الباحث القرآني

﴿ولَقَدْ أخَدنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ﴾ بالجدوب لقلة الأمطار ﴿ونَقْصٍ مِن الثمَراتِ لَعَلَّهم يَذكرونَ﴾ لكي ينتبهوا ويتعظوا ﴿فَإذا جاءَتْهُم الحَسَنَة﴾ السعة والمال ﴿قالوا لَنا هَذِه﴾ لأجلنا ونحن مستحقوها ولم يشكروا منعمها ﴿وإنْ تُصِبْهم سَيِّئَةٌ﴾ بلاء وجدب ﴿يَطَّيَّرُوا بِمُوسى ومَن مَعَهُ﴾ يتشاءموا بهم وقالوا ما هذا إلا بشؤمهم ﴿ألا إنَّما طائِرُهم عِنْدَ اللهِ﴾ أي: شؤمهم من قبل الله ومن عنده، أو سبب شؤمهم وهو أعمالهم القبيحة عنده مكتوب ﴿ولكِنَّ أكثَرَهم لا يَعْلَمُونَ﴾ ما أصابهم من الله تعالى ﴿وقالُوا﴾ لموسى ﴿مَهْما تَأتِنا بِهِ﴾ أي: أيما شيء تأتنا به فمحل مهما الرفع وجاز النصب بفعل يفسره ﴿تَأتِنا﴾ أي: أيما شيء تحضرنا تأتنا به ﴿مِن آيَةٍ﴾ بيان لهما وسموها آية على زعم موسى ﴿لِتَسْحَرَنا بِها﴾ الضمير لما في مهما باعتبار المعنى فإن من آية فضلة جيء للتبيين ﴿فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ فدعا عليهم موسى عليه السلام ﴿فَأرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ﴾ أرسل الله تعالى مطرًا سبعة أيام امتلئت بيوت القبط ماء حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم ولم يدخل بيوت بني إسرائيل مع أن بيوتهم مشتبكة أو المراد من الطوفان الوباء أو الجدري ثم فزعوا إلى موسى وعهدوا بالإيمان إن كشف عنهم العذاب، فلما كشف نقضوا عهودهم ﴿والجَرادَ﴾ فأرسل الله إليهم الجراد فأكل زروعهم وثيابهم حتى مسامير أبوابهم ثم عهدوا وكشف فنقضوا ﴿والقُمَّلَ﴾ فأرسل الله إليهم السوس أو أولاد الجراد قبل أجنحتها أو الحمنان صغار القردان أو دواب سود صغار أو القمل بفتح القاف حتى أكلت أبدانهم ومصت دماءهم فعهدوا فلما كشف نقضوا ﴿والضَّفادِعَ﴾ فأرسل الله تعالى إليهم الضفادع حتى لا يستطيعوا الطبخ والأكل فإنه يمتلئ قدورهم وظروفهم وأفواههم فعهدوا ونقضوا ﴿والدَّمَ﴾ صارت مياههم دمًا وسالت النيل عليهم بالدم أو المراد بالدم الرعاف فعطشوا فعهدوا ونقضوا ﴿آياتٍ مُفَصَّلاتٍ﴾ مبينات لا يشتبه على أحد أنها نقمة من الله ونصبها على الحال ﴿فاسْتَكْبَرُوا﴾ عن الإيمان ﴿وكانُوا قَوْمًا مُجْرِمِين ولَما وقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ﴾ الآيات المفصلات أو الطاعون فهو عذاب سادس ﴿قالُوا يا مُوسى ادعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ﴾ أي: بحق عهده عندك وهو النبوة أو بما أنت تعلمه من أسمائه التي تدعو بها فيستجيب الدعاء ﴿لَئِنْ كَشَفْتَ عَنّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ولَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسْرائِيلَ فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إلى أجَلٍ هم بالِغُوهُ﴾ حد من الزمان هم بالغوه فمعذبون أو مهلكون فيه وهو الغرق ﴿إذا هم يَنْكُثُونَ﴾ عهدهم أي: فلما كشفنا العذاب فجاءوا النقض بلا مهل وتأمل ﴿فانْتَقَمْنا﴾ أردنا الانتقام ﴿مِنهم فَأغْرَقْناهم في اليَمِّ﴾ البحر العميق ﴿بِأنَّهم كَذبُوا بِآياتِنا وكانُوا عَنْها غافِلِينَ﴾ لا يتفكرون في آياتنا ﴿وأوْرَثْنا القَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ﴾ بقتل أبنائهم واستخدام نسائهم ﴿مَشارِقَ الأرْضِ﴾ أرض الشام ﴿ومَغارِبَها التِي بارَكْنا فيها﴾ بالسعة والرخاء ﴿وتَمَّتْ كَلِمَةُ ربِّكَ﴾ هي وعده إياهم بالنصر والظفر ﴿الحُسْنى﴾ صفة الكلمة ﴿عَلى بَنِي إسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا﴾ بسبب صبرهم على الشدائد ﴿ودَمَّرْنا﴾ استأصلنا ﴿ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وقَوْمُهُ﴾ من العمارات ﴿وما كانُوا يَعْرِشُونَ﴾ يرفعون من البيوت والقصور أو من البساتين. ﴿وجاوَزْنا بِبَنِي إسْرائِيلَ البَحْرَ﴾ عبرنا بهم ﴿فَأتَوْا عَلى قَوْمٍ﴾ مروا عليهم ﴿يَعْكُفُونَ﴾ يقيمون ﴿عَلى﴾ عبادة ﴿أصْنامٍ لَهم قالُوا يا مُوسى اجْعَلْ لَنا إلَهًا﴾ مثالًا نعبده ﴿كَما لَهم آلِهَةٌ﴾ ما كافة ﴿قالَ إنَّكم قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ لأن العاقل لا يطلب معبودًا مخلوقًا لا يضر ولا ينفع ﴿إنَّ هَؤُلاءِ﴾ إشارة إلى القوم ﴿مُتَبَّرٌ﴾ مكسر مدمر ﴿ما هم فِيهِ﴾ أي: دينهم فاعل متبرًا أو مبتدأ و ﴿مُتَبَّرٌ﴾ خبره ﴿وباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ألبتة لا محالة ﴿قالَ أغَيْرَ اللهِ أبْغِيكُمْ﴾ أطلب لكم ﴿إلَهًا وهو فَضَّلَكم عَلى العالَمِينَ﴾ بأن أعطاكم نعمًا وخصكم بها ﴿وإذْ أنْجَيْناكم مِن آلِ فِرْعَوْنَ﴾ أي: واذكروا هذا اللطف العظيم ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ استئناف أو حال أي: يبغونكم ﴿سُوءَ العَذاب﴾ شدته ﴿يُقَتِّلُونَ﴾ بدل من يسومون مبين له ﴿أبْناءَكم ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكم وفي ذَلِكُمْ﴾ أي: العذاب ﴿بَلاءٌ مِن رَبِّكم عَظِيمٌ﴾ قيل الإشارة إلى الإنجاء فالبلاء بمعنى المنحة لا المحنة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب