* الإعراب:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ) جملة أرأيتم مقول القول ومفعولا أرأيتم محذوفان تقديرهما أرأيتم حالكم إن كان كذا ألستم ظالمين وجواب الشرط محذوف أيضا تقديره فقد ظلمتم وقدّره الزمخشري ألستم ظالمين ورد عليه أبو حيان بأنه لو كان كذلك لوجبت الفاء لأن الجملة الاستفهامية متى وقعت جوابا للشرط ألزمت الفاء ثم إن كانت أداة الاستفهام همزة تقدمت على الفاء نحو إن تزرنا أفما نكرمك وإن كانت غيرها تقدمت الفاء عليها نحو إن تزرنا فهل ترى ألا خيرا وقيل جواب الشرط فآمن واستكبرتم وقيل هو محذوف تقديره فمن المحق منّا ومن المبطل وقيل فمن أضلّ واسم كان ضمير مستتر تقديره هو ومن عند الله خبرها وكفرتم الواو عاطفة وجملة كفرتم عطف على فعل الشرط واختار الجلال والسمين أن تكون حالية وبه متعلقان بكفرتم (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ) الواو عاطفة وشهد شاهد فعل وفاعل ومن بني إسرائيل صفة لشاهد وعلى مثله متعلقان بشهد والضمير يعود إلى القرآن أي على مثل القرآن من المعاني الموجودة في التوراة المطابقة له من إثبات التوحيد والبعث والنشور وغير ذلك وهذه المثلية هي باعتبار تطابق المعاني وإن اختلفت الألفاظ (فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الفاء عاطفة وآمن فعل وفاعل مستتر تقديره هو أي الشاهد واستكبرتم عطف على فآمن وإن واسمها وجملة لا يهدي القوم الظالمين خبر (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ) الواو عاطفة وقال الذين فعل وفاعل وجملة كفروا صلة وللذين متعلقان بقال وجملة آمنوا صلة ولو شرطية وكان فعل ماض ناقص واسمها مستتر يعود على ما جاء به محمد وخيرا خبرها وما نافية وسبقونا فعل وفاعل ومفعول به وإليه متعلقان بسبقونا والجملة مقول القول وجملة ما سبقونا إليه لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) الواو عاطفة وإذ ظرف ماض متعلق بمحذوف تقديره ظهر عنادهم وتسبّب عنه قوله فسيقولون ولا يعمل في إذ فسيقولون لتضاد الزمانين ولأجل الفاء أيضا وقيل إن لم يكن مانع من عمل فسيقولون في الظرف إلا تنافي دلالتي المضي والاستقبال فهذا غير مانع فإن الاستقبال هاهنا إنما خرج مخرج الإشعار بدوام ما وقع ومضى لأن القوم قد حرموا الهداية وقالوا هذا إفك قديم وأساطير الأولين وغير ذلك فمعنى الآية إذن وقالوا إذا لم يهتدوا به هذا إفك قديم وداموا على ذلك وأصرّوا عليه فعبّر عن وقوعه ثم دوامه بصيغة الاستقبال كما قال إبراهيم إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وقد كانت الهداية واقعة وماضية ولكن أخبر عن وقوعها ثم دوامها فعبّر بصيغة الاستقبال وهذا طريق الجمع بين قوله سيهدين وقوله في الأخرى فهو يهدين ولولا دخول الفاء على الفعل لكان هذا الذي ذكرناه هو الوجه ولكن الفاء المسبّبة دلّت بدخولها على محذوف هو السبب وقطعت الفعل عن الظرف المتقدم فوجب تقدير المحذوف عاملا فيه.
وقال أبو السعود في تفسيره «وإذا لم يهتدوا به ظرف لمحذوف يدل عليه ما قبله ويترتب عليه ما بعده أي وإذ لم يهتدوا بالقرآن قالوا ما قالوا فسيقولون غير مكتفين بنفي خبريته هذا إفك قديم كما قالوا أساطير الأولين وقيل المحذوف ظهر عنادهم وليس بذاك» . وعبارة الكرخي «قوله وإذ لم يهتدوا ظرف لمحذوف مثله ظهر عنادهم لا لقوله فسيقولون فإنه للاستقبال وإذ للمضي ويجوز أن يقال إن إذ للتعليل لا للظرف أو يقال فسيقولون للاستمرار في الأزمنة الثلاث والسين لمجرد التأكيد وأما الفاء فلا تمنع من العمل فيما قبلها نصّ عليه الرضي وغيره والتسبب يجوز أن يكون عن كفرهم» .
ولم حرف نفي وقلب وجزم ويهتدوا فعل مضارع مجزوم بلم والواو فاعل والفاء عاطفة والسين حرف استقبال ويقولون فعل مضارع مرفوع وفاعل وهذا مبتدأ وإفك خبر وقديم صفة والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً) الواو استئنافية ومن قبله جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم وكتاب موسى مبتدأ مؤخر وإماما ورحمة حالان من كتاب موسى والتقدير وكتاب موسى كائن من قبل القرآن في حال كونه إماما ورحمة (وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ)
الواو عاطفة وهذا مبتدأ وكتاب خبر ومصدّق صفة ولسانا حال من الضمير في مصدّق أو من كتاب والعامل فيه معنى الإشارة، وأعربه أبو البقاء مفعولا به لمصدّق وعلى هذا تكون الإشارة إلى غير القرآن وقيل هو منصوب بنزع الخافض أي بلسان عربي، وأجاز أبو حيان جميع هذه الأوجه. واللام للتعليل وينذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بمصدق أو هو في محل نصب مفعول لأجله والذين مفعول به وجملة ظلموا صلة وبشرى عطف على محل لينذر إن كان مفعولا لأجله ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي وهو بشرى وللمحسنين نعت لبشرى (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) إن واسمها وجملة قالوا صلة وربنا مبتدأ والله خبر ويجوز العكس وثم حرف عطف وجملة استقاموا عطف على جملة قالوا. (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الفاء زائدة في خبر إن لما في الموصول من رائحة الشرط وقال السمين: والفاء زائدة في خبر الموصول لما فيه من معنى الشرط ولم تمنع إن من ذلك لبقاء معنى الانتداب بخلاف لعل وليت وكأن، وسيبويه يرى تقدير حذف إن ثم دخلت الفاء في خبر الذين، ولا نافية وخوف مبتدأ ساغ الابتداء به لتقدم النفي وعليهم خبر، ولا هم يحزنون عطف على الجملة السابقة وجملة فلا خوف عليهم خبر إن (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) أولئك مبتدأ وأصحاب الجنة خبره وخالدين فيها حال وجزاء مصدر منصوب بفعل محذوف أي يجزون جزاء وأجاز أبو البقاء إعرابه حالا، وبما متعلقان بجزاء وما موصولة أو مصدرية وكان واسمها وجملة يعملون خبرها والجملة خبر ثان لإن.
{"ayahs_start":10,"ayahs":["قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدࣱ مِّنۢ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ","وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَوۡ كَانَ خَیۡرࣰا مَّا سَبَقُونَاۤ إِلَیۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ یَهۡتَدُوا۟ بِهِۦ فَسَیَقُولُونَ هَـٰذَاۤ إِفۡكࣱ قَدِیمࣱ","وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةࣰۚ وَهَـٰذَا كِتَـٰبࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّسَانًا عَرَبِیࣰّا لِّیُنذِرَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِینَ","إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ","أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَـٰلِدِینَ فِیهَا جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ"],"ayah":"قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدࣱ مِّنۢ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ"}