الباحث القرآني

﴿والصّافّاتِ صَفًّا﴾ أقسم سبحانه بطوائف الملائكة الصافات ﴿فالزّاجِراتِ زَجْرًا﴾: الملائكة الذين يزجرون السحاب سوقًا، أو الآيات القرآنية التي تنهي وتزجر عن القبيح ﴿فالتّالِياتِ ذِكْرًا﴾ أي: الملائكة الذين ينزلون بكلام، ويتلونه على أنبيائه، والعطف بالفاء؛ للدلالة على ترتب الصافات في التفاصيل قيل: أقسم بالذين يصفون في مقابلة العدو الذين يزجرون الخيل للجهاد، ويتلون القرآن مع ذلك، لا يشغلهم عنه تلك الشواغل ﴿إنَّ إلَهَكم لَواحِدٌ﴾: جواب للقسم ﴿رَبُّ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ خبر بعد خبر أو خبر لمحذوف ﴿وما بَيْنَهُما ورَبُّ المَشارِقِ﴾: مشارق الكواكب أو مشارق الشمس في السنة، واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليها ﴿إنّا زَيَّنّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الكَواكِبِ﴾ قراءة تنوين زينة مع جر الكواكب يؤيدان الإضافة للبيان، والزينة اسم وقراءة نصب الكواكب يؤيدان الإضافة إلى المفعول، والزينة مصدر أي: بأن زان الله الكواكب، وحسنها والكواكب، وإن كان بعضها في غير سماء الدنيا لكن بأسرها زينة للسماء الدنيا زيناها للناظرين يرونها كجواهر مشرقة على سطحها الأزرق ﴿وحِفْظًا﴾ أي: وحفظناها حفظًا، أو عطف على بزينة من حيث المعنى، كأنه قيل: إنا خلقناها زينة وحفظًا ﴿مِن كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ﴾: خارج عن الطاعة إذا أراد استراق السمع أتاه شهاب ثاقب فأحرقه ﴿لا يَسَّمَّعُونَ إلى المَلَإ الأعْلى﴾ التسمع: تطلب السماع، ولتضمنه معنى الإصغاء عُدِّي بإلى، والملأ الأعلى الملائكة، وهو كلام منقطع لبيان حالهم، أو صفة و ”لا“ محذور معنى؛ لأن معناها: لا يمكنون من التسمع، كما لا يخفى أو استئناف، معناها: لا يمكنون من التسمع، كما لا يخفى أو استئناف، والسؤال عما يكون عند الحفظ وكيفيته، لا عن سببه ﴿ويُقْذَفُونَ﴾: يرمون ﴿مِن كُلِّ جانِبٍ﴾: من جوانب السماء حين صعدوا للاستراق ﴿دُحُورًا﴾: للدحور وهو الطرد أو مدحورين ﴿ولَهم عَذابٌ واصِبٌ﴾ مستمر في الآخرة ﴿إلا مَن خَطِفَ﴾: اختلس ﴿الخَطْفَةَ﴾ استثناء من فاعل، لا يسمعون بدل منه ﴿فَأتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ﴾: أي لا يسمع الشياطين إلا الشيطان الذي يختلس ويأخذ كلام الملائكة بسرعة، فيتبعه كوكب مضيء، فيحرقه وسيأتي تفصيل ذلك في سورة ”قل أوحي“ إن شاء الله ﴿فاسْتَفتِهِمْ﴾: استخبر مشركي مكة ﴿أهم أشَدُّ خَلْقًا أمْ مَن خَلَقْنا﴾ أي: سلهم أخلقهم أصعب أم خلق الملائكة والسماء والأرض، وما بينهما، والمشارق والكواكب والشهب الثواقب؟ فإذا اعترفوا أنها أصعب فَلِمَ ينكرون البعث؟! والبعث أسهل ﴿إنّا خَلَقْناهم مِن طِينٍ لازِبٍ﴾: لاصق لازق بعضه ببعض، فمن أين لهم أن ينكروا إعادتهم وهم تراب ﴿بَلْ عَجِبْتَ﴾: يا محمد من إنكارهم للبعث، أو من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة ﴿ويَسْخَرُونَ﴾: منك ومن تعجبك، وقراءة ﴿عَجِبْتُ﴾ بضم التاء بمعنى عجبت من إنكارهم البعث، أو بلغ كمال قدرتي أني تعجبت منه، والعجب من الله تعظم تلك الحالة ﴿وإذا ذُكِّرُوا﴾ وعظوا بشيء ﴿لاَ يَذْكُرُونَ﴾ لا يتعظون به ﴿وإذا رَأوْا آيةً﴾ كانشقاق القمر ﴿يَسْتَسْخِرُونَ﴾ يبالغون في السخرية ﴿وقالُوا إنْ هَذا﴾ أي: ليس ما نراه ﴿إلّا سِحْرٌ مُبِينٌ أإذا مِتْنا وكُنّا تُرابًا وعِظامًا أإنّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ تكرار الهمزة للتأكيد في نفي البعث ﴿أوَآباؤُنا الأوَّلُونَ﴾ عطف على محل إن واسمها، أو على ضمير لمبعوثون، وجاز للفصل بالهمزة ﴿قُلْ نَعَمْ﴾ تبعثون اكتفى به في الجواب؛ لظهوره مع ما يدل عليه من المعجزات والدلائل ﴿وأنْتُمْ داخرُون﴾ صاغرون أذلاء ﴿فَإنَّما هي زَجْرَةٌ واحِدَةٌ﴾ أي: إذا كان ذلك فإذا هي أي: البعثة صيحة واحدة، وهي النفخة الثانية، فالفاء جواب الشرط مقدر ﴿فإذا هم يَنظُرُونَ﴾ أحياء يبصرون، وينتظرون أمر الله ﴿وقالُوا يا ويْلَنا﴾ احضر فهذا أوانك ﴿هَذا يَوْمُ الدِّينِ﴾ يوم الجزاء ﴿هَذا يَوْمُ الفَصْلِ﴾ بين الحق والباطل ﴿الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾: وهذا من كلام الملائكة، والمؤمنين تقريعًا لهم وتوبيخًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب