مَنسيُّون[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٤-٢٦٥. وهو في تفسير مجاهد ص٤٢٢ بلفظ: منسيون في النار. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٩/٦٧)

٤١٤٩٠- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- ﴿وأنهم مفرطون﴾، قال: مَنسِيّون في النار[[أخرجه ابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٨/٥١٣ (٣٥٣١٦)، وابن جرير ١٤/٢٦٥ بلفظ: متروكون في النار.]]. (ز)

٤١٤٩١- عن الحسن البصري، في قوله: ﴿وأنهم مفرطون﴾، قال: مُعَجَّلٌ بهم إلى النار[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٧١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٦٨)

٤١٤٩٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق الحسين- ﴿وأنهم مفرطون﴾، يقول: مُضاعون[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٥.]]. (ز)

٤١٤٩٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿وأنهم مفرطون﴾، قال: قد فُرِطوا في النار، أي: مُعَجَّلون[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٥٧، وابن جرير ١٤/٢٦٦ من طريق معمر وسعيد. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٣٦٩٢. (٩/٦٨)

٣٦٩٢ ذكر ابنُ كثير (٨/٣٢٢) قول قتادة، وعلّق عليه، فقال: «وعن قتادة أيضًا: ﴿مفرطون﴾ أي: معجلون إلى النار، من الفرط، وهو السابق إلى الورد».

٤١٤٩٤- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿وأنهم مفرطون﴾، يعني: وأنهم مسلَّمون[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٧١.]]. (ز)

٤١٤٩٥- عن داود بن أبي هند -من طريق عَبّاد بن راشد- في قول الله: ﴿وأنهم مفرطون﴾، قال: منسيون في النار[[أخرجه ابن جرير ١٤/٢٦٥.]]. (ز)

٤١٤٩٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ﴾، يعني: متروكون في النار؛ لقولهم: لله البنات[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٧٥. وفي تفسير الثعلبي ٦/٢٤، وتفسير البغوي ٥/٢٧ بنحوه مختصرًا منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]٣٦٩٣. (ز)

٣٦٩٣ اختلف السلف في تفسير قوله: ﴿وأنهم مفرطون﴾ على أقوال: الأول: أنهم متروكون في النار. الثاني: أنهم معجلون إلى النار مقدمون إليها. الثالث: أنهم مبعدون في النار. وعلّق ابنُ جرير (١٤/٢٦٥) على القول الثاني، فقال: "وقال آخرون: معنى ذلك: معجلون إلى النار، مقدمون إليها. وذهبوا في ذلك إلى قول العرب: أفرطنا فلانًا في طلب الماء. إذا قدموه لإصلاح الدلاء والأرشية، وتسوية ما يحتاجون إليه عند ورودهم عليه، فهو مفرط، فأما المتقدم نفسه فهو فارط، يقال: قد فرط فلان أصحابه يفرطهم فرطًا وفروطًا: إذا تقدمهم، وجمع فارط فراط، ومنه قول القطامي: واستعجلونا وكانوا من صحابتنا ... كما تعجل فراط لوراد ومنه قول النبي ﷺ: «أنا فرطكم على الحوض». أي: متقدمكم إليه، وسابقكم حتى تردوه". وقد رجّح ابنُ جرير (١٤/٢٦٦) القول الأول، وانتقد القول الثاني مستندًا إلى دلالة العقل، واللغة، وعلل ذلك بقوله: «وذلك أن الإفراط الذي هو بمعنى التقديم إنما يقال فيمن قدم مقدمًا لإصلاح ما يقدم إليه إلى وقت ورود من قدمه عليه، وليس بمقدم من قدم إلى النار من أهلها لإصلاح شيء فيها لوارد يرد عليها فيها فيوافقه مصلحًا، وإنما تقدم من قدم إليها لعذاب يعجل له، فإذا كان معنى ذلك الإفراط الذي هو تأويل التعجيل ففسد أن يكون له وجه في الصحة؛ صح المعنى الآخر، وهو الإفراط الذي بمعنى التخليف والترك، وذلك أن يحكى عن العرب: ما أفرطت ورائي أحدًا، أي: ما خلفته، وما فرطته، أي: لم أخلفه». وذكر ابنُ كثير (٨/٣٢٢) الأول والثاني، وعلّق عليهما بقوله: «ولا منافاة؛ لأنهم يعجل بهم يوم القيامة إلى النار، وينسون فيها، أي: يخلدون».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب