الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿قُلْ أرَأيْتُمْ إنْ كانَ مِن عِنْدِ اللَّهِ وكَفَرْتُمْ بِهِ وشَهِدَ شاهِدٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ واسْتَكْبَرْتُمْ﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ «أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ صارَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَآمَنَ بِهِ، وقالَ لَهُ: سَلِ اليَهُودَ عَنِّي، فَإنَّهم سَيُزَكُّونَنِي عِنْدَكَ، ويُخْبِرُونَكَ بِمَكانِي مِنَ العِلْمِ، فَسَألَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ عَنْهُ مِن قَبْلِ أنْ يَعْلَمُوا أنَّهُ قَدْ آمَنَ، فَأخْبَرُوا عَنْهُ بِأنَّهُ أعْلَمُهم بِالتَّوْراةِ، وبِمَذْهَبِهِمْ، وأنَّهُ عالِمٌ، ابْنُ عالِمٍ، ابْنِ عالِمٍ، فَآمَنَ بِحَضْرَتِهِمْ، وشَهِدَ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقالُوا - بَعْدَ إيمانِهِ -: أنْتَ شَرُّنا، وابْنُ شَرِّنا. (p-٤٤٠)قالَ: ألَمْ يَأْتِكم في التَّوْراةِ عَنْ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ -: إذا رَأيْتُمْ مُحَمَّدًا فَأقْرِئُوهُ السَّلامَ مِنِّي، وآمِنُوا بِهِ؟! وأقْبَلَ يَقِفُهم مِنَ التَّوْراةِ عَلى أمْكِنَةٍ فِيها ذِكْرُ النَّبِيِّ ﷺ وصِفَتُهُ، وهم يَسْتَكْبِرُونَ، ويَجْحَدُونَ، ويَتَعَمَّدُونَ سَتْرَ ذَلِكَ بِأيْدِيهِمْ، وجَوابُ: ”إنْ كانَ مِن عِنْدِ اللَّهِ وكَفَرْتُمْ بِهِ وشَهِدَ شاهِدٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ واسْتَكْبَرْتُمْ“»: ”أتُؤْمِنُونَ؟“، ثُمَّ أعْلَمَ أنَّ هَؤُلاءِ المُعانِدِينَ خاصَّةً لا يُؤْمِنُونَ، فَقالَ: ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾، أيْ: قَدْ جَعَلَ جَزاءَهم عَلى كُفْرِهِمْ بَعْدَما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى مَدَّهم في الضَّلالَةِ، وقِيلَ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: ﴿وَشَهِدَ شاهِدٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ﴾، عَلى مِثْلِ شَهادَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، والأجْوَدُ - واللَّهُ أعْلَمُ - أنْ يَكُونَ ”عَلى مِثْلِهِ“: ”عَلى مِثْلِ شَهادَةِ النَّبِيِّ ﷺ“ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب